تراجع المؤشر الرئيسي للنشاط الاقتصادي في أمريكا بأكثر من التوقعات    22 دولة تدعو إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة    غزة.. إصابة طفلين بالرصاص الحي خلال اقتحام الاحتلال بلدة الخضر    اجتماع مجلس إدارة النادي المصري مع محافظ بورسعيد لبحث استقالة كامل أبو علي    العريس جاهز وهتولع، مسلم يحتفل اليوم بزفافه على يارا تامر بعد عدة تأجيلات وانفصالات    رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025    انقلاب في البر والبحر والجو، تحذير شديد من الأرصاد بشأن طقس اليوم الثلاثاء    نماذج امتحانات الصف السادس الابتدائي PDF الترم الثاني 2025 (رابط مباشر)    محافظ القليوبية يشهد حملة مكبرة لإزالة التراكمات أسفل محور الفريق العصار    اسعار الدواجن والبيض الثلاثاء 20 مايو 2025    ياسمين صبري تكشف كواليس تعاونها مع كريم عبدالعزيز ب«المشروع X»    «أبتاون 6 أكتوبر»: استثماراتنا تتجاوز 14 مليار جنيه وخطة لطرح 1200 وحدة سكنية    ارتفاع مفاجئ تجاوز 1400 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 20-5-2025    حماس ترحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا وتطالب بترجمته لخطوات عملية تردع الاحتلال    جماعة الحوثي: فرض "حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي    أسعار الفراخ اليوم الثلاثاء 20-5-2025 بعد الهبوط الجديد.. وبورصة الدواجن الآن    بعد ترشيح ميدو.. الزمالك يصرف النظر عن ضم نجم الأهلي السابق    ترامب يتساءل عن سبب عدم اكتشاف إصابة بايدن بالسرطان في وقت مبكر    «أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار».. سعد الهلالي عن وصف القرآن ب الدستور    شديدة العدوى.. البرازيل تُحقق في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور    فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي    ماذا تفعل المرأة في حال حدوث عذر شرعي أثناء أداء مناسك الحج؟    وزارة العمل تعلن توافر 5242 فُرص عمل في 8 محافظات    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى يستعرض العلاقات المصرية- الأوروبية    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



*الرجل الذي طلبت منه نجوى سالم أن يتزوجها سرا!!
نشر في أخبار الحوادث يوم 17 - 01 - 2014


(
(( . أهم الاحداث في حياة نجوي سالم لم تنشرها الصحف :
الصحفي الذى طلبت منه أن يتزوجها!
نجم الكوميديا "الاول" الذى مات حبا فيها!!
ديانتها اليهوديه!
استثناؤها من ترحيل اليهود!
زواجها!
الكتاب الذى اصرت أن تموت وهو الى جوار رأسها!!
الورقه التى كتبها عنها "البارودى" ولم يقرأها أحد حتى الان! )))
أسرار النجمه الكوميديه الكبيرة كانت من الأشياء التى تعتبرها حقا خالصا لها.... فهى عندما أحبت لم يقلقها أن قصة حبها أصبحت على كل لسان فى الوسط الصحفى والفنى.. لكنها أصرت على أخفاء زواجها سبعة عشر عاما كاملة (!).. وكانت حريصة للغاية على اخفاء اسلامها, لانها لا تريد أن يتذكر الناس أنها كانت يهوديه (!)..
وكانت الدموع أقرب الى حياتها الخاصة من الابتسامات العديدة التى راحت توزعها على الناس أكثر من ربع قرن بلا حساب سواء فوق خشبة المسرح أو على شاشة السينما أو حتى فى مقابالاتها مع الناس ومجامالتها لهم.!!
.و رغم سوء حظها وتعاستها فى الحرمان من أقرب الناس اليها من ناحيتة.. ومن صحتها من ناحية أخرى فقد تربعت على عرش الكوميديا فى زمن العمالقه.. لقد ساءت صحتها فجأة ونقلوها للمستشفى
***
ماذا تقول دفاتر مستشفى السلام الدولى؟
وصلت الفنانة نجوى سالم الى المستشفى فى صباح الخميس 18 مارس 1987, التحقت باحدى الحجرات.. يرافقها قريب لها, هو الاستاذ عبد الفتاح البارودى الناقد الصحفى بجريدة الأخبار.
