الشاعرة الشابة رانيا منصور. تكتب شعر العامية برقة المزج بين الربابة والجيتار. تقدم تجربة شعرية ثرية بالصور والأوجاع والحس الإنساني المرهف. حصلت مؤخرا علي جائزة القائمة القصيرة في مسابقة "نجم" لشعر العامية المصرية عن ديوان "تمرين للقلب علي الغيبة" . ويصدر لها قريبا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ديوان "رقية". * لماذا شِعر العامية؟ شعر العامية روح المصريين الذين يكدون طوال اليوم ولا يجدون الفرصة والوقت والجهد ليقرأوا الفصحي. ومع ذلك فأنا أكتب الفصحي كذلك وأعشقها. غير أن لكل منهما سحرها الخاص.. لكن حظ العامية مع الناس أوسع لأنها تملح قلوبهم بسهولة وبشكلي مباشر دون حاجة لترجمة مفردات تتعاصي عليهم. * ما تفسيرك لعدم بزوغ أسماء كبيرة في شعر العامية من الشاعرات علي مدي تاريخ هذا النوع من الأدب مثل بيرم وحداد ونجم ؟ النساء في كل المجالات موجودات ومبتكرات. غير أن الضوء دائمًا ما يتم تسليطه علي الرجل المبتكر. كذلك تختفي الفنانات غالبًا خلف مسئوليات أخري تأخذهن لعوالم أخري ربما برغبتهن أو دونها. المرأة التي تثبت نفسها في مجالها إما أنها تتخلي عن حياتها كزوجة أو أم. أو انها استطاعت بصعوبة شديدة أن توجد نوعًا من التوازن بين كل ما يجب عليها فعله وبين ما تحب فعله.. ولذا فأنا لا أوافق علي عدم وجود شاعرات فهنّ موجودات. غير أنهن غير قادرات في الغالب علي إظهار أنفسهن كما ينبغي. * أثبتت شاعرات كثيرات وجودهن في قصيدة النثر مثل ايمان مرسال . جيهان عمر . عزة حسين ما الذي ينقص القصيدة العامية لتقدم أجيالا من الشاعرات كما ان لك تجربة مع قصيدة النثر حدثيني عنها؟ دعينا نتفق أن الشعر لا يُختار له طريق. بل هو يختار صاحبه. لذا فشعر العامية مثله مثل باقي الفنون والآداب يختار طريقه.. ربما لم يحن للشاعرات بعد أن يظهرن في شعر العامية. فليس بيد أحد أن يحدد طريق فن ما. النثر طريقي نحو النضج في الكتابة. أن تكتب غير عابئ بوزني ولا قافية. وهنا تظهر قدرتك الحقيقية علي وضع الشِعر في قوالب غير قوالب الشعر المعتادة. يثبت نفسه هنا الشاعر الحقيقي. * ديوانك الأول صدر في طبعة خاصة علي نفقتك وديوانك الثاني أعرف انه في مكان ما تابع للنشر الحكومي منذ سنوات كيف ترين تجربتك مع النشر؟ تجربة سيئة في الحقيقة.. حدث أن ربحت في مسابقتين تابعتين لداري نشر. المركز الأول وجائزته النشر في كلتيهما. فلم يحدث أن نشرت أي دار لي ديواني مع ذلك. في كل مرة أجد اللامبالاة المتناهية والتعامل مع الشاعر كشحاذ ينتظر المنّ عليه أما الدار الأخري فقد اثبت صاحبها أنه غير مسئول علي الإطلاق حيث تهرب من كل من تعاقد معه - لأسباب غير مفهومة. وأنا وإن رغبت في نشر ديواني فلم أستطع احتمال أسلوبهم السخيف وقمت بالنشر بمساعدة زوجي في مطبعة خاصة وتحملنا نحن مهام التسويق والتوزيع قدر استطاعتنا. * ديوانك الحائز علي جائزة نجم "تمرين للقلب علي الغيبة" ممتلئ بالفقد كأنه حالة واحدة من الضعف البدني والروحي هل قصدت ان تكون القصائد متقاربة في حالتها ام ماذا؟ أنا لا أقصد أبدًا الكتابة عن موضوع ما. أو لنقل نادرًا ما يحدث.. غير أنني قصدتُ وضع القصائد التي تتحد في حالةي قريبة بالفعل. ومع ذلك فهناك ما يشبه الموجة خلال الديوان. فهو يصعد ويهبط علي طول الطريق. القصائد ترتفع وتنخفض وتروح وتأتي بين الفرحة والسعادة والحزن والمرض والرضا ودرجة كبيرة من الفضفضة في النهاية. * ماذا يعني لك الحصول علي جائزة شعر العامية باسم الراحل "احمد فؤاد نجم" في دورتها الأولي؟ أصعب سؤال يوجه لي. لأن تقديرًا باسم نجم لا يثمّن بشيء. نجم أيقونة ضخمة عن الشعر. عن الثورة الدائمة علي الحياة وظلمها. وعن المساكين. فخر لي أن أحمل اسمه الكبير وأتمني أن أضع لنفسي بصمة خاصة تشرّفه.