بأسماء أبنائهم وزوجاتهم وطلبوا مساعدتهم في وضع ميزانية بيوتهم فحملوني فوق همي همومهم وهموم أسرهم. نجحت في طفولتي في حل ما كان يعرض علينا من مسائل حسابية بعد قليل من الجهد والتفكير. وعز علي في كبري حل هذه المعضلة الكبري. ومن المسائل التي كانت تعرض علينا من الكبار. حسبة برما وحسبة العصافير. مرت عصفورة علي مجموعة من العصافير علي إحدي الأشجار وقالت لهم: السلام عليكم أيها المائة. قالت إحداهن: لسنا مائة. ولكن بمثلنا ونصفنا وربعنا وبك تكتمل المائة. وتنسب حسبة برما إلي قرية بالغربية تحمل هذا الاسم. تبعد عن مدينة طنطا عاصمة المحافظة مسافة 12 كيلو متراً تقريباً. تشتهر برما بحرفة تربية الدواجن وتفريخ الكتاكيت. وبيعها في جميع محافظات الدلتا إلي جانب الغربية وخاصة الدقهلية وكفر الشيخ. استخدموا معامل التفريخ البلدية في أول الأمر والآن يستخدمون معامل التفريخ الحديثة. كان "الفرارجية" تجار الدجاج والبط والأوز يجوبون القري علي حميرهم العالية التي تحمل الأقفاص علي الجانبين وينادون بندائهم التقليدي الشهير. الملاح يا صبايا الملاح. تقول حسبة برما إن امرأة كبيرة السن كانت في طريقها إلي السوق وعلي رأسها سلة البيض لبيعه وشراء احتياجات بيتها. قابلها في الطريق فلاح يركب حماره ويجر ماشيته. خافت علي البيض فمالت إلي أرض زراعية تم حرثها حديثاً. فتعثرت قدماها. ووقع البيض علي الأرض فتحطم بأكمله. جلست تبكي بحرقة علي ثروتها الضائعة. تقدم منها الفلاح الشهم وسألها عن عدد البيض الذي تكسر ليدفع لها ثمنه واكتشف أنها لا تعرف الحساب. لكنها قالت له: إنها إذا عدت البيض بالزوج "الاثنين" أو الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة أو الستة تبقت بيضة واحدة وإذا عدته بالسبعة لم يتبق شيئاً. وقف الفلاح حائراً حتي أقبل رجل من أهل العلم فطلب منه المساعدة في حل هذه المعضلة. جلسوا جميعاً تحت شجرة التوت علي مدار الساعتين واستمع الرجل إلي القصة وأخبرهم بالحل ومضي كل منهم إلي حال سبيله. وندعو الله لأهل برما أن يبارك لهم في عملهم وتجارتهم وأن يحافظوا علي سلالات الدواجن البلدية المصرية التي تتعرض للانقراض أمام السلالات الأجنبية وكانت في طعمها وقيمتها الغذائية مضرب الأمثال. أما حسبة المرتبات ووضع الميزانيات فإنها مشكلة المشاكل ومعضلة المعضلات فماذا تفعل هذه المرتبات الهزيلة في مواجهة سعار الأسعار الذي يشتد ويتضاعف كل ساعة لا كل يوم ويعاني منه الشرفاء من المصريين علي مدار العقود الأخيرة. بدت هذه المرتبات في مواجهة الأسعار والاحتياجات كأنها حمل وديع صغير في مواجهة ذئب شرس أو نمر مفترس ولا حول ولا قوة إلا بالله. كان الله في عون الجميع خاصة الموظفين لسان حالهم يسأل كيف يستقيم هذا الحال البعض يحصل علي الملايين والبعض الآخر يحصل علي الملاليم. وليت أصحاب الملايين يحصلون عليها لمهارة أو موهبة أو علم أو عمل والأمل أن تستقيم الأحوال وتعتدل المرتبات لتتوازن مع الأسعار والحاجات. حل حسبة العصافير .36 حل حسبة برما .301 أما حل حسبة المرتبات فنتركه للأيام وعلي الله قصد السبيل.