شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في يومه التاسع إقبالاً كثيفاً من الجمهور خاصة الشباب الواعي المدرك لأهمية الثقافة والقراءة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والإبداعية وكانت القصة والرواية الاهتمام الأكبر للشباب الذين أكدوا أن الكتب الورقية مازالت تحتفظ بمكانتها بالمقارنة بالكتاب الالكتروني رغم اتساع دائرة السوشيال ميديا. عمر حمدي طالب يري أن متعة قراءة الكتاب الورقي مازالت تمثل النسبة الأكبر لمحبي القراءة وهي تختلف عن الالكتروني وهو محب لقراءة الكتب الدينية والفقه والسنة والسيرة النبوية بالإضافة إلي الكتب الاجتماعية. بينما يهتم سمير أحمد بقراءة القصص البوليسية بكل الرعب والغموض والأحداث المثيرة التي تجعلك لا تستطيع أن تترك الكتاب حتي تنتهي من قراءته لمعرفة نهاية القصة. أشرف رياض يري أن قراءة كتب التراث والفقه وتفسير القرآن والسيرة النبوية مهم بالإضافة إلي مؤلفات الروائي أحمد خالد مصطفي لما لها من تشويق وتعمل علي التفكير وربط الأحداث. محمد الملاح طب بيطري يري أن معرض الكتاب هذا العام يتميز عن سابقيه بحسن التنظيم والنظافة والقاعات المكيفة واستراحات ومطاعم علي أعلي مستوي ويستطيع الزائر أن يأخذ استراحة ثم يعود لاستكمال البحث عن الكتب التي يحبها. مشيراً إلي أنه يهتم بالكتب التاريخية والأدب وروايات نجيب محفوظ بالإضافة إلي كتب الآثار. أما أحمد مصطفي طب بيطري مهتم بالكتب العلمية التي تدخل في مجال دراسته بالإضافة إلي كتب الفلسفة والروايات الأدبية ويشيد بحسن التنظيم مؤكداً أن قراءة الكتاب متعة لا ينافسها أي شيء آخر. يضيف أحمد خالد حاسبات ومعلومات أن معظم الكتب الموجودة تهتم بالثقافة العامة والروايات الأدبية لأكبر الكتاب العرب وهو شخصياً يهتم بكتب التنمية البشرية وعلم النفس وكتب الأطفال. مشيراً إلي أن أسعار الكتب هذا العام مرتفعة عن العام السابق. علي عبدالرحمن طالب يقول إن المعرض وجهة مشرفة أمام العالم خصوصاً أن هناك مشاركات من دول عربية كثيرة وكل الكتب والإصدارات المختلفة متواجدة ولم أجد صعوبة في إيجاد ما أبحث عنه من الروايات والكتب الدراسية. ويطالب سعد محمد محاسب باهتمام الدولة متمثلة في وزارة الثقافة بضرورة عودة مهرجان القراءة للجميع الذي طرح العديد من الكتب والروايات المختلفة بأسعار تناسب الجميع. ويختتم الحديث محمد الجوايدي وهو من الشباب المشاركين بأعمالهم الأدبية في المعرض قائلاً إنه العام الثاني علي التوالي الذي أشارك فيه بديواني الشعري الثاني "فعل ماض" وأحب أن أطرح جميع دواويني وإصدارها بمعرض القاهرة لأنه فرصة جيدة لرواج الكتب وتسويقها بين الشباب الزائرين الذين يهتمون بالشعر ويتذوقونه ويؤكد أن نسبة زوار المعرض تفوق الأعوام السابقة علي الرغم من نقله من مدينة نصر إلي التجمع. صربيا في عيون مصرية عقد معرض القاهرة الدولي للكتاب بقاعة ضيف الشرف ندوة عن كتاب "صربيا في عيون مصرية: ذكريات دبلوماسية ومذكرات ثقافية" من تحرير السفير عمرو الجويلي أدارها السفير الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية. قال في مداخلته إن العلاقة بين القاهرة وبلجراد كانت من ركائز إنشاء حركة عدم الانحياز التي شكلت العلاقات الدولية في صورتها الحالية. ولعبت دوراً كبيراً في تحقيق استقلال الدول النامية والدفاع عن حقوقها في المحافل الدولية. وأثني علي التطور المتنامي للعلاقات الثقافية بين البلدين. مشيراً إلي أن المكتبة استقبلت وفداً من الفائزين بمسابقة اليوم العالمي للغة العربية ومركز الثقافة العربية في بلجراد تأكيداً علي الدور الذي تضطلع به مصر في ريادة الفكر والأدب العربي. ومثمناً اهتمام الشباب الصربي بتعميق معرفتهم بتلك الثقافة الثرية. بينما تحدث د.