أشاد نقاد فرنسا بفوز فيلم "مجرد نهاية العالم" بالجائرة الكبري لمهرجان كان العام الماضي الفيلم من الإنتاج الفرنسي الكندي للمخرج الشاب كزافية دولان "28 سنة" الذي قدم 6 أفلام روائية خلال السبع سنوات الأخيرة منها فيلم "الأم" الذي حصل علي العديد من الجوائز وعرضه مهرجان القاهرة السينمائي. فيلم "مجرد نهاية العالم" مأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للكاتب الفرنسي جان لوك لاجارس الذي رحل عام 1995 بسبب مرض الايدز وهو يتخيل في المسرحية المذكورة ان شاباً عاد إلي عائلته بعد ان تركها 12 عاماً وعندما اشتد عليه المرض وشعر بقرب موته أراد ان يصل ما انقطع بينه وبين أمه واشقائه وهي فكرة مأخوذة من قصة "عودة الابن الضال" المذكورة في الكتاب المقدس وملخصها ان الله يهتم بعودة الضال أو توبة الخاطئ ويفرح بهذه العودة حتي يصبح كل أبنائه تحت مظلة الإيمان والطاعة ولكن في مسرحية لاجارس يحدث العكس لان الابن لويس كاتب مسرحي ناجح يعود إلي اسرته وهي عبارة عن مجموعة من الفاشلين والمعقدين نفسياً. الفيلم عرضته قاعة "زاوية" والتي أصبحت النافذة الوحيدة لمشاهدة الإنتاج الأوروبي في مصر واستطاع المخرج الكندي الشاب ان يجمع علي الشاشة 5 من نجوم السينما الفرنسية وأولهم ماريون كوتيار في دور شقيقة زوجة الكاتب وهي الحاصلة علي الأوسكار عن أدائها لدور المغنية الفرنسية اديث بياف قبل 10 سنوات وناتالي باي في دور الام التي اشتهرت بالتمثيل مع المخرج الراحل فرانسوا تريفو والممثل المعروف فينسينت كاسيل في دور شقيق الكاتب والممثلة لياسيدون في دور شقيقة الكاتب وأخيراً جاسير أوليه في دور الكاتب لويس العائد لعائلته. التزم المخرج دولان بالنص المسرحي حتي انه التزم بوحدة المكان داخل منزل العائلة ولم يستخدم امكانيات السينما في الحركة خارج المكان إلا في تناول الطعام في حديقة المنزل ومشهدين لوصول لويس بالسيارة التي تقطع طريق الذهاب ثم في نهاية الفيلم عندما ركب إلي جوار شقيقه انطوان لتوصيله إلي محطة القطار وكما هي عادة الأفلام المأخوذة عن مسرحيات جاء مليئاً بالحوارات بين الابن العائد وامه واشقائه وتحركت كاميرا اندريه توربين بصعوبة داخل جدران المنزل الأربعة والأزمة التي كشفها الفيلم ان الأبناء جميعهم "ضلوا" الطريق كل واحد بطريقته وعادوا ليجتمعوا تحت سقف العائلة للمرة الأخيرة لان الكاتب المسرحي لويس من الصعب ان يعود مرة أخري بعد ان اكتشف ان جحيم الخروج إلي العالم أفضل من نعيم البقاء في الوطن وهي المفارقة المؤلمة أو هي الحقيقة المرة التي ألق بها دولان أمامنا. فاز الفيلم ايضاً بثلاث جوائز سيزار- وهي الأوسكار الفرنسي- منها احسن إخراج ومونتاج للمخرج كزافينيه دولان واحسن ممثل لجاسبر أوليه وهم إلي جانب جائزة "كان" تجعل الفيلم واحداً من أهم انتاجات السينما الفرنسية للعام الماضي كما حصل علي جائزة مهمة ايضاً من لجنة تحكيم المسكونية التي تتكون من رجال الدين لان الاعتراف بالخطايا قبل الموت من الطقوس المقدسة عند الكاثوليك. عاطفة الام الصادقة تجاه ابنائها هي الحقيقة الوحيدة في الفيلم رغم انها ليست الام المثالية لكنها سعيدة بابنها جمعت شتات الأبناء في منزل العائلة بعد سنوات من الغياب وتبقي الاشارة إلي ان ماريون كوتيار رغم شهرتها الفائقة إلا انها قامت بدور صغير في الفيلم وهي التي اعتادت علي البطولات المطلقة ولكنها تعرف معني الاحتراف وتطبقه.