«البدوى» ينعش اقتصاد طنطا |كرنفال روحانى.. نشاط تجارى مكثف.. وكرم مجتمعى موروث    موسم سياحى بنكهة «الثقة» |ارتفاع الإشغال الدولى .. وانتعاش فى طابا ونويبع    نتنياهو: الحرب ستنتهي عندما يتم تجريد حماس من سلاحها    نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة    رئيس الحكومة العراقية: الانتخابات البرلمانية المقبلة معركة بين أنصار الفشل والفساد وأنصار الإعمار والتنمية    هاتريك فيليكس.. النصر يكتسح الفتح ويبتعد بصدارة الدوري السعودي    التصريح بدفن ضحايا التنقيب عن الآثار بالصف    منة شلبي ل لميس الحديدي: أنا تزوجت شغلي وارتبطت بالفن طول عمري وكل دور عملته هو إبني    عمر محمد رياض يلمح لجزء ثان: في حكايات بتختار ترجع بنفسها.. لن أعيش في جلباب أبي 2    هل يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه؟.. أمين الفتوى يوضح    توجيهات عاجلة من وكيل صحة الدقهلية لرفع كفاءة مستشفى جمصة المركزي    آرسنال يعود للصدارة بفوز صعبة على فولهام    البحوث الفلكية: 122 يوما تفصلنا عن شهر رمضان المبارك    الجارديان عن دبلوماسيين: بريطانيا ستشارك في تدريب قوات الشرطة بغزة    حلوى ملونة بدون ضرر.. طريقة عمل كاندي صحي ولذيذ للأطفال في المنزل    هيئة الدواء تسحب 17 مليون عبوة منتهية الصلاحية من الأسواق    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب مقاطعة سوريجاو دل سور الفلبينية    «الوطنية للانتخابات»: إطلاق تطبيق إلكتروني يُتيح للناخب معرفة كثافة التواجد قبل الذهاب للتصويت    منة شلبي في أول ظهور بعد تكريمها بالجونة على شاشة النهار مع لميس الحديدي الليلة    3 وزراء ومحافظ القاهرة يشاركون في حفل الاتحاد المصري للغرف السياحية لتكريم الدكتور خالد العناني    إزالة 10 مخالفات بناء على أملاك الدولة والأراضي الزراعية في الأقصر    وزارة المالية: بدء صرف مرتبات أكتوبر 2025 في هذا الموعد    "الإفتاء" توضح حكم الاحتفال بآل البيت    التحقيقات تكشف ملابسات مقتل مسن ضربًا على يد نجله بالجيزة    هل نستقبل شتاءً باردًا لم نشهده منذ 20 عامًا؟ الأرصاد تُجيب وتكشف حالة الطقس    إصابة أسرة كاملة في حادث تصادم بطريق الزقازيق الزراعي في الإسماعيلية    قصور الثقافة تفتتح أول متجر دائم لمنتجات الحرف التراثية في أسوان    مي الصايغ: اعتراض أول شاحنة مساعدات كبّد الهلال الأحمر المصري خسائر كبيرة    الرماية المصرية تتألق فى أثينا.. أحمد توحيد وماجي عشماوي رابع العالم    بتهمة ممارسة الفجور.. السجن 5 سنوات للطالب المنتحل صفة أنثى لنشر مقاطع فيديو تحت اسم «ياسمين»    البنك الأهلى يتقدم على الجونة بهدف فى الشوط الأول    الاحتلال الإسرائيلي ينصب حاجزا عسكريا وسط دير جرير شرقي رام الله    الصحة تختتم البرنامج التدريبي لإدارة المستشفيات والتميز التشغيلي بالتعاون مع هيئة فولبرايت    يلا شووت بث مباشر.. الهلال VS الاتفاق – مواجهة قوية في دوري روشن السعودي اليوم السبت    قرار بالسماح ل 42 بالتجنس بالجنسية الأجنبية مع احتفاظهم بالجنسية المصرية    محافظ الشرقية يثمن جهود الفرق الطبية المشاركة بمبادرة "رعاية بلا حدود"    قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 6630 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    أحمد مراد: نجيب محفوظ ربّاني أدبيًا منذ الصغر.. فيديو    غادة عادل عن ماجد الكدواني: فنان حقيقي وعميق وحساس وبيحب شغله جدًا    اليوم الرسمي ل بدء التوقيت الشتوي 2025 في مصر