بدأت الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. وبدأت معها ليالي عشاق السينما الحقيقيين.. الذين أرتبطوا بهذا الكرنفال 33 عاماً متتالية.. تغير الزمن، ومعه تغير الجمهور.. وتطورت صناعة السينما والميديا، فتطور الوعي من مشاهدين يحتارون بين أفلام القصص وأفلام المناظر، الي مشاهدين يطلبون المتعة الحقيقية للفن في عصر يتوافر فيه كل شئ علي شبكة الإنترنت.. فماذا تحمل الدورة الجديدة للمهرجان لجمهوره المصري؟ تحمل الدورة الجديدة العديد من النجاحات بدأت في الافتتاح من كم ونوع النجوم الذين جاء علي رأسهم سلمي حايك ولوسي لو وصامويل جاكسون، إضافة الي النجوم المصريين الذين حضروا فيما يشبه الكرنفال البديع، لكن ما لفت النظر هو عدم حضور الرئيس الشرفي للمهرجان الفنان العالمي عمر الشريف حفل الافتتاح وهو الأمر الذي كان يحتاج لتوضيح من إدارة المهرجان، فقد أثار عدم حضوره، وعدم رده علي المكالمات الهاتفية حالة من النميمة والشائعات بين الحاضرين. علي أن الشائعات سبقتها في هذه الدورة أحاديث ساخرة علي أفيش المهرجان الذي تظهر عليه ثلاث سيدات حليقات الرأس أو صلعاوات علي طريقة عارضات الأزياء بألوان الأخضر والأزرق والأحمر، حيث إن الأفيش الذي صممته شركة دعاية وهي أروما كرييتف لا علاقة له بالسينما من قريب أو بعيد وهو اقرب لأفيشات الرقص الحديث وعروض الأزياء. وما يهمنا ويهم الجمهور في هذه الدورة هو الأفلام التي ننتظرها من العام الي العام، التي تعرض إبداع العالم في الفن السابع، وهذه تحديداً تحتاج الي وقفة هامة، فإذا كان المهرجان قد نجح في مجاراة الكلام الجاري من أن اهم ما في المهرجانات هم الضيوف ونجح في استقطاب عدد من الأسماء والنجوم اللامعة أميز من الذين حضروا في الدورات الثلاث الأخيرة، فإنه علي مستوي الأفلام لم ينجح في استقطاب الأفلام الهامة والأحدث، خاصة في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية التي تعد واجهة المهرجان الحقيقية، وهي دوماً مؤشر قوة أي مهرجان سينمائي في الدنيا.. فماذا عن أفلام هذه الدورة؟ يشارك في المسابقة الرسمية هذه المرة 17 فيلماً يمثلون 16 دولة.. علي رأس هذه الأفلام الفيلم المصري الوحيد "عصافير النيل" والذي تم ضمه في اللحظات الأخيرة، بعد موافقة من إسعاد يونس منتجة الفيلم التي فضلت في البداية عدم الاشتراك به لعدم انتهاء مونتاجه، لكن تحت ضغوط عزت أبو عوف والعديد من الأطراف، وافقت بعد أن تعهد مخرج الفيلم مجدي أحمد علي بالانتهاء منه بشكل يليق في موعد مناسب لعرضه في المهرجان، وهو يواصل عملا شاقا إلى الان في مدينة السينما في مونتاج ومكساج نسخة العرض.. الفيلم بطولة فتحي عبد الوهاب ومحمود الجندي وعبير صبري ودلال عبد العزيز. أما الأفلام الأخري التي تشارك في المسابقة وهي 16 فيلماً، فعدد كبير من هذه الأفلام تحمل مخالفات لشروط الاشتراك في المهرجان ولقواعد الاتحاد الدولي للمنتجين الذي يعطي صفة الدولية للمهرجانات الكبيرة، فالقاعدة الرابعة في لائحة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهي موجودة في كتيب المهرجان وعلي موقعه الرسمي باللغة الإنجليزية، وموجودة في كل المهرجانات الدولية الكبيرة والرسمية والمعترف والخاصة بافلام المسابقة الرسمية بها هي:" Will not be screened in this section any film that already has competed at another International Festival...وتعني بالعربية أنه يشترط في الأفلام التي تشترك في هذه المسابقة الا تكون عرضت وتنافست في أي مهرجان دولي آخر.. لكن قراءة الأفلام التي تشترك في هذه الدورة تخالف صراحة هذه القاعدة.. فالفيلم الفنلندي" Postia pappi Jaakobille" "خطابات الى الاب جاكوب"، إخراج كلاوس هارو، وبطولة كارينا هازارد، كما يشير له الموقع السينمائي العالمي the internent movie data base، ورابطه علي شبكة الإنترنت للتأكد من المعلومات التي سنسردها، هو: http://www.imdb.com/title/tt1364487/releaseinfo، هذا الفيلم عرض في السويد بمهرجان جونتبرج في 29 يوليو الماضي، وعرض في فنلندا جماهيرياً في 3 أبريل، وبعدها عرض في أغسطس بمهرجان اسبو الفنلندي، ثم عرض في مهرجان فانكوفر السينمائي بكندا في 1 أكتوبر، وفي 10 أكتوبر عرض بمهرجان بوزان بكويا الجنوبية، والتقييم النقدي لهذا الفيلم 7,8 من عشرة علي الموقع، ولا نعرف هل تعلم لجنة اختيار الأفلام بمهرجان القاهرة السينمائي بهذا ام لا، فهو خطأ فادح يتكرر مع افلام أخري.. وتحكي أحداث هذا الفيلم قصة دافئة ومثيرة للدموع عن "ليلي" المحكوم عليها بالسجن مدى الحياة ولكن يتم العفو عنها بعد مضى 10 سنوات ويعرض عليها وظيفة في دير بعيد ، فتذهب رغما عنها ، لكنها تشعر بالقلق والاضطراب عندما تبدأ العمل كمساعدة ل "جاكوب" القس الأعمى الذي يعيش في الدير المعزول..