يستعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء ثنائي في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية بألاسكا، الجمعة الساعة 9:30 مساءً بتوقيت القاهرة. قمة وُصفت بأنها مفصلية في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها تحمل في طياتها مصالح متشابكة، وملفات قد تحدد شكل النظام الأمني العالمي لسنوات قادمة. اقرأ أيضًا| قمة ترامب وبوتين| ماذا يريد الرئيسان الحاضران.. والغائب زيلينسكي؟ قمة ألاسكا| كسر عزلة روسيا أم بداية حل النزاع؟ بعد سنوات من العزلة الغربية، يدخل بوتين القمة ساعيًا لفرض شروطه في تسوية الحرب الروسية الأوكرانية، فالخطة الروسية التي طُرحت في يونيو طالبت كييف بالانسحاب من أربع مناطق ضمتها موسكو خيرسون، ولوجانسك، وزابوريجيا، ودونيتسك رغم أن السيطرة الروسية عليها غير كاملة، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية. كما تشمل المطالب وقف التعبئة العسكرية الأوكرانية، والتخلي عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ووقف إمدادات الأسلحة الغربية فورًا، وترغب موسكو في ضمان حقوق الناطقين بالروسية، وحظر ما تصفه ب"تمجيد النازية"، إضافة إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022. ونفت كييف من جانبها، أي انتهاك لحقوق الناطقين بالروسية، وتعتبر هذه الشروط غطاءً لمحاولات شرعنة الجانب الروسي. كييف.. رفض التهميش والإصرار على الضمانات يرى الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قمة ألاسكا مكافأة لبوتين، ويرفض أي اتفاق سلام دون حضور بلاده على الطاولة، حيث إن مطالب كييف تبدأ بوقف إطلاق نار شامل في البر والبحر والجو، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، وإعادة آلاف الأطفال الذين تقول إن روسيا نقلتهم قسرًا وأعطتهم جنسيتها، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية. كما تشدد أوكرانيا على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية تمنع أي هجوم روسي مستقبلي، مع الإبقاء على العقوبات الغربية ورفعها تدريجيًا فقط، وإمكانية إعادة فرضها إذا لزم الأمر. واشنطن.. وعود ترامب واختبار الواقع ترامب الذي وعد خلال الانتخابات الأمريكية 2024، بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 ساعة حال توليه الرئاسة الأمريكية، يجد في قمة ألاسكا اليوم أول فرصة مباشرة للتوصل إلى اتفاق مع بوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، ورغم أشهر من التواصل غير المباشر عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، لم ينتزع ترامب تنازلات حاسمة من الكرملين. تصريحاته الأخيرة، جمعت بين التحذير من "عواقب وخيمة" إذا واصلت موسكو هجومها، وبين التلميح سابقًا لإمكانية تبادل أراضٍ قبل أن يتراجع بعد مشاورات مع قادة أوروبيين ورفض أوكراني حاد. ولمح ترامب لاحقًا إلى احتمال عقد لقاء ثلاثي يضم زيلينسكي، معتبرًا أن الاجتماع الثاني سيكون "لقاء الاتفاق". اقرأ أيضًا| قمة ألاسكا تشتعل قبل بدايتها.. «استبعاد كييف يشعل أزمة مع الحلفاء» كيفَ تتابع العواصم قمة ترامب وبوتين؟ ورغم أن أوروبا تحملت عبء استقبال ملايين اللاجئين الأوكرانيين وتقديم دعم عسكري واقتصادي هائل لكييف، فإنها بقيت على هامش المفاوضات. بينما لم تُدع العواصم الأوروبية إلى اجتماعات إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني، ولا إلى المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية فبراير الماضي. الأسبوع الماضي، أصدر قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا والمفوضية الأوروبية تحذيرًا مشتركًا مُؤكدين: «لا سلام من دون مشاركة أوكرانيا». وشدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد مكالمته مع ترامب أن مسألة الأراضي الأوكرانية شأن يُفاوض عليه الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي فقط، بينما أعرب مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استعداد لنشر قوات حفظ سلام بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما ترفضه موسكو. اقرأ أيضًا| وساطة بيلاروسية سرية لجمع ترامب وبوتين على طاولة المفاوضات