اليوم هو 18 يونيو وهو تاريخ مهم جدا في حياة مصر المعاصرة، قد لايعرف شبابنا - وكثير من الجيل الذي يسبقهم - شيئا عن دلالة هذين التاريخين في مسيرة مصر الحرة التي نعيشها، والتي أرسي دعائمها شباب ثوار وضعوا أرواحهم علي أكفهم وضحوا بدمائهم واستشهد منهم مئات - بل آلاف - لايعرفهم أحد ولم يسعوا إلي الشهرة فلم يكن لهم من مطلب إلا إستقلال مصر وحرية شعبها. بعد وفاة الملك فؤاد تولي حكم مصرفي 28 أبريل 1936 ابنه الملك فاروق، حتي أجبرته ثورة 23 يوليو 1952 بعد ثلاثة أيام من قيامها علي التنازل عن العرش يوم 26 يوليو لطفله أحمد فؤاد الثاني، الذي أصبح آخر ملوك مصر، حيث عزله - بعد ذلك - مجلس قيادة الثورة وألغي الملكية في مصر لينتهي حكم أسرة محمد علي الذي بدأ في 17 مايو 1805. وفي نفس يوم عزله أعلن المجلس أن مصر أصبحت جمهورية، وتم تعيين رئيسه اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر . وكان ذلك في يوم 18 يونيو 1953 وهو أول التاريخين المهمين. أما التاريخ الثاني فهو 18 يونيو 1956 الذي تم فيه جلاء آخر جندي بريطاني من مصر فأصبحت أرضها طاهرة من دنس احتلال استمر 74 عاما . وهذا الاستقلال التام نالته مصر بعد كفاح طويل ومعارك مسلحة دامت سنين طويلة بين جنود الاحتلال البريطاني وقوات الفدائيين المصريين، وكانت الحكومة المصرية برئاسة مصطفي النحاس قد عقدت في 26 أغسطس عام 1936 اتفاقية تعترف فيها بريطانيا باستقلال مصر وإلغاء الامتيازات الأجنبية واقتصار تواجد قوات الاحتلال بجوار ضفتي قناة السويس لمعاونة القوات المصرية في حمايتها لبلدها! . ولما كانت هذه الاتفاقية لم تحقق لمصر الاستقلال الحقيقي فقد ألغتها الحكومة المصرية عام 1951 حيث بدأت هجمات الفدائيين وشباب المقاومة علي معسكرات الإنجليز في مدن بورسعيد والاسماعيلية والسويس بدعم سري من الضباط الأحرار بالجيش المصري، ومساعدة قوات الأمن في منطقة القناة. وبعد قيام ثورة يوليو اضطرت بريطانيا أن تدخل في مفاوضات مع حكومة الثورة المصرية قادها رئيس الوزراء جمال عبد الناصر انتهت في 27 يوليو 1954 بتوقيع اتفاقية جلاء جميع القوات البريطانية عن قواعدها في منطقة القناة بعد عامين، ولكن أمام التحرش المتواصل بالجنود الإنجليز والمقاطعة الشعبية للعمل في معسكرات الاحتلال وعدم التعاون إطلاقا مع قواته، حمل آخر جندي بريطاني عتاده ورحل من مصر قبل الموعد المحدد ليتحقق الجلاء في مثل هذا اليوم منذ 55 عاما، وليكون يوم 18 يونيو 1956 هو اليوم المنسي الثاني في تاريخ مصر .