** تعجبت كثيراً عندما علمت بأن المسئولين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون أعدوا مشروع قانون لزيادة حصيلة ماسبيرو لمواجهة العجز الشهري في الأجور والتي تزيد علي 200 مليون جنيه يصعب تدبيرها مع عدم وجود موارد ثابتة وهروب الإعلانات وزيادة عدد القنوات وميزانيات البرامج المرتفعة والتي تؤدي حتماً إلي تراكم الديون علي التليفزيون لأن الإيرادات لا تقارن بالمصروفات وبالتالي كان الاقتراح بتخصيص نسبة علي فاتورة الكهرباء لدعم اتحاد الإذاعة والتليفزيون. ** الغريب أن المسئولين في ماسبيرو يلجأون دائماً للحلول السهلة.. فاللجوء إلي فاتورة الكهرباء قد يكون مقبولاً في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي علي اعتبار أن التليفزيون الرسمي هو الوحيد علي الساحة ولكن اللجوء لهذا الحل الآن غير مجد لأنه من غير المنطقي أن تلزم مواطنا بدفع أمواله لدعم التليفزيون الحكومي الذي لا نراه ويعاني من هروب المشاهدين للقنوات الخاصة وبالتالي فلم نعد في حاجة إليه.. ومن غير المنطقي أيضا أن نلزم المواطنين بتحمل خسائر مبني فشل ويفشل في جذب موارد بسبب سياسات وقرارات إدارية خاطئة وعقيمة أولها اللائحة المالية التي جعلت معظم العاملين في ماسبيرو يحصدون مبالغ طائلة شهرياً دون عمل حقيقي بعد أن غابت عن اللائحة الضوابط الحاكمة لتنفيذها فأصبح الجميع يحصلون علي الأجور المتغيرة سواء أدي عملا أم لا وإذا تأخر الصرف تتم محاصرة المسئولين في مكاتبهم. ** علاوة علي ذلك لم يبحث مسئولو ماسبيرو عن حلول عملية لإعادة المشاهدين للشاشة ببرامج قوية ولكنهم استسلموا لضغوط الصوت العالي للحفاظ علي كراسيهم ومناصبهم ومخصصاتهم المالية ولو علي حساب الشاشة فأصبح الصوت العالي هو الذي يدير ولا مانع من مجاملة من لا يستحق. لأن الشاشة قطاع عام ولن يحاسب أحد علي مجاملاته. ** ماسبيرو يحتاج إعادة صياغة وفتح ملفاته الشائكة بجرأة أما مسألة فاتورة الكهرباء فهو حل غير عملي ومرفوض. لأن الفاتورة لا تتحمل كما أنني أرفض أن تكون فاتورة الكهرباء هي الحل الأسهل والأسرع للخروج من الأزمات المالية وتوفير الأموال لإسكات المطالب الفئوية. ** أصبحت برامج التوك شو ونجومها من مقدمي البرامج هي أول ما يفكر فيه أصحاب القنوات الخاصة الجديدة لتحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة وخلال أيام قليلة تنطلق قناة "إم بي سي مصر" وتعود من خلالها مني الشاذلي ببرنامجها الجديد إلي الساحة.. كل ذلك ويقف التليفزيون المصري موقف المتفرج فلا يوجد به برنامج توك شو قوي يستطيع أن ينافس أو يشارك في كعكة الإعلانات وحتي الآن لم يعي المسئولون فيه الدرس لإنتاج برنامج قوي مع مذيع وطاقم إعداد له وزن.. فمتي يفيق ماسبيرو من غفوته؟!.