أنا شابة في منتصف العشرينات أكتب إليك بعد أن ضاقت بي الحياة بما رحبت خاصة بعد أن فشلت في التجربة العاطفية الوحيدة في حياتي والتي كادت تكلل بالزواج لولا مشيئة القدر. فقصتي تعود إلي 4 سنوات مضت حيث كنت في 21 عاماً حديثة التخرج. ارتبطت بشاب يكبرني بأربع سنوات. وجدت به كل الاحلام التي رسمتها في خيالي العقل الذكاء. الجمال. قوة الشخصية وشعرت من حبه ومواقفه وخوفه عليّ أنه خلق من أجل ومن أجلي اسعادي. وثقت به وبكل كلمة قالها لي عن مستقبلنا وعشنا السعيد أوبيت الزوجية الذي اعتقدت أننا سنئوسسه علي الحب والسعادة. رسم لي حبيبي آمالاً عريضة علي الرمال وسرعان ما جاءت الامواج العاتية لتدمرها وتدمر أجمل سنوات عمري معها. كنت انتظر تحسن بعض الظروف التي كان يعانيها وحالت دون أن يتقدم لي رسمياً لخطبتي. تحملت طوال أربع سنوات ضغوط اسرتي عليّ لأن اتزوج ابن عمي تارة وأبن صديق والدي تارة أخري. مرت سنوات السعادة سريعاً واختلفت وحبيبي الذي لم أتمن غيره في هذه الحياة. لأسباب افضل ألا أذكرها.. وقررت الابتعاد عنه بعد أن اصبحت حياتي معه مستحيلة. كان القرار صعباً ولم أكن يوماً أتوقع أنني يمكنني الابتعاد عن الشخص الوحيد الذي تمناه قلبي وأخترته بعقلي قبل عواطفي. فالبداية كنت اتمزق كما تمزق قلبي لأنني كنت مخلصة في حبي له وفي مشاعري تجاهه. كما أنني أعتدت أن أخذ القرار ولا أعود فيه مهما كانت عواقبه. فهكذا رباني والدي. لكن ومع مرور الوقت قدرني الله أن أتحمل آلام الفراق القاسية شيئاً فشيئاً وبعد أن شاء القدر أن نفترق ولم يكتب لنا الاستمرار في هذه التجربة. ابتعدت عنه لكي يبدأ كل منا طريقه الجديد وحياته الجديدة. لكن يا سيدتي لم أكن أعرف أن قراري بالابتعاد عنه سيفتح لي أبواب جهنم لأن الشاب الجميل الذي رأيت به كل الصفات الطيبة تحول إلي شيطان في صورة بشر. فلم يتصور حياتي بدونه فحاول كثيراً أن نعود ثانية. شهور طويلة لم يفقد خلالها الأمل لكن دون جدوي. فكانت آخر الاوراق استخدمها للي ذراعي هو أن يهددني بنشر بعض الصور التي التقطناها سوياً علي الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي. ومنذ عدة أشهر وأنا أعيش في عذاب ليل نهار خوفاً من أن يفضحني ويفضح أسرتي بصور لم تكن إباحية أو بها ما يعيبني ولكن لن تتقبل أسرتي كباقي الاسر في مجتمعنا أن تنشر لابنتهم المهذبة المتدينة صور وبجانبها شاب غريب. كتبت لك برسالتي وأنا أعترف انني أخطأت حينما وثقت به وقبلت أن التقط صوراً معه. لكنني وصلت لطريق مسدود لا أعرف ماذا أفعل هل أقبل الارتباط به حتي ولو بشكل مؤقت علاجاً لهذا الموقف. أم اصارح أهلي بأمر هذه الصور أم بماذا تنصحيني ؟ ** عزيزتي صاحبة هذه الرسالة قرأت مشكلتك بتركيز شديد. ولم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة فما رويته متكرر بشكل كبير من حولنا خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ودائماً تأتي نصيحتي لكل بنت لاتثقي في أي شاب الثقة العمياء التي تجعلك تندفعين في تصرفاتك وتتخطين الاصول.. والاصول هنا جعلتها جزءاً من عنوان قصتك " أصل وصورة". فالاصول يا أختي الكريمة كما اعتدنا في مجتمعنا الشرقي الذي تحكمه العادات والتقاليد المتوارثه ووضعت حدوداً لعلاقة الرجل والمرأة قبل الخطوبة والزواج. فجرمت أن تلتقط الفتاة صوراً مع شاب غريب عنها حتي وان كان يحبها ووعدها بالزواج كما في حالتك مع هذا الشاب الذي خان الثقة. كما رأيت قصتك مع هذا الشاب الذي لم