سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخبراء العسكريون والدبلوماسيون «بصموا بالعشرة »: أمريكا لا تستطيع قطع المعونة ولو فعلت أمنها القومي يصبح في خطر روسيا تتمني دعم مصر عسگريا بعد أن فقدت حلفاءها بالمنطقة
المساعدات الأمريكية لمصر اصبحت صداعا دائما يباغت المصريين... كلما ظهرت أزمة بين المسئولين في البلدين،..، يخرج الجانب الأمريكي مستخدما معونته للضغط.. وعلي الفور تظهر علي شاشات وكالات الانباء الامريكية والعالمية خبر عن قيام أعضاء من الكونجرس الأمريكي ببحث وقف المعونة اذا لم تلتزم مصر..ثم تخرج الحملات الشعبية ويطالب الملايين من المصريين الحكومة برفض هذه المعونة والاعتماد علي أنفسنا..وبعد ايام تتبخر التهديدات الامريكية وكأن شيئا لم يكن .المحللون العسكريون والدبلوماسيون أكدوا "وبصموا بالعشرة" ان امريكا لاتستطيع إلغاء المعونة مهما هددت ومهما صرخ اعضاء من مجلسي الكونجرس والشيوخ يتوسلون بقطع المعونة عنا.. والسبب ببساطة مصالح امريكا الكبري في منطقة الشرق الاوسط والتي تضمن مصر استقرارها وانسيابها والاهم من ذلك هو استمرار اتفاقية السلام مع إسرائيل "طفلتها المدللة "... وماذا يحدث لو قطعت المعونة؟.. ستخسر امريكا اكثر من خسارتنا اضعافا وتتعثر اتفاقية كامب ديفيد وستعرض روسيا ودول كبري تقديم اي مساعدات لتكون مصر حليفتها...اذن لماذا التلويح بالقطع.. حتي لاتظهر الولاياتالمتحدة راعية الحريات في الرأي العام العالمي بمظهر الداعم لاي عمل يخالف كتاب ديموقراطيتها المزعومة و"شو اعلامي "لسياسيين امريكان مغمورين يبحثون عن الظهور. في البداية يقول السفير الاسبق جمال بيومي: اننا كشعب واعلام نحتاج الي ان نأخذ "مضاد للحساسية " فالتهديد بقطع المعونة هو حدث متكرر وقد يحدث في العام اكثر من مرة وتساءل بيومي لماذا تأخذ اسرائيل اضعاف مانحصل عليه من الولاياتالمتحدة ولانسمع عن اي اعتراض من اسرائيلي واحد؟ او يخرج المحللون والخبراء اليهود ويعتبرونها اهانة للكرامة الاسرائيلية.. اولا يعرف الكثيرون ان تركيا تحصل علي معونة امريكية لانها كانت خط ومازلت خط الدفاع الاول امام الاتحاد السوفيتي ولم تخرج تركيا لترفض المعونة.. ببساطة لان القضية هي قضية مصالح لن يلقي الامريكان بأموالهم هباء فهم يحصلون علي اشياء كثيرة من ورائها وقطعها عن مصر يضر بالامن القومي الامريكي الذي سيتأثر بشدة بأي اضطراب في منطقة الشرق الاوسط وقناة السويس وامدادات البترول.. لافتا الي ان الكونجرس الامريكي اجمع ان الجيش المصري هو اكبر ضمانة لاستقرار هذه المنطقة كما ان هناك دولا كبري اخري تتمني ان تحل محل امريكا لو انسحبت وخاصة روسيا التي فقدت حليفاتها. وحول مايقال عن مساس تهديدات القطع بالسيادة الوطنية والكرامة وتأثيرها علي سياسات مصر وتقزيم دورها في المنطقة... قال بيومي: انه لا احد يستطيع المساس بالكرامة المصرية لانها اشرف ما نمتلك وعندما خرج جورج ماكين يصرخ في الكونجرس الامريكي مطالبا امس الاول بقطع المعونة ماهي إلا فقاقيع صابون الهدف من ورائها اظهار الولاياتالمتحدة راعية الحريات أمام الرأي العام العالمي بأنها ضد أي عمل يخالف كتاب ديموقراطيتها المزعومة لذلك هي تحث مصر علي الاسراع بعمل انتخابات تشريعية و رئاسية وهي الخطوات التي تسيير عليها مصر واعلنها بيان القيادة العامة للقوات المسلحة وطالب بيومي وسائل الاعلام بعدم تحويل قضية المعونة الي شئ يمس كرامة المصريين مضيفا ان من يقول ان مصر صمتت علي احتلال امريكا للعراق وعلي تجاوزات امريكية في المنطقة بسبب المعونة فذلك مغالطة لان دولا كبري مثل الصين وفرنسا وروسيا اعترضت علي سياسات كثيرة لامريكا ولم يمنع ذلك امريكا عن تنفيذ ما تريد وفي نفس علاقات هذه الدول ومصالحها مع العم سام مستمرة اذن التشدق بالدور والخضوع هو امر غير عملي ويستفز فقط مشاعر الرأي العام. مصالح أمريكا أما اللواء سعد ابراهيم