يكرم مهرجان القاهرة السينمائي الفنان الكبير حسن حسني عن مجمل أعماله السينمائية وهو واحد من الممثلين الذين يشكلون "حالة خاصة" في السينما المصرية لأنه رغم شهرته الكبيرة الا انه لم يقم ببطولة منفردة في أي فيلم ولكنه برع في أداء الأدوار الثانية وقد تكون أحيانا أصعب من دور البطولة ولكن موهبة حسن حسني قادرة أن تصنع من الدور الصغير قيمة كبيرة. بدأت علاقة حسن حسني بالمسرح قبل السينما ولكنه في السبعينيات أثبت قدرة علي أداء الأدوار الصعبة في أفلام سوق الحريم وأبناء الصمت وأميرة حبي أنا والحب تحت المطر والكرنك وقطة علي نار وفي الثمانينيات ساهم مع مخرجي الواقعية في تقديم العديد من الأعمال مثل سواق الأتوبيس مع عاطف الطيب وكذلك البريء والبدرون والهروب وعمل مع المخرج محمد خان في "زوجة رجل مهم" وفارس المدينة ومع رضوان الكاشف في "ليه يا بنفسج" ومع داود عبدالسيد في درو ركبة القرداتي في فيلم "سارق الفرح". ومع ظهور أفلام المضحكين الجديد في منتصف التسعينيات كان للفنان حسن حسني دور كبير في مساندة هؤلاء الشباب في تجاربهم الأولي حيث شارك محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد وأحمد حلمي وهاني رمزي وأحمد مكي وأحمد عيد ورامز جلال وقد احدث هذا الجيل تغييرا كبيرا في صناعة السينما المصرية بتقديم أفلام جماهيرية ناجحة استطاعت ان تحافظ علي سواعد وكوادر صناعة السينما وظلت استديوهات السينما ومدينة الانتاج مضاءة بفضل النجاح الجماهيري لهؤلاء. معني ذلك ان حسن حسني لم يقم بالبطولة ولكنه ساهم في صناعة ابطال كثيرين كما انه لم يصبح مشهورا ويعرفه الجمهور إلا بعد ان تخطي الخمسين من العمر كما انه نموذج للفنان الذي يحب العمل مهما كان الدور صغيرا وهو يحقق سعادته وهو يعمل لذلك فإن تكريم مهرجان القاهرة للفنان حسن حسني هو تكريم لقيمة العمل أولا وكذلك تكريم لفناني الأدوار الثانية لأن السينما ليست بأدوار البطولة فقط وليست بالشباب فقط وليست بالوجه الوسيم فقط وليست بالكوميديا فقط لذلك فإن تجربة الفنان حسن حسني هي تجربة ملهمة لأجيال الشباب في القدرة علي العمل والتواصل مع الأجيال الأحدث. وقد ذكر حسني انه كثيرا ما يشارك في تقديم رؤية للفيلم كعمل فني متكامل خاصة أثناء عمله مع الفنان محمد سعد في "اللمبي" وكلنا نتذكر دور عم "باخ" جار اللمبي الطيب الذي يعزف علي المكان.. تحية لعم "باخ" صانع البهجة الذي يكرمه مهرجان القاهرة هذا العام.