أكد المهندس محمود بلبع وزير الكهرباء والطاقة أنه لن يتم إنشاء المحطة النووية بالضبعة إلا برضاء أهالي المنطقة وصرف التعويضات المناسبة للمتضررين وشرح وتوضيح أبعاد المشروع وعائداته علي المنطقة وخطط التنمية طبقاً لما أكد عليه رئيس الجمهورية خلال لقائه وأهالي مطروح مؤكداً علي بداية العمل بالمشروع تتطلب إصدار قرار سياسي عقب انتهاء مناقشات مجلس الشوري وانتهاء اللجنة التي شكلها من إعداد تقريرها ورفعه للرئيس. أكد الدكتور خليل يسو رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء أن مصر ستواجه العديد من التحديات في مجال الطاقة مع استمرار تجميد البرنامج النووي المنقذ الوحيد لتأمين احتياجات المواطنين من الكهرباء وتوفير استهلاك المواد البترولية وأن الهيئة علي استعداد تام لطرح مناقصة إنشاء أول محطة نووية بالضبعة فور صدور القرار السيادي بعد إحالة هذا الملف بالكامل لمجلس الوزراء ورئيس الجمهورية. أوضح الدكتور إبراهيم العسيري كبير مفتشي الوكالة الدولية الأسبق ومستشار هيئة المحطات النووية لإنتاج الكهرباء أن مصر في خطر حقيقي وأننا مقبلون علي أزمة طاقة خطيرة ولابد من اتخاذ القرار المناسب بسرعة البدء في استراتيجية بعيدة المدي لتنفيذ مشروعات الطاقة النووية مدعومة بجميع مصادر الطاقة المتجددة من طاقة شمسية وطاقة رياح وطاقة الكتلة الحية والحرارة الجوفية وإذا لم يتم البدء في ذلك الوقت المناسب فستكون المشكلة مستعصية علي الحل مستقبلاً. أوضح الدكتور إبراهيم العسيري أن مواصفات مشروع المحطة النووية الأولي في مصر تنص علي ضرورة المشاركة المحلية بنسبة لا تقل عن 20% وتزيد النسبة في المحطات النووية اللاحقة. كما أوضح أن المواصفات تنص علي تقديم عروض تمويلية تغطي 85% من المكون الأجنبي و15% من المكون المحلي ويتم تسديدها بعد تشغيل المحطة النووية من وفورات المحطة نتيجة فرق تكاليف الوقود النووي عن مصادر وقود الغاز الطبيعي والبترول. وتقتضي المواصفات أن يقدم المورد عرضاً بمشروع محطة نووية من الجيل الحديث لمفاعلات الماء العادي المضغوط المعروف بالجيل الثالث من المفاعلات وأن يكون مراع فيه الدروس المستفادة من حادث مفاعلات فوكوشيما اليابانية. أشار إلي أنه من المستهدف إنتاج 8 آلاف ميجاوات كهرباء من موقع الضبعة توفر 25 مليون طن بترول سنوياً قيمتها تزيد علي 3 مليارات دولار. وكشفت الدراسات التي أجريت لتحليل مخاطر إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المختلفة بعد حصر هذه الحوادث بما فيها حادث فوكوشيما الياباني أن معدل حوادث الوفاة لكل 1000 ميجاوات ساعة من استخدام الطاقة النووية وتزيد بحوالي ثلاث مرات عن طاقة الرياح وإن كانت تقل حوالي عشر مرات من تلك الناتجة عن استخدام الغاز الطبيعي. وتشير الدراسات إلي أن محطات الطاقة الشمسية أكثر أماناً من المحطات المدارة بالفحم غير أنه من المؤكد أنها أخطر بكثير من محطات الطاقة النووية حتي في عام وقوع حادثة مفاعلات فوكوشيما اليابانية بسبب الزلزال والتسونامي الذين لم يحدث في مثل شدتهما قبل ذلك في تاريخ اليابان. وعلق العسيري علي نتائج الدراسة مشيراً إلي أنها تضمنت أيضا الجوانب المرتبطة بهذه التكنولوجيات بما فيها تصنيع وإعداد اليورانيوم وتصنيعه ومقارنة ذلك بالجوانب السلبية وتأثير مصانع إنتاج المرايا الشمسية علي الإنسان والبيئة. حيث تشير الدراسات إلي أن المواد الكيميائية السامة المستخدمة في تصنيع المرايا الشمسية تشكل عناصر ضارة بصحة الإنسان وخاصة العاملين في مصانع إنتاج المرايا الشمسية وكذلك تأثيراتها الضارة عند التخلص منها في حال تكهين هذه المرايا. موضحاً أن الدراسات أوضحت أن هناك خمسين مادة كيميائية مختلفة مسببة للسرطانات ومرتبطة بصناعة وتكهين المرايا الشمسية "بعد عمر تشغيل يتراوح بين 15 25 عاما". ومن أمثلتها الكادميوم والزنك. ويستمر ضرر هذه المواد عند تكهين المرايا الشمسية وتخزينها وخاصة مع احتمالات تسرب هذه المواد السامة إلي الجو الذي نتنفسه أو الماء الذي نشربه أو أنواع الطعام التي نأكلها. أشار إلي أن هذه الجوانب السلبية للطاقة الشمسية تفسر لنا لماذا مساهمة الطاقة الشمسية بها تبلغ حوالي 02.0% في توفير احتياجات الكهرباء علي مستوي العالم مقارنة بمساهمة الطاقة النووية التي تبلغ أكثر من 16% وتفسر لنا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم توفر سطوع الشمس بها وبمعدلات أعلي من مصر في بعض المواقع. فإنها تأمل أن تصل بنسبة مساهمة الطاقة الشمسية بها إلي 10% بحلول عام .2025 وهنا نشير إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بها 104 محطات نووية تساهم بحوالي 20% في تغطية احتياجاتها من الكهرباء "حسب احصائيات أغسطس 2012". وفي مثال آخر نجد أن اعتماد إسبانيا علي الطاقة الشمسية لا يتعدي 2.7% في حين أن مساهمة الطاقة النووية بها تبلغ 5.17% خلال 2011. ورغم أن إسبانيا هي أكثر دول أوروبا في سطوع الشمس بها كما أنها رابع أكبر دول العالم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية. وأن الصين. وبها معدلات سطوع الشمس أفضل من مصر وثالث دولة علي مستوي العالم في احتياطي الفحم. تبني حالياً 26 محطة نووية في آن واحد؟ كما أن روسيا. وهي أول دولة علي مستوي العالم في احتياطي الغاز الطبيعي. تبني حالياً 10 محطات نووية في آن واحد؟