السيسي: القوات المسلحة لها دور محوري في مسيرة التنمية الشاملة للدولة    سائق يعتدي على مسئول لجنة ضبط السرفيس بالقليوبية أثناء أداء عمله في كفر شكر    لسعة دبور في الجولان السوري المحتل تنهي حياة جندي إسرائيلي    بيراميدز يتقدم على الجيش الرواندي بهدف زيكو في الشوط الأول    هل يعود أشرف حكيمي لريال مدريد الصيف المقبل بتدخلات من مبابي؟    انطلاق برنامج "الاقتصاد 24" على شاشة القناة الأولى    أول صورة للوحة الأثرية المختفية من مقبرة خنتي كا بسقارة    6 نصائح لعلاج فطريات اللسان عند الكبار والصغار    بسعة 30 سريرا، نائب وزير الصحة يفتتح وحدة الرعاية المركزة بمستشفى صدر المنصورة    هالاند يقود جوارديولا لانتصاره رقم 250 في الدوري الإنجليزي على حساب برينتفورد    محافظة الجيزة ترفع «الفريزة» والفروشات بطريق المريوطية واللبيني فيصل بحي الهرم    نشاط فني مكثف.. علاء مرسي بين الكوميديا والدراما والسينما    وكيل صحة الأقصر.. يعلن بدء حملة التطعيم المدرسي للعام الدراسي 2024 / 2025    السكة الحديد تُسير الرحلة ال23 لإعادة الأشقاء السودانيين إلى وطنهم    الدوري الإنجليزي.. أستون فيلا يفوز على بيرنلي بهدفين لهدف    فابريس: نحترم الأهلي ولكننا نؤمن بحظوظنا في تحقيق المفاجأة    تامر حسني يطلق من كان يا مكان إهداء لمهرجان نقابة المهن التمثيلية لتكريم رموز المسرح المصري    دور المقاومة الشعبية في السويس ضمن احتفالات قصور الثقافة بذكرى النصر    برينتفورد بتشكيلة هجومية أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي    حماس: تصعيد استيطاني غير مسبوق في الضفة لابتلاع مزيد من الأراضي الفلسطينية    بلومبرج: البنك الأهلي المصري الأول في السوق المصرية بمجال القروض المشتركة    وزير التموين: تكثيف الرقابة والتصدى الحاسم لحالات الغش التجارى    تأجيل محاكمة 71 متهما بخلية الهيكل الإدارى بالتجمع لجلسة 21 ديسمبر    سيارة مسرعة تنهي حياة طفل أثناء عبوره الطريق بصحبة والدته في العجوزة    طرح 11 وحدة صناعية جديدة بمجمع المطاهرة بمحافظة المنيا    احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : في يوم المعلم… منارة العلم تُطفئها الحاجة..!!    سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.. عيار 18 بدون مصنعية ب4483 جنيها    القاهرة الإخبارية: انتهاء عمليات الاقتراع في عموم المحافظات السورية    «فيروز الطفلة المعجزة».. مهرجان الإسكندرية يستعيد بريقها في ندوة مؤثرة    أفضل 5 أبراج تنجح في التدريس أولهم برج القوس فى يوم المعلم العالمى    روبيو: لا يمكن تجاهل تأثير الحرب في غزة على مكانة إسرائيل في العالم    هل يشارك كيليان مبابي مع منتخب فرنسا فى تصفيات كأس العالم رغم الإصابة؟    ارتفاع حصيلة ضحايا الانهيارات الأرضية والفيضانات في نيبال إلى 42 قتيلا    حكم الذكر دون تحريك الشفتين.. وهذا هو الفرق بين الذكر القلبي واللساني    مستشفى الغردقة العام تستقبل الراغبين فى الترشح لانتخابات النواب لإجراء الكشف الطبي    «بس ماترجعوش تزعلوا».. شوبير يعتذر ل عمرو زكي    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها    رئيس جامعة المنيا يهنئ السيسي بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    تعليق مفاجئ من الجيش اللبناني بعد تسليم فضل شاكر لنفسه    سر إعلان أسرة عبد الحليم حافظ فرض رسوم على زيارة منزل الراحل    مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يكرم فناني ومبدعي المدينة (صور)    وزارة الإسكان السعودي تحدد نقاط أولوية الدعم السكني 2025    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    «اطلع على كراسات الطلاب وفتح حوارا عن البكالوريا».. وزير التعليم يفتتح منشآت تربوية جديدة في الإسكندرية (صور)    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    «صفر مساهمات وإيقاف قيد محتمل».. ماذا جنى الزمالك من صفقة عبدالحميد معالي؟    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    مرسوم جديد من «الشرع» في سوريا يلغي عطلة حرب 6 أكتوبر من الإجازات الرسمية    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    3 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب«السوق السوداء»    سوريا تنتخب أول برلمان بعد بشار الأسد في تصويت غير مباشر    عقد مؤتمر في القاهرة لعرض فرص الاستثمار الزراعي والتعدين بالولاية الشمالية في السودان    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويف    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مواجهة الأفكار المتطرفة
اخبار اليوم والمفكرون والمثقفون يقدمون «مبادرةالمواجهة»

دعت »أخبار اليوم»‬ المفكرين، والمثقفين، وعلماء الاعلام والاجتماع وعلم النفس، إلي تقديم مبادرة عاجلة تمثل استراتيجية ورؤية شاملة لمواجهة الإرهاب الفكري، لتكون دليلا كاشفا في صد هذا الخطر الذي أصبح يهدد أمن وكيان الوطن بل الأمة العربية والعالم بأسره.
