أكد عمر زين الأمين العام لاتحاد المحامين العرب ان الأمة العربية مستهدفة لتفتيتها وتجزئتها من القوي الصهيونية وانها بحاجة إلي التكاتف والتكتل في مواجهة قوي الظلام الداخلية والخارجية مشيراً إلي ضرورة تفعيل دور جامعة الدول العربية ليكون لها تأثيرها علي المنظمات العالمية والدولية. وأضاف في حوار ل "الجمهورية" ان دور الاتحاد لم يتراجع عن دعم قضايا الأمة العربية والاسلامية لمواجهة الارهاب وأزمات المياه التي تهدد العالم العربي مشيرا إلي ان الاتحاد يناضل من أجل تحقيق الأهداف القومية والمهنية دون أي تراجع.. وإلي تفاصيل الحوار. * الجمهورية: هل تراجع دور اتحاد المحامين العرب في الفترة الأخيرة؟! الأمين العام: جميع مواقف ومؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات التي قام بها اتحاد المحامين العرب في العشر سنوات الماضية كانت سباقة بين كل القوي الوطنية والقومية والمهنية واتخذت مواقف صلبة ضد الأنظمة الاستبدادية التي وقفت بوجه الشعب العربي لافتا إلي ان الاتحاد يناضل وفق قانونه الأساسي لتحقيق الأهداف القومية والمهنية ودون أي تراجع. ثورات الربيع العربي * الجمهورية: أين دور الاتحاد من قضايا فلسطينوسوريا وثورات الربيع العربي ودعم التحول الديمقراطي؟! الأمين العام: دور الاتحاد ورسالته كانت واضحة خاصة من القضية الفلسطينية التي ظلت أحد أهم المحاور الرئيسية للاتحاد علي مدار السنوات الماضية وموقفنا كان واضحا من الاحتلال والجدار العازل والأسري والقدس والمفاوضات والحصاروالتهجير ومقاومة التطبيع. ولكن المشكلة في الاعلام العربي الذي تجاهل الخطابات والتحركات والاتصالات الشخصية والمكتوبة وان الاعلام تضاءلت مهمته القومية والوطنية وأصبح أسير أخبار المحليات الضيقة جدا. أوضح ان الاتحاد يمارس الضغط اللازم علي جميع الجهات المعنية في العالم لتقف مع قضايا العرب للأمم المتحدة. ومقرر الأممالمتحدة للأراضي المحتلة ورئيس نقابة المحامين الدولية ورئيس منظمة الأونروا ورئيسة مجلس حقوق الانسان. جنيف والأمين العام لمنظمة العفو الدولية. ورئيس الصليب الأحمر الدولي ورئيس الاتحاد الدولي للمحامين واتحاد مجلس نقابات محامي أوروبا بالاضافة الي رئيس الرابطة الدولية للحقوقيين الديمقراطيين والتحالف الدولي للمساعدة القانونية ومجلس نقابة محامي المحكمة الجنائية الدولية مشيرا الي ان الاتصالات التي يجريها رئيس الاتحاد دائما تأتي بمواقف مشرفة للاتحاد. * الجمهورية: هل أسفرت تلك الجهود عن مواقف ايجابية لقضايا الأمة العربية؟! قال ان الجهود التي قام الاتحاد اذا ما أضيفت إلي جهود القوي العربية الأخري أثمرت عن موقف واضح أمام الشعب العربي والعالم أجمع بأنه يعمل علي تعميم ثقافة المقاومة. ودعمها مشيرا إلي ان الاتحاد ضد أي اتفاقية مع العدو الصهيوني وفي مقدمتها "أوسلو" و"وادي عربة" حتي يكون هناك اتفاق نهائي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. الأزمة السورية * الجمهورية: ماموقف الاتحاد من الوضع في سوريا؟! الأمين العام: الاتحاد أول من نبه في مجلس حقوق الانسان بجنيف في الدورة التاسعة عشر عام 1012 لمؤامرة الدعم بالأسلحة والمال للحرب ضد سوريا قلب العروبة النابض. ومنذ بداية الأحداث في سوريا حذر الاتحاد من انزلاق الدولة في منعطف خطير يهدد الكيان السوري والمنطقة بالكامل وبالفعل تصاعدت عمليات العنف وعممت المجازر الجماعية. وأصرت أطراف متعددة علي الحل الأمني علي حساب كل المبادرات القائمة للتغيير الديمقراطي الذي يحقق التداول السلمي للسلطة. وأضاف سعي الاتحاد إلي جميع الاتحادات المهنية العربية لتوضيح وجهة النظر حول كل ما يجري في الوطن العربي. وهذه المواقف كانت واضحة جدا لما حدث في مصر وتونس وليبيا والسودان. باعتبار ان الربيع العربي كان بداية نابعة من الضمير الشعبي العربي ضد الاستبداد والظلم. وقد حذرنا من سرقته. ونحن أول من أطلق عليه عبارة الحراك العربي وأول من نبه إلي ضرورة أخذ الحذر والحيطة مما يجري وضرورة صيانة وحماية ما حدث. ومن أجل ذلك كان تحركنا خلال السنوات الماضية في دورات المكتب الدائم وغيرها عن الحراك العربي وسيادة حكم القانون ومطالب الشعوب العربية وسيادة القانون. مع توضيح التدخلات الأجنبية وتداعياتها في ظل القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. * الجمهورية: