تمر اليوم الذكرى ال 55 على جلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية في 18 يونيو 1956 تنفيذا لاتفاقية الجلاء بين مصر وانجلترا وهو ما تحتفل به مصر كل عام تحت شعار "عيد الجلاء" الذي يرمز لكفاح وصمود الشعب المصري العظيم ضد الاحتلال البريطاني على مدى 74 عاما. ويتواكب احتفال مصر اليوم بهذه المناسبة الخالدة في تاريخها مع تنفس الشعب المصري لنسمات الحرية بسبب ثورة 25 يناير.. وقد وقعت حكومتا مصر وانجلترا اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر 1954، ولم يرحل الإنجليز نهائيا عن مصر إلا في 18 يونيو 1956، أي بعد حوالي عامين من توقيع الاتفاقية، وبعد أربع سنوات من قيام ثورة 23 يوليو 1952. وجلاء آخر جندى بريطانى عن مصر جاء نتاجا لثمار مفاوضات طويلة وشاقة بين الجانبين المصري والبريطاني، حيث إن توقيع اتفاقية الجلاء في أكتوبر عام 1954 لم يكن ممكنا دون الدور الذي لعبته حرب الفدائيين في منطقة معسكرات الجيش البريطاني. كانت هذه الحرب امتدادا للتواصل التاريخي لعمليات الفدائيين التي تلت مباشرة إلغاء معاهدة 1936 من جانب واحد لزعيم الوفد وزعيم الحكومة حينذاك مصطفى النحاس في 8 أكتوبر 1951 وبدعم معنوي ضمني أو على الأقل بصمت الموافقة من جانب حكومة الوفد بالرغم مما تعرضت له هذه الحكومة من ضغوط من القصر والإنجليز ̅ لايقاف هذه الحرب وتعقب الفدائيين. وحتى بعد سقوط حكومة الوفد في 26 يناير 1952 عقب اندلاع حريق القاهرة، استمرت حرب الفدائيين دون انقطاع بالرغم من معوقات إضافية مثلتها سياسات حكومات أقلية تولت الحكم في مصر حتي 23 يوليو 1952 ̅.. وبالرغم من هذا التواصل التاريخي مع حرب الفدائيين ما بين أكتوبر 1951 و23 يوليو 1952 ̅ فإن هناك فروقا أساسية بين هذه الحرب وحرب الفدائيين التي تلت قيام الثورة واستمرت حتى توقيع اتفاقية الجلاء.