اكد خبراء الاعلام والتربية ان مواجهة الارهاب والتطرف تبدأ من التعليم ومناهجه واسلوب التدريس التي تتيح الحوار وتمنع مصادرة الاراء وتقضي علي ثالوث "الالقاء والحفظ والاسترجاع" وذلك من خلال الثورة التعليمية التي تعمل علي خلق الانتماء وتشجيع المواطنة وتطوير ودمج الطالب مع المجتمع والاعتماد علي لغة الحوار وتقبل الرأي الاخر وادخال الانشطة المختلفة والتكنولوجيا في المناهج التعليمية كما ان للبرامج الاعلامية والاعمال الفنية دوراً هاماً في محاربة التطرف من خلال المعالجات غير المباشرة للتطرف في الاعمال الفنية وكذلك فتح باب الحوار في البرامج الاعلامية والدينية لرفع الوعي لدي المواطن ومنع التأثير عليه من قبل الجماعات المتطرفة. الدكتور حسن شحاته - استاذ المناهج التعليمية بجامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة يري تعويد الطالب علي الرأي الواحد والفكر الواحد ومصادرة الاراء ونقل المعلومات من المعلم الي المتعلمين دون نقاش او تفكير او حوار هو ما يصنع التطرف فصناعة التطرف تبدأ من ثقافة الفكر الواحد ومنع الطلاب من المناقشة والحوار فمثلث التطرف إلقاء المعلم وحفظ المتعلم والاسترجاع للامتحان كل ذلك يشكل خطراً علي عقول الطلاب ويخلق بيئة تسمح بقبول الارهاب . هذا بالاضافة الي ارتفاع كثافة الفصول التي تمنع الحوار مع المعلم وتجعل من الطالب مجرد متلق والمتعلم ملقن . مشيرا الي أن احد النقاط الهامة وهي عدم وجود انشطة في المدارس يمارسها الطلاب كل تبعا لميوله وحاجاته النفسية وتفريغ لطاقاتهم واكسابهم العديد من المهارات . كما ان التربية الرياضية والموسيقية تجعل الطالب يندمج مع الجماعة ويتأثر بالفريق ويخلق منه عضوا فعالا ونافعا لمجتمعه . لذا جاء نظام التعليم الجديد لمحاربة التطرف وثورة علي الرأي الواحد والتفكير الاحادي الجامد ويحارب طريقة التعلم التي تعتمد علي تلقي الطالب المادة العلمية من المعلم وتكرار رأيه دون مناقشة وفهم مؤكدا ان النظام القديم هو ما يصنع الارهاب والتطرف وان استخدام اساليب التكنولوجيا الحديثة والتابلت والانشطة التعليمية وفتح المجال للاراء المتعددة والتعامل مع المدرس كمرشد يساعد علي خلق فكر جديد مفتوح يساهم في بناء الدولة ويحارب التطرف والارهاب. يضيف الدكتوركمال مغيث - الخبير التربوي ان هناك هدفا اساسيا ورئيسيا لنظام التعليم الحديث في كل دول العالم وهي الدعوة للمواطنة والمقصود بها ان يخلع الطالب كل انتماءاته سواء كانت دينية او سياسية او اجتماعية ويكون الانتماء الاصلي والاول للوطن والاخري ثانوية وهو ما كان متبعاً في مصر حتي جاء السادات وعقد صفقات مع الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية وبالتدريج اصبح لهم دور في وضع المناهج التعليمية وتم دمج الدين الاسلامي في مناهج اللغة العربية وبدأ المناخ يدعو للنقاب والحجاب والتطرف واصبح علينا ان ننقي المناهج من الانتماءات السياسية والدينية ويكون الانتماء للوطن فقط ويدعم الفكر من خلال الانشطة المدرسية وخلق رابط بين المدرسة والبيئة المحيطة كمشاركة الطالب في التنظيف والتشجير مع رفع الايات القرانية من مادة اللغة العربية حتي لا تتحول الي مادة لتعليم الدين الاسلامي مؤكدا ضرورة تدريس الرموز المصرية كسعد زغلول وجمال عبد الناصر ومصطفي النحاس واحمد عرابي والاهتمام بدراسة التاريخ الفرعوني. وتعود الدكتوره إيمان جمعة - استاذ الاعلام بجامعة القاهرة للحديث قائله مواجهة التطرف يبدأ من التعليم الابتدائي ومناهجه ثم ياتي دور الفن كآداة فعالة في مواجهة الفكر المتطرف من خلال اعمال فنية تتناول القضية بشكل غير مباشر وطرح المعالجة لاعادة الدولة الي ماقبل السبعينيات قبل انتشار الفكر الوهابي الذي وصل به التطرف الي تحريم ان يسلم المسلم علي المسيحي. ويضيف الدكتور صفوت العالم - استاذ الاعلام جامعة القاهرة ان الموضوعية والاعلام الرشيد المعتدل الذي يعتمد علي الرأي والرأي الاخر هو الالية الوحيدة لتحصين الرأي العام وعقول الشباب من التطرف كما يجب علي المذيع ان يكون موضوعيا ومحايدا ولا يفرض رأيه علي الضيوف وعلي وسائل الاعلام المختلفة ووضع فقرات ثابتة تتضمن توعية المواطنين واستضافة الخبراء للتوعية ضد الارهاب والتطرف علي المستوي العملي والميداني. الدكتور لميس جابر - الكاتبة وعضو مجلس النواب تقول ان وسائل الاعلام تمثل العمود الفقري في مواجهة الارهاب والتطرف حيث ان لها تاثيرا قويا علي الشعوب بصفة عامة والشباب بصفة خاصة وقد ظهر ذلك جليا بعد ثورة 2011 من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية هذا بخلاف الميديا الا ان الاعلام انحرف عن الطريق الصحيح حين استضاف بعض المتطرفين كطارق الزمر وغيرهم مما كان له اثر سلبي علي الشباب وتوجيهه نحو التطرف وعليه لابد من تعديل المسار من خلال استضافة اصحاب الاراء المعتدلة ورفع درجة الوعي لدي المواطن ومحاربة الجهل والخرافات التي تعد نوعا من انواع التطرف حيث اننا في حرب حقيقية ضد التطرف والارهاب وعلي جميع مؤسسات الدولة وافراد الشعب المشاركة في تلك الحرب.