«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطاقة النووية والزعم بإمكانية إستبدالها بالطاقة الشمسية

ناقشنا في المقال الأول الزعم أن العالم يفكك المحطات النووية ويعطي ظهره الآن لاستخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء. وأوضحنا الحقيقة أن العالم يبني المزيد من المحطات النووية ويزيد إعتماده علي الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء .
والآن نناقش زعم العديدين أن من الأفضل الإعتماد علي الطاقة الشمسية لتوفير إحتياجات الكهرباء المتزايدة والإستغناء بذلك عن مشروعات إستخدام محطات الطاقة النووية لتغطية هذه الإحتياجات.
والحقيقة أنه لا يمكن الإعتماد علي الطاقة الشمسية كبديل عن الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء ولكن يعتمد عليها فقط كمصدر طاقة إضافي بجانب الطاقة النووية .وفيما يلي تفاصيل الحقائق المؤدية لهذه النتيجة.
مع كل النواحي الإيجابية والمميزة للطاقة الشمسية فإنه يحكمها جوانب سلبية عديدة تمنع الإعتماد عليها كمصدر أساسي كثيف ومستمر للطاقة الكهربية.
أول هذه الجوانب السلبية وهو ما يطلق عليه كفاءة إستخدام الطاقة الشمسية ويعبر عن هذه الكفاءة عادة إما بالفدان أو الهكتار أو الكيلومتر المربع لكل ميجاوات وتحسب بقسمة المساحة المستخدمة لمحطة الطاقة الشمسية مقاسة بالفدان او الهكتار او الكيلومتر المربع علي القدرة العظمى ( مقاسة بالميجاوات او بالكيلووات كهربي ).
وبالنظر إلى المشروعات التي تم تنفيذها ، أو الجاري إنشائها، نصل إلى النتيجة الآتية :- في مشروعات إنتاج الكهرباء بإستخدام الطريقة المسماه الفوتوفولتية Photovoltaic فإن كفاءة إستخدام الأرض تتراوح بين 4.5 – 13.5 فدان/ ميجاوات كهربي طبقا لنوع تكنولوجيا المرايا الشمسية المستخدمة وبالمقارنة بمحطات الطاقة الشمسية الحرارية Solar Thermal Power Plants فهذه الكفاءة تتراوح بين 5 إلي 11 فدان/ ميجاوات كهربي. وحيث أن الفدان يعادل حوالي 4000 متر مربع فإن محطات الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء تحتاج لكل 1000 ميجاوات (قيمة عظمى وليس متوسط) مساحة تتراوح بين 18 – 54 كيلو متر مربع. وحيث أن متوسط قدرة محطة الطاقة الشمسية إلى القيمة العظمى لها تقل عن 25 % فإن المساحة المطلوبة لمحطة طاقة شمسية بمتوسط قدرة 1000 ميجاوات كهربي تتراوح بين 72 إلي 216 كيلو متر مربع.
بهذا القياس نجد أنه في حالة الحاجة إلى إنشاء محطات قوي كهربية بإجمالي 10000 ميجاوات كهربي (وهو الذي يمكن أن يقام في موقع مثل موقع الضبعة علي الساحل الشمالي بمصر والذي يبلغ إجمالي مساحته حوالي 50 كيلومتر مربع) يحتاج مساحة تتراوح بين 720 إلي 2160 كيلومتر مربع.
فإذا عرفنا أن المسافة من ساحل البحر المتوسط (غرب الأسكندرية) إلي بحيرة ناصر تبلغ حوالي 900 كيلو متر، فمعنى ذلك أن توفير العشرة آلاف ميجاوات يلزمها محطات طاقة شمسية تغطي مساحة بطول المسافة بين ساحل البحر المتوسط غرب الأسكندرية إلى بحيرة ناصر(900 كيلو متر) وبعرض من 0.8 الي 2.4 كيلو متر. فماذا لو إحتجنا المزيد من الطاقة الكهربية, وخاصة أننا نحتاج سنويا من 2000 إلي 3000 ميجاوات كهربي قدرة إضافية لتغطية إحتياجات التنمية الإقتصادية والإجتماعية. وهل يمكن مقارنة ذلك بمحطات الطاقة النووية بذات حجم القدرة والتي يمكن إقامتها بموقع الضبعة وحده والذي يبلغ طوله الساحلي 15 كيلومتر وعرضه حوالي 3 كيلو متر . إن أكبر عيب في إستخدام الطاقة الشمسية هو أنها ليست طاقة كثيفة، أي تحتاج لمساحة كبيرة جدا لا تقارن بمحطات الطاقة النووية. المشروع النووي المصري يسمح بإقامة محطات نووية تغطي جميع إحتياجات الطاقة الكهربية المستقبلية اللازمة لمخطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية وبما يوفر من 2000 إلى 3000 ميجاوات كهربي سنويا. وقد تم بالفعل تحديد مناطق إضافية لبناء المزيد من المحطات النووية مستقبلا ولكن لم يتم بعد عمل الدراسات التفصيلية اللازمة لها.