تواصل صفحة »‬الكتب والأدب» حملتها ضد الأفكار المتطرفة والتي بدأتها منذ ثلاثة أسابيع، لنقف معا أمام هذا الخطر الذي بات يهدد عقول شبابنا الرابضين ليل نهار أمام شاشات الإنترنت، مما يجعلهم صيدا سهلا لتسلل تلك الأفكار المدمرة والمواجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لاحتلال عقولهم والسيطرة علي أفكارهم وكياناتهم، ونشر أفكارهم المسمومة، وتخريب النفوس، وجعل أجيال ناقمة رافضة لوطنها بعيدا عن سمة التسامح والانتماء والقدرة علي بناء المجتمع.
من هنا ركزت حملتنا علي إحباط هذه الأفكار وكشفها أمام العالم، وخاصة لجيل الشباب، الذي قد ينساق وراء هذه الأكاذيب، ووضعنا روشتة علاج كمبادرة مستقبلية للقضاء علي هذا المرض العضال.
وقد حذر الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس التحرير ، من خطر الإحتلال الالكتروني، في مقاله الأسبوع الماضي الذي جاء بعنوان »‬ نِدِّيَّة وهمية مع الدولة » حيث قال: إن مصر تتعرض لحملات إلكترونية مكثفة وممنهجة ومتواصلة، وعلي الرغم من المسمي المعلن لوسائل التواصل الاجتماعي والذي يعبر بوضوح عن أدوات للاتصال إلا أن الواقع كشف عن شرخ مجتمعي وحالة من الاستقطاب تسببت فيها تلك الوسائل، سلبا علي البناء الإنساني للشخصية المصرية فأفرزت ملامح جديدة لنماذج انسانية أحدثت شرخا مجتمعيا بعدما منحتها تلك الشبكات قدرات وهمية أثرت علي بنيانها الأخلاقي فأفرزت حالة عداء وندية وهمية مع الدولة..إلي جانب حالة التفكك الاسري ، وإهدار قيم المجتمع في احترام الآخر .. »‬ إلي آخر المقال».. واتساقاً مع ذلك زاد إصرار »‬أخبار اليوم» علي التصدي لهذه الأفكار المتطرفة بالوقوف مع أساتذة الاعلام والفكر السياسي والاجتماعي لتقديم »‬ مبادرة المواجهة» لحماية أمن الوطن .
