** عندما يريد الشعب الذي علم البشرية بدايات كل شيء في المعرفة الانسانية.. أن يعيد صياغة مستقبل أمته.. فلابد أن يضع أمامه تجاربه التي خاضها عبر العصور.. وان يستلهم منها الدروس التي تساعده في تحديد الأولويات التي تحقق أهدافه من خلال رؤية يشارك الجميع في الاتفاق علي خطواتها لتكوين "خارطة طريق" تختصر الزمن وتوحد أبناء الوطن. لن نجد أفضل من الحياة السياسية لنسترجع ما عاناه المصريون لأزمان طويلة في ممارسة حقوقهم السياسية والديمقراطية والأوقات القصيرة التي استطاعوا فيها أن يحكموا أنفسهم.. وعلينا أن نناقش ما يتطلعون إليه في المستقبل بعد ان تكلمنا في المقالين السابقين عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لا غني عنها لاستعادة الشخصية المصرية وإعادة بناء الدولة والانسان.. فماذا يريد الشعب سياسياً خلال المرحلة القادمة؟! بعد اختياره للاستمرار في قيادة سفينة الوطن لولاية ثانية حدد الرئيس السيسي أحد أهم الأولويات وهي العمل علي زيادة المساحة المشتركة بين المصريين لأن مصر تسعهم جميعا مادام الاختلاف لا يفسد للوطن قضية.. وإذا كنا نعترف بأن ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية كان إنجازاً كبيراً خاصة في المشروعات القومية فإننا مازلنا في بداية المشوار الذي صمم الشعب علي السير في طريقه نحو المستقبل. للأسف.. فان الأحزاب السياسية بمثابة من يرقد مشلولاً وجسده متصل بأنبوب جهاز التنفس الاصطناعي.. بلا وعي ولا يستطيع الحركة وهو "ميت اكلينيكيا" ينتظر من ينزع عنه الأنبوب لإعلان وفاته رسمياً.. ولا يدعي أحد أن هذا الوضع بدأ مع ثورة يوليو 1952.. ولكنه قبل ذلك بكثير حيث ارتمت كل الأحزاب اما في أحضان الملك أو المحتل الإنجليزي أو الاثنين معا ولم يكن هناك حساب للشعب اللهم سوي عندما أنشأ مصطفي كامل الحزب الوطني وبعدها عندما أنشأ سعد زغلول حزب الوفد الذي سرعان ما فهم اللعبة بعد وفاة "سعد" فابتعد عن الشعب وبدأت ألاعيب السياسة والوصول إلي الوزارة تزيد من الهوة.. وكان الهدف الوحيد لكل الأحزاب دون استثناء "أغلبية وأقلية" هو "كرسي الحكم" وفي سبيله فالغاية تبرر الوسائل التي تتم بالضرب سواء من فوق أو تحت الحزام.. ودفع ذلك الفساد رجال الثورة إلي الاتجاه إلي الحزب الواحد الذي كان فساده أكبر.. إلي أن وصلنا إلي الوضع الحالي أحزابا كرتونية صحيح ان عددها يزيد علي مائة ولكنها بعيدة تماما عن الشارع ولم تستطع ان تفرز قيادات يمكنها تحمل المسئولية بدليل ما حدث في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية وما سيحدث في الانتخابات المحلية القادمة!! لم تطور من أدائها.. ما يستدعي ضرورة قيام تحالفات واندماجات وتغييرات تؤدي إلي حياة سياسية حقيقية تمارس دورها ويكون هدفها "مصر أولاً" تقف مع الدولة في البناء والتنمية في صف وحد وبقلب واحد.. ولكنها تعارض وتضع الحلول للمشاكل والبدائل للأولويات ولا تكون صوتاً واحداً مع الحكومة إلا ساعة الخطر الذي يهدد البلاد!! .. وحتي لا نظلم الأحزاب ونحملها كل المسئولية فإن علي الحكومة ان تفسح صدرها وتعطي مساحة أكبر للمعارضة والاختلاف ولا مانع من أن تساند الأحزاب في البداية إلي جانب ضرورة استمرار الحوار والنقاش للوصول إلي أفضل الحلول للمشاركة التي تواجه البلاد. ليس من العيب أن ننظر حولنا ونستفيد من تجارب الآخرين.. فإذا كانت الأحزاب التاريخية لا تستطيع ان تمارس دورها الحقيقي فالأمل دائما في الشباب وتجربة وصول الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" إلي مقعده في قصر الإليزيه جديرة بالدراسة فهو أسس مع مجموعة