يراع الاصول في من وثقت به واعطته كل مشاعرها وحبها الصادق البرئ نصيحة وعبرة لمن يقرؤها ويعتبرو سواء للفتيات ضحايا مثل هؤلاء الشباب عدماء الضمير. أم للشباب نفسه الذي لا يراعي الله في من ائتمنته علي نفسها. ومن هنا ليس لديّ سوي حلّ واحد أن تحاولي معه للمرة الأخيرة ليس بعدها مرة أخري. أثيري فيه النخوة. وقولي له إنه إذا فضحك فسوف يفضحه الله في كل ما له من زوجة وأبناء قد يرزق بهم في المستقبل. وان لم يستجب فسوف يكون عقابه عند الله قريباً أقرب مما تتخيلين. وسوف يريك الله فيه ما تحبين وتريدين. ورددي دائماً هذا الدعاء "اللهم ردّ كيده في نحره. وأرني فيه ثأري. وأقر بذلك عيني". كما أنصحك أن تقومي بإبلاغ أهلك بما حدث. حتي لو عاقبوك. وإن لم تستطيعي أن تواجهيهم مباشرة. فعليك أن تتجهي إلي أخ أو عم أو خال تدركين أنه سوف يكون أكثر مرونة في التعامل في هذا الموضوع ليبلغ والدك ووالدتك بالامر حتي لا تكون المواجهة شديدة. وأكيد يا أختي الكريمة سوف يكون الأهل أكثر حكمة ونضوجاً في تقبل هذه الازمة. وهم وحدهم القادرون علي إيقاف هذا الشخص عند حده. وإنهاء تهديده لك بهذه الصور. ولا أري سوي هذا الحل حتي لو حمل لك بعض الألم فهو ألم وقتي. وسيزول مع الوقت. أما أن تتركي نفسك هكذا فهذا هو العذاب بعينه. غيرتي سر عذابي تلقينا رسالة عبر البريد الالكتروني للصفحة من "د م" من البحيرة تقول فيها: أنا شابة حديثة الزواج عمري 20 عاماً.. وأحب زوجي حباً شديداً. لكن مشكلتي إن من فرط حبي له أغار عليه بجنون من كل شئ من أصحابه. وأخواته. من اهتمامه بزملائه في العمل. ووصل بي الحال إلي أني أتشاجر معه في كل لحظة وعلي أتفه الأسباب. لان الحقيقة أن غيرتي كثيراً ما تتحول لشك بعد أن اضطر زوجي لان يكذب علي في كثير من المواقف لكي يتخلص من غيرتي وظنوني التي لا تنتهي. والآن أعيش معذبة لا اثق في زوجي وفي نفس الوقت أغار عليه فماذا تنصحيني؟ ** اختي الشابة الصغيرة حديثة الزواج وقليلة الخبرة في هذه الحياة الزوجية دعيني أقول لك ان المرأة حينما تغار فإن غيرتها في الغالب تقودها إلي تصرفات مزعجة تؤثر سلباً علي بيتها في الوقت الذي تريد فيه من زوجها أن يكثر من اهتمامه بها وحبه لها. وألا يري غيرها. وفي المقابل تتصرف تصرفات تجبره علي عكس ذلك. فالغيرة في الحقيقة أمر فطري لدي كل النساء. ولكن المبالغة فيه مثلك فبالتأكيد الأمر مدمر ويفسد ولا يصلح لان المرأة الغيورة تعد مصدر قلق وإزعاج دائم لزوجها حتي وان كانت من أجمل النساء. وهذا ما تؤكده لنا حالات طلاق الرجال لزوجاتهم الجميلات.. والزواج بأخري قد تكون أقل جمالاً. بل قد تكون في بعض الأحيان الشغالة أو مربية الأطفال. فاحذري يا اختي الكريمة أن تفقدك الغيرة زوجك بل وأشخاص حولك وحوله قد لا يعودون مرة أخري. وعليك أن تتعقلي الأمور وتحاولي ان تبحثي عن أشياء تشغل وقت فراغك خاصة ان الأبحاث والدراسات الحديثة أكدت أن غيرة الزوجة العمياء تعرضها للإصابة بسرطان الرحم والثدي وتصلب الشرايين وان هناك علاقة بين الاكتئاب الذي يصيب المرأة في الضغوط النفسية التي تتعرض لها وإصابتها بالأمراض الخطيرة لأنها مخلوق رقيق وحساس ومن السهل أن تفترسه هذه الأمراض. وأخيرا أقول لك اضبطي غيرتك لأن الكثير منها يفسد حياتك. الثأر في صعيد مصر الصعيد عاني ومازال يعاني من الفقر و البطالة والتهميش. ولكنه مازال مجتمعاً متماسكاً له عادات وتقاليد تحكمه كما يتميز بالكرامة والشهامة والنخوة والأصالة والعراقة