بعد تصريحات مجلس الوزراء.. (تفاصيل)    رامي ربيعة يقود العين ضد بني ياس في الدوري الإماراتي    طريقة عمل الفطير الشامي في البيت بخطوات بسيطة.. دلّعي أولادك بطعم حكاية    مرشح وحيد للمنصب.. «الشيوخ» يبدأ انتخاب رئيسه الجديد    موعد مباراة المغرب ضد الأرجنتين والقنوات الناقلة في نهائي كأس العالم للشباب 2025    الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس إدارة مجموعة «إيه بي موللر ميرسك» العالمية    ضبط لحوم غير صالحة وتحرير 300 محضر تمويني خلال حملات مكثفة بأسيوط    تشييع جثمان الطفل ضحية صديقه بالإسماعيلية (صور)    رئيس جامعة القاهرة: مصر تمضي نحو تحقيق انتصارات جديدة في ميادين العلم والتكنولوجيا    جامعة أسوان تناقش خطة الأنشطة الطلابية للعام الجامعي الجديد    اكتشف أجمل الأفلام الكرتونية مع تردد قناة 5 Kids الجديد لعام 2025 على النايل سات والعرب سات    منافس بيراميدز المحتمل.. المشي حافيا وهواية الدراجات ترسم ملامح شخصية لويس إنريكي    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    زراعة 8000 شتلة على هامش مهرجان النباتات الطبية والعطرية في بني سويف    رئيس وزراء مالطا يشيد بدور مصر في وقف حرب غزة خلال لقائه السفيرة شيماء بدوي    تعرف على سعر حديد التسليح اليوم السبت    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025    رد صادم من متحدثة البيت الأبيض على سؤال بشأن قمة ترامب وبوتين يثير جدلًا واسعًا    حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقائق غير خفية: 2- أين كانت المخابرات الأمريكية قبل الثورات العربية؟
نشر في جود نيوز يوم 10 - 05 - 2011

هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على إسقاط نظام الحكم في إيران دون خسائر؟ فلماذا لم تتحرك عسكرياً ضده حتى الآن؟
أمريكا لم تشن حرباً على أي دولة إسلامية دون أن تمهد الطريق لذلك، فعندما قررت القضاء على صدام حسين وزلزلة العراق فعلت ذلك فبدأت بقصف المنشآت العسكرية جواً وعندما اتخذت قرار الغزو البري كانت الدبابات تولي فوهاتها إلى الخلف، بمعنى أنها لجأت إلى مبدأ "والي عكا" فالخيانة من أقصر الطرق التي تحقق المكاسب الكبيرة خاصة إذا كان منتهجها معدوم المبدأ.
سلاح الطيران هو الأول في الجيشين الأمريكي والإسرائيلي لأنه يدمر بسرعة ولا يحتاج إلى أعداد غفيرة من الجنود، ومن المعروف أن الجندي الأمريكي أو الإسرائيلي لا يقاتل عن إيمان بالقتال ولذلك فهو يخشى الموت، وبالرغم من ذلك طوروا سلاح الطيران واخترعوا طائرات لا تحتاج إلى طيار حرصاً على حياته، وهذا هو الفرق الشاسع بين جنودهم وجنود العرب - سيأتي في حينه.
في مطلع السبعينيات كانت خارطة الشرق الأوسط كالآتي:
إسرائيل الجيش الذي لا يقهر فاحتل الجولان والضفة الغربية وسيناء في ضربة عسكرية واحدة يوم 5 يونيه 1967.
مصر الجريحة التي يتزعمها قائد مسموع الرأي في الدول العربية المجاورة والذي شجع ثورات عسكرية تحررية من الاحتلال الخارجي في اليمن والجزائر وليبيا، وهو جمال عبدالناصر أحد الضباط الأحرار الذين قادوا الثورة المصرية في 23 يوليو 1952 فنتج عنها رحيل الملك فاروق وخروج الاحتلال البريطاني من مصر، فاجتمعت ثلاث دول دفعة واحدة لتأخذ بالثأر.
العدوان الثلاثي في 1965 كان تحالفاً بين إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، وبالرغم من قدراتهم العسكرية الفائقة نجح الشعب المصري في هزيمتهم فاضطروا للتراجع، فقط التراجع لحين النظر في تدابير جديدة.
