أقرت الإمارات بدعم هجمات مليشيا حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، واصفة حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا ب”الإرهابية”، وقال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش: إن “الأولوية في ليبيا هي التصدي للتطرف والإرهاب ودعم الاستقرار في أزمة طال أمدها”. وأضاف قرقاش، في تغريدة له أمس الخميس رصدتها “الحرية والعدالة”، أنه “لا تزال فصائل متطرفة تسيطر على العاصمة وتعطل البحث عن حل سياسي”، رغم قيادة أبو ظبي لمفاوضات تمت بين حكومة طرابلس وقوات حفتر. وقال مصدر خليجي لوكالة رويترز: “إن الإمارات قدمت دعمًا لوجيستيًّا لحفتر للحفاظ على أمن مصر، بعد هجمات نفذها متشددون عبر الحدود”، مضيفا “اليوم أصبح حفتر سيد نفسه ويحاول تحقيق أهدافه”، ويعد هذا أول اعتراف إماراتي علني بدعم هجوم حفتر، منذ الرابع من أبريل الماضي، تاريخ بدء الهجوم على العاصمة الليبية. دعم الانقلاب واتهم وزير الداخلية في حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا في ليبيا، فتحي باشاغا، دولة الإمارات بمساعدة قوات خليفة حفتر في هجومها على العاصمة الليبية طرابلس، بالمخالفة للقانون الدولي، وقال في مقابلة مع “الحرة”: “وردت إلينا معلومات بأن هناك طائرة أتت من دولة ما وهبطت في مطار بنغازي، تحمل دعمًا وعدة وعتادًا عسكريًّا، وهذا مخالف لقرارات الأمم المتحدة”. وأضاف “حسب الرصد الإلكتروني بالأقمار الصناعية، فإن الطائرة خرجت من أبو ظبي ووصلت إلى قاعدة بنينة”. ومنذ 4 أبريل يشنّ حفتر، الرجل القوى في شرق ليبيا والذي يطلق على قواته اسم “الجيش الوطني الليبي”، هجومًا على العاصمة الليبية حيث مقرّ حكومة الوفاق. وطالب باشاغا كلا من مصر والسعودية بأن يراهنا على الشعب الليبي وليس على شخص حفتر “نتمنى أن يتخذا موقفًا سياسيًّا لصالح ليبيا بكل شجاعة، المراهنة على الشعب هي الباقية، أما المراهنة على شخص فهي خاسرة”، وقال إن قوات طرابلس ستتحول من مرحلة الدفاع إلى الهجوم لرد ما وصفه ب”الغازي”، ورده إلى “أماكنه التي أتى منها”. وأضاف “مستمرون في معركتنا في الدفاع عن طرابلس، والعمليات العسكرية تسير بشكل ممتاز بعد أن اكتملت التجهيزات، وما زالت هناك تجهيزات، وستتحول من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، ليس لدينا خيار آخر”، وأكد أن حكومة الوفاق تعتبر حفتر “خارج شرعية الدولة، وما قام بتجميعه وتسليحه هو عبارة عن ميليشيا”، مضيفا أن “من يرى أنه بنى جيشا فهو واهم”، مؤكدا في الوقت ذاته أنه “لن يكون هناك جيش حقيقي يتوافق عليه الليبيون إلا بعد الدستور”. وقف إطلاق النار وأوضح “ما قبل الدستور فهو ليس جيشا وكل ما نراه في كل ليبيا هي عبارة عن مليشيات أو جيش محلي عقيدته لا تصلح لدولة، وكيف لجيش دولة أن يهاجم منطقة ما في نفس الدولة”، ونفى باشاغا أن يكون قد حدث أو يحدث أي تفاوض مع حفتر أو قواته، قائلا: “لن نتفاوض مع أي قوة غازية ولن نتفاوض مع أمير الحرب”. وأكد أنه لا مكان للتفاوض في المعركة، ولن يكون هناك وقف إطلاق النار، “المقبول فقط أن تنسحب القوات الغازية من حيث أتت، ثم يأتي وقف إطلاق النار”، وأضاف “الحوار أيضا سيكون فقط مع أهلنا في المنطقة الشرقية.. مع من يمثلهم تمثيلا حقيقيا ويكون شريكا حقيقيا ويشعر بهذا الوطن، وتكون نواياه وطنية من أجل ليبيا، أما حفتر فقد خرج من المعادلة الأخلاقية والليبية والاجتماعية والقانونية، سواء على المستوى الليبي أو المستوى الدولي”. ووعد باشاغا بإطلاق الأسرى من قوات حفتر وعودتهم إلى أهاليهم “في الوقت المناسب”، وكان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه قد وافقوا الخميس بعد مباحثات مطولة على إعلان دعا “الجيش الوطني الليبي” إلى “الانسحاب” من العاصمة، وكذلك قوات أخرى أتت من مناطق أخرى للقتال. ورغم هذا النداء اشتدّت المعارك على عدة جبهات في الضاحية الجنوبية للعاصمة، خصوصا عين زارة ووادي الربيع والسواني، ونزح أكثر من 9500 شخص جرّاء المعارك في ضواحي طرابلس نصفهم في اليومين الماضيين، كما أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتّحدة. وقدمت الإمارات مئات المدرعات والسيارات والأموال لقوات "خليفة حفتر" منذ سنوات، وساعدته على الصمود أمام القوات الحكومية المعترف بها دوليا، و"الثوار" الرافضين لتوسع قواته.