بعد 3 ساعات فقط نجحت أجهزة الأمن بالقاهرة في كشف سر اختفاء رضيع فور ولادته بمستشفي "شهير" بوسط العاصمة.. تبين أن عاملة نظافة بالمستشفي قامت بخطفه دون أن يشعر أحد بها ووضعه في كيس "زبالة" لتتمكن من الخروج به في غفلة من أفراد الأمن وبيعه لجارتها التي كانت تنتظرها في الشارع ثم عادت بعدها لممارسة عملها بهدوء وكأن شيئاً لم يحدث ظناً منها أن أحداً لن يكشف سرها. ولكن كان رجال المباحث لها بالمرصاد. ألقت القبض عليها وعلي جارتها وأعادت الطفل لأسرته. وتحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة وتولت النيابة التحقيق. تلقي المقدم حسام العشماوي رئيس مباحث بولاق أبوالعلا بلاغاً من هدير حمدي حجازي "21 سنة" ممرضة بمستشفي للولادة بوسط العاصمة قررت وهي في حالة فزع وانهيار بأنه عقب إجراء عملية ولادة قيصرية لسيدة تدعي بشري إسماعيل هلال "26 سنة" ربة منزل تركت المولود "الذكر" في حجرة مجاورة لتنظيفه ووضع علامة بيده وعادت بعد دقائق لتكتشف عدم وجوده.. جن جنونها خوفاً من المسئولية ورد فعل أهل المولود وظلت تبحث عنه في كل مكان بلا فائدة. فور إخطار اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة ونائبه اللواء محمود خلاف انتقل علي الفور إلي مكان البلاغ العميد محمد الألفي رئيس مباحث قطاع شمال العاصمة مع قوة من الضباط والأفراد وتم إجراء تحريات مكثفة حول العاملين بالمستشفي وفحص المتواجدين في ذلك الوقت لحل لغز الجريمة. في أقل من ساعة توصل فريق البحث الجنائي الذي شارك فيه العقيد حاتم البيباني مفتش المباحث إلي أن الشكوك تحول حول عاملة نظافة بالمستشفي تم مشاهدتها تحمل كيس "زبالة" كبير بشكل مريب وتخرج به وهي في حالة ارتباك وتعود لعملها بعد دقائق. تم ضبط المتهمة سماح "36 سنة" عاملة نظافة بالمستشفي وبمناقشتها ومواجهتها بالتحريات انهارت واعترفت بخطف المولود لبيعه لجارتها سعدية "31 سنة" حتي تتخلص من ديونها. قالت المتهمة وهي تروي حكايتها أمام اللواء هشام العراقي إنها تعيش بمنطقة إمبابة بالجيزة وأن ظروفها المادية الصعبة منذ انفصالها عن زوجها الذي ترك لها أولاده الأربعة ونظراً لكثرة طلباتهم اضطرت للاستدانة بمبالغ وصلت إلي 15 ألف جنيه من أكثر من شخص منهم جارتها والتي كانت سبب تفكيرها في هذه الجريمة. وأضافت أن جارتها لم تنجب لفترة وحملت أخيراً من زوجها ولكن الحمل لم يكتمل معها في الشهور الأخيرة وأخفت ذلك علي زوجها وتوجهت للإقامة لدي أمها بحجة أنها سترعاها في أيام الحمل الأخيرة. وفكرت في وسيلة لإحضار أي رضيع وتدعي بأنها وضعته حتي لا تتحول حياتها إلي جحيم بدون الإنجاب. أشارت المتهمة ودموعها تسبق كلماتها أن جارتها سعدية طلبت منها توفير أي رضيع لها من خلال عملها بالمستشفي مقابل عدم رد ديونها وهو ما دفعها في لحظة شيطانية لتنفيذ الجريمة.. وأرشدت المتهمة في نهاية اعترافاتها عن مكان المتهمة الثانية وتمكنت قوة من رجال المباحث من ضبطها وتم إعادة الرضيع لأحضان أمه قبل أن تفيق من غيبوبة الولادة وتكتشف الجريمة. قدم والد الرضيع الشكر للضباط علي جهودهم مؤكداً لهم أنه من بلدة ديرب نجم بالشرقية وحضر ومعه زوجته للعمل كحارس عقار بمنطقة المقطم بالقاهرة وكان ينتظر مولوده بفارغ الصبر ولم يتوقع بعد حضوره بزوجته للولادة داخل المستشفي تعرضه لمثل تلك الجريمة..تحرر محضر بالواقعة وقررت النيابة حبس المتهمين.