حاول ناصر بناء مصر وإيقاف الزحف الصهيوني في المنطقة العربية ورحب بمساعدة الاتحاد السوفيتي - الأسد الجريح وعدو أمريكا الأول في ذلك الوقت - وهذا أغضب التيارات الإسلامية التي ترى التحالف مع الأمريكان أو السوفييت محرما لأنه تحالف مع الصهيونية أو الشيوعية، فقرروا الانقلاب على ناصر.
واجه الرجل حربا في الداخل وأخرى في الخارج حتى وقعت النكسة التي أطاحت بأحلام العرب وغيرت خارطة الشرق الأوسط مثلما تتغير الآن، وكالعادة لم ييأس المصريون وحاولوا بناء أنفسهم من جديد وفي غضون 6 سنوات تحقق النصر في 6 أكتوبر 1973، فتدخلت أمريكا لتعلن عن تأييدها لإسرائيل وتسعى لتحويل الانتصار على الأرض إلى انتصار في كتب التاريخ فرأى السادات أن أمامه خيارين، معاداة أمريكا أو محاباتها، فقرر توقيع معاهدة السلام.
التشكيك في وطنية السادات مرفوض لأن الرجل برر موقفه قائلاً إن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا، بمعنى أنه خشي على المصريين من التعنت الأمريكي فمد يده بالسلام، ولكن القاعدة الأبدية تقول لا سلام مع أحفاد صهيون لأنهم هم الذين يرفضون السلام وهم من ينقض العهود دائما، فكأنما السادات أنقذ جيلا من الحرب ليتورط فيها جيل آخر في المستقبل، ولكن الجيل الذي سيأتي سيكون أضعف حالا لأنك ستمنح الفرصة لإسرائيل كي تدخل مع العرب حربا باردة سياسيا واقتصاديا وحتى عقائديا... إلى آخره.
إسرائيل لم تحتل جزءا من العالم العربي سوى وفق قاعدة "فرق تسد" وتستعين في ذلك بأمريكا لأنها لا تستطيع الدخول في معركة مباشرة مع العرب لأن المعركة المباشرة تعني نهايتها كونها غير جاهزة لمحاربة العرب الذين يحاصرونها من جميع الجهات.
بالعودة إلى ما بدأناه عن خارطة الشرق الأوسط في الثمانينيات، كانت هناك قوى أخرى غير مصر المنتصرة التي تم استثناؤها بشكل مؤقت بتوقيع معاهدة سلام معها حتى يتسنى لليهود التخلص من القوى الأخرى في المنطقة قبل العودة إلى مصر، وهذه القوى هي العراق وإيران وهنا جاء مبدأ "فرق تسد" فدخل الطرفان في حرب كانا هما أكبر الخاسرين من ورائها والمستفيد الوحيد هي إسرائيل.
العراق حكمها السنة بالرغم من أغلبيتها الشيعية ونظام الحكم فيها كان حليفا لأمريكا. والشخص الذي كان يرسله البيت الأبيض إلى العراق في ذلك الوقت للاجتماع بصدام حسين هو دونالد رامسفيلد الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية في عهد جورج بوش الابن الذي نفذ بدوره مخطط احتلال العراق في 2003.
في المقابل، كانت الثورة الإسلامية في إيران قد سيطرت على السلطة ولجأ الشاه بهلوي سياسيا إلى مصر واستضافه السادات، الذي كان على دراية تامة بخطورة الصراع السني الشيعي في المنطقة، لأن وصول أي من التيارين "السني والشيعي" إلى السلطة في أي دولة عربية يعني أن هذا التيار سيبني نفسه ثم يدخل صراعا مع الآخر للسيطرة على الدول التي يحكمها من أجل بناء خلافة إسلامية تحت حكم واحد فقط يستطيع دخول معركة النهاية مع إسرائيل.
بدأت حرب العراق وإيران عام 1980 واستمرت ثماني سنوات ومات فيها أكثر من 4 ملايين شخص، وقبل الحرب كانت العراق سادس أكبر قوة عسكرية "في العالم" وكانت إيران قوة لا يمكن الاستهانة بها، ولن نخوض في أسباب الحرب ولكن فيما بعدها حيث أصبح الجانبان أضعف قوة وأشد عداوة، لدرجة أن صدام حسين قرر احتلال الكويت لأنها ساندت إيران بسلاح البترول وتلك كانت بداية نهاية العراق.
