أجمع المعلمون وخبراء التعليم علي أن تجديد الخطاب الديني يبدأ من المدرسة من خلال الاهتمام بحصة الدين والمقررات التي أصبحت عبارة عن معلومات عامة مطالبين بضرورة عقد ندوات ولقاءات للطلاب مع متخصصين بما ينشر القيم والتعاليم السمحة والقضاء علي التطرف والغلو وتنشئة التلاميذ منذ الصغر علي السلوكيات الايجابية والمعاملات وحب الوطن والابتعاد عن التخريب مع تنقية المواد والمقررات والتأكيد علي الوحدة الوطنية وعدم الانسياق وراء الدعوات الهدامة مع تدريب معلمي اللغة العربية علي تدريس مناهج التربية الدينية. أكد عز الدين سعد وكيل مدرسة القبة الثانوية بنين بإدارة الزيتون التعليمية ومدرس اللغة العربية أنه يجب توعية الطلاب عن طريق عقد ندوات توعية داخل المدارس لتوضيح أن الدين ليس تعصباً وهمجية والتمسك بوجهة النظر الواحدة دون النظر إلي الآراء المختلفة مشيراً إلي أن مرحلة التعليم الأساسي هي المرحلة الهامة في حياة الطلاب التي تمثل النقش علي الحجر فيجب احداث توعية دينية وندوات ثقافية من أجل توضيح تعاليم الدين الإسلامي الصحيح علي أرض الواقع الذي يركز علي الوسطية في كل شيء.. وعلي المدرس أن يركز علي الوسطية أثناء شرح تعاليم الدين داخل المدرسة. وأشارت سلوي رياض مدرسة دراسات اجتماعية بمدرسة محمد فريد الإعدادية بالساحل إلي ان كتب التربية الإسلامية تعطي نبذة مختصرة عن سماحة الإسلام مع الأديان السماوية الأخري ولكنه ضئيل جداً لذلك يجب إضافة دروس أخري أكثر توسعاً. وأوضحت ريهام سمير اخصائية اجتماعية بمدرسة المستقبل التجريبية للغات أن مادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية في المدارس دائماً ما يكونان ملتزمين بالمنهج المنصوص عليه من قبل الوزارة ولا يجب الخروج عن هذا المنهج.. ولكن الجزء الذي يحتاج إلي دعم وتوطيد هو الندوات والمحاضرات التي تحث علي التوعية وسماحة الدين الإسلامي والمسيحي لذا يجب أن نستعين بمتخصصين في علم النفس والاجتماع وكذلك متخصصين في الأديان لإلقاء الندوات ومحاضرات توعية في المدارس بموافقة وإشراف وزارة التربية والتعليم.. لكن بالنسبة للمناهج الإسلامية والمسيحية فلا يوجد شيء يتحدث عن الخطاب الديني والعلاقة بين الأديان سوي القليل جداً لأن هذا الأمر مكانه يكون غالباً داخل المساجد. أكد علاء العسكري مدرس لغة عربية أنه يجب الاهتمام بحصة التربية الدينية مرة أخري وإضافة درجاتها إلي المجموع مع تطوير المناهج بشكل أفضل. أكد نهاد أحمد مدرس لغة إنجليزية أن المدارس تفتقد للكثير من الاهتمام التي تعمل علي بناء الطالب من الناحية التعليمية والناحية النفسية فأصبحت المدارس مجرد تسجيل غياب وحضور فقط لتجديد الخطاب الديني فهو غير موجود لأن حصة الدين ملغاة حتي الأنشطة الطلابية أصبحت في خبر "كان" ولهذا فأصبحنا نفتقد للدين وروح التعاون والانتماء للوطن. أكدت ماجدة عبود مديرة مدرسة السعدية الثانوية بنات علي ضرورة بدء الخطاب الديني في المدارس من خلال إقامة ندوات دينية بها بمختلف المراحل التعليمية وتدريب مدرسي اللغة العربية علي التخاطب مع الطلاب وامدادهم بالمعلومات الدينية الصحيحة خصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية والاعدادية. أضافت ماجدة أنه يجب اضافة مادة التربية الدينية ضمن المجموع الكلي للطالب حتي يتم الزامه بالمذاكرة والاهتمام بجميع المواد موضحة أن وسائل الإعلام لها دور مهم لتوعية أولياء الأمور بكيفية التعامل مع أولادهم والإجابة علي جميع تساؤلاتهم حول الأمور الدينية لكي لا يستعينوا بأشخاص آخرين وهم بمعلومات خاطئة. أشار محمد أحمد مدرس لغة عربية بمدرسة الزمالك الابتدائية إلي ضرورة تخصيص ومواعيد محددة وثابتة في المدرسة تتم فيها الاستعانة