قال الدكتور سيف عبد الفتاح- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- إن الزج بعبارة "حماية الأمن القومي" في كل صغيرة وكبيرة مهزلة سياسية أخرى للانقلابيين الدمويين، مشيرًا إلى أن كل قرار باطش يتم تبريره بهذه العبارة المطاطة، التي يقف تفسيرها عند حدود سلطة الانقلاب العسكري الدموي. وأضاف عبد الفتاح، في تدوينة له على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الأمر وصل بوزيرة إعلام الانقلاب إلى القول بأن قناة فضائية هي خطر على الأمن القومي، بل تقوم الدولة بتهديد هذه القناة الفضائية، مشيرا إلى أن هذا التسطيح المشوش على مفهوم جلل مثل مفهوم الأمن القومي يضيع من هيبته وقيمته وخطورته وتضيع هيبة الدولة معه. وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن من يعبثون الآن بالدولة ليسوا سوى هؤلاء الأقزام الذين احترفوا فن تقزيم الأوطان، موضحا أن الأمن القومي كلمة تصحبها حالات التهديد أو الاعتداء العسكري، أو الصراع الحدودي، أو المجاعات، أو الأمراض الوبائية، أو الكوارث الطبيعية، أو الجرائم الكبري التي تمس الانسانية وغير هذا. وتابع عبد الفتاح أن ما يدلل على أن القائمين على الأمر ليسوا رجال دولة، وهذا ليس بغريب على انقلابيين فتتوا الشعب وشيطنوا الخصم وقتلوا الأطفال واعتقلوا النساء، وأن الوطن هنا ليس في ذاكرتهم؛ لأنها لا تسع الأوطان، وهي بالتأكيد تسع أحلام العابثين.