منذ نعومة أظافرها والحياة تقف لها بالمرصاد .. لا يمر يوم عليها إلا وكان اسوأ من سابقه .. نصيبها فى الدنيا لم يكن بالقدر الذى يرسم الابتسامة على وجهها .. تزوجت أربع مرات وكان الفشل والعذاب يلاحقها في كل زيجة .. وفي كل مرة كان الزوج يخرج بلاعودة ويرسل لها ورقة طلاقها ولكنها هذه المرة هى التى خرجت بلاعودة.. المزيد من التفاصيل ترويها السطور القادمة" فى سطور القضية كانت الكلمات اغرب من الخيال ترويها الأم المكلومة "ام السعد . ا 57 سنة" بالدموع قبل الحروف .. حزناً على ما لاقته نجلتها من ايام سوداء .. بدأت "سماح.ح" 32 سنة حياتها عندما تزوجت للمرة الأولى من شاب من سكان المنطقة والذى بدأ يعاملها بعنف وقوة مما كان سبباً كافياً لتنال منه الطلاق دون أن يرزقها الله منه بأطفال .. لم اعترض على قضاء الله واحتضنتها فى منزلى بعد أن اصابتها حالة نفسية سيئة .. تمر الأيام ويتقدم لها زوجاً آخر لتتم مراسم الزواج والتى لم تختلف كثيراً عن الزيجة السابقة , وكأنها مكتوب عليها أن تعانى الأمرين فى هذه الحياة .. لم تستمر فى الزواج الثانى سوى بضعة شهور حتى انتهى بالطلاق .. شعرت لها بالأسى اكثر من أن تشعر هى بنفسها .. فما اصعب أن تجد فتاة يصاحبها الحظ التعيس فى حياتها مثل ما لاقته سماح .. بدر فى ذهنى ألا ازوجها مرة أخرى حتى لا تصاب بالاكتئاب او لا قدر الله تفعل فى نفسها شيئاً يضرها .. ولكنها باغتتنى بأن هذا قضاء الله ولا احد يستطيع أن يقف فى طريقه , فما علينا سوى أن نحمد الله على ما ابتلى به عباده .. كانت مؤمنة بقضاء الله وقدره وكثيراً ما كانت تبكى لوحدها فى غرفتها حزناً على مصيرها المشئوم . تستكمل الأم حديثها قائلة : لم تلبث كثيراً حتى تقدم لخطبتها زوجاً ثالثاً .. ترددت كثيراً فى الموافقة خشية أن تلقى نفس المصير الذى لاقته فى زواجها السابق .. ولكن حدث ما كنت اخشاه .. بالفعل انتهى الزواج كسابق عهدها بالطلاق, حتى جاء فى يقينى بألا اقبل أن يهينها احد آخر حتى ولو تحت مسمى الزواج .. فمهما كانت الظروف فهى بشر وتحملت مالا يتحمله اى انسان وعليها أن ترتاح من كل هذه الآلام .. كان افضل عندى أن تبقى بجانبى ولا تتلقى ألوان العذاب والإهانة على ايدى من يسمون انفسهم سند زوجاتهم. الطامة الكبرى عندما تقدم اليها زوجاً رابعاً إلا اننى رفضت بشدة ولكن سماح تمسكت بشدة ووافقت على اتمام الزواج .. كانت من خارجها تريد أن تخبرنى أنه شخص مناسب وأن الله سيكون بعونها فى هذه الزيجة , ولكنى اعلم تمام العلم أنها وافقت حتى تخفف عنى العبء من وجهة نظرها لأنها كانت ترى انها حملاً ثقيلا نظراً لأننا اسرة بسيطة الحال .. وهذا ما كنت ارفض أن تفكر فيه على الإطلاق لأنه مهما حدث فهى ابنتى ولن افرط فيها بأى حال من الأحوال خاصة وان ما يحدث لها خارج عن سيطرتها . بالفعل تم زواجها الرابع وانتقلت إلى مسكن زوجها الجديد فى منطقة البصراوى التابعة لدائرة قسم امبابة .. كان كل ما يراودنى أنها ستعود إلىّ فى القريب العاجل لينتهى زواجها بالطلاق .. ولكن جاءت توقعاتى العكس.. بل كانت صدمة كبرى وقعت على رأسى بعد أن اتصلت بى حماة ابنتى وقالت لى ان سماح خرجت لتشترى بعض المستلزمات ولم تعد حتى الآن .. على الفور ذهبت إلى منزلها لأجد زوجها فى حالة من اللامبالاة غير مكترث لما حدث لزوجته خاصة وانه لم يمر على زواجهما سوى شهرين فقط . اخذت ابحث عنها فى كل مكان ولكن دون جدوى .. ذهبت إلى زوجها ليقف بجانبى فى رحلة البحث عن زوجته ولكنه رفض بحجة أنه لا يستطيع ترك عمله حيث أنه يعمل قهوجى واجره باليوم وإذا تغيب فلن يرجع إلى العمل مرة اخرى .. لم اكترث لما قال وذهبت بنفسى ابحث فى كل شبر داخل الحى واسأل المارة الذين لم يكترثوا ايضاً لأمرى .. ذهبت إلى قسم شرطة اوسيم وحررت محضراً بالتغيب ومنذ لحظة التغيب "يوم 11/3/2013" وحتى الآن وانا اعانى بسبب غيابها على مدار 20 يوماً .. فكيف يهدأ لى بال وابنتى لا اعلم أى مصير وقعت فيه .. هل هى على قيد الحياة ام لا ؟! واذا كانت على قيد الحياة فأى حياة تعيشها ؟! واذا كانت لا قدر الله حدث لها شيئاً فأين جثتها أو أى متعلقات تدل على الخيط الذى يوصلنى اليها ؟! العديد من الأسئلة طرحتها ام مكلومة على ابنتها حتى وصل بها الحال أن يضيع عمرها فى رحلة البحث عنها .. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن .. لو كانت ابنتها تنتمي لاسرة كبيرة هل كانت الشرطة ستتعامل مع اختفائها بنفس البرود .. ام أن البسطاء من المواطنين ينطبق عليهم المثل المشهور "اللى من غير أم .. حاله يغم" .