لجان ترشيح المتقدمين لمنصب العميد بكليات ومعاهد جامعة القاهرة تنهي أعمالها    أسبوع الحسم، آخر مستجدات قانون الإيجار القديم    مدير الإغاثة الطبية بغزة: 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية شديد    تشكيل ليفربول المتوقع أمام ميلان    تجديد حبس سائق بتهمة سرقة 6 ملايين جنيه من مالك شركة يعمل بها بالعمرانية    الأرصاد تحذر من ذروة موجة حارة تضرب القاهرة    مطار مرسى علم يستقبل 184 رحلة من 15 دولة أوروبية الأسبوع الجاري    «موعد أذان المغرب».. مواقيت الصلاة اليوم السبت 26 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    كيم جونج أون لجيشه: يجب الإستعداد ل«حرب حقيقية في أي وقت»    الكونجرس الأمريكي: 75% من سكان غزة يواجهون مجاعة عقب الحصار الذي فرضه نتنياهو    قائمة الجامعات الأهلية المعتمدة في تنسيق 2025.. دليل شامل للطلاب الجدد    تنسيق 2025.. موعد المرحلة الأولى لطلاب الثانوية العامة وأسماء الكليات المتاحة لكل شعبة (تصريحات خاصة)    أسعار الخضروات اليوم السبت 26 يوليو في سوق العبور للجملة    حالة المرور اليوم، سيولة مرورية نسبية وأحجام محدودة في محاور القاهرة الكبرى    تعرف شخصية ليلى زاهر في مسلسل وادي وبنت وشايب    تعرف على موعد عرض أولى حلقات مسلسل « قهوة 2» ل أحمد فهمي    توفيق الحكيم، كره المرأة بسبب هدى شعراوي وعبد الناصر كان يعتبره "الأب الروحي"    «لو ابنك بلع مياه من حمام السباحة؟».. خطوات فورية تحميه من التسمم والأمراض    «خبراء يحذرون»: لا تغلي «الشاي مع الحليب» لهذا السبب    «لماذا ينصح بتناول لحم الديك الرومي؟»... فوائد مذهلة لهذه الفئات    الدفاع الألمانية تستعين بأسراب «صراصير» للتجسس والإستطلاع    رابطة الأندية توجه الدعوة لأبو ريدة لحضور قرعة الدوري    أجندة البورصة بنهاية يوليو.. عمومية ل"دايس" لسداد 135 مليون جنيه لناجى توما    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    "الحشيش حرام" الأوقاف والإفتاء تحسمان الجدل بعد موجة لغط على السوشيال ميديا    أسفار الحج (9).. زمزم والنيل    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو 2025.. الجنيه الذهب ب37040 جنيها    الأهلى يزاحم الهلال على ضم نونيز من ليفربول    خدمة جوجل فوتو تضيف أدوات لتحويل الصور القديمة إلى مقاطع فيديو متحركة    أبو حلاوة يا تين.. عم محمود أقدم بائع تين شوكى فى مصر عمره 65 سنة.. فيديو    3 مكاسب الأهلي من معسكر تونس    بالأسماء.. مصرع طفلة وإصابة 23 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق "قفط – القصير"    بعد أزمات فينيسيوس جونيور، هل يتحقق حلم رئيس ريال مدريد بالتعاقد مع هالاند؟    «سبوتيفاي وأنغامي» يكشفان عن صاحب المركز الأول.. عمرو دياب أم تامر حسني؟    