زاهي حواس عن نتائج زيارته الأخيرة إلي بلجراد التي شملت العديد من الأنشطة الثقافية للتعريف بالآثار الفرعونية من جانب وللترويج لزيارة مصر علي ضوء ما تتمتع به من أمن وأمان وهي الزيارة المتوقع أن تتكرر في نوفمبر العام المقبل في مراسم استلام إحدي أرفع الجوائز الثقافية بصربيا. من جانبه أبرز السفير عمرو الجويلي محرر الكتاب التجربة الجديدة التي يمثلها الكتاب من النموذج التقليدي لتدوين ذاكرة الفرد في أماكن متعددة إلي ذاكرة المكان من أعين الخبراء المتراكمة كما يعرض مناهج الدبلوماسية في خدمة الوطن وأدوات الثقافة في خدمة المجتمع. عقدت ندوة بعنوان "الأدب والترجمة" ضمت عدداً من المترجمين العرب عن لغات مختلفة ضمن الصالون الثقافي أدارها الشاعر والمترجم ياسر عبداللطيف. بدأ أشرف الصباغ الروائي والمترجم عن الروسية قائلاً: إن الوضع في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي مختلف بعض الشيء فقد كانت مسألة الترجمة سياسية وأيديولوجية وكانت محاولة للاستقطاب وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم يعد هناك اهتمام بالثقافة العربية وفي مطلع الألفية ظهر الاهتمام بالثقافة الإسلامية أما بالنسبة للأدب يكاد يكون معدوماً فلا أحد مثلاً يعرف نجيب محفوظ في روسيا إلا عدد قليل من المستعربين. أضاف أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأ الاهتمام بالغرب وترجم الروس كتاب غرب من جيلي الستينيات والسبعينيات الذين كانت تتم ترجمتهم سرياً قبل انهيار الاتحاد وتم الاحتفاء بهم بعد ذلك لأنهم كانوا كتاباً جيدين جداً معتبراً السوريين والعراقيين الأكثر نشاطاً في الترجمة من الروسية بشكل مباشر وليس عن طريق لغة وسيط وعن اللغة الصينية قال المترجم الدكتور محسن الفرجاني أستاذ اللغة الصينية: كان امبراطور الصين يحاول التعرف علي المنطقة العربية لكي يجد حليفاً فالصين تنظر للمنطقة باعتبارها هامة جداً خاصة مع وجود جيل يدين بالإسلام ومن ثم تهتم بالثقافة الإسلامية واستمرت هذه المحاولات حتي دخلت الصين في العزلة التي فرضها عليها الغرب. أوضح أنه في القرن العشرين حاولت الصين مواجهة قرن الإذلال بعدما فرضت عليها العزلة وبدأت تستطلع الأحوال بنفس نمطها القديم واستكمل: في فترة من الفترات نقلت الصين الأدب العربي عبر لغة وسيطة هي اليابانية. ولكن صار للصين مترجمين واعدين يسافرون للعالم العربي ويترجمون الأدب. والكفة تميل نحو الصين في الترجمة من العربية فالصين هي التي تدعم أقسام اللغة الصينية في المنطقة العربية والتي تدرس نمطاً من اللغات الصينية الحديثة وليست الكلاسي. وعن اللغة الأسبانية رأي الشاعر والمترجم العراقي عبدالهادي سعدون أن أحد الأسباب التي جعلته يدخل مجال الترجمة والنشر من العربية إلي الأسبانية هو قلة الاهتمام بالأدب العربي. مضيفاً: مدرسة الاستعراب المعاصرة في أسبانيا مدرسة نشيطة جداً عكس مدرسة الاستعراب القديمة. قال إن أغلب الترجمات المنقولة من الأدب العربي للأسبانية هي مبادرات فردية وأغلب المستعربين يبادرون بشكل شخصي وتعرض علي دور نشر بعضها يقبلها والأخري لا وأن دور النشر الأسبانية تجارية وتنظر للربح المادي وأغلب دور النشر الذين تعاملت معهم ينظرون لهذه المسألة وقضية التسيس طبيعية جداً. حاولت أن أنشر أنطولوجيا للشعر العراقي في اسبانيا بالتسعينيات وكنت أواجه بالسؤال من يعرف الشعر العراق فيما لفت المترجم علي جعفر العلاق إلي قيام الترجمة في كافة دول العالم كأساس لنهضة حضارية ولكنها لم تؤد لنتيجة مماثلة كما حدث للدول العربية وهناك مؤسسات ثقافية تقوم بذلك. أما عبدالسلام بن عبدالعال: البعض يعتبر الترجمة المباشرة تنتج نسخة أكثر رداءة من الأصل ومن ثم الترجمة عن لغة وسيطة هي رداءة مزدوجة وعلي العكس من ذلك هيدجر في مقدمة لأول مترجمة لبعض نصوصه الصغري للفرنسية هذه نصوص ستري النور في لغة جديدة وستحيا فيها حياة جديدة التطوير الفرنسي لهيدجر أحيا الأفكار في لغة أخري. مضيفاً: الترجمة عن لغة وسيطة ننظر لها عادة إنها نسخ للأصل ونعتبر الفروع أرقي من فروعها وهو أمر شديد الغرابة. وذكر نصاً لامبرتو ايكو وقال النص في لغة أخري يكشف عن ابداعات مغايرة وتأويلات أخري تغيب عني أنا الكاتب. فهناك من الفروع ما تتغلب علي أصولها ولذلك أميل أنا للوساطة باعتبارها فروعاً.