أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد مصر. غضبا مصريا وعربيا. حيث اعتبرها البعض استمرارا للقطيعة بين الدولتين. وأنه يكرر سيناريو ما بعد ثورة يوليو 52. حيث وصفت المعارضة التركية خطابه بالكارثي وأن إهانته لواحدة من أهم الدول بالمنطقة أمر غير لائق وخطأ. وأن سياسات أردوغان وتحركاته المتخبطة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تسببت في مزيد من الانتكاسات في العلاقات بين القاهرة وأنقرة. الكثيرون يعلمون أن العلاقات بين القاهرة وأنقرة تدهورت عدة مرات منها عام 1932 وسميت أزمة الطربوش. والأخري 1954 بسبب السفير التركي آنذاك. فيما قالت صحيفة "حرييت" التركية أن السياسة التركية في سوريا تواجه عقبات كبيرة لغياب عدد من اللاعبين. موضحا أن وضع تركيا في مصر سيئ مضيفة أن الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يكرهون الرئيس السيسي لأنه أطاح بالإخوان ويكتسب كل يوم أصدقاء جدداً. ويمتلك جيشاً قوياً وسياسة أقوي ودعماً كبيراً من الدول العربية. وبحسب مجلة "نيويوركر" إحدي أبرز المجلات في الولاياتالمتحدة. وصفت رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ب "الغوغائي". قال السفير محمد العرابي - وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر: إن أردوغان هو الوحيد في العالم الذي لديه غل وحقد لما حدث في مصر. موضحا أن خطابه الأخير عن مصر مرتبك. واعتمد علي الأكاذيب لكسب عاطفة الجمهور. وصف العرابي. بيان الخارجية بالممتاز ويعبر عن تصعيد جيد ومطلوب من جانب الحكومة المصرية. لأن لغة التصعيد مطلوبة وضرورية وتلقي ترحيب الرأي العام المصري. طالب "العرابي" بموقف عربي موحد سواء علي صعيد الجامعة العربية أو الدول الصديقة لمصر. مشيرا إلي أن تركيا حصلت علي صفة مراقب في جامعة الدول العربية. وحان الوقت كي يتم سحب ونزع هذه الصفة. وشدد علي ضرورة اتخاذ خطوة عملية علي أرض الواقع. ويمكن أن يكون البيان مقدمة لها. بقطع العلاقات مع تركيا. قال د. إكرام بدرالدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن تصريحات أردوغان ليست بالجديدة. وإنما استمرار لسياسة تركيا بعد ثورة 30 يونيو حيث إنها فقدت الكثير بعد الإطاحة بالإخوان حليفه المميز. حيث كان يراودها استعادة الدور التركي وإحياء الخلافة كحليف قوي في مصر. أشار إلي أن الأهم هو ردود الفعل الدولية والتي لا تعطي له أي اهتمام في المحافل الدولية في إطار تلك التصريحات الكاذبة. مشيدا بردود الفعل من جانب وزارة الخارجية المصرية. وطالب بضرورة الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي من جانب السفارات المصرية والمراسلين الصحفيين ومكاتب الإعلام الخارجية بتحسين الصورة وتأكيدها ومجابهة أي محاولة لتشويه الدور المصري. وصف المهندس أحمد بهاء الدين شعبان رئيس حزب الاشتراكي المصري. تصريحات الرئيس التركي "أردوغان" بالسعار. بعد هزيمة إخوانه أمام إرادة الشعب المصري. وإزاء الضربة القاصمة. التي وقعت وقوع الصاعقة عليه وعلي حزبه وجماعته. بسقوط "إخوان مصر" وسلطتهم. وتأثيرات ثورة 30 يونيو 2013. التي دمرت مشروعه الوهمي المسمي "العثمانية الجديدة". لاستعادة الهيمنة علي الدول الإسلامية والعربية. والذي لا يخرج عن مشروع لإعادة إنتاج وتسويق تجربة الاحتلال التركي البغيض لمنطقتنا وبلادنا علي حد تعبيره. وأضاف أن أردوغان أخذ يهذي ويهدد. ويستعيد - في مقاربة هزلية - صورة الولاة الأتراك المتعجرفين. الذين حكموا ونهبوا مصر والمنطقة. وجرفوها من ثرواتها وخيراتها. ومن كفاءاتها البشرية. في عهود الظلام أثناء الاحتلال العثماني لبلادنا. والذي استمر نحو تسعة قرون. "1918 - 1516". كانت سببا مباشرا لجانب كبير من مظاهر تخلف وفقر منطقتنا وشعوبنا. وازدهار تركيا وبحبوحة عيشها علي حد قوله. أكد د. عمرو عبدالعاطي الباحث في الشئون السياسية أن تركيا خسرت بعد ثورة يونيو حليفها الاستراتيجي من حيث التقارب الإسلامي بين النظام التركي وجماعة الإخوان والذي بدوره يحكمه مصالح من خلال تصاعد الدور التركي في الإقليم وعودة الرجل التركي في عهد الخلافة العثمانية. وأضاف عبدالعاطي أن تركيا تري أن القيادة المصرية الآن وعلاقاتها مع قوي خارجية مهمة تسحب البساط من الدور التركي وحليفه القطري في مواجهة الدور المتصاعد للمصري والذي يدعمه الخليجيون. مؤكدا أن النظام التركي يعاني من إخفاقات علي المستوي العربي بسبب تعاظم الدور المصري. وطالب بضرورة مواجهة ما أسماه بتشويه السمعة المصرية الخارجية والبعيدة علي الواقع التركي. لافتا إلي وجود عداء سيستمر بين الدولتين لفترة من الزمن.