2 مليار جنيه دعم للطيران وعوائد بالدولار.. مصر تستثمر في السياحة    رحيل نجم بيراميدز بسبب صفقة إيفرتون دا سيلفا (تفاصيل)    موعد مباراة ليفربول وميلان الودية اليوم والقنوات الناقلة    «هيسجل إمتى بعيدًا عن ضربات الجزاء؟».. تعليق مثير من الغندور بشأن زيزو مع الأهلي    إعلام فلسطيني: 4 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية غرب غزة    إيطاليا: الاعتراف بدولة فلسطين ليس ممكنا إلا باعترافها بإسرائيل    برج الحوت.. حظك اليوم السبت 26 يوليو: رسائل غير مباشرة    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق كابينة كهرباء بشبرا| صور    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    بيان من المستشار القانوني لنقابة الموسيقيين للرد على الناقد طارق الشناوي بعد أزمة راغب علامة    مستشفى الناس تطلق خدمة القسطرة القلبية الطارئة بالتعاون مع وزارة الصحة    حماس: لم نُبلغ بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ونستغرب تصريحات ترامب    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    قفزة في أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 26 يوليو 2025    رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناصريون يختارون "الاحتضار" على الطريقة السورية

انحياز الناصريين لبشار "القاتل" استمرار لسياستهم الإقصائية
بسيونى حمادة: شعارات الناصريين عن الاستقلال والعزة للاستهلاك المحلى
إبراهيم يسرى: عيب عليكم مخالفة ضميركم الوطنى بمؤازرة سفاح
أيمن عامر: دعم بشار خيانة للثورتين المصرية والسورية معا
فجّرت زيارة وفد الحزب الناصرى المصرى أمس الأول لسوريا وتكريم سفاح سوريا بشار الأسد على جرائم الإبادة للشعب السورى العديد من التساؤلات حول الدعم لسفك دماء الثوار وسط حالة من "الخرس" الإعلامى المصرى على تلك الزيارة، والتصريحات المتلفزة الصادرة عن أفراد الوفد الذى ضم أحمد حسن "رئيس الحزب الناصرى"، وإبراهيم بدراوى "رئيس حركة اليسار المصرى"، وإيهاب حسن "إعلامى".
إبراهيم بدراوى قال: إن قدر سوريا وضعها فى مواجهة الحرب الهمجية الشرسة؛ نظرا لأهميتها ومركزها الإقليمى ودورها المقاوم لمشاريع الهيمنة الاستعمارية وتفكيك المنطقة، لافتا إلى أن سوريا المنتصرة ستفرض معادلات جديدة تعيد فرز القوى على المستويين الإقليمى والدولى.
فيما أوضح الإعلامى إيهاب "أن التكوين المجتمعى السورى ونسيجه وتلاحمه أسهمت فى صمود سورية، وأن مصر وسوريا فى خندق واحد فى محاربة الفكر الإخوانى والجماعات السلفية الإرهابية والفكر المتطرف الذى استباح الدم العربى".
سياسيون وإعلاميون أجمعوا –فى تصريحات ل"الحرية والعدالة"– على أن تلك الزيارة والتصريحات من شأنها إثارة دول الربيع العربى، كما أنها كانت كاشفة لتوجه التيار الناصرى وزيف ادعاءاته حول الديمقراطية والتعددية والسلطة الشعبية.
ومن جانبه، قال الدكتور بسيونى حمادة -أستاذ الرأى العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى للصحافة-: إن أبعاد تلك الزيارة تحدد موقف التيار الناصرى والقومى فى مصر، مشددا على أن زيارة الحزب الناصرى وتكريمه بشار الأسد على قتله المواطنين يوميا واستخدمه العنف وارتكابه جرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها أمام المحكمة الجنائية الدولية هو انقضاض على الفكر الناصرى الذى رفع شعارات حق الشعوب فى تقرير المصير.
وأضاف حمادة: "آن الأوان للشعب المصرى أن يقرأ هذه الزيارة فى إطار ما يحدث داخل القطر؛ ليتأكد أن الشعارات المرفوعة عن الاستقلال والعزة من قبل التيار الناصرى تصلح فقط للاستهلاك المحلى والتأثير على العقل المصرى والتلاعب به".
