أكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن الشعب الفلسطيني لن يرضى بأي حال من الأحوال أن يعيش تحت وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، مشددا على أنه قرر كسر الحصار مرة واحدة وإلى الأبد. وقال قاسم، في تصريحات صحفية اليوم الإثنين: إن نضال شعبنا وكفاحه على الأرض هو من سيحدد مستقبل القدس، وشعبنا سيكتب بنفسه وثيقة تقرير مصيره. وأضاف أن "مدينة القدسالمحتلة هي جوهر تاج فلسطين وحريتها، وهي هدف نضال شعبنا الذي سيتواصل حتى تحقيق هذا الهدف". ووجه قاسم تحية تقدير لجماهير الشعب الفلسطيني التي بدأت بالتوافد لمخيمات العودة منذ صباح اليوم للمشاركة في مليونية العودة وكسر الحصار. وقالت حركة حماس، في بيان لها أمس الأحد، إنّه في مثل هذا اليوم قبل سبعين عاما، تعرض شعبنا الفلسطيني لأكبر مأساة إنسانية سياسية نفذتها العصابات الإسرائيلية المجرمة بحق شعبنا. وأضافت الحركة، أنّ التهجير القسري الجماعي لمئات آلاف الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم وقراهم ومدنهم إلى المنافي والشتات، حيثُ قتل عشرات آلاف الشهداء في سلسلة مجازر وعمليات قتل جماعية مبرمجة لتحقيق عملية إفراغ الفلسطينيين من أرضهم وإحلال إسرائيل القادمين من بلدانهم في شتى بقاع الأرض مكانهم في أكبر عملية تزوير شهدها التاريخ. وأوضحت أنّ ذكرى النكبة المستمرة تمر علينا، حيث لا يحتاج الفلسطينيون استحضار وقائع وتفاصيل مسلسل الجريمة ليتذكروا، فالنكبة حاضرة وممتدة ومفتوحة، تنكأ الجراح النازفة وتُكثف المأساة وتضاعف الألم، فشعبنا في الداخل وفي الشتات يعيشها كل يوم منذ سبعين عاما، وما زلنا نقاوم آثارها على أرض فلسطين، وطننا الأبدي الذي لا نرضى سواه وطنا. وتابعت الحركة، أنّ شعبنا الفلسطيني العظيم لم ينسَ ذكرى النكبة ليوم واحد حتى يُحييها؛ فما زالت ذاكرة الشعب حية مخضبة تُروى بالدماء التي تُقدَّم رخيصةً من أجل العودة وكسر الحصار من خلال مسيرة العودة الكبرى في هذه الأيام على تخوم غزة وكل مكان يتواجد فيه فلسطينيون ما زالوا يتعرضون لمحاولات اقتلاع من جذورهم الممتدة في أعماق وطنهم؛ ليتحولوا للاجئين في بلادهم وخارجها على مراحل بدأت ولم تنته، وما زالت القضية من يومها الأول تتعرض لمحاولات التصفية والمؤامرات حتى الآن، وما صفقة ترامب المتمثلة بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتصفية قضية اللاجئين إلا فصل من هذه المحاولات لتصفية قضيتنا واجتثاث حقوق الشعب الفلسطيني، لكن شعبنا بصموده وثباته وإيمانه الراسخ بوطنه لم يستسلم، ويُمكِّن العدو من كسر إرادته وطمس هويته الوطنية لا بالتشريد ولا بالمجازر ولا بتزوير التاريخ وتشويه الثقافة ولا بمحاولة تحويل الوهم والخرافة إلى واقع وحقيقة. وأكدت الحركة في ضوء ما تقدم ما يأتي: أولا: نحيي شعبنا الفلسطيني الصامد في القدس والضفة وغزة وأراضي ال48 والشتات، الذي لم يبخل يوماً بتقديم عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى على درب العودة والمقاومة والتحرير، ونؤكد تمسكنا بحقنا الثابت في العودة وتقرير المصير. ثانيا: ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني للمشاركة الجماهيرية الواسعة في مسيرة العودة الكبرى في كل مكان، في القدس والضفة وغزة وال48 والشتات، لتأكيد تمسك الشعب الفلسطيني بحقه وإصراره على عودته إلى قراه وبلداته ومدنه التي هُجر منها قهرا بالقتل والمجازر والتشريد. ثالثا: ندعو شعبنا في الذكرى السبعين لنكبته للتوحد والعمل المشترك من خلال عقد مجلس وطني توافقي وفق مخرجات اجتماع بيروت في يناير 2017، وندعو كل الفصائل للتوحد على المقاومة ونبذ الفرقة والخلاف والتفرد والإقصاء. رابعا: نرفض استمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، ونطالب سلطات الاحتلال وكل المحاصِرين برفع الحصار ووقف إجراءات العقاب المفروضة عليه، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، والكف عن ابتزازه من خلال قوت أطفاله وعلاج مرضاه وتعليم أبنائه، كما نحذر من نفاد صبر شعبنا وانفجاره في وجه المحاصِرين. خامسا: نؤكد رفض حركة حماس رفضًا قاطعا لصفقة ترامب، ونتعهد بالتصدي لها حتى إفشالها؛ حماية للقضية والثوابت الوطنية. سادسا: نرفض جميع الاتفاقات والمبادرات ومشروعات التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني، وإنَّ أيَّ موقفٍ أو مبادرةٍ أو برنامجٍ سياسيّ يجبُ ألا يمسَّ هذه الحقوق، ولا يجوزُ أن يخالفها أو يتناقضَ معها. سابعا: نناشد الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته بتمكينه من حقوقه الثابتة بالحرية والاستقلال ورفع الحصار نهائيا وبدون شروط. ثامنا: نطالب المجتمع الدولي بإنصاف شعبنا الفلسطيني الأعزل ومنع استمرار العدو في إرهابه وإجراءاته الوحشية، وهو الذي نصّب نفسه دولة فوق القانون الدولي، ذلك ليس تكفيرا عن خطيئة السماح له بتنفيذ نكبة فلسطين التي ما زالت تداعياتها مستمرة، إنما للحيلولة دون ارتكابه المزيد من الجرائم وإضافة فصول جديدة للنكبة الأولى. تاسعا: نرفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني من أي جهة وعلى أي مستوى كانت، ونعتبر ذلك عملاً معاديا للفلسطينيين وخيانة لحقوقهم، في الوقت الذي نحيي فيه منظمات المقاطعة الدولية وفي المقدمة منها BDS، ونطالب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم بعدم الانخراط والمشاركة بأي جهد على مستوى المؤسسات والأفراد في أي فعالية تطبيعية وفي أي مجال كان ثقافيا أو سياسيا أو اجتماعيا.