66 عاماً مرّت على أكبر جريمة بشعة وتطهير عرقي في التاريخ المعاصر؛ حيث اقتلع الاحتلال الصهيوني وبتواطؤ من قوى غربية مئات آلاف الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم عبر مخطّط ممنهج قائم على الترويع والتهديد والقتل وارتكاب المجازر، ووقع الباقون تحت وطأة الاحتلال الاستيطاني، ومخططاته التهويدية الساعية لطمس هويتهم العربية والإسلامية ومعالم مقدساتهم. 66 عاماً من النكبة الفلسطينية التي باتت قاموساً يضمّ سلسلة الجرائم الصهيونية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ويحتفظ بمفردات التهجير والإبعاد والقتل والأسر والتهويد والاستيطان. لكنّ كلَّ تلك المآسي والآلام ومع مرور الزمن لم تنس شعبنا في الداخل والشتات قضيته ولم تبعده عن أرضه، بل زادته إيماناً وتمسكاً بحقوقه ويقيناً وإصراراً على مواصلة درب الصمود والمقاومة حتّى تحقيق تطلّعاته في التحرير والعودة. وبهذه المناسبة، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بياناً علي موقعها الإلكتروني قالت فيه: إنّنا في حركة حماس وفي الذكرى السادسة والستين للنكبة، لنجدد العهد لشهدائنا الأبرار وأسرانا الأحرار وجماهير شعبنا الفلسطيني على المضي في طريق المقاومة والوفاء لدمائهم وتضحياتهم وعدم التفريط في الحقوق والثوابت والمقدسات، ونؤكّد على ما يلي: أولاً – إنَّ إنجاز المصالحة الوطنية وتحقيق شراكة سياسية بين كافة الفصائل الفلسطينية هو خيار إستراتيجي، سنعمل على إنجاحه واستمراره وحمايته من كل التحدّيات. ثانياً – استعادة وإحياء المشروع الوطني الأصيل المتمثل في مشروع التحرير والعودة من خلال إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ضمن منظومة وطنية موحّدة قادرة على حماية الحقوق والثوابت والدفاع عن شعبنا ومقدساته ومجابهة جرائم العدو وعدم الرّضوخ للضغوط والتهديدات. ثالثاً – سنمضي في مشروع المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلّحة التي أثبتت أنَّها قادرة على ردع الاحتلال وكسر غطرسته، ولن نحيد عن هذا النهج حتّى نيل حقوقنا كاملة وإنجاز التحرير والعودة. رابعاً – لن تفلح جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة ومخططاته الاستيطانية والتهويدية المتسارعة ومحاولاته المحمومة لفرض أمر واقع في تهجير شعبنا الفلسطيني وإبعاده، وسرقة أرضه وطمس معالمها، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية. خامساً – نرفض أيّ تنازل عن أيّ شبرٍ من أرض فلسطين أو جزءٍ من مقدساتنا، وستظل القدس عاصمة لدولة فلسطين المحرّرة بإذن الله، وسيبقى المسجد الأقصى المبارك إسلامياً خالصاً لا يقبل القسمة ولا التجزئة. سادساً – إنَّ الجرائم المروّعة التي ارتكبت ضد شعبنا الفلسطيني منذ النكبة إلى يومنا هذا لن ينساها شعبنا الفلسطيني؛ وهي جرائم حرب لن تسقط بالتقادم، وستطال يدُ العدالة مرتكبيها طال الزمان أم قصر. سابعاً – حقُّ عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي انتزعوا منها، حقُّ غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم، فهو حق جماعي وفردي، وحق طبيعي وشرعي لا يزول بالاحتلال ولا بالتقادم، ولا تجوز فيه الإنابة، ولا تلغيه أية اتفاقيات أو معاهدات تتناقض مع هذا الحق. ثامناً – إننا نقف إجلالا أمام تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير الأرض والمقدسات، وأسرانا الأحرار الذين يخوضون اليوم معركتهم ضد السجّان الصهيوني والاعتقال الإداري وسنظل الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم، وسنعمل جاهدين على تحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال. تاسعاً – نحيّي جماهير شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة المحاصر وفي الضفة والقدس وفي الأراضي المحتلة عام 48م وفي النقب والجليل وفي كلِّ شبر من أرض فلسطين وهم ثابتون صابرون مرابطون، وفي كلّ أماكن اللجوء والشتات وهم متمسكون بهويتهم وحقّ عودتهم. عاشراً – ندعو الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الخيرية والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى حماية اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم وفي البلدان التي هجّروا إليها قسراً وهرباً من القتل، وتوفير الحياة الحرّة الكريمة لهم، كما ندعو إلى تحييد مخيماتهم عن أيّة صراعات، وعدم الزّج بهم في أية أزمات داخلية. وأشادت الحركة بدور كلّ المؤسسات والمنظمات الرّسمية والشعبية في أمتنا العربية والإسلامية ووصفتها بالأحرار الذين يعملون على خدمة قضية فلسطين وتدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتدعم صموده، وندعو إلى المزيد من الاهتمام والتفاعل شعبياً وإعلامياً معها. واختتمت البيان: سيبقى اللاجئون على موعد مع العودة المظفرة.. وقريبا سيأتون زحوفا من كل المنافي.. يقبلون أرض الوطن.. ويحتفلون بالانتصار.