خبير مصرفي: مصر حققت رقما تاريخيا للاحتياطي النقدي    سامح شكري يطالب نظيره البريطاني الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية    مدرب بوركينا فاسو يعلن التحدي ضد حسام حسن    احتفالاً بيوم البيئة العالمي.. معرض فوتوغرافي وفيلم تسجيلي بقصر الأمير طاز    وزير العمل يلتقي مصريين بالخارج في "بيت العائلة" بجنيف    متحدث الحكومة الإسرائيلية: لا ينبغى لأحد أن يفاجأ بردنا فى القتال مع حزب الله    وزير الخارجية الإيطالي: لم نأذن باستخدام أسلحتنا خارج الأراضي الأوكرانية    استعدادا للعام الدراسي الجديد.. التعليم تُعلن تدريب معلمي المرحلة الابتدائية ب3 محافظات    خالد الغندور يرد على اعتذار سيد عبدالحفيظ    ضبط شخص بالإسماعيلية يدير كيان تعليمى بدون ترخيص للنصب على المواطنين    رسميًا.. طرح شيري تيجو 7 موديل 2025 المجمعة في مصر (أسعار ومواصفات)    المنتج محمد فوزى عن الراحل محمود عبد العزيز: كان صديقا عزيزا وغاليا ولن يعوض    الهلال الأحمر الفلسطيني: الأوضاع فى غزة كارثية ونحتاج لإمدادات فى أسرع وقت    عزة مصطفى: نمر بمرحلة زمنية صعبة.. والخطر اللي إحنا فيه محصلش قبل كدة    انطلاق فعاليات الاحتفال الخاص بمئوية ميلاد عبد المنعم إبراهيم بمركز الإبداع بدار الأوبرا    بالفيديو.. خالد الجندي يوضح فضل العشر الأوائل من ذي الحجة    نيمار: فينيسيوس سيفوز بالكرة الذهبية هذا العام    حجز محاكمة يوتيوبر شهير تعدى على سيدة بالمقطم لجلسة 25 يونيو    الداخلية تواصل تفويج حجاج القرعة إلى المدينة المنورة وسط إشادات بالتنظيم (فيديو)    مبادرة «100 مليون صحة» تشارك بالمؤتمر الطبي الإفريقي Africa Health Excon    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة مع نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء    لحسم الصفقة .. الأهلي يتفاوض مع مدافع الدحيل حول الراتب السنوي    مواعيد وقنوات ناقلة.. كل ما تريد معرفته عن دوري أمم أوروبا "يورو 2024"    "كنت هبطل كورة" ومهاجر لفرنسا.. حسام حسن رابع ضحايا موسيماني في 620 يوما بالأهلي    حتي الأن .. فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحصد 58.8 مليون جنيه إيرادات    فليك يضع شرط حاسم للموافقة على بيع دي يونج    محافظ سوهاج يتسلم أرض مستشفى الحروق بناء على تكليفات السيسي    ونش نقل أثاث.. محافظة الدقهلية تكشف أسباب انهيار عقار من 5 طوابق    الجامعة العربية: عدم الانتشار النووى يعد عنصرا حاسما فى السلم والأمن الدوليين    منتدى دولي لحشد الدعم الإعلامي الإسلامي لمبادرات الاعتراف بفلسطين ومواجهة الخطابات المناوئة    التحفظ على المطرب أحمد جمال بعدما صدم شخص بسيارته بطريق الفيوم الصحراوى    نقص المياه الصالحة للشرب.. رحلة صراع يومية لسكان غزة    عيد الأضحى 2024| ما الحكمة من مشروعية الأضحية؟    ما حكم صلاة عيد الأضحى في البيت؟ ..