كارثة كبري تعيشها مدينة أشمون وقراها نتيجة تلوث مياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي مما نشر أمراض الكبد والفشل الكلوي ودفع الأهالي إلي انشاء محطات تنقية بالجهود الذاتية لا تخضع لرقابة وزارة الصحة أو الادارة المحلية بينما يعتمد البعض علي الطلمبات الحبشية التي تختلط مياهها بالصرف الصحي. المسئولن غسلوا أيديهم من القضية واتبعوا سياسة "كله تمام" تاركين الأهالي يواجهون مصيرهم. يصف محمد سمير "سباك" مآساة سكان مدينة أشمون قائلاً: منذ سنوات تغير طعم مياه الشرب بالمدينة والقري المحيطة واضطر السكان لانشاء محطات لتنقية المياه بالجهود الذاتية لمواجهة الأزمة التي يعاني منها الأهالي بعد اصابتهم بحالة من الذعر بعد واقعة تسمم سكان قرية صنصفط الشهيرة. جمال مازن: نعاني من عدم وجود مياه شرب نظيفة مما أدي إلي ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الفشل الكلوي وأمراض الكبد وفي حالةعودة المياه بعد انقطاعها يكون لونها أصفر وبها شوائب بالاضافة إلي ان شبكة المياه داخل بعض القري غير صالحة ولم يتم تجديدها. ويضيف مصطفي محمد سائق التروسيكلات استغلوا الأزمة وقاموا ببيع جراكن المياه من محطات التنقية التي ساهم في انشائها أهالي القري بأسعار تصل إلي عشرة جنيهات أسبوعياً مما أدي إلي زيادة الأعباء المالية علي الأسرة ومن لم يستطع الاتفاق معهم لعدم قدرته المادية يضطر هو وأبناؤه للذهاب إلي المحطات والحصول علي الماء بنفسه. يشكو أحمد سمير "طالب" من الزحام أمام محطات تنقية المياه.. فيومياً بعد العودة من المدرسة آخذ جراكن المياه وأذهب إلي المحطات وأقف لساعات من أجل الحصول علي ماء نظيف. يضيف محمد ناصر "طالب" أذهب يومياً لتعبئة جراكن المياه من محطة التنقية بشطانوف وفي حالة الاحتياج الشديد ووجود زحام علي محطات المياه نضطر للحصول عليها من الطلمبات الحبشية. ويوضح محمد أسامة "طالب" ان الوضع السييء لمياه الشرب دفع الأهالي للابتعاد عن الشرب من "الحنفية" واضطر سكان العقار والشارع إلي تركيب فلاتر للمياه للتخلص من أمراض المعدة والبكتيريا التي تصيب الأطفال. تؤكد نيرمين عبدالكريم انه في ظل التجاهل المتعمد من المسئولين وعدم حل أزمة المياه اطلق الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمواجهة تلوث مياه الشرب بالمنوفية تحمل عنوان "من أجل كوب ماء نظيف". يطالب محمد رضا بأن يقوم المسئولون بشركة مياه الشرب بالمنوفية بمراجعة مواصفات جودة مياه الشرب صحياً وتشديد الرقابة ومتابعة غسل وتطهير خزانات المياه حتي لا تتكرر مأساة قرية البرادعة بالقليوبية وصنصفط بالمنوفية. الدكتور رفعت البدري المستشار الإعلامي لجامعة المنوفية يقول: الجامعة أرسلت منذ 4 شهور قافلة تضم أساتذة من كلية الطب قسم طب الأسرة وقسم الباطنة وكلية العلوم وأخذوا عينات من الآبار والنيل والطلمبات الحبشية التي يعتمد عليها الريف بشكل أساسي وجاءت نتيجة فحص العينات لمياه الطلمبات الحبشية غير مطابقة للمواصفات لقربها من مياه الصرف الصحي وقلة كفاءتها.. أما بالنسبة لمياه الشرب فوجدت اللجنة خللاً في نسبة الشبه والكلور وبعض الشوائب وتقدمت بتوصيات إلي المحافظة وشركة مياه الشرب بالمنوفية مساهمة في حل الأزمة. ويضيف البدري: القافلة أخذت عينات تحاليل من المواطنين فجاءت نتائجها تشير إلي زيادة نسبة الإصابة بالفشل الكلوي والفيروسات نتيجة تلوث مياه الشرب. يؤكد ذلك الدكتور عاطف أبوالعزم نائب رئيس جامعة المنوفية لشئون المجتمع والبيئة ان أغلبية محطات تنقية المياه المقامة بالجهود الذاتية والطلمبات الحبشية غير مطابقة للمواصفات وقد أرسلت بعثات إلي مركزي منوف والشهداء لأخذ عينات من المياه ورفع تقارير بنتائجها إلي المحافظة ومحطات مياه الشرب الحكومية. وبالنسبة لخوف المواطن من الشبة والكلور فهي توضع بنسب معينة للقضاء علي البكتيريا ولا تضر بصحة الانسان. ويرجع أبوالعزم عدم لجوء شركة المياه لأخذ حاجتها من مياه النيل بفرع رشيد إلي قيام المصانع بتصريف مخلفاتها السامة في النهر. من جانبه أكد أحمد جمال نائب رئيس مجلس مدينة أشمون ان عملية غسيل مواسير المياه تتم كل أسبوعين بحضور لجنة متابعة من المجلس والتفتيش المالي ومسئولي معامل شركة مياه الشرب ووزارة الصحة ويتم تحليل العينات بعد عملية الغسيل مباشرة وفي حالة عدم مطابقتها للمواصفات نقوم علي الفور بعمل غسلة اضافية. وسبب وجود مرارة في المياه هي الكلور والشبه أثناء عملية الغسيل وتحدث أحيانا عند قيام العملية البحاري الموجودة بمحطة المياه بالقنطرة البيضاء ومحطة النعناعية المركزية والتي تغذي عدداً كبيراً من القري.. موضحا ان الاهالي قاموا بانشاء 70 محطة تنقية مياه بالجهود الذاتية غير الشرعية لعدم حصولها علي تراخيص من وزارة الصحة وقد صدر قرارات غلق للمحطات غير المطابقة للمواصفات. المهندس محمد نجيب رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية: ان المياه داخل مدينة أشمون بجودة عالية وهي مياه مرشحة طبقاً للمواصفات.. أما بالنسبة للشبه والكلور فهي مواد تضاف لمعالجة المياه داخل محطات المياه للقضاء علي اي تلوث لخروج المنتج مطابقاً للمواصفات.. مضيفاً بأن شركة المياه لا تعطي اي تراخيص للمحطات تنفية المياه الأهلية وانما تخضع لرقابة الشئون الصحية بالمنوفية والتراخيص من مجالس المدن ووزارة الصحة.