ثاني هذه الجوانب السلبية هو عمليات الصيانة والتأمين. فعمليات الصيانة لمحطات الطاقة الشمسية مكلفة للغاية. ونأخذ دليلا على ذلك أكبر محطة شمسية شغالة حاليا في العالم وهي مجمع الطاقة الشمسية الحرارية لتوليد الكهرباء Solar Energy Generating Systems (SEGS) بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذا المجمع الشمسي إجمالي قدرته الكهربية 354 ميجاوات في حين متوسط القدرة الكهربية علي مدار العام لا يتعدي 75 ميجاوات كهربي فقط. ومع ذلك فإن هذا المجمع يشمل حوالي مليون مرايا شمسية لو تم صفها في خط واحد لبلغ طوله 370 كيلومتر. معني ذلك أنه بالقياس فإن العشرة آلاف ميجاوات كهرباء التي يمكن توفيرها من مشروع المحطات النووية بموقع الضبعة تنتج طاقة كهربائية لو تم إستبدالها بمحطات طاقة شمسية فإنها تحتاج إلى حوالي 133 مليون مرايا شمسية وهذه لو تم صفها في خط واحد ليبلغ طوله 49300 كيلو متر أي أكثر من أربعة وخمسين مرة المسافة من ساحل البحر المتوسط غرب الأسكندرية وحتى بحيرة ناصر ... فهل يمكن تخيل حجم أعمال الصيانة اللازمة لصيانه هذا الكم الهائل من المرايا الشمسية وكم يستغرق من الوقت ومن العمالة؟ وكم نحتاج من وسائل وإمكانيات لتأمينها من أي أعمال تخريب أو شغب؟ وكيف يكون الحال في حالة حدوث رياح قوية أو عواصف رملية، وما أكثرها في صحاري مصر، مع العلم أن وجود الغبار علي المرايا الشمسية يقلل من كفاءة إنتاج الطاقة؟. وقد أثبتت الدراسات أن أكثر من 50% من فاعلية المرايا الشمسية يتم فقدانها في حالة عدم تنظيف المرايا لمدة شهر واحد, فضلا على أن عملية التنظيف يلزم أن تكون علي فترات لا تتجاوز الثلاثة أيام وتختلف طرق التخلص من الغبار على المرايا بإختلاف طبيعة الغبار وطبيعة الطقس في البلد.
ثالث هذه الجوانب السلبية هو إرتفاع تكاليف إنتاج وحدة الطاقة الكهربية ( كيلوات ساعة ) مقارنة بجميع مصادر إنتاج الطاقة الكهربية بما فيها مصادر الطاقة النووية وطاقة الرياح وغيرها. وجميع الدراسات الاقتصادية أثبتت أن تكلفة إنتاج الكيلوات ساعة من الطاقة الشمسية تزيد بأكثر من أربع مرات عن تكلفة إنتاج الكيلوات ساعة من الطاقة النووية, مع الأخذ في الإعتبار تكاليف تكهين المحطة النووية بعد انتهاء عمرتشغيلها الإفتراضي، وتزيد بأكثر من ضعف تلك المنتجة باستخدام طاقة الرياح أو الغاز الطبيعي وبأكثر من ثماني مرات من تلك المنتجة من المساقط المائية.
ورابع هذه الجوانب السلبية هو أنه من الناحية الفنية لا يمكن الإعتماد علي الطاقة الشمسية لتوفير الحمل الأساسي من الكهرباء التي يلزم توفيرها علي مدار العام حيث إن الطاقة الكهربية من محطات الطاقة الشمسية تتغير تغيرا حادا علي مدار اليوم والشهر وهو ما يتعارض مع الحاجة لتوفير طاقة حمل أساسي بصفة شبه منتظمة علي مدار العام كتلك التي يمكن توفيرها من محطات الطاقة النووية (أو محطات الغاز أو البترول أو الفحم أو المساقط المائية) .