«الإفتاء» توضح الحكم الشرعي    فرحات يشهد اجتماع مجلس الجامعات الأهلية بالعاصمة الإدارية الجديدة    طريقة عمل المبكبكة، لغداء شهي سريع التحضير    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    مدير عام فرع التأمين الصحى بالشرقية يتفقد عيادة العاشر من رمضان    «شعبة مواد البناء»: إعلان تشكيل حكومة جديدة أربك الأسواق.. ودفعنا لهذا القرار    ترقية 20 عضوًا بهيئة التدريس وتعيين 8 مدرسين بجامعة طنطا    تعليمات عاجلة من التعليم لطلاب الثانوية العامة 2024 (مستند)    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    ضبط 3 أشخاص بحوزتهم 12 كيلو أفيون مخدر قيمته 1.2 مليون جنيه    إصابة 4 أشخاص في حادث سير بالمنيا    "تموين الإسكندرية": توفير لحوم طازجة ومجمدة بالمجمعات الاستهلاكية استعدادا للعيد    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    بتكلفة 650 مليون جنيه.. إنشاء وتطوير مستشفى ساحل سليم النموذجى الجديد بسوهاج    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    جلسة بين الخطيب وكولر لتحديد مصير البوركينابي محمد كوناتيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برلمان الفياجرا يكرس زواج المال والسلطة وسليمان جودة يطالب مبارك التوقف عن العمل بالقطعة فى حكم مصر وجلال دويدار يتحدث عن النحس الذى يطارد وزراء البيزنس واستغاثة جديدة لحماية سفينة مصر من الغرق وكاتب بالاخبار يقول ان اهالى المحروسة يهرولون نحو التخلف
نشر في المصريون يوم 21 - 03 - 2006

المطالبة بتعديل الدستور ووضع مصر على اول سلم الديمقراطية وارساء دولة المؤسسات بدلا من حكم الفرد وغيرها تعتبر مطالب يومية ثابتة تمتلئ بها الصحف المصرية الا اننا اليوم نقرأ هذه الدعوة الموجهة للرئيس مبارك باسلوب جديد وتشبيهات مبتكرة لجأ اليها سليمان جودة مستوحيا الفكرة من مهنة مبارك كطيار حيث كتب جودة فى عموده بجريدة المصرى اليوم يدعو مبارك الى انشاء نظام مؤسسى لا يقوم على حكم الفرد وخاطبه تحت عنوان " الى "الطيار" حسني مبارك " قائلا " يعرف الرئيس مبارك، بوصفه طياراً في الأصل، أن قائد الطائرة، يترك توجيهها، بعد إتمام عملية الإقلاع بأمان، لما يسمي الطيار الآلي automatic pilot، الذي يتولي إرشاد الطائرة، وضبط ارتفاعها، وسرعتها، نحو الهدف الذي تسعي إليه، في دقة متناهية. وقد يصاب بعض ركاب الطائرة بالدهشة البالغة أحياناً، حين يكتشفون أن قائدها بينهم، يتبادل معهم التحية والتهنئة بسلامة الإقلاع... وقد يتساءل بعضهم، في هذا التوقيت، عما إذا كانت الطائرة تطير وحدها، في وسط السماء وعما إذا كانت حياتهم في خطر.. وينسي هؤلاء، أن القائد، إذا كان قد غاب عن الكابينة، فإن نظاماً صارماً يجلس في مكانه.. وهو نظام علمي خالص، لا اجتهاد فيه، وموجود علي لوحة القيادة في أي طائرة، وأن أي عبث به، يجعل الطائرة تهبط في دارفور، في الوقت الذي تكون فيه متجهة إلي لندن!! هذا الطيار الآلي، الذي يتكفل بالحفاظ علي سلامة الركاب، في الجو، ويجعل الطائرة تتوازن، وهي في عمق الفضاء، هو بالضبط، مثل النظام الديمقراطي الراسخ، الذي يضمن حياة الشعوب، ويحميها من عثرات الطريق،.. وليس مهماً فيه، كما يحدث في الطائرة تماماً، مَنْ الذي يقود ومَنْ الذي سوف يأتي بعد القائد، حين يكون عليه أن يتقاعد... لأن الشخص، عندئذ، ليس هو القاعدة، وليس الأساس.. وإنما الأرضية الثابتة، التي تستقر عليها أقدام المواطنين، في حالة كهذه، هي الآلة، أو الماكينة الديمقراطية التي يستحيل أن تتوافر بغير دستور حقيقي.. دستور يخلو من الأوهام، والأشواك، والعُقد، والسموم، والعنصرية.. دستور لا تلفيق فيه، ولا ترزية، ولا حتي اجتهاد.. دستور يقوم علي التجرد الكامل، والتوازن التام بين سلطات الدولة.. دستور لا تنفع معه سياسة القطعة، ولا نظام الجرعات، لأن للشعوب أهدافاً، يتعين أن