وأشار إلى أنه كان يتصور أن تلتحم الجماهير المصرية والقوى السياسية فى مواجهة بشار الأسد ونظامه لإسقاطه، ليس فقط لعربدته ضد شعبه السنى، ولكن لمواجهته لربيع عربى تنتصر فيه الشعوب لإرادتها الحرة، خاصة أن فى سوريا ثورة حقيقية.
وكشف أن هذه الزيارة تنتقص من أرضية التيار الناصرى داخل الشعب المصرى، مؤكدا أن الشعب عليه الفرز بين القوى السياسية التى تعمل من أجله والتى تحقق مآرب خاصة وليس لها مصداقية حقيقية.
من جانبه، قال السفير إبراهيم يسرى -عضو جبهة الضمير الوطنى-: إن تأييد الناصريين لتلك الزيارة خطأ كبير، مشيرا إلى أن عدم اعتذار قيادات التيار الناصرى عن تلك الزيارة كشف مدى تفككهم وضعف قدرتهم على التحكم فى تنظيمهم.
وردا على مطالبات البعض لهم بتقديم اعتذار للشعوب العربية عن تلك الزيارة، قال يسرى: "إذا كان بعضهم يتجاهل الوضع الداخلى المصرى فكيف نطالبه بالاعتذار عن واقعة خارجية؟"، وخاطب قيادات الحزب الناصرى التى شاركت فى الزيارة قائلا: "عيب عليكم تخالفوا ضميركم الوطنى".
بدوره، عدّ أيمن عامر -المتحدث الرسمى لتجمع الربيع العربى- أن فكرة دعم القومية العربية التى استند إليها أعضاء الوفد خلال زيارتهم لبشار هى مخطط غربى استعمارى من الأساس لتفتيت الأمة الإسلامية، مضيفا أن السياق التاريخى يشير لذلك، خاصة أن بشار ووالده تركا الجولان محتلة منذ 1967 وتجنبا المقاومة ضد الكيان الصهيونى، ولم يطلقا رصاصة واحدة أو صاروخ ضد المحتلين.
وأوضح عامر، أنه لا توجد مقاومة سورية من قبل نظام بشار على أرض الواقع، متهما بشار بممارسة التطبيع الخفى مع الكيان الصهيونى باستسلامه وعدم المقاومة، قائلا: التاريخ والواقع يؤكدان أن بشار ومن يدعمه مطبعون مع الصهاينة على حساب القضية الفلسطينية والسورية، خاصة أن دعم بشار خيانة للثورة المصرية والسورية، وخيانة لموقف الشعب المصرى قيادة وحكومة وشعب.
وقال: "المفترض أن يتبرأ التيار الناصرى الحقيقى من تلك الزيارة، وإلا سيوصم بصفات الخيانة والعار مدى الحياة"، مشيرا إلى أن عدم لقاء الوفد بالمعارضة السورية يدل على أنهم لم ينحازوا للشعب ضد ديكتاتور سفاح قتل ما يزيد عن 60 ألفا.
ودعا عامر لمحاكمة أعضاء الوفد الذى زار بشار لمساندتهم للقاتل، مضيفا أن أقل ما يمكن أن يقدموه عقب زيارتهم هو الاعتذار لشعوب الربيع العربى على تحريضهم وموافقتهم على سفك الدماء السورية.
................................................................
ناصريون ويساريون يرقصون على دماء الشعب السورى
محللون سوريون: بشار يستخدمهم للرد على تأييد مرسى للثورة
محمد العبد الله: فضحوا أنفسهم بالوقوف بجانب الطاغية
جبريل محمد
لم يستبعد عدد من الناشطين السوريين أن تكون الزيارة التى قام بها سياسيون وإعلاميون مصريون للعاصمة السورية دمشق والتقاؤهم عددا من رجال نظام بشار وعلى رأسهم رئيس مجلس الشعب "محمد جهاد اللحام"- تحمل بين طياتها العديد من النوايا الخبيثة وتحقيق مصالح شخصية على جثث الشعبين السورى والمصرى معا.