لم تقل دفاتر المستشفى ان "البارودى" هو زوجها وليس مجرد قريب لها.!. ولم تكن هذه أول مرة.. سبق أن ذكرت دفاتر مستشفى بهمن والمقاولون العرب أن "البارودى" يرافق نجوى سالم, باعتبار أنه خالها!.. كان ضروريا ألا تكتب المستشفيات أكثر من ذلك. لأنها تنقل على لسان نجوى بيانات "الالتحاق" بالمستشفى, وكانت نجوى حريصة على اخفاء زواجها من عبد الفتاح البارودى لمدة سبعة عشر عاما كاملة.. تكتمت خلالها الصحف الخبر.. حتى عندما ألمح البارودى بعد وفاتها.. لم يقل عنه كل شيىء!.. بقيت اسئلة.. وعلامات استفهام كثيرة.. وخواطر تنتظر من يزيح عنها الستار.. ولم يكن غير "البارودى" نفسه!
***
لم يمض وقت طويل حتى ذهبت اليه!
مكتبه يقع بالطابق السابع بالمبنى الصحفى الجديد لأخبار اليوم.. داخل حجرته المكتظة بكل أنواع المطبوعات, لا يمكن أن تشاهده كاملا.. أو حتى نصفه الأعلى.. سوف ترى وجهه فقط.. ورباط العنق!!..أما باقى جسده النحيل فهو مختبىء خلف تلال من الكتب والمجلات والجرائد والنشرات, ودواوين الشعر ومجلدات الفنون المسرحية والاعداد التلفزيونية والسينمائية..
وعم "البارودى" كما نناديه فى أخبار اليوم لم يغير أبدا ارتداء البنطلون "أبو حملات"! ..
والكتابة بالقلم الحبر, وأمامه باستمرار "النشافه" ودواية "المداد"..و أشياء كثيرة من ماضيه يصر عليها.. مواعيد الطعام, النظام المطلق, أوقات الكتابة.. السير على قدميه مسافات طويلة. كراهيتة المطلقة للشيوعية, لكنه لا يصر على شيىء فى حياتة كحبه لنجوى سالم.. التى لا يصدق أنها ماتت.. حتى بعد أن ماتت !!.. ذهبت اليه حاملا الاوراق والكاسيتووالاسئلة المحرجة !!
رحب بى الناقد الكبير ثلاث ساعات كاملة..!
أضحكنى لحظات.. وهز مشاعرى معظم الوقت وأنا أرى دموعا فى عينيه يحبسها.. ويجتهد فى منعها.. ويحاول تجاهلها.. لكنها كانت تهزمه فى كل مرة.. وتنتصر على ارادته.. وتلمع بشدة على تجاعيد وخطوط السنين فوق ملامحه..كان يدخل عامه الرابع بعد الستين, لكنه سرعان ما يعود للحوار شابا ممتلئا بالحيوية والنشاط والدفء كلما كان الحديث عن نجوى!!.. أجاب على كل ما سألتة ما عدا شيئا واحدا, طلب أن أعده بعدم نشره.. لأن الناس لن تصدقه,وللأسف لم تناسيت هذا الوعد!
** لماذا ظل زواجكما سرا؟
. لأسباب كثيرة.. أهمها رغبة نجوى فى عدم اعلان اسلامها..!
لأن نشر خبر الزواج قد يؤدى الى اذاعه السر, ومعرفة ديانتها الأولى قبل الاسلام.. كانت لا تريد أن تبدو أمام جمهورها الذى أحبها أنها فنانة مسلمة الميلاد وليست يهودية أسلمت!.. ثم رغبتها فى الا يعلم معجبوها بأن رجلا واحدا قد أخذها منهم, واملتكها لنفسه!
