«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق غير خفية: 2- أين كانت المخابرات الأمريكية قبل الثورات العربية؟
نشر في جود نيوز يوم 10 - 05 - 2011

هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على إسقاط نظام الحكم في إيران دون خسائر؟ فلماذا لم تتحرك عسكرياً ضده حتى الآن؟
أمريكا لم تشن حرباً على أي دولة إسلامية دون أن تمهد الطريق لذلك، فعندما قررت القضاء على صدام حسين وزلزلة العراق فعلت ذلك فبدأت بقصف المنشآت العسكرية جواً وعندما اتخذت قرار الغزو البري كانت الدبابات تولي فوهاتها إلى الخلف، بمعنى أنها لجأت إلى مبدأ "والي عكا" فالخيانة من أقصر الطرق التي تحقق المكاسب الكبيرة خاصة إذا كان منتهجها معدوم المبدأ.
سلاح الطيران هو الأول في الجيشين الأمريكي والإسرائيلي لأنه يدمر بسرعة ولا يحتاج إلى أعداد غفيرة من الجنود، ومن المعروف أن الجندي الأمريكي أو الإسرائيلي لا يقاتل عن إيمان بالقتال ولذلك فهو يخشى الموت، وبالرغم من ذلك طوروا سلاح الطيران واخترعوا طائرات لا تحتاج إلى طيار حرصاً على حياته، وهذا هو الفرق الشاسع بين جنودهم وجنود العرب - سيأتي في حينه.
في مطلع السبعينيات كانت خارطة الشرق الأوسط كالآتي:
إسرائيل الجيش الذي لا يقهر فاحتل الجولان والضفة الغربية وسيناء في ضربة عسكرية واحدة يوم 5 يونيه 1967.
مصر الجريحة التي يتزعمها قائد مسموع الرأي في الدول العربية المجاورة والذي شجع ثورات عسكرية تحررية من الاحتلال الخارجي في اليمن والجزائر وليبيا، وهو جمال عبدالناصر أحد الضباط الأحرار الذين قادوا الثورة المصرية في 23 يوليو 1952 فنتج عنها رحيل الملك فاروق وخروج الاحتلال البريطاني من مصر، فاجتمعت ثلاث دول دفعة واحدة لتأخذ بالثأر.
العدوان الثلاثي في 1965 كان تحالفاً بين إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، وبالرغم من قدراتهم العسكرية الفائقة نجح الشعب المصري في هزيمتهم فاضطروا للتراجع، فقط التراجع لحين النظر في تدابير جديدة.
حاول ناصر بناء مصر وإيقاف الزحف الصهيوني في المنطقة العربية ورحب بمساعدة الاتحاد السوفيتي - الأسد الجريح وعدو أمريكا الأول في ذلك الوقت - وهذا أغضب التيارات الإسلامية التي ترى التحالف مع الأمريكان أو السوفييت محرما لأنه تحالف مع الصهيونية أو الشيوعية، فقرروا الانقلاب على ناصر.
واجه الرجل حربا في الداخل وأخرى في الخارج حتى وقعت النكسة التي أطاحت بأحلام العرب وغيرت خارطة الشرق الأوسط مثلما تتغير الآن، وكالعادة لم ييأس المصريون وحاولوا بناء أنفسهم من جديد وفي غضون 6 سنوات تحقق النصر في 6 أكتوبر 1973، فتدخلت أمريكا لتعلن عن تأييدها لإسرائيل وتسعى لتحويل الانتصار على الأرض إلى انتصار في كتب التاريخ فرأى السادات أن أمامه خيارين، معاداة أمريكا أو محاباتها، فقرر توقيع معاهدة السلام.
