بعد 24 ساعة من فشل العدوان الثلاثي الذي شنته كل من الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا علي سوريا بزعم استخدامها للأسلحة الكيماوية. قدمت الدول الثلاث مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بالتحقيق في الأزمة. أعلن مصدر دبلوماسي غربي أمس أنه من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول مشروع القرار الذي أعدته فرنسا بشأن سوريا اليوم . إلا أنه لم يحدد موعد طرح القرار للتصويت. يشار إلي أن الثلاثي الغربي "الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا" سلم مشروع القرار إلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. الذي يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وينص علي إنشاء آلية للتحقيق في مثل هذه الحوادث. يأتي ذلك بينما تستعد بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لبدء عملها في مدينة دوما بعد وصول فريقها الي سوريا تمهيداً لمباشرة تحقيقاتها حول هجوم كيميائي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه. قال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان أن لجنة تقصي الحقائق وصلت يوم السبت الي دمشق علي ان تتوجه الي مدينة دوما لمباشرة عملها. وأكد سوسان دعم بلاده لعمل هذه البعثة بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط. من ناحية أخري حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة السورية من أن الولاياتالمتحدة "بكامل عدتها وعتادها" مستعدة للضرب مرة أخري إذا نفذت هجمات كيميائيا جديدة. كان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي قد أكد إن هناك "ثمنا" سيتعين علي سوريا أن تدفعه إذا نفذت المزيد من الهجمات بأسلحة كيميائية. أشار بنس خلال قمة لدول أمريكا اللاتينية منعقدة في ليما إن ترامب أوضح أن بلاده مستعدة لمواصلة مسعاها لإعادة إرساء إطار الردع القائم حتي يعلم النظام السوري ورعاته إن هناك ثمنا يتعين دفعه إن هو استخدم الأسلحة الكيميائية مرة أخري مع رجال ونساء وأطفال. وفي فرنسا حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من وقوع كارثة إنسانية في مدينة إدلب السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي قد تكون الهدف التالي للجيش السوري لتطهيرها. قال لو دريان إن عدد سكان إدلب يبلغ حاليا نحو مليوني نسمة من بينهم مئات الآلاف من السوريين الذين تم إجلاؤهم من مدن كانت قوات المعارضة تسيطر عليها واستعادتها الحكومة السورية. وأشار وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية الأسبوعية إلي هناك خطر حدوث كارثة إنسانية جديدة. يجب تقرير مصير إدلب من خلال عملية سياسية تتضمن نزع سلاح الميليشيات. بينما أكد وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أنه سيضغط علي الرئيس السوري بشار الأسد من أجل الجلوس إلي طاولة التفاوض موضحا : "لا يسعنا الجزم بأن الأسد ما زال يمتلك أسلحة كيمياوية وأن الضربات علي سوريا لن تغير دفة الصراع". وقال جونسون "لا يمكننا معرفة كيف سترد سوريا علي الضربات الصاروخية. مردفا: "سنواصل الضغط علي الأسد من أجل الجلوس إلي طاولة التفاوض". من جانبه قال الرئيس السوري بشار الاسد لمجموعة من المشرعين الروس أمس إن الضربات الصاروخية الغربية علي بلاده عمل عدواني. نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المشرعين قولهم إن الأسد كان في "حالة مزاجية جيدة" وأشاد بالدفاعات الجوية سوفيتية الصنع التي ساعدت في صد الصواريخ الغربية.