** ماذا كان اسمها قبل أن تشهر اسلامها؟!..
. يقول البارودى وهو يتنهد:
. نظيرة موسى سالم.. نفس الاسم الذى ولدت به وقيد فى شهادة ميلادها فى 17 نوفمبر 1925.
** من أين جاء اسم نجوى؟!..
... منذ طفولتها كان يحلو لامها ان تناديها باسم نجوى.. وعندما كبرت نشأت صلة حب وعشق بين نجوى واسمها (!).. أنا ايضا حينما أحببتها عشقت كثيرا هذا الاسم.. وسيظل فى خاطرى وعلى لسانى حتى أموت!
** كنت أساله بسرعة.. ويجيب بتأن بالغ:
ديانتها اليهودية هل ترجع الى الأم أم الأب؟
** الأثنان هل معا.. الأب يهودى لبنانى والأم يهودية يونانية.. الأب كان لديه محل اصلاح احذية, والأم ست بيت فقط!
كان لنجوى أشقاء؟
- شقيقان "شارل" و "يوسف".. لكنها كانت مرتبطة بوالدتها أكثر, خاصه بعد وفاة والدها.. كانت تعيش مع أمها فى شقة بالطابق الثانى بمنطة غمرة, لم تكن احداهما – الأم وابنتها- تشعر بالامان أو تستعذب الحياة الا بجوار الاخرى.. وفى أحضانها قبل أن تناما.. حبها لأمها كان الحب الأكبر فى حياة نجوى!.. وحينما افتقدت هذا الحب بموت أمها بدأت رحلتها مع المرض تزداد سوءا حتى أخذتها فى النهاية الى الرحيل هى الأخرة!
أى مرض؟!
***! فى البداية, أكتئاب نفسى ثم سرطان ثم سكر
لماذا نجت الفنانة نجوى من قرار عبد الناصر بترحيل اليهود من مصر بعد نكسة 1967؟.. لماذاتم استثناؤها هى بالذات؟!..
** ... أنا لا احب الحديث فى السياسة.. ولست أكرة عبد الناصر أو أى رئيس لمصر (!).. أرجو أن تعفينى من ذكر السبب المباشر.. وأكتفى بالقول بأن السبب يتصل بسمعتها الطيبة, وحبها الواضح لمصر والمصريين.. لقد كانت فى مقدمة الفنانين والفنانات الذين أصروا على احياء الحفلات الترفيهية لجنود الجبهة فى حرب الأستنزاف.. ربما كانت من أكثرهم حماسا وحرصا وحبا فى هذه المشاركة.
هل أسلمت من أجل أن تتزوجك؟
..أذيع هنا سرا لأول مرة لم تكن تعرفه سوى نجوى فؤاد وانا وميمى شكيب ونجيب الريحانى, فلو كانت نجوى من النوع الذى تهون عليه ديانته من أجل رجل تتزوجه, أو عاطفة حب محمومة, لكانت قبلت الزواج فورا من نجيب الريحانى, الذى وسط ميمى شكيب لاقناعها بالزواج منه أكثر من مرة, وكان وقتها نجيب "بك" الريحانى من شخصيات المجتمع البارزة.. ونجوى مجرد ممثله ناشئة.. لكن ديانة نجيب الريحانى المسيحية عاقت اتمام زواجه من حبيبته اليهودية, والتى كانت بمقدورها ان هى غيرت ديانتها أن تدخل التاريخ من باب "الريحانى" لكنها لم تفعل!
اذن لقد أسلمت لتتجنب ترحيلها مع باقى اليهود من مصر؟
- لا.. لقد استثنوها من قرار الترحيل قبل اسلامها بعدة سنوات.. وهى ليست ممن يضحين من أجل جنسية أو رجل بأغلى شىء تمتلكه!
معنى هذا انها اسلمت عن اقتناع؟!.