تبلغها من أقصر طريق،.. وليس أقصر من الدستور الذي يتواءم حوله الجميع، ويتفق حول بنوده الوطن بكامل فئاته، وعناصره، وطبقاته، دون أن تعتدي واحدة، علي حق الأخري، أو تفتئت هذه، علي حق تلك، في الحياة الآدمية. ونبقى فى جريدة المصرى اليوم حيث كتب محمود مسلم تحت عنوان برلمان الفياجرا معلقا على القضية التى اثيرت مؤخرا عن ضبط شحنة فياجرا مهربة وتردد ان الشحنة جائت الى مصر لحساب شركة يمتلكها رجل الاعمال الشهير ونائب البرلمان محمد ابو العينيين المقرب من السلطة والعضو البارز بالحزب الوطنى الحاكم وكتب مسلم منتقدا المسرحية الهزلية التى شهدها مجلس الشعب بعد اثارة القضية وكان ابطالها عناصر بارزة فى السلطة والنظام وكتب مسلم يقول " أقحم رجل الأعمال محمد أبوالعينين مجلس الشعب في قضية الفياجرا وشركته التي تمت تبرئته منها، هذا الإقحام كان دون أي سند من اللائحة أو القانون، وتجلي ذلك في عدة مظاهر، أولها: استغلال الجلسة العامة لمدة 15 دقيقة في مناقشة القضية بالمخالفة للدستور الذي يقر مبدأ الفصل بين السلطات، حيث طلب أبوالعينين الكلمة من د. فتحي سرور الذي منحه الكلمة، فظل رجل الأعمال يعرض القضية دون أن يطلب مثلاً الإذن له بسماع أقواله أو رفع الحصانة عنه لإثبات براءته، بل أشار إلي أنه تقدم ببلاغ إلي وزير الداخلية والنائب العام حول الواقعة ولم يقاطعه د. سرور ولم يتوقف الميكروفون لانتهاء الوقت المخصص كالعادة، وظل أبوالعينين يستعرض قضيته، ويؤكد أنه يدافع عن كرامة مجلس الشعب ونوابه، "ولا أعرف ما دخل مجلس الشعب ونوابه بقضية شركته"، بل وطلب أبوالعينين شهادة زميله النائب عبدالرحمن بركة رئيس بنك مصر رومانيا وبالفعل حصل الأخير علي الكلمة من المنصة لينفي أن يكون أبوالعينين أو شركاته لهم أي تعاملات مع البنك، كما تحدث النائب أحمد عز مدافعًا عن زميله رجل الأعمال، كل ذلك في ظل صمت رهيب من نواب المعارضة الذين سمحوا بمناقشة أمر منظور أمام النيابة والقضاء حتي نواب الإخوان المسلمين الذين يتصدون لأي هفوة في المجلس، لم يعلقوا علي الأمر، بينما انتقدوه فقط بعد ذلك خلال جلسة خاصة مع د. سرور، عندما فشلوا في الحصول علي وقت كاف لعرض قضية زميلهم النائب هشام حنفي، الذي تم القبض علي محاميه ومدير مكتبه وتفتيش حقائبه داخل كابينة القطار، وكأن نواب الإخوان قد أرادوا المقايضة علي طريقة "سيب وأنا سيب" ومهما كانت النتائج ستظل هذه الواقعة إحدي السوابق البرلمانية التي يمكن أن يضيفها د. سرور إلي كتب المجلس في هذا الشأن، خاصة أن المتهم دافع عن نفسه وتحدث الشهود ولم يبق سوي حضور ممثل النيابة لإصدار حكم البراءة علي أبوالعينين في داخل مجلس الشعب، المظهر الثاني: قيام أبوالعينين بتوقيع كل خطاباته الخاصة بالقضية والمكتوبة علي الأوراق الخاصة بشركاته بصفته عضو مجلس الشعب. أما المظهر الثالث: فتثمل في صدور تصريح رسمي من مسؤول بمجلس الشعب ينفي وصول خطاب من وزير العدل لرفع الحصانة عن أبوالعينين، والاكتفاء فقط بسماع أقواله، رداً علي ما نشرته بعض الصحف وهي سابقة برلمانية جديدة، أن يقوم مجلس الشعب بالرد علي الصحف فيما يخص واقعة تمس أعضاءه وكان الأولي أن يرد أبوالعينين. الأغرب من كل ذلك، إعلان النائب في قاعة المجلس أن وزير المالية اتصل به ليبلغه بالواقعة، وهو أمر يعيد من جديد الحديث حول زواج المال والسلطة، ويثير علامات استفهام حول نفوذ بعض رجال الأعمال الذين