د. حسن عماد مكاوي: استراتيجية لتوحيد الجهود
د. حسن عماد فكري عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يري أن مواجهة التطرف تنطلق من خطة استراتيجية بناء علي تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بتدشين المجلس الأعلي لمكافحة التطرف والإرهاب الذي يضم مجموعة من الخبراء والمفكرين في شتي المجالات، والمطلوب من هذا المجلس توحيد كافة الجهود لجميع مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والدينية والإعلامية، مع ضرورة مشاركة الأحزاب السياسية ومنظورات المجتمع المدني. وتتطلب استراتيجية المواجهة ضرورة تفكيك هذه الظاهرة إلي مسبباتها الأولية، فالإرهاب هو نتيجة وليس سببا، والإرهاب ناتج عن التطرف، حيث إن التطرف هو البيئة الخصبة لتكوين الإرهابي، والتطرف ناتج عن الكراهية، والكراهية ناتجة عن الشعور بالتمييز بسبب الجنس أو اللون أو الانتماء الديني أو السياسي. إذن مكافحة الإرهاب تتطلب إزالة التمييز لأي سبب كان. تنطلق الخطة الاستراتيجية من الكشف عن أسباب ظاهرة الإرهاب، ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلي بعدين أساسيين: البعد المجتمعي والبعد الفكري، ويأتي في مقدمة البعد المجتمعي الظروف الاقتصادية التي يكون لها انعكاسات واضحة علي طبيعة العلاقات الاجتماعية، فهناك علاقة طردية بين الوفرة الاقتصادية وزيادة التماسك الاجتماعي، وهناك علاقة أيضاً بين تراجع الأحوال الاقتصادية وزيادة السلوك العدواني وممارسة العنف. إن تراجع النمو الاقتصادي ينتج عنه زيادة معدلات الفقر والعوز وعدم توافر فرص العمل وانتشار البطالة علي نطاق واسع وخاصة لدي فئة الشباب، مما يضاعف من شعور الشباب بالعجز واليأس والإحباط، وغياب النوافذ التي يعبرون من خلالها عن أصواتهم، وبالتالي يسهل الانزلاق إلي الفكر المنحرف نتيجة فقدان الأمل وانسداد الأفق. هناك أيضاً أسباب اجتماعية وثقافية تتمثل في انحدار مستوي التعليم الأساسي والجامعي، واختفاء الطبقة الوسطي التي تعد رمانة الميزان في أي مجتمع، وانقسام المجتمع إلي أقلية من الأغنياء مقابل أغلبية من الفقراء والمعوزين، ويضاعف ذلك من شعور فئات كثيرة من المجتمع بالاضطهاد والتمييز الذي يؤدي إلي الكراهية ومن ثم التطرف الذي هو البيئة الخصبة للإرهاب. ويضاف إلي ذلك الدور السلبي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام والناتج عن افتقاد المهنية والمسئولية الاجتماعية وينعكس ذلك في الترويج لأفكار السحر والشعوذة، ونشر الإسفاف والابتذال، والحض علي الكراهية والعنف، والتركيز علي كل ما هو سلبي ومحبط. يضاف إلي ذلك تراجع دور الأسرة والمدرسة في التنشئة السليمة والاعتدال والوسطية، فضلا عن زيادة العزلة الافتراضية بسبب استخدام الشباب المكثف لشبكات التواصل الاجتماعي علي الإنترنت وما تروجه من أفكار شاذة وأكاذيب وشائعات مع عجز أجهزة الدولة عن سرعة تصويب المعلومات المغلوطة. كل ذلك يؤدي إلي توالد بيئة نشطة لتبني الفكر الإرهابي.
• ماهي آليات المواجهة لتحرير العقول؟
- تتطلب آليات المواجهة ضرورة التنسيق والتكامل بين كافة مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية والتصدي للمنابع الفكرية للإرهاب، ووضع الخطط المناسبة، ومتابعة ما يتم تنفيذه علي أرض الواقع، وتقييم الإنجاز والبناء عليه، ورصد تجارب الدول الأخري ذات الظروف المشابهة والاستفادة منها. كما تتطلب المواجهة طرح حلول عاجلة علي المدي القصير وأخري آجلة علي المدي البعيد، ولعل من أهم الحلول العاجلة تعزيز القدرات الأمنية، ورفع مستوي التدريب والتأهيل، وتعديل قانون الإجراءات الجنائية لاختصار زمن المحاكمات وتحقيق العدالة الناجزة دون الإخلال بحقوق المتقاضين. أما الحلول بعيدة المدي فهي تتطلب دراسات مستفيضة للأبعاد النفسية والاجتماعية والإعلامية لظاهرة التطرف والإرهاب، وتطوير مناهج التعليم العام والأزهري، ودعم ثقافة التنوع والحوار والمواطنة وقبول الآخر، ورفض الأفكار التي تحض علي الكراهية حتي وإن لم تقترن بممارسة العنف، ودعم مبادرات التنمية، والمشاركة في صنع القرار، وإعلاء الفهم المستنير للكتاب الكريم والسنة المطهرة، وإبراز سماحة الأديان السماوية ومكارم الأخلاق.