رئيس اركان قوات الدفاع الجوي الاسبق فيري ان المعونة العسكرية الامريكية والتي تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا هي مرتبطة في الاساس باتفاقية السلام بين مصر واسرائيل وأي قطع للمعونة يهدد استمرار هذه الاتفاقية وهو ما لاتتحملة الولاياتالمتحدة كما ان روسيا المحت عقب ثورة 30 يونيو الي انها علي استعداد لتقديم اي مساعدات لمصر وبالطبع لانها في ظل انهيار حليفتها في المنطقة سوريا اصبحت تبحث عن حليف لها فما بالك بدولة بحجم مصر وبذلك لن تفكر امريكا بقطع المعونة فهي بحاجة ماسة إلينا اكثر مما نحتاجها نحن لضمان استمرار مصالحها الاقتصادية بالمنطقة..مشيرا الي ان المعونة تغطي تكاليف الحصول علي أسلحة جديدة, بالإضافة الي تحديث الأسلحة القديمة وعمليات الصيانة المستمرة وتوفير قطع الغيار والذخيرة وتحمل الأعباء المالية للخبراء والمستشارين الأمريكيين ونحن في نفس الوقت نحرص علي تنويع مصادر السلاح وتصنيع ذخائرنا ومعداتنا في المصانع الحربية..كما ان امريكا ستخسر لو قطعت المعونة دعمها لصناعة السلاح الامريكي الذي يصل مصرموضحا ان الموازنة المصرية ليس من الجيد تحميلها أي أعباء مالية لاستيراد السلاح الذي توفره المعونة وهي تحقق المصالح المشتركة للجانبين. ضغط سياسي من جانبه أوضح اللواء عبد المنعم سعيد رئيس جهاز عمليات القوات المسلحة الأسبق ومحافظ جنوبسيناء الأسبق أن أمريكا لا تستطيع قطع المعونة العسكرية عن مصر قائلاً " ميقدروش " مفسراً ذلك بحاجتهم لمصر وما تقدمه لهم من خدمات مثل أسبقية العبور بقناة السويس وتأمين سفنهم وبوارجهم التي تعبر القناة. ووصف سعيد التصريحات بتعليق المعونة بأن أوباما أخطأ التعبير لأنه لم يقدر الأمور جيداً ولم ينظر لمصلحة بلاده مع مصر وقام الكونجرس الأمريكي باستدعائه واستجوبه حول هذه التصريحات.. مضيفاً أن هذا لا يعد سوي نوع من الضغط السياسي علي الإرادة المصرية. وأوضح سعيد أنه إذا تم قطع المعونة فسيكون هذا مكسباً استراتيجياً لمصر وسنكسب المزيد من الأصدقاء الذين يرغبون في مساعدتنا لأن مصر لها دور استراتيجي في قلب العالم كله وتربط الشرق بالغرب عبر قناة السويس الممر المائي الأهم في العالم.. وأضاف سعيد أنه لو تم التخطيط الاقتصادي الجيد في الحكومات القادمة فسنستطيع ترشيد نفقاتنا ونصبح في غير حاجة للمعونة الأمريكية. حرب التصريحات ويؤكد اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير الاستراتيجي أن مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية في استمرار إرسال المعونة العسكرية لمصر أكثر من حاجتنا إليها وهذا يرجع لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الحفاظ علي مصلحة إسرائيل وضمان استمرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بالإضافة إلي الحفاظ علي استقرار المنطقة والذي لن يتحقق إلا باستقرار مصر.. وشكك فؤاد في نية الولاياتالمتحدة في القيام بذلك. وأضاف نبيل أن مصر دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وستظل رائدة علي المستوي العربي والإفريقي والولاياتالمتحدة ليست نظرتها قصيرة المدي كي تمنع المعونة العسكرية.. مشيراً إلي أن روسيا ألمحت في تصريحات سابقة عن اعتزامها الوقوف في وجه أي دولة تنتهك السيادة المصرية ولا تحترم قرارات الشعب المصري الذي أطاح بنظام الإخوان وعلي استعداد لدعم مصر عسكريا لو رغبت القاهرة في ذلك.. وأوضح أن هذه التصريحات تأتي في إطار حرب التصريحات بين روسياوالولاياتالمتحدة لأن إعادة العلاقات العسكرية المصرية الروسية ليس بالأمر السهل فهو تغيير في نظام تسليح وانتقال من المعسكر الغربي للمعسكر الشرقي وهذا ما لا ترغب فيه الولاياتالمتحدة وتتمناه روسيا. وأشار فؤاد أن روسيا تحلم بعودة علاقاتها الوطيدة معنا لكي تكسب أرضاً جديدةً في المنطقة في ظل فقدانها ليبيا وسوريا التي تشهد حربا أهلية في هذا الوقت.