أكد الدكتور عبد الله غراب، وزير البترول السابق، أن المأمول من أي دولة تنتج بترول وغاز، أن تكون دولة غنية، فالثروات البترولية الموجودة في مصر تخدم أهداف التنمية. وأضاف غراب، أن الثروة البترولية ومنتجاتها من المفروض أن تصرف على الخدمات، مؤكدا أن الدعم لم يحقق الفائدة المرجوة منه على مدار 25 سنة، ولم يشعر المواطن بمردود الثروات التي يملكها على حياته اليومية، موضحا أن الدولة أنفقت 500 مليار جنيه دعم للمواد البترولية في السنوات ال6 الأخيرة. وأشار غراب، خلال الندوة التي نظمتها نقابة المهندسين مساء اليوم بعنوان "الوقود بين التحديات والحلول" أن 90% من دول العالم غير منتجة في حين أن المنتجين 10 دول فقط، في نفس الوقت لا يمكن أن نقول أن هناك أزمة طاقة على مستوى العالم، مؤكدا أن استهلاك مصر من المواد البترولية 90 ألف طن سنويا، وهو رقم ضخم موضحا أن إنتاج مصر من السولار 40% مستورد و60% محلى، البوتاجاز 50%، مؤكدا أن 70% من السولار المستهلك في مصر أنتاج محلى. وأشار غراب إلى أن زيادة الاستهلاك على الإنتاج لا يعنى أن نزيد الإنتاج حتى يساوى الاستهلاك، وذلك لأن إنتاج مصر 1.9 مليون برميل في اليوم، وهو رقم ليس قليل، مشيرا إلى أن مشكلة مصر تكمن في تداول هذا المنتج في السوق وتسعيره والفرق الشاسع بين السعر العالمي للمنتج، والسعر المحلى المدعوم، وهو ما يستنزف الكثير من موارد الدولة الذي يدفعه المواطن من جيبه ولا يعود بالمردود الإيجابي، لأنه يستفيد منه عدد محدود من المواطنين. وقال وزير البترول السابق، إن لدينا في مصر 24 ألف مخبز يستهلكون السولار، كما أن البوتاجاز يذهب إلى مزارع الفراخ بدلاً من أن يذهب للمواطن البسيط الذي يستحقه، موضحا أنه يجب أن يكون هناك قاعدة بيانات للمستهلكين حتى يتم التحكم في الدعم وتكون كل الأنشطة الموجودة في الدولة مسجلة، وعدم التسجيل أدى إلى تحول سلعة السولار إلى سلعة جركن، مما أدى إلى تسربها إلى السوق السوداء. وأوضح غراب، أنه ما زال في مصر الكثير من الموارد البترولية غير المستخدمة في المياه العميقة في البحر المتوسط والبحر الأحمر وفى الصحراء الغربية، الطبقات العميقة فيها كميات كبيرة مازالت لم تستغل بعد. وأكد غراب "نحن في وضع لا يليق بهذه الدولة، فمصر لديها كل شيء ولم تتعامل سوى على 10% من مواردها، ولكن هناك قوانين وإجراءات تحد من صلاحيات الوزراء والمحافظين، وضعتها النظم السابقة حتى تقيد هذه الدولة العظيمة، ورغم أن الثورة خلصتنا ممن استغلوا كل ثغرات القانون، إلا أننا ما زلنا متمسكين بالقوانين التي وضعتها تلك النظم التي لا تساعد على التنمية والإصلاح".