خامس هذه الجوانب السلبية هو أن ليس كل المواقع تناسب محطات الطاقة الشمسية بل يلزم مساحات كبيرة شبه مستوية وليست مشغولة بزراعات أو مباني وغير متوقع استغلالها مستقبلا في إنشاء مباني سكنية أوإقامة أنشطة صناعية أوأنشطة زراعية، وخاصة أن حجب الشمس بواسطة المرايا الشمسية عن الأرض لفترات طويلة يسبب تعفن الأرض وفساد أرض الصحراء.
سادس هذه الجوانب السلبية هو عنصر المخاطرة حيث أشارت الدراسات الحالية لتحليل مخاطر إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المختلفة ( الجدول المرفق ) أن معدل حوادث الوفاة لكل 1000 ميجاوات ساعة من استخدام الطاقة الشمسية تزيد حوالي عشر مرات عن تلك الناتجة من استخدام الطاقة النووية وتزيد بحوالي ثلاث مرات عن تلك الناتجة من استخدام طاقة الرياح وإن كانت تقل حوالي عشر مرات من تلك الناتجة عن استخدام الغاز الطبيعي. وتشير الدراسات أن محطات الطاقة الشمسية أكثر أمانا من المحطات المدارة بالفحم غير أنه من المؤكد أنها أخطر بكثير من محطات الطاقة النووية حتى في عام وقوع حادثة مفاعلات فوكوشيما اليابانية بسبب الزلزال والتسونامي الذين لم يحدث في مثل شدتهما قبل ذلك في تاريخ اليابان.
سابع هذه الجوانب السلبية هو تأثير مصانع إنتاج المرايا الشمسية علي الإنسان والبيئة، حيث تشير الدراسات أن المواد الكيميائية السامة المستخدمة في تصنيع المرايا الشمسية تشكل عناصر ضارة بصحة الإنسان وخاصة العاملين في مصانع إنتاج هذه المرايا الشمسية وكذلك تاُيراتها الضارة عند التخلص منها في حال تكهين هذه المرايا. وتشير الدراسات أن هناك خمسون مادة كيميائية مختلفة مسببة للسرطانات ومرتبطة بصناعة وتكهين المرايا الشمسية (بعد عمر تشغيل يتراوح بين 15- 25 عام), ومن أمثلتها الكادميوم والزنك، ويستمر ضرر هذه المواد عند تكهين المرايا الشمسية وتخزينها وخاصة مع إحتمالات تسرب هذه المواد السامة إلى الجو الذي نتنفسه أو الماء الذي نشربه أو أنواع الطعام التي نأكلها. وقد أشارت منظمة الصحة العالمية في يونيو عام 2006 أن حوالي ربع الأمراض السرطانية التي يصاب بها الإنسان تنتج بطريقة مباشرة من المواد السامة، وصناعات الطاقة الشمسية هي أحد مصادر هذه المواد السامة. وتشير جمعية سموم وادي السيليكون Silver Valley Toxics Coalition أن تصنيع المرايا الشمسية ينتج عنها مواد سامة مشابهه لتلك الناتجة عن صناعة أشباه الموصلات ومنها تيترا كلوريد السيليكون Tetra Chloride Silicon وغازات سادس فلوريد الكبريت Hexafluoride Sulfur. فمن أضرار تيترا كلوريد السيليكون أنها تسبب فقدان صلاحية الأرض لإنتاج المحاصيل وخاصة إن كل طن إنتاج من البولي سيليكون Poly Silicon المستخدم في المرايا الشمسية ينتج عنه 4 طن من تيترا كلوريد السيليكون.
