محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    ياسمين عز ترد عن شائعات إنفصال مها الصغير وأحمد السقا    محافظ الإسكندرية يطلق مبادرة توظيفك علينا لتشغيل 1000 شاب وفتاة    موعد مباراة إنتر ميلان وتورينو اليوم في الدوري الإيطالي والقناة الناقلة    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    «القومي للمرأة» يكشف أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج (فيديو)    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    حالة الطقس اليوم الأحد على القاهرة والمحافظات    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    نصبوا الخيام، شرارة الاحتجاجات الطلابية ضد العدوان على غزة تصل إلى أعرق جامعات كندا    موعد مباراة توتنهام وآرسنال اليوم في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمان لبناء العلاقات مع روسيا    أسعار الأسماك واللحوم والدواجن والخضروات.. اليوم 28 أبريل    زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    التصريح بدفن جثة شاب صدمه قطار أثناء عبوره المزلقان بقليوب    يده ملطخة بدماء 97 صحفيا، بايدن يعتزم إلقاء خطاب خلال عشاء مراسلي البيت الأبيض واحتجاجات في انتظاره    الفرح تحول إلى جنازة، لحظة انتشال سيارة زفاف عروسين بعد سقوطها بترعة دندرة (صور)    ما شفتش لمسة اليد، أول تعليق من مخرج مباراة الأهلي على إلغاء هدف مازيمبي    السفير الروسي: انضمام مصر للبريكس مهم جدا للمنظمة    غدا.. محاكمة عاطل متهم بإنهاء حياة عامل في الحوامدية    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    14 مليار دولار في طريقها إلى مصر بسبب رأس الحكمة    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الأحد 28 إبريل 2024 بالصاغة    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    حسام البدري: أنا أفضل من كولر وموسيماني.. ولم أحصل على فرصتي مع منتخب مصر    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لائحة الجنرال التى فجرت ماسبيرو
أشعلت غضب العاملين فى التليفزيون والمتخصصة والفضائية فخرجوا فى مظاهرات
نشر في الفجر يوم 26 - 02 - 2012

■ الإخوان يريدون السيطرة على ماسبيرو.. طالبوا بدعمه ماليا وغازلوا المسئولين ويريدون جرجرة الجنرال فى معركة مع القنوات الخاصة.
■ اللائحة حلم مستحيل لن يحققه أى مسئول فهى مرتبطة بالموارد المالية.. وماسبيرو الآن خرابة.
■ دخل التليفزيون من الإعلانات 4 ملايين جنيه والوزارات كانت تدفع 800 مليون جنيه مقابل تغطية أنشطتها توقفت عن دفعها.. فما يحتاجه البيت يحرم على الجامع.
■ لحل أزمة ماسبيرو: من يرد الخروج إلى المعاش المبكر فليتم تعويضه ماليا لتخفيض الأعداد.
■ المجلس العسكرى يدعم المبنى ب 27 مليون جنيه زادت إلى 50 مليون جنيه وأمهلوا أنيس شهرين قبل أن يتم قطع الدعم.
■ لحل أزمة اللائحة: على كل قطاع وقناة أن تطبق لائحة خاصة لتحقيق العدل كما فعل عصام الأمير فى القناة الثالثة وعلى عبدالرحمن فى الثانية.
فى كل مرة يهدأ فيها ماسبيرو انتظر بعدها كارثة.. انتظر بعدها ما يفتك بأعصاب العاملين ويهدد بحرق المبنى الذى لم يعد فى حاجة إلى حريق ليكتب نهايته.. لم نعد فى حاجة لأن نقول إن هناك من يتربص به ليدمره.. يمكنك الآن أن تعلن وفاته وضميرك مرتاح، ولكى تعيد اليه الحياة مرة أخرى عليك أن تعترف بنسفه لتبنيه من جديد.. على أى مسئول يأتى ليحكم المبنى ألا ينظر وراءه.. عليه أن يوفر طاقته للبناء.. عليه ألا تأخذه الجلالة فيخرج ليعلن أنه سوف يحسن من اوضاع العاملين المالية، وانه سيرفع من أجورهم ويزيد من رواتبهم وهو لا يملك لهم شيئا.
