انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، لافتة إلى أن زيارة جون كيري وزير الخارجية إلى مصر قبيل ساعات من انعقاد المحاكمة الباطلة للرئيس الشرعي د. محمد مرسي لم تؤد إلا إلى مزيد من الالتباس حول سياسة إدارة أوباما تجاه المنطقة ذات الأهمية الحاسمة للمصالح الأمريكية حسب تعبير الصحيفة. وقالت الصحيفة أن رحلة كيري للقاهرة كانت سيئة لعدة أسباب أولها توقيت الزيارة قبيل محاكمة الرئيس الشرعي للبلاد الذي كان بمعزل عن العالم الخارجي منذ قيام الجنرالات المستبدين بالانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب. وأوضحت أن هذه المحاكمة الباطلة للرئيس مرسي و 14 من قيادات الإخوان خطوة من محاولات الانقلابيين لسحق جماعة الإخوان المسلمين وخصوم الانقلاب العسكري الدموي. وأبدت الصحيفة أندهاشها من المحاكمة واتهام مرسي بقتل المتظاهرين بعدما شن جنرالات الانقلاب أنفسهم – الذين اجتمع بهم كيري- حملات قمع ضارية ضد أنصار الشرعية مما أسفر عن مقتل المئات واعتقال الآلاف. وهاجمت الصحيفة محادثات كيري مع جنرالات الانقلاب ووصفته كيري ب "المتطرف" لأنه أهدر الرسالة التي كان يأمل أوباما أن يرسل بها إلى قادة الانقلاب بتقليص المساعدات لمصر لافتة إلى تصريحات كيري التي قال فيها أن تعليق أنظمة الأسلحة الرئيسية لمصر وحجب 260 مليون دولار من المساعدات "ليست عقوبة". وقالت أن كيري بدا من خلال تصريحاته راضيا عن خارطة الطريق التي وضعها الجنرالات وحكومة الانقلاب رغم ان حملات القمع ضد جماعة الإخوان المسلمين ورافضي الانقلاب لا تبشر بالخير بالنسبة لنظام سياسي شامل بالإضافة إلى عدم تعهد "السيسي" برفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد التي من المقرر أن تنتهي هذا الشهر. واعتبرت الصحيفة أن زيارة كيري "عكرت المياه" بين البلدين مشيرة إلى أن المصالح التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة بما في ذلك السلام مع إسرائيل والتدفق الحر للحركة الملاحية عبر قناة السويس والتعاون ضد الإرهاب على حد تعبير الصحيفة، لذا من المهم للبلدين العمل معا ولكنها يحتاجان إلى أن يكونا واضحين حول خلافاتهما خصوصا ما تعنيه كلمة "ديمقراطية".