أكد علماء وفقهاء العالم الإسلامي في ندوة تطور العلوم الفقهية التي افتتحها د.شوقي علام مفتي الجمهورية أن تطبيق تعاليم الإسلام في العلاقات الإنسانية والدولية كفيل لحل المشكلات الحاضرة وتوثيق أواصر الوحدة بين أبناء الوطن بنشر المفاهيم العلمية في المجتمع والحوار المبني علي الفكر المستنير وبهذا نتمكن أن نغير أحوالنا ونعبر الجسر الفاصل بين ثقافتي الجمود والتغيير. أشار الدكتور شوقي علام إلي أن الإسلام يؤسس لمبدأ التعايش بين الأفراد والأمم والشعوب ويرفض الأطروحات التي تتردد في وسائل الإعلام والبحوث العلمية تتحدث عن صراع الحضارات ونهاية التاريخ من أجل إقصاء ثقافتنا الإسلامية ودورها الآن. وقال في الندوة التي يرعاها يوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان إن دعم العلاقات السلمية بين بني البشر والمساهمة في صنع الحضارة الإنسانية يعود الفضل فيها إلي الإسلام والمسلمين تراثهم الحضاري زاخر. أضاف الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان أن المؤتمر يهدف لاستنباط أحكام شرعية تجمع وحدة الصف.. ونتجنب أسباب الخلاف والفرقة لأن العدل في الإسلام قيمة إنسانية عامة ويفرضه لصالح الناس جميعاً ولا يفرق في تحقيقه بسبب الجنس أو اللغة. أشار د.عبدالرحمن السالمي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إلي أن الجانب التاريخي للظاهرة الإسلامية المعاصرة جاء من خلال الصدمة الاستعمارية التي أنتجت فقهاً متوتراً تولدت عنه فكرة أحادية الجانب. وقال إن سيطرة الثقافة الغربية علي العالم وإقامة نظامه أدت إلي تطور رد الفعل الفقهي إلي مواجهة التغريب والغزو الثقافي وأنتج حركات هوية سارت أحزاباً شديدة القوة وفقهاً جديداً فالثقافة التي أرستها المذاهب قادرة علي تأمل العالم والعيش فيه وتعطي شرعية دينية وثقافية للعلاقات. كما طالب آية الله مبلغي من علماء حوزة قم الإيرانية بتأسيس مذهب للفقه المشترك للتعايش علي أساس علمي مع مراعاة ظروف الآخرين في إطار إنساني.