فند الكاتب والمفكر السياسي عبد الحليم قنديل، الأسطورة التي روجت بأن الرئيس جمال عبد الناصر انتهى في 1967، مؤكدًا أن العكس هو الصحيح؛ حيث بلغ جمال عبد الناصر مرحلة نضجه السياسي والعسكري الكامل بعد الهزيمة، وهي الفترة التي شهدت ولادة "جيش المليون" وجيل القادة الذهبيين الذين صنعوا نصر أكتوبر. ضربة جوية ونقل قنديل، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، عن محاضر الاجتماعات السرية تفاصيل صباح الجمعة الذي سبق النكسة، حين جمع الرئيس جمال عبد الناصر كافة المسؤولين "المشير عبد الحكيم عامر، وعلي صبري، ومحسن أبو النور"، وأخبرهم بوضوح: "معلوماتي تؤكد أن إسرائيل ستوجه ضربة جوية كاسحة لكل المطارات المصرية صباح الإثنين 5 يونيو". وفي مفارقة تعكس حجم "الهطل" القيادي على حد وصف قنديل، سخر المشير عبد الحكيم عامر من هذه التحذيرات قائلًا: "هو جمال عبد الناصر كان نبي؟"، وقرر في صباح يوم الضربة (5 يونيو) استقلال طائرته لتفقد القوات في سيناء.
طائرة المشير عبدالحكيم عامر وكشف عن تفصيلة عسكرية صادمة كانت سببًا جوهريًا في نجاح الضربة الجوية الإسرائيلية؛ موضحًا أنه بسبب وجود طائرة المشير عبد الحكيم عامر في الجو صباح 5 يونيو، صدرت أوامر صارمة لكافة الدفاعات الأرضية والمضادات الجوية المصرية ب"عدم الإطلاق" خوفًا من إصابة طائرة المشير عبد الحكيم عامر عن طريق الخطأ، وهو ما جعل سماء مصر مستباحة تمامًا أمام الطيران الإسرائيلي في اللحظات الأولى للعدوان. وأكد قنديل أن مصر بعد الهزيمة لم تستسلم، بل بدأت فورًا في بناء "جيش الحرب الإلكترونية" وقادة العبور، موضحًا أن الفريق سعد الدين الشاذلي وضع النواة الأساسية لخطة 73 في عهد جمال عبد الناصر، وهو ما تؤكده مذكرات القادة الكبار
جيش جمال عبدالناصر وشدد على أن جيش العبور هو جيش جمال عبد الناصر الذي طهرته الهزيمة من عقلية "رجل العمدة" التي كان يُدار بها قبل 67. وفي قراءة لأوراق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي كتبها بخط يده عام 1964، كشف قنديل أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يبحث عن وسيلة لإزاحة عامر من الجيش عبر إشراكه في حكومة عسكرية، لكنه تراجع معقبًا في أوراقه بأن "العالم لم يعد يقبل فكرة الحكومات العسكرية"، مما يعكس رغبته المبكرة في الانتقال للدولة المدنية والمؤسسية، وهي الرغبة التي اصطدمت بمراكز القوى داخل الجيش آنذاك.