والاتحاد في الأزمات ومشاركة في الأحزان والأفراح بهذه الكلمات بدأ صديق الصفحة الدائم حمادة بدران. من إسنا بالاقصر رسالته التي تلقيناها عبر البريد الإلكتروني للصفحة. ويقول " بدران " إن الجميع يشاركون ويفرحون لفرح الآخرين ويحزنون لحزن الآخرين والجميع علي صلة ببعض الكل يعرف الآخر ومن لا تربطه صلة قرابة تربطه صلة نسب وايضا تجد ابن المدينة له أبناء عمومة في القري وأيضا معظم العائلات تربطهم صلة قرابة ونسب ببعضهم لهم أبناء عمومة في معظم مدن ومحافظات مصر. ومازالوا يشاركون بعضهم البعض الأفراح والأحزان وتوجد زيارات متبادلة وارتباط وزواج الأبناء من هنا وهناك رغم بعد المسافة من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب وحتي خارج الوطن تجدهم متماسكين متحدين متحابين القوي يحمي الضعيف والغني يساعد الفقير تجدهم في الغربة عائلة واحدة وإيد واحدة في الخير الكل يساعد بعضه وحتي إن لم يعرفه او يطلب منه المساعدة. ولكن عندما يري إنه يحتاج المساعدة لا يتردد للحظة واحدة او حتي يفكر وهذة ميزة يتميز بها المصريون عامة وليس أهل الصعيد وحدهم وإن دلت تدل علي العروبة والشهامة والنخوة والأصالة معظم اهل الصعيد إن لم يكونوا جميعا جذورهم من شبه الجزيرة العربية ولكن لم يستطع أهل الصعيد نبذ ظاهرة الثأر التي تحول حياة العائلات المتصارعة إلي جحيم. ولكن منذ أن أمر الله لنا بالهبوط علي الأرض بدأ صراع الإنسان مع أخيه الانسان وقتل قابيل هابيل ولكن تحدث بعض الاشياء البسيطة والتافهة التي تعكر صفو العائلات مع بعضها وتتحول الحياة من نعيم إلي جحيم. ولكن بسبب عدم احتواء المشكلة من البداية وإعطائها حجمها الطبيعي من بعض اطراف المشكلة فماذا يحدث لو قدم الاعتذار المسيء قبل ما تقع الفأس في الرأس ولكن كبرياء المخطئ يمنعه عن الاعتذار وايضا تصميم صاحب الحق علي عدم قبول الاعتذار من أطراف المشكلة او من اطراف خارج المشكلة ودائما ما يكون سبب وبداية المشاكل ري او حدود زراعات او حيوانات جار دخلت اكلت في زراعات جار آخر رغم لو طلب منه ضعف ما أكلته هذة الحيوانات لاعطاه له ولو يعلمون ما يحدث اثناء المشاجرة من وقوع جريمة قتل ما فعلوا ما يفعلون ولكن الشيطان يدخل بينهم. ويضيف " بدران " في رسالته أنه تبدأ جريمة الثار بمشكلة بسيطة تتحول لمشادة كلامية تتحول المشادة الي سب وقذف طرف للاخر يتحول السباب إلي مشاجرة تتحول إلي ضرب نار يسقط شخص من الطرفين ومن هنا يبدأ الخراب وتغلق البيوت وتخرب الزروع وطرف يصبح خلف الأسوار وطرف تحت التراب وتبدأ رحلة السباق لشراء السلاح بأنواعه ويدفع ثمن جريمة الثأر أفضل الأبناء ورغم وجود لجان المصالحات ولكن نريد القضاء علي ظاهرة الثأر ومنع جريمة الثار قبل وقوعها واختتم بدران رسالته قائلاً : " اتمني أن تجتمع جميع لجان المصالحات علي مستوي الجمهورية وعمل مبادرة معا للقضاء علي الخصومات الثارية لانهاء الخصومات الثارية في صعيد مصر ويكون شعارها " الصلح خير " والحد من جريمة الثأر ونعيش كلنا أبناء عمومة ولا تعكر صفونا أشياء دائما ما تكون تافهة وبسيطة ويكون عنواناً للصعيد الحب والخير والعيش بسعادة وسلام وتتحول الأعمال الدرامية والأفلام التي نشاهدها الآن في إظهار صورة الصعيد وأهله علي انه دم وقتل وعنف وانتقام وثأر وغدر وسلاح ومخدرات بعيداً عن هذة الظواهر السيئة إلي صورته الحقيقية الطيبة والجدعنة والكرم والرجولة والشجاعة والنخوة وحفظ الأعراض وشهامة والأصالة والعراقة.