ماذا لو فقدت الدول ذاكرتها..؟! أظن تفقد هويتها ويسهل بيعها ضمن خريطة كبري .. منذ أيام قليلة تم إغفال ذكري مصرية رسمت صفحات عزة وكرامة في تاريخنا.. ذكري جلاء أخر جندي انجليزي عن ارض الوطن بعد احتلال دام أكثر من سبعين عاما.. مرت الذكري يوم 18 الشهر الحالي يونيو.. كان الجلاء عام 1956 تنفيذا لاتفاقية شاقة بين المصريين والبريطانيين بعد حرب الفدائيين الشعبية في منطقة معسكرات الانجليز..! صمود الشعب أمام الغزوات من الداخل قبل الخارج رسمت تاريخا ناصعا وحافظت علي نسيجه الوطني بعيدا عن كل محاولات إلباسه ثوبا لا يليق به وليس منه. جلاء الانجليز عن مصر لم يكن أول ولن يكون أخر جلاء ..كثيرون حاولوا اغتيالنا ودمجنا مع الغازي بداية من الهكسوس وجلائهم بالقوة عن بر مصر حتي محاولات نشر الفكر الفاطمي في مصر وتغلب عليه المصريون بعبقرية شديدة اخذوا منهم مظاهر الاحتفاء بالدين الاسلامي وبآل البيت وتناسوا تماما تعصبات قبلية تاريخية تصنع مجتمعات متشققة.. لأن مصر دولة مدنية منذ فجر التاريخ عاشت علي ضفاف النيل حياة الاستقرار. ذاكرة المصري تبتلع الغزاة.. ولكل من تسول له نفسه حكم مصر ان يتدارس تاريخها كأمة واحدة ويتعلم وحذاري لو حاول مخالفة تاريخها سيجد نفسه خارج جغرافيتها قبل تاريخها.. واستمرت حرب الفدائيين الشعبية حتي بعد قيام ثورة 52 إلي أن تم الجلاء عن مصر نهائيا وتوقيع اتفاقية الجلاء عن بر مصر ومصر دائما تبتلع وتهضم كل الغزاة من الخارج والداخل..!