فالزيارة التى جاءت على خلاف الإجماع العربى الرافض لممارسات بشار ونظامه ضد شعبه وهو الأمر الداعى لعزله سياسيا وشعبيا، تؤكد أن هناك أجندة من النظام السورى لاستخدام هؤلاء الساسة لتأجيج الوضع فى مصر ردا على الدعم المصرى الرسمى للثورة الشعبية فى كل المحافل العربية والدولية.
وكشفت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن زيارة وفد مصرى إلى دمشق لمساندة الرئيس بشار الأسد والتأكيد على سلامة موقفه ضد المعارضة المسلحة، وقالت إن محمد جهاد اللحام -رئيس مجلس الشعب السورى- أكد خلال لقائه وفدا من القوى السياسية والإعلامية المصرية أن المخرج الرئيسى من الأزمة فى سوريا هو الحل السياسى، وأن يكون ذلك بمشاركة الجميع.
وزعم "اللحام" أن المعارضة ليست لها قاعدة شعبية، مؤكدا أنها إذا كانت تمتلك أفكارا سياسية واضحة فالباب مفتوح للحوار مع كل من يحافظ على السيادة الوطنية ووحدة أرض سوريا، رافضا التدخل الخارجى والعنف، واستغل اللحام اللقاء واتهم السعودية وقطر و"الغرب الإمبريالى" بعرقلة كل مساعى الحوار، ووقف نزيف الدم السورى عبر دعمها لمن وصفهم ب"الإرهابيين".
أما رئيس الوفد المصرى أحمد حسن -أمين عام الحزب الناصرى- فقال: "إن تحليل الموقف الذى تمر به الأمة العربية يدل على وجود مخطط واسع لتدميرها وتحويلها إلى دويلات تحقق المصالح الصهيونية والاستعمارية ويستهدف سوريا المعقل الأخير للقومية العربية والمقاومة"، ناسيا أو متناسيا أن نظام بشار الأسد قتل من شعبه نحو 62 ألف شهيد حتى الآن وهو عدد هائل، بجانب مئات الآلاف المفقودين والمعتقلين وأكثر من مليونى مشرد خارج سوريا، ومثلهم داخلها.
يذكر أن الوفد ضم بجانب "أحمد حسن"، إبراهيم بدراوى رئيس حركة اليسار المصرى، والإعلامى إيهاب حسن، وأجمعوا على تأييدهم لما يفعله نظام الأسد بشعبه، مشيرين إلى أن ما تتعرض له سوريا لا علاقة له ب"الربيع العربى"، وهو ما لقى استحسان القادة فى سوريا الذين أشادوا بالوفد.
تلك الزيارة استفزت الكثير من المعارضين السوريين، وقال هيثم المالح المعارض السورى البارز:"إن الزيارة خيانة للثورة السورية وللشعب النازف منذ نحو 23 شهرا.. فهؤلاء الساسة والإعلاميون بزياراتهم المتكررة لدمشق يخونون الثورة ويطعنونها فى الخلف.. فنحن ليس لدينا نظام فى دمشق وإنما القابع هناك عصابة تقتل وتغتصب الشعب السورى".
وأضاف فى تصريحات ل"الحرية والعدالة":"إن هؤلاء الساسة والإعلاميين ليسوا إلا ذراع بشار فى مصر لتأجيج الوضع على النظام الذى يدعم الثورة السورية، ولذلك سعى بشار لاستقطاب عملاء يستطيع من خلالهم الرد على الدعم المصرى الشريف للثورة بتأجيج الأوضاع فى مصر لإلهاء قادتها عن عملهم الشريف".
وتابع المالح: "إن الائتلاف السورى سيصدر بيانا يدين هذا التصرف الشائن، الذى ما كان يفترض أن يأتى من أشقاء لنا يدعم نظامهم الجديد الثورة بكل قوته، فهم بذلك يخربون الجهود العربية لعزل نظام الأسد الدموى ويصعدون على جماجم شعبنا".