التشكيك في وطنية السادات مرفوض لأن الرجل برر موقفه قائلاً إن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا، بمعنى أنه خشي على المصريين من التعنت الأمريكي فمد يده بالسلام، ولكن القاعدة الأبدية تقول لا سلام مع أحفاد صهيون لأنهم هم الذين يرفضون السلام وهم من ينقض العهود دائما، فكأنما السادات أنقذ جيلا من الحرب ليتورط فيها جيل آخر في المستقبل، ولكن الجيل الذي سيأتي سيكون أضعف حالا لأنك ستمنح الفرصة لإسرائيل كي تدخل مع العرب حربا باردة سياسيا واقتصاديا وحتى عقائديا... إلى آخره.
إسرائيل لم تحتل جزءا من العالم العربي سوى وفق قاعدة "فرق تسد" وتستعين في ذلك بأمريكا لأنها لا تستطيع الدخول في معركة مباشرة مع العرب لأن المعركة المباشرة تعني نهايتها كونها غير جاهزة لمحاربة العرب الذين يحاصرونها من جميع الجهات.
بالعودة إلى ما بدأناه عن خارطة الشرق الأوسط في الثمانينيات، كانت هناك قوى أخرى غير مصر المنتصرة التي تم استثناؤها بشكل مؤقت بتوقيع معاهدة سلام معها حتى يتسنى لليهود التخلص من القوى الأخرى في المنطقة قبل العودة إلى مصر، وهذه القوى هي العراق وإيران وهنا جاء مبدأ "فرق تسد" فدخل الطرفان في حرب كانا هما أكبر الخاسرين من ورائها والمستفيد الوحيد هي إسرائيل.
العراق حكمها السنة بالرغم من أغلبيتها الشيعية ونظام الحكم فيها كان حليفا لأمريكا. والشخص الذي كان يرسله البيت الأبيض إلى العراق في ذلك الوقت للاجتماع بصدام حسين هو دونالد رامسفيلد الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية في عهد جورج بوش الابن الذي نفذ بدوره مخطط احتلال العراق في 2003.
في المقابل، كانت الثورة الإسلامية في إيران قد سيطرت على السلطة ولجأ الشاه بهلوي سياسيا إلى مصر واستضافه السادات، الذي كان على دراية تامة بخطورة الصراع السني الشيعي في المنطقة، لأن وصول أي من التيارين "السني والشيعي" إلى السلطة في أي دولة عربية يعني أن هذا التيار سيبني نفسه ثم يدخل صراعا مع الآخر للسيطرة على الدول التي يحكمها من أجل بناء خلافة إسلامية تحت حكم واحد فقط يستطيع دخول معركة النهاية مع إسرائيل.
بدأت حرب العراق وإيران عام 1980 واستمرت ثماني سنوات ومات فيها أكثر من 4 ملايين شخص، وقبل الحرب كانت العراق سادس أكبر قوة عسكرية "في العالم" وكانت إيران قوة لا يمكن الاستهانة بها، ولن نخوض في أسباب الحرب ولكن فيما بعدها حيث أصبح الجانبان أضعف قوة وأشد عداوة، لدرجة أن صدام حسين قرر احتلال الكويت لأنها ساندت إيران بسلاح البترول وتلك كانت بداية نهاية العراق.
بعد احتلال الكويت تصدت أمريكا لصدام ونجحت في الحصول على تأييد العرب لإخراجه من الكويت بأي ثمن. وأمريكا بالطبع لا تسعى لحرية الكويت ولكن خروج صدام بالقوة وبتأييد العرب يعني انشقاقا جديدا يمكن الاستفادة منه لاحقا.
بالتزامن مع حرب الكويت، كانت التيارات الإسلامية نشطة في الدول العربية خاصة في مصر والجزائر.
عند وصول السادات إلى السلطة وجد أن أمامه الكثير من التحديات وأن الوصول للسلطة لا يعني الاحتفاظ بها فهناك مراكز قوى، بالإضافة إلى طموح الشعب في أن يكون رئيس مصر خليفة لعبد الناصر بإمكانه استكمال المهمة، فتخلص السادات بذكاء شديد من مراكز القوى فواجهه أتباع ناصر فاستعان بالتيارات الإسلامية واجتمع بعمر التلمساني مرشد الإخوان في ذلك الوقت.
