يوافق، اليوم الخميس، مرور الذكرى السادسة والستين على نكبة فلسطين، ففى مثل هذا اليوم من عام 1948 انهزمت جيوش العرب واحتل اليهود أرض فلسطين وارتكبوا أبشع المذابح وأعلنوا على أنقاض الوطن الجريح دولتهم الصهيونية. وقد اكتمل المشروع الصهيونى على أرض فلسطين بعد أن استولى اليهود على أربعة أخماس المساحة وأعلنوا فى يوم الخامس عشر من مايو بعد هزيمة العرب قيام دولتهم بعد أن دمروا نحو 531 قرية فلسطينية وارتكبوا أكثر من 70 مذبحة موثقة فى حق الفلسطينين العزل حيث كان الشهداء بعشرات الآلاف وهو ما أدى إلى تهجير 85% من سكان المناطق الفلسطينية التى قامت عليها إسرائيل بما يعادل أكثر من 840 ألف نسمة إلى دول مجاورة ليبدأ مسلسل الشتات الفلسطينى الذى تستمر حلقاته حتى اليوم. .. والآن هناك أكثر من ربع مليون يهودى يعيشون على أكثر من مائتى مستوطنة تحتل أكثر من 40% من أراضى الضفة الغربية، والآن أيضا هناك نحو 5,4 مليون لاجىء فلسطينى خارج حدود بلادهم يعيشون فى الأردن وسوريا ولبنان كما يعيشون فى شتات بعيد عن قراهم ومدنهم التى رحلوا عنها منذ عام النكبة .. وفى كل عام تحل فيه ذكرى النكبة يتجدد حلم الفلسطينيين فى العودة إلى ديارهم. حيث يحيى الشعب الفلسطينى اليوم، هذه الذكرى فى الضفة وقطاع غزة ودول الشتات وذلك من خلال تنظيم العديد من الفعاليات تحت شعار حق العودة. .. وفى السياق ذاته أكد الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى أن عدد الفلسطينيين فى عام النكبة عام 1948 بلغ 1.37 مليون نسمة في حين يبلغ عدد الفلسطينيين فى العالم كله الآن نحو 11.6 مليون نسمة، وذكر الجهاز أيضا أن عدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في الأراضى الفلسسطينية بلغ في نهاية عام 2012 حوالي 5.8 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7.2 مليون بحلول نهاية عام 2020، فى حين يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم أكثر من 5,3 مليون لاجىء فى جميع دول العالم. ومن جانبها أصدرت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة بيانا في هذه الذكرى أكدت فيه أن عودة اللاجئين إلى ديارهم يعد "حق مقدس لا يمكن التنازل عنه". وأضاف بيان اللجنة أنه " بالرغم من مرور ستة عقود وأعوام ستة على النكبة التي أرادها ونفذها الأعداء وحلفاؤهم للقضاء على شعبنا وقتل أحلامه وتدمير مستقبله، إلا أن شعبنا بكل فئاته نهض من بين الرماد وواجه بإرادة فلسطينية صلبة المؤامرة وأهدافها وأسقط المقولة الصهيونية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون". .. وأشارت صحيفة القدس العربى تنظيم سلسلة فعاليات فلسطينية في كافة المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مناطق الشتات، إحياءً لهذه الذكرى الأليمة، وتركز في مجملها على "حق العودة" وبطلان احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وتحميل بريطانيا مسئولية معاناة الشعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ الممتد ل 66 عاما. وفي قطاع غزة أقامت الهيئة التنسيقية لإحياء "النكبة" في ساحة "الجندي المجهول" معرض "شاهد على النكبة"، يستمر لثلاثة أيام متواصلة. ويضم لوحات وصورا تجسد النكبة، وتوثق ما تعرض له الشعب الفلسطيني منذ عملية التهجير القسرية. كذلك رفع بعض الشباب الفلسطينى في ساحة السرايا وسط مدينة غزة أكبر علم لفلسطين، ضمن فعاليات إحياء الذكرى. .. وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في تغريدة نشرها أمس على موقع "تويتر" أنه " لا مستقبل للاحتلال على أرض فلسطين، فهو خط وهمي على خريطة الوطن العربي، وسيزول عند رسم مستقبل هذه الأمة .. والمقاومة في قلب الثوابت الفلسطينية، عمل دؤوب وإعداد متواصل، ولا نعرف للعودة طريقا سوى البندقية.. وأضاف أيضا أن "مبادرة كتائب القسام في هذه الذكرى، أن يبحث الإسرائيليون عن رفات أجدادهم في أصقاع الأرض فتلك مواطنهم، ودعوا لنا أرض الآباء والأجداد، طوعا أو كرها" .