من الشباب حزبا أسماه "إلي الأمام" في أبريل 2016 ودخل الانتخابات الفرنسية وفاز بها علي كل الأحزاب التقليدية وأصبح رئيساً لفرنسا في مايو 2017.. أي خلال عام واحد استطاع ان يقنع الشعب ويجتذب الأغلبية ببرنامجه وبعمله مع أعضاء حزبه وسط الجماهير.. وتتكرر نفس التجربة في بريطانيا حيث تأسس حزب "التجديد" الذي بدأ في تهديد حزبي المحافظين والعمال وسيشارك الشهر القادم في انتخابات المحليات وسيفوز في عدد غير قليل من الدوائر.. فهل نري قريباً حزباً يعيد الشباب إلي حياتنا السياسية وينافس في انتخابات المحليات القادمة وينتهز فرصة ان ربع المقاعد مخصصة للشباب والربع الآخر للمرأة.. وهل يكون هناك تحالف شبابي نسائي يستعد من الآن للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة؟! أهم ما تحتاج إليه مصر خلال السنوات الأربع المقبلة هو الاتفاق علي رؤية للحياة السياسية بأبعادها المختلفة تعيد الحراك والحوار بين الفئات المختلفة.. وتقرب من وجهات النظر للوصول إلي حلم الدولة الديمقراطية الحديثة التي تقوم علي الفصل بين السلطات والتعددية الحزبية الواعية.. والأهم انه بعد تحقيق الاستقرار والقضاء علي الإرهاب الذي بات وشيكاً.. ان تتسع آفاق الحريات وتتاح المعلومات ويتم الحفاظ علي حقوق الانسان التي يحتاج ملفها إلي عناية أكبر من الدولة. طقاطيق ** في ليلة الإسراء والمعراج.. حاول أن تسير علي الطريق المستقيم وتطلب الهداية من الله سبحانه وتعالي.. وعليك ان تسمو بروحك وتصعد بنفسك وتتبع النور الذي جاء به الرسول- صلي الله عليه وسلم- التزم بتعاليم الإسلام الحنيف.. اعلم ان الدين المعاملة.. ومشيك في حاجة أخيك أفضل من اعتكافك في المسجد.. فلن تنفعك صلاتك ولن يشفع لك صيامك إذا لم تُحسن إلي جارك.. "آت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل".. لا تغش في البيع ولا في الميزان.. ابتعد عن الحرام.. اترك الرشوة والمحسوبية لا تأخذ ما ليس لك.. ولا تعط ما لا تملكه.. ولا تنظر إلي ما في أيدي الآخرين.. باختصار اتق الله ما استطعت.. وخالق الناس بخلق حسن. *** ** مازالت الحكومة تماطل في تنفيذ حكم اضافة 80% من العلاوات الخمس الأخيرة لأصحاب المعاشات.. وحتي لو كان هناك أمامها خيار اللجوء للمحكمة الإدارية العليا فما كان عليها ان تلجأ إليه رحمة بحوالي 10 ملايين أسرة ينتظرون زيادة معاشاتهم الهزيلة لتعينهم علي صعوبة المعيشة.. وأصبح الأمل الوحيد إليهم بعد الدعاء إلي الله أن يتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي لاسعادهم وإنصافهم!! *** ** "فاض الكيل يا مرتضي".. نداء من جماهير الزمالك في كل مكان علي أرض مصر وفي دول العالم إلي المستشار مرتضي منصور أن ينهي مشاكله مع عشرات الجهات والأشخاص الذين لم يسلم أحدهم من لسانه فتكاثروا وتكاتفوا ليقضوا عليه ولا يهمهم أنهم في سبيل ذلك يهدمون "الزمالك" أحد أهم قلاع الرياضة المصرية والعربية والأفريقية.. لابد من تدخل الحكماء وأن يكون الحل سريعاً قبل فوات الأوان.. فأين رئيس الوزراء ووزير الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية.. أما إذا كان لا مناص من إسقاط "مرتضي" فعليه في سبيل بقاء النادي الذي هو أبقي وأكبر من الجميع ان يفعل كما فعل طلعت حرب عندما اتفق الانجليز والقصر علي الخلاص منه فبدأوا في تدمير "بنك مصر" الذي شيده وكان رئيسه.. فقال: "ليذهب طلعت حرب ويبقي بنك مصر".. واستقال!! *** ** طرح شهادة "أمان" للمصريين بالخارج بالجنيه "ضربة معلم" تعيد للعملة الوطنية كرامتها.. وخطوة مهمة لاستعادة قوتها أمام الدولار والعملات الأجنبية.