بعد احتلال الكويت تصدت أمريكا لصدام ونجحت في الحصول على تأييد العرب لإخراجه من الكويت بأي ثمن. وأمريكا بالطبع لا تسعى لحرية الكويت ولكن خروج صدام بالقوة وبتأييد العرب يعني انشقاقا جديدا يمكن الاستفادة منه لاحقا.
بالتزامن مع حرب الكويت، كانت التيارات الإسلامية نشطة في الدول العربية خاصة في مصر والجزائر.
عند وصول السادات إلى السلطة وجد أن أمامه الكثير من التحديات وأن الوصول للسلطة لا يعني الاحتفاظ بها فهناك مراكز قوى، بالإضافة إلى طموح الشعب في أن يكون رئيس مصر خليفة لعبد الناصر بإمكانه استكمال المهمة، فتخلص السادات بذكاء شديد من مراكز القوى فواجهه أتباع ناصر فاستعان بالتيارات الإسلامية واجتمع بعمر التلمساني مرشد الإخوان في ذلك الوقت.
خطة السادات تم بناؤها على أساس أن أي تيار إسلامي سيكون معاديا للاشتراكية الناصرية فالإسلاميون يعتبرونها "كفرا" وبالتالي رأى السادات أن يستثني نفسه من الصراع مع أي من الطرفين عبر فتح الباب أمامها ليتصارعا سويا وهو الرابح في النهاية.
اهتم السادات هنا بنفسه فقط ولم يهتم بالصراع السياسي في الجامعة أو بقدرة التيار الإسلامي على فعل ما هو أكبر من القضاء على الناصريين، ذلك على الرغم من موقفه العدائي الشديد من الثورة الإسلامية في إيران.
لم يدم الصراع طويلا لأن التيار الإسلامي ببساطة ربح أكثر مما ربحه السادات فتمادى في أحلامه إلى ما هو أبعد فقتلوه في محاولة أو مجازفة لتحقيق ما جرى في ثورة 25 يناير وهو انتفاضة الشعب.
ظن التيار الإسلامي أن الشعب المصري عندما يرى السادات مقتولا سينتفض، ولكن الأمور لم تسر في هذا الاتجاه. نزل الجيش إلى الشارع "مثل ثورة 25 يناير" ولم يحدث انتقال للسلطة لسبب واحد فقط هو أن الإسلاميين ليس لديهم ما يمنحهم السلطة فلم يكونوا متوغلين في الحياة السياسية ولم يساندهم الشارع.
تولى مبارك رئاسة مصر وهو يرى صورة واضحة لشرق أوسط ملتهب ما بين إسرائيل وإيران والتيارات الإسلامية في مصر والجزائر، بالإضافة إلى ما خلفته معاهدة السادات من انشقاق في الصف العربي ناهيك عن ملف استعادة باقي الأجزاء المحتلة من سيناء.
شنت السلطة المصرية حربا شرسة على الإسلاميين، فيما تورطت إيران في الحرب مع العراق واستمر الوضع على هذا النحو حتى مطلع التسعينيات عندما سقط الاتحاد السوفيتي واحتل صدام الكويت.
تجربة أفغانستان
انقسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى قوتين فالعالم حاله حال أي دولة لا يمكن لجبهتين أن تحكمه، أمريكا ظهرت على السطح لتبدأ الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي وبعد صراع طويل ضعف السوفييت وأصبحوا بلا أنياب وكانوا في حاجة إلى القشة التي تقسم ظهر البعير - تلك كانت أفغانستان.
الاتحاد السوفيتي كان مفككا من الداخل وبالرغم من ذلك فإن أمريكا صنعت منه عدوا جبارا يطور أسلحة فريدة من نوعها ويخطط لاحتلال أمريكا، وكانت تقف وراء ذلك حركة "المحافظون الجدد" التي تسير بمبدأ صناعة العدو الخيالي للسيطرة على الشعب الأمريكي وقيادته.
هؤلاء صنعوا من السوفييت شبحا مخيفا وهذا الشبح لم يكن سوى عجوز تتساقط أسنانه ولم يتبق له أنياب سوى في أفغانستان التي وفد إليها الإسلاميون من كل فج عميق لتحريرها من الاحتلال فانتهزت أمريكا الفرصة وسلحتهم لإسقاط عدو خيالي فسقط.