لقد اشتعل المبنى فى الأسبوع الماضى منذ أن جرى تسريب لائحة الأجور، وبعدها جرى الإعلان عنها وتعليقها لتقوم قيامة المبنى.. خرج العاملون وقد انفجروا غضبا رافضين ما حملته اللائحة من أجور.. الغضب كان أكثر فى التليفزيون والفضائية وقطاع القنوات المتخصصة وقطاع الأخبار، فالعاملون رأوا فيها تعديا على ما كانوا يتقاضونه.. رأوا فيها مساواة بينهم وبين باقى القطاعات.. جاءت اللائحة، بما لا يشتهون فما كانوا يتقاضونه أعلى بكثير مما جاء فى هذه اللائحة.. انفجر العاملون غضبا فصعدوا إلى الدور التاسع حيث مكتب أحمد أنيس وزير الإعلام وهناك قام رجاله بإحالتهم إلى رؤسائهم ورئيس الاتحاد.. قيل لهم إن حل هذه الأزمة فى أيديهم فلاعلاقة للوزير بهذه اللائحة وهو قول لا يمكن لأحد أن يصدقه.. فقرار اللائحة قرار خطير لا يمكن أن يمر من وراء ظهر الوزير.. لا يمكن أن يمر دون أن يضطلع عليه ويطمئن له حتى لو كانت اللائحة ولدت من اجتماعات جميع رؤساء القطاعات مع رئيس الاتحاد.. رمى الوزير الكرة فى ملعب رؤساء القطاعات فوجدوا أنفسهم فى ورطة كبيرة.. وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع غضب العاملين فى ماسبيرو حتى أن منهم من هدد باستقالته إذا مرت هذه اللائحة.. لم يعبر العاملون عن غضبهم فى يوم صدور اللائحة لكنه تصاعد مع كل يوم يمر.. نظموا وقفات احتجاجية وهتفوا ضد حكم العسكر، وهو ما ازعج المسئولين فى المبنى، فالمجلس العسكرى هو من يضخ الأموال فى ماسبيرو شهريا لسد النقص فى ميزانيته.. كان المجلس يدعم المبنى ب 27 مليون جنيه شهريا زادت إلى 50 مليون جنيه فى شهر نوفمبر الماضى وقبل أن يأتى أحمد أنيس وزيرا للإعلام كان المجلس ينوى أن يوقف هذا الدعم فى ديسمبر الماضى لكنه تراجع حتى تستقر الأرض من تحت قدمى أحمد أنيس فقيل له إن الدعم سوف يستمر شهرين آخرين -تنتهى هذا الشهر-.. مهلة حتى يرتب أنيس اوضاع المبنى ويوفر المبلغ الذى ينقصه.. لكن شيئا من هذا لم يحدث وكل يوم يمر على المبنى يؤكد أنه لن يوفر مليما واحدا ولن يدخل للمبنى ما يجعله يستغنى عن «السلف» فلا يمد يده.. لقد تم وضع هذه اللائحة على مرحلتين.. المرحلة الأولى بدأت من مركز المعلومات بقطاع الأمانة العامة.. فيه تم حصر كل بيانات الموظفين فى 13 قطاعاً من خلال البيان الشهرى وعليه تم جمع متوسطات الدخول ومنها خرجت اللائحة.. المتوسطات ظلمت من كانوا يتقاضون أجورا مرتفعة ورفعت من سقف من كانوا يتقاضون أجورا منخفضة كالعاملين فى الإذاعة أو القنوات الإقليمية.. المرحلة الثانية كانت استطلاع آراء الموظفين بمعرفة وكيل أول وزارة الإعلام الذى التقى بعدد من العاملين فى الفضائية والتليفزيون وقطاع المتخصصة الذين رفضوا ماجاء باللائحة، ورغم ذلك خرجت، فالوزير كان مضطرا إلى إعلانها أمام الأزمات المالية الطاحنة التى تحاصر المبنى.. تكلفة اللائحة الجديدة تبلغ 147 مليون جنيه شهريا بدلا من 167 مليون جنيه.. حتى بعد تخفيض المبلغ فالمطلوب هو توفير 30 مليون جنيه شهريا لتنفيذ اللائحة الجديدة، فجملة موارد ماسبيرو 117 مليون جنيه..هذا المبلغ يستعصى على المسئولين فى ماسبيرو توفيره.. فلا أموال تأتى والمعلنون لا يرون أصلا التليفزيون المصرى.. لم تدخل أموال التليفزيون منذ أن قضى عليه الدكتور سامى الشريف وأطفأ أنواره بتدمير وكالة صوت القاهرة فهرب منها من كانوا يستطيعون وبعلاقاتهم إقناع المعلنين وحثهم على التعاقد مع ماسبيرو.. أطفأه بعد أن اغلق برنامجى «من قلب مصر» و«مصر النهاردة» بالضبة والمفتاح.. برنامجان كانا يدران دخلا إلى ماسبيرو بملايين الجنيهات.. الآن لا يوجد على شاشة التليفزيون المصرى برنامج يغرى المعلنين بالتعاقد.. لا توجد مسلسلات يمكن تسويقها والاستفادة منها.. كل ما يدخل إلى التليفزيون حوالى 4ملايين جنيه لاتغنى ولا تسمن من جوع.