• كيف نسد ثغرات الهجوم الذي ينفذ منه أصحاب الأفكار المتطرفة؟
- يعد الاهتمام بالجانب الفكري للإرهاب من أهم العوامل للتعرف علي بواعثه، ويتطلب ذلك الكثير من التفكير الجاد وفق أسس علمية وعقلية. فالإرهاب هو نتاج فكر منحرف يتوجب تصويبه من خلال النقد العلمي لهذا الانحراف، وكشف مظاهره الشاذة والخارجة عن القيم النبيلة. إن العلاقة بين الإرهاب والفكر وثيقة جدا، فحين يكون الفكر مستقيما ومتسقا مع الفطرة الإنسانية السوية ينعدم الإرهاب، وحيث يكون الفكر منحرفا يكون الإرهاب سائدا ومنتشرا، ولهذا لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بمقاومة الفكر المنحرف وتصويبه. إن منفذي العمليات الإرهابية يتعرضون أولا لعملية طمس فكري تستهدف مسلماتهم العقدية، وعقليتهم المتسامحة في أصلها من خلال التضليل المتعمد وطرح الشبهات المغرضة التي تنتهي بهم إلي اتخاذ مواقف إجرامية ضد كل من يخالف أفكارهم. معني ذلك أن الفكر الإرهابي هو منظومة من المعتقدات والأفكار المنحرفة والمنافية للفطرة السليمة، وهذا ما عانت منه البشرية علي مر العصور ومازالت تعانيه حتي الوقت الحالي. إن أخطر ما في الإرهاب الفكري أنه يربي أفراده علي الولاء المطلق لما يؤمن به من أفكار منحرفة، فيصبح الأتباع كالببغاوات يرددون تلك الأفكار الضالة دون مناقشة أو تفسير. وبناء عليه، فإن تصويب هذه الأفكار المغلوطة يتطلب إعداد الرسائل المضادة واستخدام الأدلة والشواهد العلمية والقدرة علي الإقناع وهو ما يحتاج إلي فترة ممتدة من الوقت.
• ما هو دور الثقافة في التصدي لهذا الهجوم الشرس الذي يهدد كيان الوطن؟
- هناك ضرورة لاستعادة الدور التوعوي للأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة، وتكريس أسس المواطنة، وإزالة التباينات الطبقية والدينية والعرقية، وحظر الموضوعات التي تزرع الفتنة والتطرف، وإعداد المعلم المرن الذي يتقبل الفكر الآخر ويحترم ثقافة الاختلاف، وينتهج الحوار والمناقشة بدلا من التلقين والطاعة. لابد من عودة الأنشطة المدرسية والجامعية في ممارسة الفنون والآداب والمسرح والسينما والساحات الرياضية لشغل أوقات الفراغ لدي الشباب وتهذيب نفوسهم والارتقاء بحسهم ومشاعرهم، وإعلاء قيمة التنافس الشريف، وتقديم كل ما يفيد المواطن معرفيا ووجدانيا وسلوكيا، واستعادة دور قصور الثقافة التي فقدت تأثيرها في السنوات الأخيرة، وحفز مراكز الإعلام الداخلي التابعة للهيئة العامة للاستعلامات واستعادة دورها التنويري، فالمعلمين المتطرفين، وإقصاء الخلايا الإرهابية النائمة من جميع المواقع التنفيذية بالدولة، وتنقية التراث الديني من التشدد والتطرف، وتفنيد الأفكار المتطرفة لابن تيمية والفكر الوهابي وأفكار حسن البنا وسيد قطب، وقصر الفتاوي الشرعية علي دار الإفتاء، وإغلاق زوايا المتشددين، وتكثيف المراقبة الأمنية عليها، ومنع أصحاب الفكر المتطرف من اعتلاء المنابر، ومراقبة وتتبع المواقع المتطرفة علي الإنترنت والتصدي لها فكريا وأمنيا.
• أين يقع دور المثقف في التصدي للإرهاب؟
- الإنسان المثقف هو ضمير الأمة وبصرها وبصيرتها، ويمكن تحديد دور المثقف في التصدي لظاهرة الإرهاب من خلال الترويج لثقافة التسامح، واحترام الآخر، والمشاركة في الحملات الإعلامية والبرامج الحوارية التي تستهدف دحض الأفكار المغلوطة والانحرافات الفكرية، وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية لتكون ظهيرا للدولة .
