لم يتوقع أشد الناس تشاؤماً ان يكون الاحتفال بالذكري الثانية لثورة 25 يناير المجيدة دموياً. يتساقط فيه المصريون برصاص مصريين. وتحترق خلالها المنشآت الحكومية والممتلكات العامة والخاصة التي أقامها المصريون بدمائهم وعرقهم بأيدي المصريين أنفسهم. قام الشعب المصري وفي طليعته الشباب بالثورة المجيدة من أجل بناء دولة جديدة لا استبداد ولا فساد ولا ظلم فيها. توفر الأمن والطمأنينة لكل انسان علي أرضها. تحقق الحرية والكرامة لكل مواطن. تكفل تحقيق العدالة الاجتماعية لينال الكادحون والمهمشون حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة. لم يقم الشعب بثورته من أجل تسلط حزب أو جماعة أو فئة علي ماعداها. أو لجعل مواقع التوجيه والتأثير والنفوذ حكراً علي نفر بأعينهم أو لاشاعة الفرقة والانقسام والخوف لدي النخبة المفترض فيها قمة الوعي والانتماء للوطن والحرص علي وحدته ومصالحه العليا. ان كافة القوي السياسية والحزبية التي قادت الوطن والثورة إلي هذا المنعطف الخطير مطالبة بوقفة مع النفس تراجع فيها رؤاها وتصحح مواقفها وتغير أهدافها لتتفق مع أهداف الشعب وثورته. وحينئذ سوف يكون التوافق بديلاً للصراع. والتفاؤل سائداً عن التشاؤم.