واتفقت الناشطة سمر بدر فى الرأى مع "المالح"، وتقول إن هذه الزيارة كان ثالثها الشيطان، فهؤلاء الساسة ما ذهبوا لزيارة نظام مجرم مثل بشار إلا لتحقيق مصالح شخصية، فلا يعقل أن يكون هناك أناس لديهم ضمير حى يقومون بزيارة نظام يذبح شعبه ويقتله ويشرده ويغتصب نساءه.
وأضافت "بدر" فى تصريحات ل"الحرية والعدالة" أن هذه الزيارة تشير بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الساسة يسهمون فى إشعال نار الفتنة فى مصر، حتى يعاقب بشار بهم نظام الرئيس مرسى الذى ذهب لعقر دار أكبر حلفاء بشار وهى إيران وأعلن دعمه الثورة السورية، وطالب بشار بالتنحى وحقن دماء الشعب السورى التى تنزف يوميا.
من جانبه، قال الناشط محمد العبد الله :إن" الثورة السورية يمكن أن يطلق عليها الفاضحة لأنها وضعت السياسيين والإعلاميين العرب على مفترق طرق واختبار نوعى بشكل لا يترك مجالا لعدم الاختيار، وعملت على فرز السياسيين الشرفاء من أصحاب المنافع الشخصية الذين يرقصون على جثث الشعوب لتحقيق مصالحهم الشخصية.
وأضاف العبد الله:"فقد أصبح عليهم الاختيار بين الوقوف مع ثورة الشعب التى تطالب بالحرية والكرامة والعدالة وحق اختيار الحاكم، أو مع نظام لا يتورع عن سفك الدماء والقتل وتدمير البلد من أجل البقاء فى سدة الحكم والاحتفاظ بالسلطة والثروة ومقدرات البلد الاقتصادية، واختار البعض الوقوف مع النظام مثل هؤلاء الساسة والإعلاميين المصريين".
وتابع العبد الله:" لقد كانت الثورة السورية منذ البداية جزءا من الربيع العربى، ووضعت بعض الساسة العرب أمام حالة من الانكشاف والعرى والسقوط الأخلاقى والتناقض والانتقال من كتابات نظرية كانت تمجد الحرية والعدالة إلى مواقف وممارسات عملية مناقضة للرؤى النظرية، مما كشف عن بؤس هؤلاء الساسة والإعلاميين وتناقضاتهم ونفاقهم".
بدوره أكد الباحث السياسى د. خيرى عمر أن تأييد الرئيس الأسد فى ظل هذه الظروف عمل بعيد عن الأخلاق، لأنه يأتى بعد هذا القتل الرهيب والتدمير غير المتخيل، حيث لم يحدث مثلما حدث فى سوريا".
وأضاف عمر فى تصريحات ل"الحرية والعدالة": "كان من الأولى عدم تأييد بشار، بل دفعه لخدمة مسار المصالحة، على الرغم من أن المصالحة قد تكون فى بعض الحالات مجحفة".
وعما إذا كانت الخلفية الفكرية تقف خلف هذا الدعم فى مواجهة الإخوان المسلمين، أكد الباحث السياسى أنهم كتيار قومى يعدون النظام السورى جزءا مما تبقى من التيار القومى".
الغطاء السياسى لجرائم السفاح
مراقبون: محاولة بائسة لإخراج بشار من عزلته
مصطفى الخطيب
يرى مراقبون سياسيون أن الزيارة التى قام بها وفد مكون من عدد من الناصريين واليساريين إلى دمشق ولقاء بعض القادة السوريين، تأتى نوعا من الغطاء السياسى لجرائم نظام الأسد، فى وقت يتعرض فيه لعزلة دولية واسعة بسبب جرائمه ضد الشعب السورى.