** مائة فى المائة, بل كانت تقول أنها مسلمة منذ ولادتها.. وهى لم تدخل المعبد اليهودى يوما واحدا فى حياتها.. بل لم تزوره ابدا.. وكانت تردد انها لا تعرف حتى مكانه فى القاهرة(!).. وان كانت لا تشعر بأية كراهية أو عداء أو حقد على أى دين من الأديان السماوية التى انزلها الله.. وقبل ان تشهر أسلامها اعتادت أن تذبح عجلا فى الليلة الختامية لمولد السيدة زينب ثم توزع لحومه على الفقراء, وأحيانا تذهب الى بعض الأديرة المسيحية المشهورة.. أو تضيىء شمعة فى احدى الكنائس, حتى أختارت الاسلام دينا تعتقنه وتتقرب به الى الله..
هل كانت ملتزمة بشعائر الاسلام؟!..
** بل كانت تصر على الصوم وهى بكامل صحتها, وهى مريضة, وهى مقيمة أو مسافرة.. وكانت أسرع كلمتين على لسانها حينما تستشعر خطرا يهددها, النطق بالشهادتين. وكانت أيضا تصلى, وانتظمت أكثر فى صلواتها أثناء مرضها.. وفى أيامها الأخيرة كانت تصلى وهى راقدة كيلا يفوتها أحد الفروض, وكانت حينما تصلى تغيب عن كل الموجودين!
وأخر يوم فى عمرها؟
** يكفى أن أقول شيئا واحدا.. بينما كنا ننقلها من شقتنا بالزمالك الى مستشفى السلام الدولى.. أصرت أن تحمل أمتعتها.. مصحفا كان لا يفارقها الى جوار سريرها بحجرة نومها بالمنزل, وبقى هذا المصحف الى جوار رأسها حتى أسلمت الروح, وكأنها توسطه بينها وبين الله شفاعة لها ليسامحها ويغفر لها.!
** كيف التقيتما.. ثم كيف هذا الحب الكبير؟!
- كنا فى عام 1960 حينما أستدعانى الدكتور عبد القادر حاتم ليخطرنى بقرار ترشيحه لى مستشارا له.. لكننى رفضت ترك أخبار اليوم التى لم أنقطع عنها يوما واحدا, ولم أحصل منها على أجازة طوال حياتى. وطلبت من الدكتور حاتم ألا أتفرغ لهذه المهمة.. وأستجاب لى –مشكورا- فأضاف الى قرارة فقرة .."أثناء وقت الفراغ".. وكنت فى عملى سواء فى أخبار اليوم أو كمستشار للدكتور حاتم أو استاذ بمعهد التلفزيون, أكره الظلم والتعسف, وأعشق مساعدة المظلومين وأنصافهم وهذا صلب عمل الصحفى.. وذات يوم جاءتنى نجوى سالم تشكو بعض المضايقات التى تتعرض لها فى عملها (!).. ويبدو أيضا أنها لم تتوقع أن اكون حسن النية, , أعجبها أنى دافعت عنها دون أن تكون لى ادنى مصلحة.. وبدأت تكثر من زياراتها لى . وفى كل مرة كانت تقترب منى.. وأقترب منها أكثر, كلانا كان يستريح وهو يحكى للأخر عن حياته وهمومه وأسراره.. أحسست انى امام أجمل وأرق امرأة فى العالم.. وأن نجوى سالم ليس لها فرع أخر فى دنيا المرأة. قمة الدلع على خشبة المسرح.. وقمة العفاف فى حياتها الخاصة .. كانت تخجل من بعض الكلمات "القبيحة" التى يطلقها بعض الفنانين من خلال نكتة أو قفشة أو مجرد تعليق (!).. تكره أن تكون صاحبة "شلة".. يضايقها الحديث المبتذل, حتى وهى زوجتى كانت تخجل بشدة حينما تقوم بتغير ملابسها!!.. تصر أن أقوم بتوصيلها بعد انتهاء المسرح.. والسهرة التى نقضيها مع بعض اصدقائنا بحى الحسين.. وأقف فى "بئر السلم" حتى أسمع صوتها وهى تغلق باب شقتها يقطع سكون الليل وهى تقول لى.. "تصبح على خير يا أستاذ بارودى".!. وحتى أخر لحظة من عمرها كانت ترفض أن تنادينى باسمى مجردا دون أن يسبقه لقب "أستاذ"!. كانت معى طوال اليوم.. فى مكتبى بأخبار اليوم.. أو مبنى التلفزيون, أو على سماعة التليفون, كلانا كان يجرى فى عروق الأخر.. الذى كان بيننا أكبر من الحب والزواج. لا يحسه ولا يصدقه غيرى أنا ونجوى سالم!