التحقوا بالعمل السياسي خلال الفترة الماضية، خاصة أن القضية كانت تهم شركات النائب، ولم تتعلق بنشاطه البرلماني، وكم من قضايا لنواب كثيرين تناولتها الصحف، ولم تعرض مناقشاتها بالمجلس نهائيا، وإن كان المبرر الوحيد لما حدث في قضية أبوالعينين كما علق أحد أصدقائي من الظرفاء، أن البرلمان خشي من ثورة المحرومين من شحنة الفياجرا بعد ضبطها، خاصة أن الكمية كبيرة جدا أمام مقر البرلمان، وأنهم جميعا قد اضطروا للنوم مبكرًا بعد ضبط الشحنة ومنع تداولها بالأسواق. وننتقل الى ما كتبه حازم هاشم فى الوفد تحت عنوان موهبة النظام في كسب الخصوم حيث اكد ان النظام الحاكم يمتلك موهبة كبيرة فى كسب عداء الناس وانه يضيف كل يوم طائفة او فئة جديدة من ابناء الشعب المصرى الى قائمة اعدائه مستشهدا بالمعركة الدائرة حاليا بين النظام الحاكم من ناحية والقضاة والصحفيين من ناحية اخرى وقال الكاتب " موهبة سياسية نادرة يتمتع بها نظامنا السياسي في كيفية اختلاق الأزمات وكسب الخصوم!، ولست أعرف فئة من الفئات المصرية علي وفاق مع النظام!، اللهم إلا الفئات التي تندرج في منظومة الفساد العامة التي تشمل مجالات الحياة في مصر!، ونظامنا السياسي لا تسعفه مواهبه حتي الآن بأن يعمل علي تحييد بعض الفئات مع الرضا بالخصومة مع بعض آخر.. لا مانع، ولكن النظام لا يتردد في أن تكون له خصومته الحادة مع فئات لها أهميتها وثقلها في الحياة الاجتماعية والسياسية المصرية، بل ويطرح النظام استفزازات تبتكرها بعض عناصره بحيث تنفجر الخصومات الي حد اللدد، لنأخذ القضاة مثلا لمثل هذا الذي تفعله الدولة بنفسها وهي تقاوم حق هذه الأغلبية الكاسحة من القضاة لمجرد أنهم يصرون علي استقلال القضاء وحرمته والنأي به عن العبث في ظل قانون يراه القضاة هو الكفيل وحده بالحفاظ علي كل ذلك، وقد وضعوا نصوصه بأنفسهم بما يضمن النزاهة والاستقلال الواجبين لعملهم، في حين نري الدولة تصر علي ان تفرض عليهم القانون الذي ينظم اعمالهم وشئونهم بما يحمل تدخل الدولة وأجهزتها في صميم أعمالهم وشئونهم!، فيضطر القضاة احتراما لقدسية عملهم وإرادتهم الي الوقوف وقفتهم التاريخية يوم الجمعة الماضي وقد تكسرت النصال علي النصال بينهم وبين الدولة!، وتأتي وقفة القضاة متزامنة مع وقفة اخري لفئة الصحفيين الذين انتظروا طويلا الوفاء بالوعد الرئاسي بمنع حبس الصحفيين في قضايا الرأي والنشر!، الصحفيون ينتظرون الوفاء بالوعد الذي نعلم جميعا ان ما أيسر الوفاء به لو خلصت النوايا في إطار إصلاح عام!، بينما تعكف مطابخ النظام القانونية علي الالتفاف علي الوعد الرئاسي بنصوص تفرغ الوعد من مضمونه، وترفض المشروع الذي تقدمت به نقابة الصحفيين حتي يتاح انجاز الوعد الرئاسي، اما سعيد وهبة فقد كتب بجريدة العربى مطالبا الاسراع بحماية سفينة مصر من الغرق بسبب السياسات التى تطبقها حاليا وقال الكاتب ان الحكومة تخلت عن جميع التزاماتها وتركت السفينة تبحر وسط الامواج المتلاطمة والعاتية وانها مهددة بالغرق فى اى لحظة واضاف قائلا " أفلست الحكومة ماليا.. واستقالت الدولة سياسيا، وتحللت من أى التزام، بحماية مصالح الشعب، ورفعت شعار: هلب يور سلف!. فى أزمة طوابير البطالة الشعار مرفوع أمام الشباب هلب يور سلف. وفى حريق الأسعار والغلاء.. وانهيار التعليم، والدروس الخصوصية الشعار مرفوع هلب يور سلف!. إذا غضب الناس بسبب سفر صاحب عبّارة الموت للخارج دون أن يوقفه