أكد الخبراء ان تطوير التعليم أحد شروط نجاح الثورة الفكرية الشاملة التي طالب بها الرئيس السيسي في خطابه بالاحتفال بليلة القدر.. ويجب ان يشمل تطوير التعليم.. وإعادة صياغة فلسفته من الحفظ والتلقين للفهم.. وتأهيل المعلم وتطوير المناهج بالاضافة لتدريس الأخلاق في كافة المراحل التعليمية.. هي ضمان لتخريج طالب منتج في الثورة الفكرية الشاملة اللازمة لتحقيق التنمية ومحاربة الارهاب. تري الدكتورة عزة فتحي - أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس - ان التعليم يعد من أهم ركائز عملية التنمية ومواجهة التحديات التي تمر بها الدولة في تلك المرحلة ومن هنا فقد تم استحداث "علم الأمن الفكري" وهو علم جديد يهتم بتنمية وتعزيز قيم الوسطية وتوضيح المفاهيم السياسية الصحيحة وتصحيح الخاطئ منها كما يجسد مدي ما تتعرض له الأوطان من استهداف وان نظريات المؤامرة ليست أكذوبة كما يدعي البعض بل حقيقة بالأدلة العقلية والمستندات والوثائق التي يقوم الطالب بالبحث عنها بنفسه مشيراً إلي أن هذا العلم يعد وقاية للشباب من الفكر المتطرف والتكفيري عن طريق دراسته مستقلاً أو ضمن بعض المواد التعليمية الأخري مثل التاريخ والنصوص وموضوعات القراءة وغيرها كذلك يتم استغلاله من خلال المحاضرات والندوات وورش العمل التي يحاضر فيها مختصين من علماء السياسة والخبراء الاستراتيجيين والأمنيين لتوضيح الحقائق والمفاهيم التي يغالط الكثير فيها. وتضيف ان للمدرسة دوراً كبيراً في تكوين أجيال ناشئة لها من الانتماء والعلم ما يساعد علي دفع عجلة التنمية وبناء مجتمع أفضل كما أنه من خلال الأنشطة المدرسية يتم تفريغ الطاقة واستغلالها بصورة أفضل عن طريق الرحلات الكشفية وجماعة الصحافة والإعلام والندوات التي تضم علماء التربية والدين مما ينفي الفكر ويساعد الطالب علي الإبداع والتفكير مؤكدة والتعليم ليس المقصود به محو أمية القراءة والكتابة فقط بل تعليم لغة ومبادئ الحوار واستعادة القيم المفقودة مع زيادة جرعة الانتماء ولكي تتم هذه المرحلة بنجاح يجب ان تصاحبها الشفافية والمكاشفة والمحاسبة مما يدفع سلوك المواطن وتفكيره للاتجاه الصحيح لضمان نجاح وحضارة الأمة "فالتعليم أمن قومي" يجب علي أجهزة الدولة المعنية ان تتضافر للنهوض به. وتوضح ان المعلم هو حجر الزاوية في منظومة التعليم وقد سبقتنا الدول الأخري في ذلك حيث انه في بريطانيا علي سبيل المثال وجد ان المعلم الذي يعد ناقل للأفكار والقدوة يمكن عن طريقه بث المفاهيم السياسية والدينية المتطرفة ومن هنا تم تنظيم ورش عمل تدريبية لتنقية وتصحيح مفاهيم المعلمين التي تصيغ أفكار واتجاهات الطلاب مؤكدة علي ضرورة تأهيل المعلم قبل وأثناء الخدمة من خلال إشراف ومتابعة وزارة التربية والتعليم وأساتذة التربية بالجامعات ومحاولة استعادة هيبة المعلم وعزة نفسه فبعد ان كان القائد والرسول أصبح يمد يده للطلاب ليأخذ أجر عمله وليس رسالته السامية. مطالبة رئيس الجمهورية بإتاحة الفرصة لمقابلة المعلمين كفئة هامة بالمجتمع ليوضح لهم ما يأمله فيهم ويتمناه منهم في هذه المرحلة الحرجة وهي علي ثقة من أن وقع تلك المقابلة في نفوسهم سيغير الكثير ويدفع نسبة كبيرة منهم للتغير نحو الأفضل "فالوجدان يغير السلوك". مشيرة إلي ان المحور الآخر الذي كان يقصده الرئيس هو تعليم المواطن المصري كيفية التفكير الناقد علي أساس علمي يخلو من أفكار الشعوذة والشائعات المضللة ويعزز فيه معرفة الفرق بين الحقيقة والرأي وتوجيه النقد البناء وعدم الاتجاه للفتاوي المتشددة كما ان كل موقف يحتمل رأيان وعلي الفرد ان يستفتي قلبه ويقتدي بديننا الحنيف الذي يدعو للوسطية. ويري الدكتور كمال مغيث - الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية - أنه لابد من إعادة التفكير والنظر في فلسفة التعليم الذي تدهور للأسف بصورة كبيرة وهناك ايضا انعدام للمهنية والتطرف الديني وهذا واقع المدارس حالياً فهناك عدد كبير من الطلبة لا يفقه شيئاً في دراسته ويعتمد كلياً علي الدروس الخصوصية التي تلقن دون إتاحة المجال لطرح الأفكار والإبداع مطالباً بإعادة صياغة فلسفة التعليم وتطوير الطلب وتهيئته للتعليم الصحيح لكي ينهض بالمجتمع. ويضيف مغيث ان الهدف الاسمي للمؤسسة التعليمية يتحقق من خلال أربعة أهداف وهي إعداد الطالب للمواطنة والانتماء الوطني والذي يجب ان يسبق انتماءه للأسرة والقبيلة أو للدين والعرق أو للثقافة دون أي تناقض معهم فينعكس ذلك علي المناخ المدرسي للطلاب كما يجب الإعداد للثقافة بمعناها العصري وذلك عند التفرقة بين الطالب والأمي فالأول قادر علي التفاعل الايجابي وفهم المعاني والجمل الملقاة أمامه مثل العولمة والتراث الديني والفنون والآداب فكل هذه المصطحات تكون في متناول فهم الطالب ويكون قادراً أيضاً علي شرحها وذلك علي عكس الأمي الذي يكون مقصور فهمه علي الحوارات الشفافية مشيراً إلي انه من ضمن أهداف التعليم الاعداد للعلم وللمنهج العلمي عن طريق معرفة الأسباب العلمية للظاهرة والتفكير في حلها عن طريق الفهم وتطوير الأفكار والابداع والمناقشة من قبل الطالب والمعلم تحقيقاً للثورة الفكرية وللنهوض بالتعليم وأخيراً المهنية أي ان التعليم لا يكون أبداً هدفاً لقياس ما حفظه الطالب من معلومات وانما كيفية تعامله معها واستغلالها وتطويرها فلابد من تغيير مهنية التعليم من الحفظ والالقاء والتلقين للمناقشة والابداع واستخدام القدرات العقلية.