لعنة اللائحة التى تحرق ماسبيرو
تعود العاملون ومنذ نشأة ماسبيرو أن يتقاضوا رواتبهم الشهرية، أما حوافز الإنتاج فيجرى صرفها طبقا للشكل البرامجى.. توك شو.. تسجيلى.. حوارى.. كل حسب المدة الزمنية له.. النصف ساعة معروفة قيمتها والربع ساعة ايضا طبقا للائحة لجنة الإشراف على البرامج، تغير حال العاملين فى مارس 2009 وهو الشهر الذى تظاهروا فيه ضد أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق.. بعدها تحسنت أحوال العاملين إلى حد ما.. تم تقليص التفاوت الرهيب بين ما يتقاضاه قيادات المبنى والعاملين.. وقتها كان فى إمكانه أن يرفع من سقف طموحات العاملين فقد كان يأتى من مجلس الوزراء 800 مليون جنيه نظير تغطية أنشطة الوزارات المختلفة وهو المبلغ الذى توقفت الوزارات عن دفعه بعد سقوط النظام السابق فكل وزارة لديها التزامات لابد أن تفى بها «مايحتاجه البيت يحرم على الجامع».. كان هناك عائد إعلانات بالملايين خاصة فى شهر رمضان.. لكن اختراع اللائحة لم يظهر إلا مع قدوم اللواء طارق المهدى إلى ماسبيرو.. وقتها اكتشف المبالغ الرهيبة التى يتقاضاها قيادات المبنى.. فى وقت لا يحصل فيه باقى العاملين إلا على الملاليم، ولم يتمكن المهدى من اتمام شىء فى القدوم الأول،وجاء سامى الشريف ورفع شعار اللائحة ثم خرج دون أن ينجز شيئا.. فى القدوم الثانى لطارق المهدى اجتهد فى تنفيذ اللائحة.. قال إنه سيقوم بزيادة الإنتاج طبقا للدرجة الوظيفية، من كان مثلا يتقاضى 6آلاف جنيه سيرفعه إلى 10 آلاف وهو المعروف بلائحة الإنتاج والتى عكف عليها وقطع شوطا كبيرا فيها وعمل بيانات وافية عن البرامجيين والمهندسين والفنيين والماليين والإداريين والخدمات كل حسب درجته الوظيفية والحد الأقصى المقترح.. هذه اللائحة الإنتاجية هى من رفعت سقف أحلام العاملين فالدخل الشهرى سيفيض ووضع لهذا اللائحة الإنتاجية مجموعة من الضوابط حتى يتحقق العدل.. وقتها كتبت هنا –اغسطس الماضي- انها لائحة عرضها السموات والأرض.. حلم مستحيل لا يمكن لأحد أن يحققه حتى لو كان يملك عصا موسى.. الحلم الذى عاش من أجله العاملون وخططوا لحياتهم على ضوئه.. الحلم الذى كلما جاء مسئول وحكم المبنى غازل العاملين ليتجنب غضبتهم.. اجتهد طارق المهدى وعافر لكى يترك شيئا وراءه لكنه لم يتمكن من إتمام ما حلم به.. النية الحسنة لا تفتح بيتا ولا تعمر وطنا.. اللائحة يلزمها موارد وهو ما افتقده التليفزيون طوال الفترة الماضية.. خرج طارق المهدى من ماسبيرو إلى محافظة الوادى الجديد وجاء بعده أسامة هيكل الذى وعد ايضا العاملين بهذه اللائحة «اللعنة».. وعدهم بتحسين اوضاعهم وبعد اجتماعات بين رؤساء القطاعات ورئيس الاتحاد خرج مشروع اللائحة فاستقبله العاملون بغضب جارف.. هذه اللائحة ساوت بين الإداريين والبرامجيين.. بين المهنيين والسائقين.. بين المذيعين والسكرتارية.. رفض العاملون لائحة اسامة هيكل ووصل غضبهم إلى اعتراض طريق المذيعين والمذيعات لمنعهم من دخول استديوهات الهواء لكنهم لم ينجحوا فى منعهم.. خرج اسامة هيكل وجاء أحمد أنيس وزيرا للإعلام.. بعد توليه المسئولية خرج «الجنرال» فى مؤتمر صحفى دعا اليه كل الصحفيين دون استثناء.. قال لهم إن من اولوياته استثمار الأصول الهائلة للمبنى وهيكلة الكيانات دون إخلال.. تعهد الجنرال بتحسين أوضاع العاملين فى المبنى واستعادة