وكل يوم يجلب ساعي البريد خطابات من الناس يطلبون المساعدة من الاب "جاكوب" والفيلم الفرنسي " Le hrisson""القنفد"، إخراج منى أشأش، وبطولة جوسيانا بالاسكو، عرض للأسف قبل عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي في 3 يوليو في فرنسا جماهيرياً، وفي بلجيكا في 3 اغسطس، وفي نيوزيلاندا في 5 نوفمبر الماضي، ويمكن تحميل الفيلم لمشاهدته علي الإنترنت، وهو ما يجعلنا نوجه الأسئلة ثانية للمسئولين عن المهرجان كيف تم اختيار هذا الفيلم، وتحكي احداثه قصه اكتشاف غير متوقع لكل من الطفله ذات ال11 عاما جالوما جوزيه والذكى الذى يسكن فى مقاطعه بالقرب من باربى رينيه مايكل والغامض كاكورواوزو. الفيلم مأخوذ عن رواية عذوبة هيد جهوج مورييل باربى . أما الفيلم اليوناني "Oi sklavoi sta desma tous" "عبيد لديونهم"، إخراج تونيس ليكورسس، بطولة جيانيس فيرتيس، فهو فيلم مستواه متوسط من إنتاج العام الماضي، واعطاه النقاد ومتابعو السينما 4,9 درجات من عشر علي أهم موقع سينمائي عالمي، وعرض في مهرجان تسالونيك باليونان العام الماضي في 24 نوفمبر، وعرض بسوق مهرجان الفيلم الأوروبي بألمانيا في 12 فبراير الماضي، وعرض جماهيراً في اليونان في مارس الماضي بعد ان فاز بخمس جوائز في مسابقة Greek Competition Award،ولا يحتاج المرء لتعليق وتحكي أحداثه قصة الحب التي تجمع بين المثقف الرومانسي الكيس سوزومينوس والجميلة الارستقراطية افليلا اوفيوماهوس لا تكتمل بسبب المال، فعائلة اوفيوماهوس التي تعاني من كثرة الديون تزوج ابنتها الي طبيب ثري حتى ينقذهم من الضياع والإفلاس، وذلك في صراع بين المشاعر والمال. ويمثل المجر في المسابقة الرسمية فيلم " the days of desire" "أيام الرغبة"، إخراج جوزيف باسكوفسكى، كاترين ويلكينج، وتدور أحداثه حول زوجان فى منتصف العمر يحصلان على فرصة أخرى بتبنى ابنة معاقة تعوضهما عن ابنتهما الأولى التى فقدت فى حادث ، الابنة تدعى انا وكانت تعمل لديهما كخادمة ولكنها بالنسبة لها هدية أرسلت اليهما من السماء للتكفير عن ذنوب الماضى وتعوضهما عما فقداه. وتشترك الهند في المسابقة الرسمية بفيلمين.. الأول فيلم"مادولال - استمر فى السير"، إخراج جاى تانك، وبطولة سوبرات دوتا، وتدور الأحداث فيه من خلال أسرة هندية ، فعلى الرغم من مصاعب الحياة فإنهم استمروا فى أحلامهم وفى اقتناص أى لحظات للسعادة والمرح مع الأصدقاء والجيران بدون تعصب فبينما هم من الهندوس فإن خطيب ابنتهم من المسلمين ، فجأة تتبدل حياة الأسرة بعد وقوع حادث انفجار قطار بومباى الإرهابى إذ يفقد الأب ذراعه فى الحادث مما يجعله يصاب بالخوف والجبن كما يتم القبض على خطيب الابنة المسلم للاشتباه فى مشاركته فى جريمة تفجير القطار رغم أن كل الدلائل تشير إلى أنه برئ.. والثاني فيلم "نيويورك"،إخراج كبير خان، بطولة جون ابراهام .. وهذا الفيلم عرض في كل من الهند واستراليا وإنجلترا وأمريكا ونيوزيلاندا في يوليو الماضي قبل ان يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشارك في مهرجان بوزان السينمائي بكوريا الجنوبية في أكتوبر الماضي، ويبدأ فيلم "نيويورك" في الولاياتالمتحدة عام 2008 باعتقال "عمر" من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو شاب مسلم في الأصل من دلهي، بعد أن تم العثور على أسلحة في صندوق سيارة أجرة يملكها. احتجز بعد ذلك واستجوبه ضابط مكتب التحقيقات الفيدرالى "روشان" وهو أيضا رجل مسلم ترجع اصوله الى جنوب آسيا. وبعد حين، يكتشف "عمر" أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي من أجل التجسس على "سام" صديق الدراسة سابقا، والذي لم يره منذ سنوات، والذي ايضا يعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه إرهابي. في هذه الأثناء، يكتشف أن "سام" قد تزوج "مايا"، وهي صديقة أخرى منذ أيام الدراسة، والأثنان لهما ابن صغير يدعى "دانيال" ، وتتوالى الاحداث فى اطار من الاثارة والتشويق