كيف تم الزواج؟! وهل كان عرفيا أم رسميا؟
** كان عرفيا بالطبع.. لأنها أرادت له السرية. ذات مساء فى عام 1970 فوجئت بها تسألنى عن رأيى فى الزواج منها.. بعد أن تكرر تأخيرى لديها بشقتها بالزمالك أثناء مرضها الأول.. واكتئابها النفسى بعد موت أمها, ونزولها بمستشفى بهمن للأمراض النفسية(!).. أرادت أيضا الأ تشعرنى بالغربة اذا ما تأخر بى الوقت.. وأستدعى مبيتى بمنزلها.. وكانت كلماتها وهى تحدثنى عن الزواج هى أجمل كلمات حالمة سمعتها فى حياتى!
من الوزير اللامع الذى شهد على عقد زواجكما؟
لا** داعى لذكر اسمه!!
هل لأنه مازال لامعا؟
** لا لأنى لم استأذنه فى ذلك!!
هل أخذت نجوميتها من بعض حقوقك كزوج؟
** اطلاقا.. كانت تجهز لى الطعام فى مواعيد دقيقة, ولم أجد يوما من صنوف الطعام صنفا لا أشتهيه.. رغم أنها كانت شديدة الولع بالفول المدمس فلم تكن تحرص على توفيره بالمنزل قدر حرصها على الأ تخلو الثلاجة يوميا من "صينيه الكنافة" التى أعشقها.. وبالطريقة التى أفضل أن تطهى بها.. تختار لى ملابسى بعناية فائقة.. اذا سافرت للخارج تحرص على شراء "دستتين" من ذوقها.. بأختصار, لم تقل نجوى سالم الزوجة عن نجوى سالم الفنانة عن نجوى سالم الحبيبة.. امرأة من طراز فريد قلما أن تتكرر!
***
كيف كانت اخر ساعات عمرها؟
** لم نكن نتوقع الموت حتى وصلت الى المستشفى صباح الخميس 18 مارس 1987.. وهناك همس لى الأطباء سرا بأن الأربع والعشرين ساعة القادمة فى منتهى الحرج فى حياة نجوى سالم, التى لم تكن تعرف شيئا عما يدور حولها... الابتسامة مازالت تعلو وجهها.. دعاؤها الى الله بأن يشفيها لا ينقطع.. وفى المساء طلبت منى أن أذهب لشراء "سندوتشات فول" لتناول العشاء. وحينما هممت بالأنصراف.. قالت لى فى نبرة حينة.. أن الوقت لن يسعفنى فى الذهاب والعودة قبل انتهاء موعد الزيارة بالمستشفى (!).. وأصرت على بقائى الى جوارها فى تلك اللحظات!!.. واكتفت بعشاء المستشفى المكون من قطع اللحوم المشوية.. أخذت قطعة واحدة.. قسمته نصفين, أخذت نصفها.. وأصرت أن أشاركها بالنصف الاخر(!). ورغم انتهاء موعد الزيارة بالمستشفى أحسست بثقل قدمى.. شيىء ما ربطنى بالمقعد وربط المقعد بالأرض.. لولا أن نجوى أصرت على أن أعود الى شقتنا لأستريح.. على أن نكمل حوارنا فى الصباح!!
**
وتدمع عينا "البارودى" ويقاوم دموعه بصعوبة .. ويتحشرج صوته وهو يطلب منى ألا أكتب ما حدث له فى تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل!! لأن أحدا لن يصدقه.. وعدته.. وضعفت أمام رغبتى فى سرد ما حدث للبارودى للقارىء الذى يشغله دائما مالا تنشره الصحف !!.