خطة السادات تم بناؤها على أساس أن أي تيار إسلامي سيكون معاديا للاشتراكية الناصرية فالإسلاميون يعتبرونها "كفرا" وبالتالي رأى السادات أن يستثني نفسه من الصراع مع أي من الطرفين عبر فتح الباب أمامها ليتصارعا سويا وهو الرابح في النهاية.
اهتم السادات هنا بنفسه فقط ولم يهتم بالصراع السياسي في الجامعة أو بقدرة التيار الإسلامي على فعل ما هو أكبر من القضاء على الناصريين، ذلك على الرغم من موقفه العدائي الشديد من الثورة الإسلامية في إيران.
لم يدم الصراع طويلا لأن التيار الإسلامي ببساطة ربح أكثر مما ربحه السادات فتمادى في أحلامه إلى ما هو أبعد فقتلوه في محاولة أو مجازفة لتحقيق ما جرى في ثورة 25 يناير وهو انتفاضة الشعب.
ظن التيار الإسلامي أن الشعب المصري عندما يرى السادات مقتولا سينتفض، ولكن الأمور لم تسر في هذا الاتجاه. نزل الجيش إلى الشارع "مثل ثورة 25 يناير" ولم يحدث انتقال للسلطة لسبب واحد فقط هو أن الإسلاميين ليس لديهم ما يمنحهم السلطة فلم يكونوا متوغلين في الحياة السياسية ولم يساندهم الشارع.
تولى مبارك رئاسة مصر وهو يرى صورة واضحة لشرق أوسط ملتهب ما بين إسرائيل وإيران والتيارات الإسلامية في مصر والجزائر، بالإضافة إلى ما خلفته معاهدة السادات من انشقاق في الصف العربي ناهيك عن ملف استعادة باقي الأجزاء المحتلة من سيناء.
شنت السلطة المصرية حربا شرسة على الإسلاميين، فيما تورطت إيران في الحرب مع العراق واستمر الوضع على هذا النحو حتى مطلع التسعينيات عندما سقط الاتحاد السوفيتي واحتل صدام الكويت.
تجربة أفغانستان
انقسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى قوتين فالعالم حاله حال أي دولة لا يمكن لجبهتين أن تحكمه، أمريكا ظهرت على السطح لتبدأ الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي وبعد صراع طويل ضعف السوفييت وأصبحوا بلا أنياب وكانوا في حاجة إلى القشة التي تقسم ظهر البعير - تلك كانت أفغانستان.
الاتحاد السوفيتي كان مفككا من الداخل وبالرغم من ذلك فإن أمريكا صنعت منه عدوا جبارا يطور أسلحة فريدة من نوعها ويخطط لاحتلال أمريكا، وكانت تقف وراء ذلك حركة "المحافظون الجدد" التي تسير بمبدأ صناعة العدو الخيالي للسيطرة على الشعب الأمريكي وقيادته.
هؤلاء صنعوا من السوفييت شبحا مخيفا وهذا الشبح لم يكن سوى عجوز تتساقط أسنانه ولم يتبق له أنياب سوى في أفغانستان التي وفد إليها الإسلاميون من كل فج عميق لتحريرها من الاحتلال فانتهزت أمريكا الفرصة وسلحتهم لإسقاط عدو خيالي فسقط.
عندما سقط الاتحاد السوفيتي توهم الإسلاميون أنهم هم من أسقطوه. في المقابل فإن المحافظين الجدد يعلمون تماما أنه سقط من تلقاء نفسه وأنه لولا أسلحة أمريكا وأموالها ما انتصر الإسلاميون في حربهم الأفغانية، وهذا هو الفرق في النظرة السياسية بين الجانبين "الإسلاميين وأمريكا".