وأشاروا إلى أن النظام السورى يعانى من العزلة، حيث تقف الدول العربية والإسلامية علاوة على معظم القوى العالمية ضد نظام الأسد، وتقوم بتشكيل حالة من العزلة الدولية للضغط عليه، وهو ما يحاول حلفاء الأسد من روسيا والصين وإيران وحزب الله اللبنانى الشيعى التقليل منه.
وأضافوا أن سمات تلك العزلة ظهرت فى تجميد عضوية سوريا فى كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، وذلك منذ العام الماضى، إضافة إلى الدعوات التى أطلقها زعماء إقليميون مثل الرئيس المصرى محمد مرسى ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بتنحى بشار تلبية لمطالب الشعب السورى.
ولفتوا إلى محاولات الوفد الناصرى- اليسارى فى زيارته الأخيرة أن يبرر ما يفعله نظام الأسد من فظائع بالقول إن "الموقف الذى تمر به الأمة العربية نتيجة وجود مخطط واسع لتدميرها وتحويلها إلى دويلات تحقق المصالح الصهيونية والاستعمارية، ويستهدف سوريا المعقل الأخير للقومية العربية والمقاومة"، وذلك وفقا لرئيس الوفد أحمد حسن أمين عام الحزب الناصرى المصرى.
وقد سار على المنوال نفسه إبراهيم بدراوى -رئيس حركة اليسار المصرى- الذى قال فى أثناء الزيارة إن "قدر سوريا وضعها فى مواجهة الحرب الهمجية الشرسة؛ نظرا لأهميتها، ومركزها الإقليمى، ودورها المقاوم لمشاريع الهيمنة الاستعمارية، وتفكيك المنطقة"!
كلاكيت.. "مش" آخر مرة
السقطات تتوالى
جبريل محمد
ألقت زيارة الوفد المصرى الناصرى للعاصمة السورية دمشق ولقاؤهم المسئولين السوريين الضوء على الزيارات السابقة التى قام بها عدد من الإعلاميين والمعارضين المصريين لدمشق ولقائهم بالأسد رغم الرفض الشعبى والرسمى لمثل هذه الزيارات.
ففى سبتمبر الماضى نشرت "مجلة الأهرام العربى" مقتطفات من حوار قالت: إنه جرى مع الرئيس بشار الأسد هاجم فيه السعودية وتركيا، إلا أن الرئاسة السورية نفت هذه الحوار، وقالت على لسان وزير الإعلام عمران الزغبى: إن الرئيس الأسد لم يُدْلِ بحديث إلى مجلة أو صحيفة مصرية، منتقدا قيام المجلة "بتركيب حوار" انطلاقا من "دردشة شخصية" جمعت الرئيس السورى بتسعة إعلاميين.
وفى يوليو الماضى، لفظ الكاتب الصحفى والقيادى الناصرى "عادل الجوجرى" رئيس تحرير جريدة الأنوار، ومجلة الغد العربى، ومدير المركز العربى للصحافة والنشر، أنفاسه وهو يدافع عن نظام بشار الأسد.
وكان الجوجرى يشارك فى برنامج تلفزيونى على قناة "الحدث" العراقية، ويدافع بشدّة على الهواء مباشرة، عن النظام السورى، ويهاجم المعارضة، قبل أن يموت فجأة.
فتش عن الدولارات!
مصطفى الخطيب
عندما تجد مجموعة سياسية ما تدافع عن الحقوق والحريات وتتشدق بالوقوف ضد "ديكتاتورية" النظام الحاكم فى بلدها، ثم تراها فى ذات اللحظة تقف مع نظام آخر قتل أكثر من 70 ألفا من بنى جلدته، فإن الأمر فى هذه الحالة يستحق البحث عن مصدر تلك الازدواجية.