قال البارودى:
... ((( لم يغمض لى جفن منذ وصولى الشقة التى أعيش فيها مع نجوى.. فى تمام الواحدة صباحا أفزعنى صوت يأتى من حجرة نومنا كانت نجوى سالم تنادينى بصوت عال.. "أستاذ بارودى.. أستاذ بارودى".. أقسم انه لم يكن تخيلا. لقد سمعت نداءها ثلاث مرات حتى قمت الى مصدر الصوت.. وفتحت الحجرة, فوجدتها خالية..و فى اليوم التالى.. علمت أن نجوى سالم توفيت فى تمام الواحدة فجرا. فى نفس اللحظة التى سمعت فيها صوتها ينادينى من حجرة النوم.. أنا لا أعرف تفسير ذلك.. لكنى أعرف جيدا أنه قد حدث!!
كيف تلقيت نبأ وفاتها؟
** فى الصباح ذهبت الى مكتبى بأخبار اليوم.. لأكتب مقالى الاسبوعى كالمعتاد كل جمعة.. وسألنى عنها الأستاذ محمد تبارك, وبمجرد أنتهاء حديثى معه عن نجوى.. رفعت سماعة التليفون وقبل أن ادير رقم المستشفى.. أخبرنى موظف السويتش بأن المستشفى يطلبنى منذ خمس دقائق.. وكانت المفاجأة... أخبرنى أحد الأطباء فى التليفون أن نجوى قد ماتت....!!! دارت بى الدنيا.. كدت أهوى من فوق مقعدى. صدرى ضاق.. قلبى كاد يقفز الى خارجه.. نبضى يكاد يتوقف.. كأننى شللت.. نصحنى الأطباء بألا أذهب للمستشفى أو أرى نجوى بعد أن أصبحت جثمانا.. أصروا على أن أهيم فى الشوارع سيرا على الأقدام.. أفكر فى أى شىء, عدا نجوى سالم, لأن قلبى لن يتحمل!.. ودون أن ادرى أمسكت بقلمى لاكتب رثاء لنجوى لم أعد قراءته قبل أن ينشره الأستاذ تبارك!
** وتحمر عيناه, ويلمع بريق حاد فى نظرته, وأرى "البارودى" يتحدث بصعوبة- لأول مرة:
- "لولا بعض اعبائى الأسرية تجاه أشقائى. ولولا ايمانى بالله. لسألت نفسى.."لماذا أعيش؟". نعم.. لا اعرف لماذا أعيش بعد نجوى؟ كيف؟ عزائى الوحيد أن اذكرها .. مازالت حية.. مازلت أنظر الى تليفونى انتظر مكالمة منها.. قد تأتينى فى أى وقت!!
***
** طلبت من الأستاذ عبد الفتاح البارودى معرفة ما كتبه فى احدى الورقات وتردد فى نشره.. ورأى أن يحتفظ بها.. وأجاب طلبى :
نجوى.. نجوى.. نجوى
أنا الذى أكتب للناس كل يوم عاجز عن أن أكتب قصتنا.. كانت 17 سنه كلها حب منى ووفاء منك يانجوى .. ومازلنا نعيش حياتنا.. أنت فى مثواك تعيشين فى ضوء ابتسامتك المستمرة, وأنا فى دنياى أعيش فى ظلام.. فكيف أعبر عن وجودنا بالكلمات.. أى كلمات؟!.. هل أقول للناس ان ذكراك لا يعبر عنها غير الصمت؟. وغروبك عن حياتى لا يعبر عنه غير الألم؟!..
عبد الفتاح البارودى
يمنحنى البارودى الورقه كاملة.. وهو يهمس لى فى حنو:
... ((( لقد جعلتنى فى قمة معنوياتى الأن بعد كل هذا الحديث عن نجوى. خذ الورقة, وان كانت كل كلمات القاموس العربى لا تفى نجوى حقها.. رحمها الله!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.