في الوقت الذي تُغلق فيه دول العالم المتقدم مصانع الأسمنت تجنباً لآثارها البيئية القاتلة طرحت الحكومة المصرية 12 ترخيصاً لإنشاء مصانع جديدة بحجة ارتفاع الطلب محلياً وعالمياًوقد تحولت منطقة حلوان من مشفي لهوائها الجاف ووجود عيون كبريتية بها وبالأخص مدينة 15 مايو إلي أكثر مناطق مصر تلوثاً بسبب الغبار الناتج عن عملية التفجير المستمر التي تركت شروخاً في المنازل. انتقلت عدسة "الجمهورية" لمجاورات 28. 29. 30 بمدينة 15 مايو والواجهة لمكان تفجيرات محاجر أسمنت حلوان لرصد معاناة السكان. رجائي أحمد إبراهيم من سكان المجاورة يؤكد تضرر السكان من تأثير التفجيرات المستمرة في محجر الأسمنت الموجود أمامهم مباشرة والذي تسبب في شروخ وتشققات بالعمارات والشقق ذات التركيب الجاهزة وحين توجهنا لمرصد حلوان لمعرفة تأثر هذه الهزات علي منازلنا أكدوا أن تأثيرها ضار جداً علي العمارات الموجودة بهذه المجاورات. وأرسلوا شكاوي عدة للبيئة دون مجيب. ويضيف محمد حنفي من سكان المجاورة 28 مستنكراً عدم وجود حزام أخضر يحمينا من غبار الأسمنت القادم من المحجر نتيجة التفجيرات بالإضافة لناتج حريق القمامة يومياً في المقلب العمومي الموجود بالمدينة. يقول أحمد صبحي من سكان المجاورة 29 كانت التفجيرات قبل الثورة يوم الأحد من كل أسبوع واعتدنا علي ذلك رغم التأثير الضار علينا من غبار الأسمنت والهزة الناتجة عن التفجير ولكن بعد الثورة ازدادت التفجيرات بشكل لافت للنظر حتي أصبحت يومية وبمواد تفجيرية كبيرة زادت الأمر سوءاً لدرجة أن أولادنا أصبحوا يعانون الاضطرابات النفسية لقربنا من المحاجر وشعورنا بدوي الانفجار كأننا في حرب. فارس فرج يستطرد: أنا موظف أعمل بالليل ولحظي العثر أسكن في الدور الخامس فلا أستطيع النوم بسبب دوي الانفجارات المتلاحقة بالإضافة لترنح العمارات بشكل مفاجيء وقوي لأنها مبنية بالحوائط الجاهزة وهلع أطفالي مستمر بسبب تلك الهزات مع إصابتهم بحساسية الصدر.. أصرف علي علاجهم ما لا أطيقه. ويشكو خالد محمد من سكان المجاورة 29 من أن عمارته تطل مباشرة علي مكان التفجيرات والتي يغطي غبارها العمارة بالكامل وكانوا قد توجهوا لمرصد حلوان فحصلوا علي شهادة مفادها أنه يجب ألا يزيد تأثير أي تفجير وهزاته علي المباني علي 2 ريختر ونحن نشعر بقوة تلك الاهتزازات المتلاحقة بارتفاعها عن ذلك بكثير فهل لنا ولأبنائنا من مغيث. وبمواجهة المهندس جمال طلعت بدوي رئيس جهاز مدينة مايو.. أكد أن التفجيرات التي تتم بمحجر أسمنت حلوان آمنة وتخضع لرقابة لجنة مشكلة من وزارة الدفاع والبيئة والإسكان وفي حدود المسموح به من مراكز القياسات. بالإضافة إلي أنه مشروع قومي يدر أرباحاً طائلة لمصر لا يمكن الاستغناء عنه. ويشير إلي أن التفجيرات في المحاجر تكون مرتين أسبوعياً علي الأكثر وفي حدود المصرح به بمواد خفيفة وتحت إشراف القوات المسلحة لضمان مدي تأثيرها والالتزام الكامل باشتراطات السلامة والأمان فلا يخشي أحد من الأهالي علي نفسه أو علي منزله. ويحذر أحمد الزيني رئيس شعبة البناء من خطورة طرح 12 رخصة جديدة لإنشاء مصانع للأسمنت بدون وضع ضوابط وشروط ثابتة منها الالتزام بالأسعار وبمعدل الربحية واشتراطات بيئية حيث وصل سعر طن الأسمنت المصري إلي 100 دولار مقابل 600 دولار في تركيا فالاستيراد لنا أفضل مع الاكتفاء بالمصانع الموجودة حالياً.