د. أحمد خيري حافظ: مؤسسات تربوية لإعادة التثقيف
د. أحمد خيري حافظ أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: يري في مواجهة الإرهاب ووضع مبادرة للقضاء عليه، علينا ان نتوقف عند ثلاثة محاور مهمة، الأولي: التشوهات المعرفية الضاغطة علي البشر، والأفكار غير العقلانية، والذي مصدره الرئيسي ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من الخلط والربط بين الإسلام والإرهاب مثل قول الجماعات الإسلامية مجرد الربط بين جماعة وإسلامية يعني ربط الإسلام بالعنف، وهو خطأ فظيع ربط الإسلام بالتطرف، وقيسي عليها تعريفات ومفاهيم كثيرة فكرية وثقافية مثل مفهوم السلطة وغيره. المحور الثاني يتصل بالانقسام المجتمعي، مما يؤدي إلي فوارق طبقية وثقافية وفكرية وبالتالي صراعات داخل المجتمع مصر تعرضت إلي عشرين قرنا من الاحتلالات المختلفة واستطاعت أن تتحرر منها وهي قادرة علي هزيمة الأفكار المتطرفة ببناء مجتمعي واحد، المحور الثالث: الاعتماد علي مواجهة الإرهاب في الإطار الأمني فقط، علينا أن نعلم أن الإرهاب مشتق من الرهاب وهو الخوف غير المحتمل هذا الخوف يتدخل ويستوطن في النفوس ولعلاجه وطرده يتجاوز الأمر الإطار الأمني إلي قضية أمن قومي يشارك فيها كل مؤسسات الدولة والأفراد معا، لأنها تؤثر علي المجتمع ككل. وهناك آليات لدحر هذا الإرهاب ليس بالأمن وحده وانما بالإعلام والثقافة والتعليم ليكونوا قوة جماعية كثقافة مجتمعة لمواجهة الخرافات بالعلم، نحن في احتياج لمؤسسات تربوية لإعداد الشباب الذي يمثل أكثر من 60%من المجتمع تعمل علي تعديل السلوك وتحفيز الانتماء، وتدريب الشباب علي الإبداع والتفكير خارج الصندوق والتمرد بشكل إيجابي، فالشعور بالأمن النفسي والانتماء يؤدي إلي انتماءات أخري من العطاء والتطوير للذات والعمل وكل ما يحيط بالمجتمع.
د. عمار علي حسن: تعزيز قيم التسامح والمواطنة والانتماء
د. عمار علي حسن ناقد وباحث وروائي يقول: أنه مع صعود موجات التطرف الديني في مجتمعاتنا علي أيدي جماعات وتجمعات وتنظيمات توظف الإسلام في تحصيل السلطة السياسية، وحيازة الثروة الاقتصادية، وتحقيق الهيبة والمكانة الاجتماعية، واحتقار القيم والتوجهات وقبلهما المعارف التي تحكم المجتمع، صار الحديث عن علاقة التعليم بالتطرف والإرهاب مبررا علي أكثر من وجه، يتعلق أولها بمدخلات التعليم، وما إذا كانت تعزز التطرف وتغذيه عبر إمداده بالتصورات والمفاهيم التي تحافظ علي جذوته الضارة مشتعلة ويرتبط ثانيها بالمخرجات حيث يمارس التعليم دورا في صناعة زبائن جدد من خريجي المدارس ينخرطون في صفوف هذه الجماعات والتنظيمات، ويساهمون في تمددها الاجتماعي واستمرارها علي قيد الحياة، رغم الجهود المضنية التي تبذلها مؤسسات الدولة الرسمية وقوي المجتمع المدني وجماعات المثقفين وقادة الرأي المستنيرين في سبيل التصدي للتطرف والإرهاب. فمن الضروري تعديل مناهج التعليم من أجل محاربة المتطرفين والإرهابيين الذين يتوسلون بالدين أو يتخذون منه مبررا وغطاء لعملياتهم المنبوذة، وتجهيز مناهج لتدريس مادة التربية الدينية علي أن تكون مختلفة عن تلك المقررة الآن، حيث يتم التركيز فيها علي قيم التعايش والتسامح وفهم الآخر والإقرار بالتنوع الإنساني. وهذا يتطلب التفكير في مناهج تعليمية دينية مختلفة، يكون