عندما سقط الاتحاد السوفيتي توهم الإسلاميون أنهم هم من أسقطوه. في المقابل فإن المحافظين الجدد يعلمون تماما أنه سقط من تلقاء نفسه وأنه لولا أسلحة أمريكا وأموالها ما انتصر الإسلاميون في حربهم الأفغانية، وهذا هو الفرق في النظرة السياسية بين الجانبين "الإسلاميين وأمريكا".
حكام أمريكا اعتادوا صناعة شبح بأيديهم ليقودوا الشعب الأمريكي إلى حيث يريدون ودائما ما كانت الوسيلة هم الإسلاميون الذين يأخذهم الغرور ويعتقدون أنهم أقوياء بالقدر الذي يسمح لهم بغزو العالم، بناء على فكرة الإيمان الذي يصنع المعجزات.
بالطبع الإيمان يصنع المعجزات ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطط للحرب ودرسها جيدا وقبِل الهدنة ليبني أمة قبل دخول معركة محسومة سلفا، فضلا عن أنه رسول الله وأتباعه ممن أحبهم الله ودافع عنهم وأرسل إليهم جنودا تحارب معهم.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي استكمل المحافظون الجدد ما بدأوه فكان لابد من صناعة عدو جديد يتيح لهم قيادة الشعب نحو الحرية ونشر الخير في العالم، بناء على أفكار اليهودي ليو شتراوس.
العقل يقول إن المحافظين الجدد ما هم إلا ذراع لتنفيذ المخطط اليهودي، ومن هنا يجب التنويه إلى الماسونية التي يعتقد العديد من المسلمين أنها وهم وأضحوكة وسيأتي الحديث عنها في مقالات لاحقة.
كالعادة كانت الوسيلة هم الإسلاميون فصنع المحافظون الجدد من صدام حسين شبحا جديدا يطور أسلحة نووية - مثل الاتحاد السوفيتي - ويشكل خطرا على العالم ويجب التخلص منه، وقد تم إنهاك جيشه بالفعل في الحرب مع إيران فأصبح جاهزا للغزو.
التوراة تقول ""أذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها. يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة". سفر المزامير 7-9.
التحريض على قتل أطفال بابل "العراق" واضح وهذه هي العلاقة التاريخية بين إسرائيل والعراق والأمر لا يحتاج إلى تفسير فقط وجب التنويه عنه.
رؤساء أمريكا
على الرابط التالي قائمة بأسماء رؤساء أمريكا يجب الاستعانة بها مع تتابع الأحداث:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%B1%D8%A4%D8%B3%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9
ولنبدأ من ريتشارد نيكسون التابع للحزب الجمهوري وطيد الصلة بالمحافظين الجدد. تولى نيكسون رئاسة أمريكا في 1969 أي عقب نكسة يونيو وغادرها في 1974 بعد انتصار أكتوبر، وأنا لا أعني أن أحداث مصر تغير رؤساء أمريكا ولكنها أحداث إسرائيل.
تولى جيرالد فورد (جمهوري أيضا) رئاسة أمريكا بعد نيكسون ونجح في تقويض مصر وقبول السلام مع إسرائيل، وغادر السلطة في 1977 ليأتي جيمي كارتر (ديمقراطي) الذي أقنع السادات بتوقيع اتفاقية السلام لدرجة أن بعض المسئولين المصريين ومنهم وزير الخارجية في ذلك الوقت اقترحوا تسمية الاتفاقية باتفاقية السادات- كارتر بدلا من كامب ديفيد وبعد توقيعها ومقتل السادات رحل كارتر في 1981 ليتسلم السلطة رونالد ريجان (جمهوري) وكانت مهمته مقصورة على إسقاط الاتحاد السوفيتي ورحل عن السلطة في 1989 ليأتي جورج بوش الأب (جمهوري أيضا) لاستكمال المهمة إلى أن انتهت وسقط السوفييت ورحل بوش عن عرش أمريكا في 1993 ليأتي بيل كلينتون (ديمقراطي) فلم يتعامل بشكل قوي مع ملف صدام حسين فحاربه المحافظون الجدد بشتى الطرق وشوهوا سمعته الأخلاقية حتى رحل عن السلطة في 2001 ليتسلمها جورج بوش الابن.
