ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي الذي كان محتجز في مكان مجهول منذ أربع شهور لم يتمكن من المشاورة مع المحامين أو استعراض الأدلة التي يزعم الانقلابيون أنها ضده مشيرة إلى اعتقال ما يقرب من ألفين من قادة جماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 6 آلاف عضو بالجماعة ومحاكمة المئات في سرية دون اتباع الإجراءات القانونية أمام المحاكم العسكرية. وأضافت الصحيفة أن الحزب الذي فاز بالأغلبية في خمسة استحقاقات انتخابية منذ اندلاع ثورة 25 يناير يتعرض لحملات قمع شديدة من قبل سلطات الانقلاب العسكري مضيفة أن لجنة الخمسين التي اختارها الانقلاب العسكري يهرول لاستكمال دستور النظام الانقلابي الذي سيعفي القوات المسلحة وميزانيتها من الرقابة المدنية ويسمح بإجراء المحاكمات العسكرية للمدنيين. وأوضحت الصحيفة أن وسائل الإعلام تروج لتأليه شخصية "السيسي" قائد الانقلاب العسكري وتقوم بحملات لجعله رئيسا للجمهورية لافتة إلى عشرات الدعاوى التي رفعت ضد الإعلامي "باسم يوسف" لانتقاده عبر برنامجه المبالغة في تقديس "السيسي" منذ حدوث الانقلاب!! وتابعت الصحيفة أنه ليس من المستغرب أن يخلص تقرير مؤسسة "فريدوم هاوس" الصادر الاثنين الذي يقول "ليس هناك أي تقدم عملي ملموس نحو الديمقراطية منذ حدوث الانقلاب العسكري في 3 يوليو الماضي" . وتساءلت الصحيفة .. كيف يرى جون كيري وزير الخارجية الامريكي "أن النظام يتقدم في تطبيق خارطة الطريق بطريقة أفضل من تصوراتنا"!! وفقا لبيانه في زيارته للقاهرة مضيفة أن الحقيقة أن الأوضاع في تراجع إلى الخلف والجميع مستاء من تراجع الديمقراطية. وسخرت الصحيفة من كيري قائلة "هل لا يعي كيري؟ بحكمه على مصر انها تتجه نحو الديمقراطية؟!" لافتة إلى تجاهل وزير الخارجية الأمريكي لمواجهة الرئيس الشرعي المنتخب والآلاف من أنصاره للسجن والمحاكمات السياسية الجائرة بشكل صارخ وإغلاق وسائل الإعلام المعارضة للانقلاب وإحكام السيطرة على باقي وسائل الإعلام بطريقة أكثر إحكاما مما كانت عليه خلال العقود الماضية !! وتابعت الصحيفة أن الأوضاع في مصر تخطت مجرد "تزوير الدستور" من قبل الجنرالات الدافع الذي كان وراء ترك كبار الساسة الليبراليين والعلمانيين للبلاد مثل د. محمد البرادعي و د. أيمن نور!!. وخلصت الصحيفة إلى أن الرسالة الامريكية واضحة لمصر بأن هدف إدارة أوباما استعادة العلاقات الكاملة مع مصر والقبول بالقيام بأعمال مشتركة مع نظام السيسي الانقلابي المستبد للحفاظ على مصالح واشنطن مضيفة إن احتضان كيري لوعود الانقلاب الفارغة حول الديمقراطية جعلته يبدو "أحمقا" أو كأنه يسخر من الجنرالات.