ما يحدث في مصر الان لا يجد عنوانا غير انه سوء الحظ.. ان الوزارة الجديدة سيئة الحظ ما بين عبارة الموت السلام 98 وطاعون الدواجن الذي يسمي انفلونزا الدواجن هذا الشبح الذي يطارد سكان العالم من اقصي بلاد الصين الي اوروبا كلها مروراً علي مناطق كثيرة في اسيا حتي استقر به الحال في افريقيا.. لاشك ان غرق العبارة ترك اثاراً سيئة في الشارع المصري لم يخفف منها قليلا الا فوز مصر بكأس افريقيا.. ولكننا سرعان ما دخلنا في دوامة اخري هي انفلونزا الطيور التي لم نعرف حتي الان مدي خطورتها.. لقد ظهر كبار المسئولين علي شاشات التليفزيون في محاولة لطمأنة المواطنين وحاول البعض منهم تقليل خطورة الازمة او الفيروس بينما كان البعض الاخر واضحا وصريحا من حيث درجة الخطورة و الانتشار.. واصدرت الحكومة قرارات كثيرة ولكن لفت نظري في هذه الازمة التركيز علي عمليات تربية الدواجن في البيوت وهي ظاهرة سلبية بلاشك ولكن الحكومة لم تعلن عن نيتها في تعويض المواطنين الذين يتخلصون من الطيور الموجودة في المنازل.. وهذه الطيور تمثل اهمية كبيرة للفلاحين فهي مصدر دخل اساسي لهم.. انهم يقومون بتربية الطيور في منازلهم من اجل طعامهم.. او بيعها في الاسواق او استخدام ما تعطيه من البيض.. وهذا يعني انها تمثل جانبا مهما في دخل الفلاح فكيف يتخلص منها دون دعم من الدولة.. ولنا ان تفترض ان صاحب المزرعة التي مات فيها الف ديك رومي قد باعها انها تساوي مائة الف جنيه علي اساس ان سعر الديك الرومي الواحد هو مائة جنيه. ان ثروة الفلاح المصري الحقيقية في الجاموسة التي تمنحه اللبن والدواجن والطيور التي يقوم بتربيتها والحمار الذي ينتقل به.. هذه هي كل عمليات الاستثمار في بيوت البسطاء من الفلاحين ومعني التخلص من عشرين او خمسين دجاجة وعشرة او عشرين بطة. وعشرة ديوك رومي.. ومائة زوج حمام اننا امام ثروة تقدر بالاف الجنيهات هي كل ما يملك الفلاح ان الحكومة ستدفع تعويضات لاصحاب مزارع الدواجن والمطلوب ان تدفع ايضا للفلاحين الغلابة خاصة ان الفلاح ليس لديه ثلاجة اوديب فريزر لكي يذبح الدواجن ويحتفظ بها.. الفلاحون الغلابة هم الاولي بالدعم في هذه الظروف الصعبة وهذا ما ينبغي ان تدرسه الحكومة.