حكام أمريكا اعتادوا صناعة شبح بأيديهم ليقودوا الشعب الأمريكي إلى حيث يريدون ودائما ما كانت الوسيلة هم الإسلاميون الذين يأخذهم الغرور ويعتقدون أنهم أقوياء بالقدر الذي يسمح لهم بغزو العالم، بناء على فكرة الإيمان الذي يصنع المعجزات.
بالطبع الإيمان يصنع المعجزات ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطط للحرب ودرسها جيدا وقبِل الهدنة ليبني أمة قبل دخول معركة محسومة سلفا، فضلا عن أنه رسول الله وأتباعه ممن أحبهم الله ودافع عنهم وأرسل إليهم جنودا تحارب معهم.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي استكمل المحافظون الجدد ما بدأوه فكان لابد من صناعة عدو جديد يتيح لهم قيادة الشعب نحو الحرية ونشر الخير في العالم، بناء على أفكار اليهودي ليو شتراوس.
العقل يقول إن المحافظين الجدد ما هم إلا ذراع لتنفيذ المخطط اليهودي، ومن هنا يجب التنويه إلى الماسونية التي يعتقد العديد من المسلمين أنها وهم وأضحوكة وسيأتي الحديث عنها في مقالات لاحقة.
كالعادة كانت الوسيلة هم الإسلاميون فصنع المحافظون الجدد من صدام حسين شبحا جديدا يطور أسلحة نووية - مثل الاتحاد السوفيتي - ويشكل خطرا على العالم ويجب التخلص منه، وقد تم إنهاك جيشه بالفعل في الحرب مع إيران فأصبح جاهزا للغزو.
التوراة تقول ""أذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها. يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة". سفر المزامير 7-9.
التحريض على قتل أطفال بابل "العراق" واضح وهذه هي العلاقة التاريخية بين إسرائيل والعراق والأمر لا يحتاج إلى تفسير فقط وجب التنويه عنه.
رؤساء أمريكا
على الرابط التالي قائمة بأسماء رؤساء أمريكا يجب الاستعانة بها مع تتابع الأحداث:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%B1%D8%A4%D8%B3%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9
ولنبدأ من ريتشارد نيكسون التابع للحزب الجمهوري وطيد الصلة بالمحافظين الجدد. تولى نيكسون رئاسة أمريكا في 1969 أي عقب نكسة يونيو وغادرها في 1974 بعد انتصار أكتوبر، وأنا لا أعني أن أحداث مصر تغير رؤساء أمريكا ولكنها أحداث إسرائيل.
تولى جيرالد فورد (جمهوري أيضا) رئاسة أمريكا بعد نيكسون ونجح في تقويض مصر وقبول السلام مع إسرائيل، وغادر السلطة في 1977 ليأتي جيمي كارتر (ديمقراطي) الذي أقنع السادات بتوقيع اتفاقية السلام لدرجة أن بعض المسئولين المصريين ومنهم وزير الخارجية في ذلك الوقت اقترحوا تسمية الاتفاقية باتفاقية السادات- كارتر بدلا من كامب ديفيد وبعد توقيعها ومقتل السادات رحل كارتر في 1981 ليتسلم السلطة رونالد ريجان (جمهوري) وكانت مهمته مقصورة على إسقاط الاتحاد السوفيتي ورحل عن السلطة في 1989 ليأتي جورج بوش الأب (جمهوري أيضا) لاستكمال المهمة إلى أن انتهت وسقط السوفييت ورحل بوش عن عرش أمريكا في 1993 ليأتي بيل كلينتون (ديمقراطي) فلم يتعامل بشكل قوي مع ملف صدام حسين فحاربه المحافظون الجدد بشتى الطرق وشوهوا سمعته الأخلاقية حتى رحل عن السلطة في 2001 ليتسلمها جورج بوش الابن.
بعد أحداث مصر والجزائر في الثمانينيات فتح حكام العرب الأبواب أمام كل من يرغب في الجهاد بأفغانستان لأن ذلك يمنحهم الفرصة للتخلص منهم، وكان من بين هؤلاء المصري أيمن الظواهري الذي تم اتهامه في قضية اغتيال السادات، والسعودي أسامة بن لادن المنتمي لعائلة كبيرة في المملكة والقادم إلى الجهاد وجيوبه تكتظ بالأموال.