لماذا فشل الاتحاد في حماية المحامين خاصة السياسيين منهم؟! الأمين العام: الاتحاد لا يقوم بوظيفة الشرطي الذي يحقق الأمن ويضمنه من أجل حماية المحامي ومع ذلك موقف الاتحاد من الدفاع عن قضايا المحامين واضحة وحوادث الاغتيال التي تحدث للمحامين السياسيين وغيرهم هي جرائم منظمة ارهابية تقوم بها قوي الظلام ضد الفكر والعقيدة لاحداث فراغ تعبر من خلاله الي حكم البلاد ودائما نطالب السلطات القائمة بحماية كل المواطنين ومن ضمنهم المحامين. * الجمهورية: لماذا يغيب التنسيق بين الاتحاد وقيادات الدول العربية والمنظمات العالمية ونقابات المحامين؟! الأمين العام: هناك بالفعل تنسيق كامل بين الاتحاد والنقابات العربية والمنظمات العالمية. وهناك تعاون في كل ما يدعم القضايا العربية وتقرير المصير وأزمات انتهاك القانون الدولي. وحقوق الانسان والحريات الأساسية. كما يتم التنسيق مع قيادات الدول العربية في كل ما يخدم سيادة القانون واستقلال القضاء بالتعاون مع نقابات المحامين في الدول العربية. * الجمهورية: هل فشل التنسيق بين رئيس الاتحاد والأمين العام للاتحاد في الفترة الأخيرة؟! الأمين العام: هذه مجرد شائعات تتردد عن وجود خلافات مع رئيس الاتحاد الذي يشغله حاليا نقيب المحامين المصري سامح عاشور مشيراً إلي أنه أحد القامات النضالية والقومية والوطنية والمهنية الكبيرة في وطننا العربي وهو مرجعيتنا الضامنة لاستراتيجية العمل وهو الذي يمثل الاتحاد أمام المنظمات والهيئات الدولية والقضاء وكافة الجهات. والعلاقة بيننا هي بالفعل بأعلي درجات التنسيق والبرمجة. وان محاولة افتعال اشكالات هي مرفوضة ولا أساس لها من الصحة. * الجمهورية: لماذا ترفض بعض الدول العربية استضافة مؤتمرات الاتحاد السنوية؟! جميع الدول العربية ترحب بالاتحاد ولم يحدث أن رفضت دولة عربية استضافة المؤتمرات المقررة فكل الدورات والمؤتمرات والندوات في أي بلد عربي تقام برعاية اما رئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو النواب أو وزير العدل. وسيقيم الاتحاد في عدة دول عربية خلال عام 2014 عدة مؤتمرات علي المستوي القومي تتعلق بالارهاب وحق العودة والاستيطان والمياه العربية وإصلاح جامعة الدول العربية. أضاف أن الأمة العربية مستهدفة لتفتيتها وتجزئتها من القوي الصهيونية والاستعمارية وهي بحاجة أن يتكاتف شعبها ضد قوي الظلام في الداخل وعلي الصهيونية وحلفائها في الخارج للانتصار عليهم ولا يكون ذلك إلا بتعميم ثقافة المقاومة ودعمها التي عليها ان توجه كل امكانياتها نحو هؤلاء الأعداء. جامعة الدول العربية * الجمهورية: ما هي فكرة إصلاح الجامعة العربية التي يتبناها الاتحاد؟! الأمين العام انه يجب مواكبة التطورات والتغيرات التي استجدت في كل بلاد العالم والتي نشأت عن ضرورات حياتية واقتصادية وعسكرية وغيرها تطلبت تطوير العلاقات الدولية بين الدول ومنها علي سبيل المثال الاتحاد الأوروبي. والأمة العربية في حاجة ملحة اليوم إلي مثل هذه التكتلات خاصة وان العالم العربي يري ان الجامعة شخص مريض ويجب العمل علي علاج بأسرع وقت ممكن مشيرا إلي ان الجامعة العربية مضي علي انشائها أكثر من 69 سنة ولم تقدم للأمة العربية إلا عبارات لفظية أو معاهدات ومواثيق بقيت حبراً علي ورق ولم تأخذ طريقها للتنفيذ. كما أنها لم تبق علي ذلك بل تلكأت عن مهماتها الأساسية في تطوير العمل القومي فكراً وعملاً بل علي العكس فانها اتخذت قرارات مخالفة لميثاقها ومن أهمها تسهيل التدخلات الأجنبية علي أرضنا العربية لافتا إلي ان الاتحاد ابلغ الأمين العام للجامعة بمذكرة تفصيلية منتصف الشهر الجاري تتضمن المقترحات الخاصة بالتطوير حتي تكون الجامعة لها قوتها بين المنظمات العالمية والدولية وتكون قادرة علي اقناع المواطن العربي بدورها. * الجمهورية: ما هي جهود الاتحاد لمواجهة الإرهاب ومشاكل المياه بالوطن العربي؟! الأمين العام: هناك خطة استراتيجية وضعها الاتحاد لمواجهة الارهاب وتجفيف مصادره ولتحديث الخطط القانونية والعملية بوجه الاستيطان وتأكيد حق العودة. وتوعية جماهير الأمة لوضع المياه العربية وما يجري لها من سرقات وتحديث خطة المواجهة. وعقد مؤتمرات دورية يحضرها خبراء المياه والارهاب من العالم العربي لوضع التصور النهائي لحل هذه القضايا والتي تعد مصدر التهديد الرئيسي للعالم العربي.