الثقة المفقودة بين المواطن المصرى والتليفزيون.. لم ينجح الجنرال فى استعادة ثقة الشارع فهو محاصر بالمشاكل المالية والأزمات الإدارية.. خرجت لائحته ليصرخ العاملون الذين نجحوا هذه المرة فى منع المذيعين والمذيعات من دخول استديوهات الهواء.. منعوا برنامج «استديو 27» الذى يذاع على القناة الأولى فى هذا اليوم وهى كارثة كبرى وهى الآن أمام جهات التحقيق.. فليس من حق العاملين أن يقدموا على هذه الخطوة مهما بلغ حجم غضبهم.. فمن يمنع الهواء اليوم يمكنه أن يسود الشاشة.. من يمنع الهواء يمكنه أن يذيع ما يهدد به الأمن القومي!
كنت اتمنى ألا يرفع الجنرال شعار اللائحة وهو يعرف الظروف المالية الطاحنة.. هو يحفظ ماسبيرو عن ظهر قلب.. يعرفه تماما فقد خدم فيه لمدة 9سنوات قبل أن يصبح وزيرا.. حتى عندما ذهب إلى النايل سات كان قريبا من المبنى ويعرف كل مايجرى فيه.. المعرفة التى كان من المفترض أن تجعله يتجنب الوقوع فى هذه الورطة، وظنى أن الجنرال سيتراجع عن اعتماد هذه اللائحة.. لكن إذا كان الجنرال يريد تحقيق العدل فعليه أن يلزم كل قطاع وكل قناة أن تعمل لائحة خاصة من خلال ميزانيتها الخاصة كما فعل عصام الأمير عندما كان رئيسا للقناة الثالثة وعلى عبدالرحمن عندما كان رئيسا للقناة الثاينة.. كل منهما عمل لائحة خاصة ارضت جميع العاملين ومن اعترض عليها كان عدد قليل تضرروا منها.. ضرر لا يذكر لذلك هدأوا بعد غضبة لم تستمر طويلا. أما عن اللائحة اللعنة فلتكن لديكم الشجاعة وأعلنوها صراحة مفيش لائحة وعلى كل قطاع أن يرتب أموره .. اعلنوها يرحمكم الله.
خطة الإخوان للسيطرة على مبنى ماسبيرو
يؤمن كثيرون بأن جماعة الإخوان المسلمين تسير على نفس خطى الحزب الوطنى المنحل.. يريدون السيطرة على الجهات التى يرون أنها تدعم مشروعهم.. يريدون السيطرة على الداخلية ومنصب النائب العام.. الداخلية تعتقل معارضيهم والنائب العام يحبسهم.. حتى لو خرجوا بأحكام قضائية يكون مافعلوه مع المعارضين تأديبا لهم حتى لا يقتربوا منهم.. لكن الإخوان ايضا يريدون السيطرة على التليفزيون المصرى لتكتمل باقى الأدوات فإلى جانب الداخلية والنائب العام لابد من الإعلام ليجمل صورة قياداته ويدافع عنهم أمام معارضيهم تماما كما كان يفعل الحزب الوطنى.. أعرف أن الإخوان يمكنهم بث قنوات تخصهم فأموالهم لاتعد ولا تحصى وربما يكون لهم قنوات حاليا لكنها ليست صريحة ومعلنة تحمل شعارهم.. هم يريدون التليفزيون الرسمى.. فى مجلس الشعب ذهب أحمد انيس لحضور لجنة الإعلام.. ذهب ومعه رؤساء القطاعات ورئيس الاتحاد وهى خطوة تحدث لأول مرة.. هناك تعاطف الإخوان مع مايجرى فى ماسبيرو.. طالبوا بدعمه ماديا وبشكل قوى.. قالوا لقيادات ماسبيرو أن التليفزيون أصبح ثائرا أكثر من القنوات الخاصة.. غزل صريح لا يصدق أحد أنه يخرج من أحد أفراد الجماعة التى كانت تراه مبنى فاسدا ومضللا ومزيفا للحقائق حتى وقت قريب.. تحمس الإخوان لدعم التليفزيون تأكيداً على رغبتهم فى السيطرة عليه.. كعادتهم دائما رغبة ثم سيطرة واحتكار.. لا تندهشوا إذا ما نهش الإخوان والسلفيون فى عرض القنوات الخاصة.. لاتندهشوا من دعواتهم لمقاطعة هذه القنوات الفاجرة.. لا تندهشوا ايضا من التحريض عليها تحت قبة البرلمان، ولاتندهشوا من جرجرة وزير الإعلام إلى معركة مع هذه القنوات .. وظنى أنه لن يستجيب!