وعلى الرغم من دفاع التيار الناصرى واليسارى المصرى عن حقوق الشعوب فى الحياة وثروات البلاد والوقوف ضد الطغاة ومصاصى دماء الشعوب، كانت المفاجأة أن قام وفد مصرى بقيادة أحمد حسن أمين عام الحزب الناصرى، إضافة لمجموعة تضم إبراهيم بدراوى رئيس حركة اليسار المصرى، ود. محمد السيد أمين الشئون السياسية بالحزب الناصرى، والإعلامى إيهاب حسن، بزيارة العاصمة السورية، دمشق، الاثنين الماضى والتقوا عددا من المسئولين السوريين، ل"دعم الرئيس السورى بشار الأسد، فى حربه ضد التطرف!"، بحسب وكالة الأنباء السورية، "سانا".
وكانت المفاجأة الثانية ما قاله رئيس الوفد بأن "ما تتعرض له سوريا لا علاقة له بما يسمى الربيع العربى".. متهما "قوى ظلامية" بتمويل المعارضة المسلحة بالمال والسلاح، وأنها ستفشل، وقد فشلت على أرض الواقع من خلال الانتصارات التى يحققها الجيش العربى السورى.
بل زاد الوفد باتهام الإخوان المسلمين فى مصر بانتهاكاتهم لعمل المؤسسات الدستورية والثقافية والسياسية، وبأن مشروعهم "يتماهى مع المشروع الصهيونى" فى ضرب واستقرار المنطقة، ويحقق أطماعه فى عزل مصر عن مواقفها القومية ضد الكيان الصهيونى.
حل اللغز
لعل الكاشف لتلك المفارقة الكبيرة يكون فى التمويل الخارجى لبعض تلك الجهات الناصرية واليسارية؛ وهو ما ظهر فى عدة حوادث، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الأول هو ما كشفه الإعلامى الشهير فيصل القاسم فى ديسمبر الماضى النقاب عن تلقى مرشح ناصرى عربى فى انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة تمويلا من إيران لحملته الانتخابية. وتساءل القاسم فى تدوينه له عبر صفحته على موقع "فيس بوك": "لا أدرى كيف يدّعى أحد كبار المرشحين فى الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة بأنه ناصرى عربى، بينما حصل على تمويل حملته الانتخابية من إيران؟".
وأضاف القاسم: "ليس غريبا أن يتحالف بعض القوميين الناصريين مع إيران، فقد سبقهم القوميون البعثيون إلى ذلك وبقوة منقطعة النظير".
وكان الناشط السياسى المصرى المقيم فى السويد محمد عثمان قد ذكر حصول المرشح الرئاسى الخاسر حمدين صباحى على تمويل ضخم من إيران لدعم حملته الانتخابية فى أثناء ترشحه فى الانتخابات الرئاسية، مقابل نشر المذهب الشيعى فى مصر السُّنية.
وأكد فى مداخلة هاتفية أجراها مع الإعلامى خالد عبد الله فى برنامج "مصر الجديدة" على قناة "الناس" أن صباحى سيتوجه فى زيارة سريعة إلى لبنان قريبا، مضيفا أن مجموعات من مصر توجهت إلى أماكن تدريب فى بيروت، وتدربت على حمل واستخدام أسلحة خطيرة.
ويقودنا هذا إلى المثال الثانى لشبهة وقوف التمويل الخارجى وراء المواقف المتخبطة لبعض اليساريين والناصريين؛ حيث قامت جريدة "الكرامة" الناصرية، التى كان يرأس صباحى تحريرها عام 2006 بنشر ملحق خاص فى ذكرى ثورة "الفاتح" تصدّرت الصفحة الأولى للملحق صورة ضخمة للقذافى وعليها عبارة تقول: "37 عاما من الإنجازات للقذافى".
الأمثلة التى ضربها إعلاميون ومتخصصون تؤكد أن التمويل يحل لغز وقوف رموز سياسية معارضة للتيار الإسلامى إلى جانب أنظمة ديكتاتورية مثل نظام بشار فى سوريا، والقذافى فى ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.