هذه الجوانب السلبية للطاقة الشمسية تفسر لنا لماذا مساهمة الطاقة الشمسية بها تبلغ حوالي 0.02% في توفير احتياجات الكهرباء على مستوى العالم ( مقارنة بمساهمة الطاقة النووية التي تبلغ أكثر من 16% ). وتفسر لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية رغم توفر سطوع الشمس بها وبمعدلات أعلى من مصر في بعض المواقع، فإنها تأمل أن تصل بنسبة مساهمة الطاقة الشمسية بها إلي 10% بحلول عام 2025. وهنا نشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بها 104 محطة نووية تساهم بحوالي 20% في تغطية احتياجاتها من الكهرباء( حسب إحصائيات أغسطس 2012). وفي مثال آخر نجد أن اعتماد أسبانيا على الطاقة الشمسية لا يتعدى 2.7% في حين أن مساهمة الطاقة النووية بها تبلغ 17.5% خلال 2011 ، ورغم أن أسبانيا هي أكثر دول أوروبا في سطوع الشمس بها كما أن أسبانيا هي رابع أكبر دول العالم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية. هل يعلم هؤلاء أن الصين، وبها معدلات سطوع الشمس أفضل من مصر وثالث دولة على مستوى العالم في احتياطي الفحم، تبني حاليا 26 محطة نووية في آن واحد؟ هل يعلم هؤلاء أن روسيا، وهي أول دولة على مستوى العالم في احتياطي الغاز الطبيعي، تبني حاليا 10 محطات نووية في آن واحد؟.
إن وزارة الكهرباء تشجع التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة وترمي الخطة الحالية إلي الوصول إلي مساهمة مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 20% من إجمالي الطاقة الكهربية المنتجة في مصر بحلول عام 2020 ولكن ذلك بالإضافة إلي مشروعات الطاقة النووية وليس بديلا عنها.
من هنا أقولها صريحة، نحن في خطر ومقبلون على أزمة طاقة خطيرة ولابد من اتخاذ القرار المناسب بسرعة في البدء في إستراتيجية بعيدة المدى لتنفيذ مشروعات الطاقة النووية مدعومة بجميع مصادر الطاقة المتجددة من طاقة شمسية وطاقة رياح وطاقة الكتلة الحية والحرارة الجوفية وإذا لم يتم البدء في ذلك فورا فستكون المشكلة مستعصية على الحل مستقبلا.
أن أزمة المياه قد يمكن حلها بتحلية مياه البحر وهي تستلزم توفر الطاقة ولكن أزمة الطاقة كيف يمكن حلها لحظة وقوعها وخاصة أن محطة القوى النووية الواحدة يستغرق إنشاؤها حوالي الخمس سنوات بعد أول صبة خرسانية لها وحتى رفع قدرة تشغيلها تدريجيا إلى القدرة التصميمية لها. هل ننتظر حتي نضطر إلي إستيراد الكهرباء من الإمارات, التي بدأت بالفعل في إنشلء المجطات النووية منذ شهرين, كما نستورد القمح حاليا ومع الفارق فإن القمح يمكن توفير مخزون إستراتيجي منه لعدة شهور لتأمين إحتياجات الدولة في حال الأزمات أما استيراد الكهرباء فلا يمكن معه توفير أي مخزون إستراتيجي لتأمين إحتياجات الدولة في حال الأزمات
جدول يوضح حوادث الوفيات من المصادر المختلفة لإنتاج الطاقة الكهربية لكل تيراوات ساعة
(http://nextbigfuture.com/2011/03/deaths-per-twh-by-energy-source.html)
مصدر الطاقة معدلات الوفاة (حالات الوفاة/التيراوات.ساعة) مصححة
الفحم (الكهرباء، الحرارة، الطهى) - متوسط عالمى 100 (26% من الطاقة العالمية، 50% من الكهرباء)
الفحم الكهرباء – متوسط عالمى 60 (26% من الطاقة العالمية، 50% من الكهرباء)
الفحم (الكهرباء، الحرارة، الطهى) - الصين 170
الفحم الكهرباء – الصين 90
الفحم – الولايات المتحدة الأمريكية 15
البترول 36 (36% من الطاقة العالمية)
الغاز الطبيعى 4 (21% من الطاقة العالمية)
الوقود الحيوى 12
فحم المستنقعات 12
الطاقة الشمسية (فوق الأسطح) 0.44 (0.2% من الطاقة العالمية لكل الطاقة الشمسية)
الرياح 0.15 (1.6% من الطاقة العالمية)
المساقط المائية 0.1 (معدلات الوفاة الأوروبية، 2.2% من الطاقة العالمية)
المساقط المائية – عالمياً متضمنة بانكياو 1.4 (حوالى 2500تيراوات.ساعة/السنة و171000 حالة وفاة فى بانكياو)
الطاقة النووية 0.04 (5.9% من الطاقة العالمية)
خبير الشئون النووية و الطاقة
كبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا)
كاتب المقال حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1986 وحاصل علي نوط الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1995 وحاصل علي جائزة نوبل عام 2005 ضمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناصفة مع الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.