أحد.. كانت الإجابة: هلب يور سلف! وإذا تقدم نائب فى البرلمان بما يفيد، باختطاف بعض الناجين من طاقم العبّارة المنكوبة الذين هم شهود عيان، قيل للنائب قدم بلاغك للنائب العام يعنى هلب يور سلف!. وإذا تساءل الناس عن المسئولية السياسية لكارثة العبّارة التى راح ضحيتها ألف مواطن غرقا وحرقا قيل لهم: إن القدر هو المسئول سياسيا والأعمار بيد الله. والكوارث تقع فى كل الدنيا؟! وإذا تساءل الناس عن وظيفة الدولة فى حماية أرواح البشر قيل إن حماية الأرواح مسئولية البشر أنفسهم.. يعنى هلب يور سلف. إذا استغاث الشعب الفلسطينى لوقف جريمة الاعتداء على سجن اريحا أمام شاشات التلفاز أفاد الموقف الرسمى للحكومة المصرية هلب يور سلف!. إذا أصيب مئات الألوف بالسرطانات والكبد الوبائى جراء المبيدات المسرطنة.. فإن عليهم اتباع تعليمات هلب يور سلف!. لقد تحولت مصر إلى عبّارة منكوبة، تتأرجح بسبب حرائق الفساد التى تنشب والناس يبحثون عن أطواق للنجاة من الكوارث ولا يجدونها لأن الحيتان الكبار استولوا عليها.. والحكومة رفعت شعار هلب يور سلف!. ويا أيها المواطن المقهور تحت نيران الطغيان والفساد والغلاء والكوارث: هلب يور سلف اما الكاتب الصحفى جلال دويدار فيعلق فى عموده اليومى بجريدة الاخبار على النحس والحظ السئ الذى يطارد رجال الاعمال بعد توليهم مناصبهم الوزارية خاصة وزراء النقل والصحة والزراعة لدرجة ان دويدار تنبأ بان رجال الاعمال سيرفضوا بشدة مستقبلا تولى اية مناصب وزارية وقال دويدار " ثبت يقينا وبالتجارب المتعددة انه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. هذه الحقيقة القدرية تجسدت فيما واجهه بعض وزراء حكومة الدكتور أحمد نظيف في تشكيلها الاخير من هموم نغصت عليهم حياتهم، لقد كانوا يعيشون في هدوء نفسي واستقرار ذهني وامان معيشي حتي تم "إستوزارهم " ليجدوا انفسهم فريسة لاحداث غير متوقعة مليئة بالقلق وعدم الراحة. قد يكون بريق المنصب والجاه والسلطان قد دفع بهم إلي هذه الحياة او ربما سيطرت عليهم الرغبة في ان استثمار خبرتهم كي تكون لهم بصمة علي العمل الوطني.. ولكن الشئ المؤكد وبعد هذه التجربة التي لم تستغرق سوي اسابيع قليلة انهم قد شعروا بالندم علي سوء الحظ الذي صاحب توليهم للمناصب الوزارية. هذه الحالة تنطبق بشكل واضح علي ثلاثة وزراء بالتحديد اولهم هو الدكتور حاتم الجبلي الطبيب ورجل الاعمال المعروف الذي حقق نجاحا كبيرا في الممارسة الطبية وفي مجال المشروعات الطبية. جاءت البداية مع الايام الاولي لتسلمه مهام منصبه كوزير للصحة مع ظهور البان اطفال فاسدة في الاسواق اعقبتها كارثة غرق العبارة السلام 98 والعمل علي توفير امكانيات استقبال الضحايا في مستشفيات البحر الاحمر ثم كانت الطامة الكبري التي مازلنا نعاني من تطوراتها المأساوية وهي مرض انفلونزا الطيور وجهود محاصرته لمنع انتشاره بين المواطنين رغم الظروف الصعبة التي تحيط بطبيعة حياة وسلوك الانسان المصري. هذه