تزعم أحمد شاه مسعود حركة طالبان في أفغانستان وبعد وصول بن لادن فضل أعضاء الحركة الاستفادة من أمواله فاختاروه زعيما لهم وقبل هو بهم جماعة، فقتلوا أحمد شاه مسعود.
أصبح بن لادن زعيما لما تم تعريفه باسم حركة طالبان وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وفشل التيارات الإسلامية في الوصول إلى السلطة في أي دولة عربية "لأن الشعب المصري مثلا لم ينتفض بعد مقتل السادات كما أن الجزائريين رفضوا الإسلاميين بعد موجة عارمة من العنف" دعا بن لادن الصحفيين في مؤتمر ضخم تم تصويره تليفزيونيا وحضرته شبكات عالمية كبيرة مثل "CNN" و"BBC" وغيرهما، قال فيه إن طالبان قررت توجيه الجهاد إلى أمريكا.
في هذا الوقت، كانت خطة المحافظين الجدد تستند إلى تمرير فكرة تبناها أحد المقربين من بن لادن بتدمير برجي مركز التجارة العالمي عبر الاستعانة بطائرات مدنية "مجرد حلم" صنع منه المحافظون الجدد حقيقة فسهلوا الحركة ل 19 شابا عربيا تدربوا على الطيران في مدارس أمريكية وتنقلوا بحرية تامة حتى تم تنفيذ الخطة يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001.
الملفت للنظر هنا هو أن اليهود العاملين في مركز التجارة العالمي لم يتواجدوا به في هذا اليوم، كما أن الحدث تم تصويره تليفزيونيا ببراعة ومن أكثر من زاوية وكأنما تم تصوير فيلم سينمائي.
ثم جاءت الحرب على أفغانستان بدعوى مكافحة الإرهاب ولم تكن سوى تمهيد للحرب على العراق، وبعد عامين فقط كانت الدولتان قد سقطتا، أفغانستان مركز المجاهدين الإسلاميين الذين رأوا أن العدو الحقيقي هو أمريكا وإسرائيل وجاءوا من كل حدب وصوب، والعراق إحدى أقوى دول العالم العربي والتي يرأسها ثوري من العيار الثقيل هو صدام حسين، والفكر الثوري يمثل خطرا على المخطط الإسرائيلي لأنه بلا نهاية فثورة العرب أو المسلمين إن بدأت واستمرت "بنوع من العقل والحكمة والدهاء" لن تنتهي إلا بتحرر فلسطين وزوال الكيان الصهيوني وهذا لا يزول إلا بسقوط أمريكا نفسها.
بعد سقوط العراق، جاء مشروع "الشرق الأوسط الكبير" وهو مصطلح أطلقته إدارة بوش الابن على منطقة واسعة تضم كامل العالم العربي إضافة إلى تركيا، إسرائيل، إيران، أفغانستان وباكستان في إطار مشروع شامل يسعى إلى تشجيع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي "ظاهريا" في المنطقة. وتم الإعلان عن نص المشروع في مارس 2004 بعدما طرحته الإدارة الأمريكية على مجموعة الدول الصناعية الثماني.
وفي أبريل 2005، ظهر مصطلح "الفوضى الخلاقة" عندما صرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في حوار مع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، حيث انتشرت بعض فرق الموت والأعمال التخريبية التي اتهمت بأنها مسيسة من قبل الجيش الأمريكي وبعض المليشيات المسلحة التي تؤمن بأن الخلاص سيكون لدى ظهور المهدي المنتظر والذي سوف يظهر بعد حالة من انعدام الأمن والنظام.
الفوضى الخلاقة مصطلح موجود بأدبيات الماسونية القديمة حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون.
فما هو المخطط وهل له علاقة بالثورات العربية الحالية؟
في المقال القادم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.