بوسعها محاربة أو مواجهة التطرف والإرهاب، مع مراعاة فضح منهج التفكير عند أتباع الإسلام السياسي، كنموذج للمغالطات المنطقية الفادحة، وتفكيكه وكشفه أمام الأجيال الجديدة، حتي لا تنطلي عليها مقولات هذا التيار بدعوي أنها تمثل صحيح الدين أو طريقه المستقيم. كما يجب تغيير طريقة التدريس التي تعتمد علي الذاكرة والتلقين، وهو الأمر الذي يحول المؤسسة التعليمية من مؤسسة مجتمعية منفتحة إلي مؤسسة بيروقراطية منغلقة.. أضاف الباحث د.عمار علي حسن: أنه من الضروري تحويل المؤسسات القائمة علي التعليم إلي بيئات تعليمية جاذبة ومحببة للمتعلمين، تقوم علي مبدأ التربية وفق قيم التسامح، والمواطنة، والعقل، والتفكير الحر، وعدم تقديس نصوص القدامي أو رفعها من مرتبة الرأي إلي مرتبة النص الديني الملزم، ونبذ التعصب والعنف، واحترام الآخر، ومواجهته بالحوار والحجة، ونبذ العنف بما فيه العنف اللفظي، والاعتراف بالحق في التنوع والاختلاف، وإعلاء روح الجماعة والمصلحة العامة بدلاً من الأنانية والتطرف والانغلاق، وتنمية مفاهيم ومهارات النقد المعرفي والعلمي والتعلم الذاتي.
د. أحمد زايد: حتمية تحقيق العدالة الاجتماعية
اقترح الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع والعميد السابق لكلية الآداب بجامعة القاهرة، عدة نقاط يراها طوق النجاة من شبح التطرف، وهي، أولاً: أن نعيد قراءة التاريخ ونعترف بما فيه من أزمات وكوارث وأن نكف عن التعامل مع التراث علي أنه تراث ذهبي ومقدس. ثانياً: علينا أيضاً أن نحدد موقعنا من الحداثة، فنحن نتحدث بالعلم ونعيش بالخرافة، ثالثاً: علينا أن ندرك أن البيئة المتطرفة هي بيئة مجتمعية متكاملة، ولا تخص طائفة دينية بعينها، لذلك فعلينا تغيير البنية المجتمعية بصورة كاملة، وبناء عقلية متفتحة علي العالم، تستوعب متغيرات العصر وتتأسس علي التسامح واحترام الآخر والإيمان بالتعددية في الأديان والفكر، عقلية لا تعرف الانغلاق، تنطلق نحو آفاق التغيير والابتكار، عقلية تتفاعل مع الفنون الحديثة بنفس تفاعلها مع المعتقدات الدينية، عقلية تدرك أن الدين طاقة للعمل والإنجاز وليس طاقة قتل واعتداء وإقصاء علي الآخرين، لاشك أن ذلك يحتاج تعاونا في مجال التعليم والثقافة والإعلام.. ويضيف د.زايد: لن نقضي علي الأفكار المتطرفة إذا استمر التعليم في الاعتماد علي الحفظ والتلقين، إننا نحتاج التعليم الذي يتفق مع الثقافة ويسهم في تكوين عقليات متفتحة علي الفنون الحديثة من موسيقي وشعر وفنون متنوعة أخري. وعلي الإعلام أن يساند الدولة في قضية التنمية ولا يقف عائقا بسبب مصالحه الخاصة، إضافة إلي تخلي المؤسسات الدينية علي تسلطها وسعيها نحو الوصاية والتحكم في العقول، ولا يجب أن نغفل دور الدولة في وضع أطر عامة للتعليم والإعلام، وضرب التأثير السلبي لوسائل الاتصال الاجتماعي بتحقيق التنمية الشاملة وبث الثقة بين الدولة والفرد وتحقيق حياة اجتماعية عادلة بين أفراد المجتمع.
ومحاولة تضييق التفاوت الطبقي بين الأفراد، والعمل علي تحقيق حياة اجتماعية للمواطن البسيط من وسائل المعيشة والقضاء علي تفشي الفساد، فإذا أردنا أن نواجه التطرف فعلينا بناء المجتمع من جديد، وتحقيق العدالة الاجتماعية وفتح أبواب المستقبل أمام الشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.