المصيبة الاخيرة دفعت بوزير الزراعة الجديد امين اباظة والذي يعد من رجال الاعمال الناجحين خاصة في مجال تجارة القطن إلي تحمل جانب كبير من مسئولية مواجهتها. كان عليه التصدي لهذا المرض باعتباره مشكلة تتعلق بالطب البيطري الذي يدخل ضمن مسئولياته وما يترتب علي ذلك من انهيار لصناعة الدواجن "اللحوم البيضاء ". وشملت المشكلة أيضا اغلاق الاف من المزارع التي تبلغ الاستثمارات فيها المليارات من الجنيهات وماتبع ذلك من فقدان مئات الالاف من المواطنين لاعمالهم بها. اما الوزير الثالث سييء الحظ فهو المهندس محمد منصور وزير النقل والذي يعد من ألمع رجال الاعمال الصناعيين ومن الشخصيات القليلة التي برزت في هذا المجال.. حيث فوجئ بكارثة مصرع حوالي الألف راكب في غرق العبارة السلام 98 التي تتحمل وزارته مسئولية الاشراف علي تأمينها ومتابعتها ملاحيا واستقبال استغاثتها عند غرقها.. وقبل ان يفيق من هول هذا الحادث وقع صدام لقطارين في البحيرة ولكن الله سلم ولم يسفر عن ضحايا ورغم انه لا يمكن ان يكون مسئولا عن اي اهمال او تقصير لانه لم يكن قد مضي علي توليه منصبه سوي ايام قليلة الا انه وجد نفسه غارقا في مشاكل هذين الحدثين وجهود البحث عن حلول لهما. لا جدال ان ما حدث للوزراء الثلاثة سوف يضيف سببا جديدا كي يفكر اي مرشح لمنصب وزاري مرة ومرتين قبل قبوله لهذا الترشيح ان لم يجد نفسه مدفوعا إلي رفضه من اول وهلة. وفى جريدة الاخبار ايضا كتب اسامة الجمال تحت عنوان قبل أن نتحول الي "بلهاء " محذرا من ان الشعب المصرى مهدد فى صحته ليس فقط الجسمانية ولكن مهدد بان يصاب بالتخلف العقلى بسبب التلوث الذى تمتلئ به سماء البلاد واستشهد الجمال فى مقاله بدراسة علمية للتدليل على خطورة الوضع الصحى الذى يواجهه المصريين واضاف " البشر أهم ثروة تمتلكها أي دولة فهم الذين تقوم علي اكتافهم النهضة في جميع المجالات وهم عنصر الانتاج الرئيسي.. وبديهي ان إهمال هذه الثروة يعني ان الدولة تفقد هويتها وثروتها الحقيقية.. ومصر غنية بعلمائها وروادها في مختلف المجالات لكن هؤلاء نشأوا وكانوا يعيشون في بيئة نقية تساعدهم علي التفوق وانجاز المهام المنوطة بهم علي الوجه الأكمل لأنها وفرت لهم مقومات النجاح والتفوق، أما الآن فإننا نجد أن مستقبل شبابنا وأطفالنا تتهدده المخاطر وندمر أنفسنا بما صنعت أيدينا.. وكشفت دراسة خطيرة بعنوان "رصاص أكثر ذكاء أقل " نشرتها الزميلة "الأهرام " أن نسبة الرصاص في الدم تؤثر بدرجة كبيرة علي مستوي الذكاء والقدرات المعرفية لدي الشباب في المناطق الصناعية. الدراسة أجريت علي عينات من تلاميذ المدارس في منطقة حلوان بوصفها من المناطق الصناعية ومنطقة الفيوم بوصفها خالية من التلوث بالرصاص.. هذه الدراسة تدعونا الي اطلاق صيحة تحذير جديدة مع الدعوة لعمل جاد للتخلص من مصادر التلوث التي تحاصرنا.. حيث أفادت بأن الفوارق "جوهرية " بين تلاميذ المنطقتين الذين تتراوح أعمارهم بين سن السادسة والثانية عشرة باستثناء المصابين بأمراض وراثية أو مزمنة.. واذا أخذنا في الاعتبار هذه الفروق واضفنا اليها ان معظم مناطق القاهرة حتي وان لم تكن صناعية قد طالها التلوث لادركنا مدي خطورة هذه المسألة علي مستقبل أجيالنا وأطفالنا لأنه اذا كان التلوث بالرصاص له هذا التأثير الكبير فما بالنا بالعديد من الملوثات الأخري في الجو والبحر والنهر.. ونحن نتساءل عن الجدوي من وراء اصدار تشريعات وقوانين لاتنفذ رغم ان القاهرة من اكثر مدن العالم تعرضا للتلوث.. وهناك بالاضافة الي ما سبق التلوث السمعي والبصري الصارخ. ان هذه ليست نظرة تشاؤمية أورسما لصورة كئيبة ومظلمة لكنها الحقيقة الواضحة للجميع والتي يتجاهلها المسئولون عن البيئة رغم خطورتها وآثارها المدمرة في صورة تخلف عقلي وأمراض أخري تتحول الي مزمنة مع مرور الوقت.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.