بعد أحداث مصر والجزائر في الثمانينيات فتح حكام العرب الأبواب أمام كل من يرغب في الجهاد بأفغانستان لأن ذلك يمنحهم الفرصة للتخلص منهم، وكان من بين هؤلاء المصري أيمن الظواهري الذي تم اتهامه في قضية اغتيال السادات، والسعودي أسامة بن لادن المنتمي لعائلة كبيرة في المملكة والقادم إلى الجهاد وجيوبه تكتظ بالأموال.
تزعم أحمد شاه مسعود حركة طالبان في أفغانستان وبعد وصول بن لادن فضل أعضاء الحركة الاستفادة من أمواله فاختاروه زعيما لهم وقبل هو بهم جماعة، فقتلوا أحمد شاه مسعود.
أصبح بن لادن زعيما لما تم تعريفه باسم حركة طالبان وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وفشل التيارات الإسلامية في الوصول إلى السلطة في أي دولة عربية "لأن الشعب المصري مثلا لم ينتفض بعد مقتل السادات كما أن الجزائريين رفضوا الإسلاميين بعد موجة عارمة من العنف" دعا بن لادن الصحفيين في مؤتمر ضخم تم تصويره تليفزيونيا وحضرته شبكات عالمية كبيرة مثل "CNN" و"BBC" وغيرهما، قال فيه إن طالبان قررت توجيه الجهاد إلى أمريكا.
في هذا الوقت، كانت خطة المحافظين الجدد تستند إلى تمرير فكرة تبناها أحد المقربين من بن لادن بتدمير برجي مركز التجارة العالمي عبر الاستعانة بطائرات مدنية "مجرد حلم" صنع منه المحافظون الجدد حقيقة فسهلوا الحركة ل 19 شابا عربيا تدربوا على الطيران في مدارس أمريكية وتنقلوا بحرية تامة حتى تم تنفيذ الخطة يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001.
الملفت للنظر هنا هو أن اليهود العاملين في مركز التجارة العالمي لم يتواجدوا به في هذا اليوم، كما أن الحدث تم تصويره تليفزيونيا ببراعة ومن أكثر من زاوية وكأنما تم تصوير فيلم سينمائي.
ثم جاءت الحرب على أفغانستان بدعوى مكافحة الإرهاب ولم تكن سوى تمهيد للحرب على العراق، وبعد عامين فقط كانت الدولتان قد سقطتا، أفغانستان مركز المجاهدين الإسلاميين الذين رأوا أن العدو الحقيقي هو أمريكا وإسرائيل وجاءوا من كل حدب وصوب، والعراق إحدى أقوى دول العالم العربي والتي يرأسها ثوري من العيار الثقيل هو صدام حسين، والفكر الثوري يمثل خطرا على المخطط الإسرائيلي لأنه بلا نهاية فثورة العرب أو المسلمين إن بدأت واستمرت "بنوع من العقل والحكمة والدهاء" لن تنتهي إلا بتحرر فلسطين وزوال الكيان الصهيوني وهذا لا يزول إلا بسقوط أمريكا نفسها.
بعد سقوط العراق، جاء مشروع "الشرق الأوسط الكبير" وهو مصطلح أطلقته إدارة بوش الابن على منطقة واسعة تضم كامل العالم العربي إضافة إلى تركيا، إسرائيل، إيران، أفغانستان وباكستان في إطار مشروع شامل يسعى إلى تشجيع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي "ظاهريا" في المنطقة. وتم الإعلان عن نص المشروع في مارس 2004 بعدما طرحته الإدارة الأمريكية على مجموعة الدول الصناعية الثماني.
وفي أبريل 2005، ظهر مصطلح "الفوضى الخلاقة" عندما صرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في حوار مع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، حيث انتشرت بعض فرق الموت والأعمال التخريبية التي اتهمت بأنها مسيسة من قبل الجيش الأمريكي وبعض المليشيات المسلحة التي تؤمن بأن الخلاص سيكون لدى ظهور المهدي المنتظر والذي سوف يظهر بعد حالة من انعدام الأمن والنظام.
الفوضى الخلاقة مصطلح موجود بأدبيات الماسونية القديمة حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون.
فما هو المخطط وهل له علاقة بالثورات العربية الحالية؟
في المقال القادم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.