بمتخصصين في الدين لمناقشة موضوعات متعددة بأسلوب يفهمه الطلاب لتكون لديهم ثقافة دينية صحيحة مؤكداً علي إقامة مسابقات دينية من خلال تحديد موضوع ديني معين ومناقشة بعضهم تحت إشراف أحد المتخصصين لمتابعتهم وتصحيح أي أخطاء دينية قد تحدث. قال خالد العزبي مشرف عام بمدرسة الزاوية الحمراء بنين إن إحياء الخطاب الديني يجب أن يبدأ من الحضانة من خلال تسليمهم كتيب صغير يحتوي علي معلومات دينية بسيطة ويتم عرضها بأسلوب شيق وجاذب للطفل وتطوير الكتيب في باقي المراحل التعليمية ليشمل علي معلومات دينية أكثر حتي مرحلة الثانوية. أضاف خالد أن توفر كل مدرسة حصة تسمي "قيم وأخلاق" لتعليم الطلاب أخلاقيات التعامل والتركيز علي القيم التي تنص عليها جميع الشرائح السماوية مثل التسامح والترابط وغيرها. قال شريف سليمان مدرس رياضيات بمدرسة السعدية الثانوية بنات ان معلمي التربية الدينية غير مؤهلين لتدريس هذه المادة خصوصاً أن المعلم يأمر الناس بالصلاة ولكنه لا يعرف كيفية الوضوء ولا يلتزم بالتعاليم الدينية الصحيحة لذلك لا يصلح أن يكون قدوة للطلاب مشيراً إلي أن معلم التربية الدينية قد يكون خريج كليات أخري في غير تخصصه لتدريس التربية الدينية للطلاب. أضاف شريف أن المعلم لا يشرح في الفصل ويقوم بالمزاح مع طلابه فيفقد هيبته أمامهم لذلك يجب أن يكون المعلم قدوة في مظهره وأخلاقه وتعامله خاصة معلم التربية الدينية. قال محمد عمر مدرس لغة عربية بإدارة حلوان البداية فعلاً يجب أن تبدأ من المدرسة فالدين للصف الأول الإعدادي علي سبيل المثال ليس له علاقة بالدين مطلقاً فالمقرر يدور حول الإنسان والماء والإنسان والحيوان والإنسان والنبات في كل عنوان منها في درس مستقل ثم يتبعه بنبذه بحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم يوصيه بالاقتصاد في الماء أو حسن معاملة الحيوان أو الاهتمام بالزرع.. وهكذا. أضاف عمر أنه يجب الاهتمام بمنهج الدين من ناحية الكم والكيف معا يجب تدريس العبادات وبعض الفقه والعقيدة للطلاب للأسف هذا ليس موجوداً والطالب يخرج من المدرسة ولا يعرف ما هي العقيدة أصلا علينا تسليح طلابنا بمعرفة دينهم بشكل صحيح بدلاً من الوقوع بين يد المتطرفين. أشار إلي أن مادة الدين يدرسها مدرس اللغة العربية وبعضهم غير مؤهل أصلاً لتدريسها كما أن الحصة تخضع لشخصية المدرس لو مهتم يقوم بتدريسها أو يحولها لحصة أخري للنحو أو النصوص أو أي من فروع اللغة العربية.. مطالباً بضرورة وجود مدرس متخصص في الدين يكون خريج الأزهر الشريف ومخصصاً في أصول الدين مشيراً إلي أن كل مناهج الدين مثلاً يوجد بها فصل للتجويد ولكن لا يدرس بسبب جهل معظم المدرسين المنوط بهم للتجويد مؤكداً أنه إذا لم يكن هناك بديل فلابد من تدريب المدرسين علي مقررات التربية الدينية. أضاف د.أحمد جمال الدين موسي وزير التعليم الأسبق أن المدرسة لها دور كبير في تصحيح الخطاب الديني من خلال تضمين المناهج أهمية التعددية سواء علي مستوي الأديان أو الثقافات وخطورة الانعزالية والبعد عن التواصل مع العالم.. المدرسة هي الخطوة الأولي لتصحيح مفاهيم كثيرة.. مشيرة إلي أنه يجب أن يكون للإعلام والأسرة دور في ذلك وألا يقتصر مفهوم تجديد الخطاب علي المؤتمرات وبعض البرامج الحوارية بالتليفزيون. طالب عادل عبدالله مدرس لغة عربية بضرورة أن يكون لدي الطالب القدرة علي التعلم الذاتي وعرض الأفكار علي المعلم والمناقشة ومعرفة ثقافات الشعوب واحترامها واحترام الأنظمة الدولية والتماشي مع المعايير العالمية بما يناسبنا وطبيعة مجتمعنا. أكد ضرورة عودة المدارس مرة أخري للحراك ويكون لها دور تنويري حتي تؤدي دورها بفاعلية وتكون الأمثل في تجديد الخطاب وألا يكون كل ذلك مجرد شعارات.