ماسبيرو.. الخرابة التى يجب نسفها
لم يعد فى ماسبيرو شىء مغر يجعلك أن تبقى عليه.. لم يعد كثير من قياداته لديهم الرغبة فى الاستمرار فى أماكنهم.. إذا ذهبت إلى ماسبيرو وتجولت فى طرقاته ومكاتبه ستجد أن كل شىء يدعو إلى الكآبة.. لا مكان للإبداع.. لا مكان لأن تقدم فكرة جديدة يمكن بها أن تغرى المعلنين لأن يسعون إليك.. فكرة يمكن أن تستعيد بها ثقة الشارع الذى انصرف عن التليفزيون ولم يعد يتوجه اليه.. إذا ذهبت إلى هناك ستجد من بين العاملين من يتخيل أنه العبقرى الذى لن تجد شبيها له.. ستجد الغرور وقد تمكن من كثيرين يرون أن ما يفعلونه هو قمة الإبداع.. بعضهم يرتجل ليصبح شهيدا، وبعضهم يخرج عن النص ليصبح بطلا، وبعضهم يزايد ليصور للآخرين أنه ثورى.. لا أقول هذا على كل سكان ماسبيرو فمن بينهم من يتمتع بالكفاءة والمهنية التى وإن خرجت من ماسبيرو ستجد من يثمنها.. من بينهم من يعمل بإخلاص لكنك لن تراه بين أصحاب الأصوات المرتفعة.. اعرف رؤساء قطاعات يذهبون إلى ماسبيرو يوميا من الصباح وحتى منتصف الليل لكنهم يقضون هذه الفترة فى الاستماع إلى شكاوى العاملين وأغلبها لا يستحق هذا العناء.. ما تسمعه اليوم تسمعه فى الغد..شكاوى معظمها نميمة وضرب فى الزملاء ومطلوب من رئيس القطاع أن يستجيب له وإلا سيجد ما لا يسره، ومطلوب من رئيس القطاع أن يدبر أموره ليوفر الأموال.. مطلوب منه أن يفكر فى الشاشة التى إذا ما تغيرت ربما تحسنت أحوال العاملين فلا يحتاجون إلى دعم أى جهة.. لن ينصلح الحال فى ماسبيرو إلا إذا نسفته ونسفت معه كل الأفكار القديمة التى تحكمه وتتحكم فيه.. لقد كتبت عن الهيكلة كثيرا لكن لا أحد يريد أن يسمع وكأنه يريد لهذا المبنى الخراب.
كلما ذكر ماسبيرو ذكرت ديونه.. يقولون إنها 12 مليار جنيه ولو أرادت الحكومة اعادة الحياة إلى ماسبيرو عليها أن تضخ أقل من مليارى جنيه لإصلاحه.. مبلغ يمكنها من أن تدفع لمن يريد أن يخرج للمعاش المبكر وستجد من يقبل.. خاصة أن عدد البرامجيين يقترب من 7 آلاف شخص بينما عدد الموظفين الإداريين يصل إلى 35 ألف موظف وهو عدد كبير جدا كان السبب فيه صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق الذى كان يستغل هذه الأعداد فى الانتخابات.. لو أرادت الحكومة خيرا عليها أن توقف التعيين فى هذا المبنى واذا أرادت أن تقلل حجم البطالة فلتعين فى الوزارات الأخرى.. عليها ألا تمد لمن يصل إلى السن القانونية.. لو دفعت الحكومة هذا المبلغ يمكنها أن تسترده فيما بعد.. بل يمكنها أن تحصل على أموال تفوق هذا الرقم بعد أن يستعيد المبنى حيويته.. هذا إن أرادت.. لكنها لا تريد!
السنة الخامسة - العدد 343 - الاثنين - 27/02/2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.