"أكبر دليل على أن الحكومة عندنا عبارة عن سكرتارية للسيسي وبيديرهم عباس كامل من مكتبه أن وجود شريف إسماعيل أو غيابه فترة طويلة ولا ليه أي تأثير على الحياة في مصر ويطلع جهلة يقولك السيسي يؤسس لدولة مدنية"، تغريدة أطلقها أحد النشطاء يطرح فيها الإجابة لمن يسأل هل الانقلاب عسكر مصر؟. وكشف مصدر في حكومة الانقلاب، أن السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يخطط لإزاحة الحكومة الحالية منذ شهرين، وأنه ينتظر فقط حسم مسألة إجراء مسرحية الانتخابات الرئاسية، خلال النصف الأول من العام الجاري، ليعلن هوية رئيس الوزراء المقبل، الذي سيدير مسرحية الانتخابات إذا أجريت من الأصل.
لا والله من جانبه يقول الكاتب والمحلل السايسي محمد طلبة رضوان: "هل يجتمع الصدق والسيسي في سطر واحد، يحدث أحيانًا؟"، مضيفًا: "صدق وهو كذوب، عبارة يتداولها العرب، في مواقف كهذه، لا والله ما هو حكم عسكر، قالها الجنرال في سياق الدفاع عن العملية الانقلابية التي أطاحت المسار الديمقراطي، وانقضّت على ما تبقى من مكتسبات يناير".
وتابع: "يكذب كعادته، إلا أنه هنا صادق من وجه، لعله كان يقصده، ساخرا في أعماق نفسه من هؤلاء الذين يتصورون أن حكمه تكرار لتجربتهم مع الحكم العسكري، المدني الواجهة والديكورات، ناصر، والسادات، ومبارك".
وأوضح رضوان أن "القضاة أيام مبارك كانوا يحكمون في الأغلب بما ينص القانون، ثم تتولى أجهزة الأمن عدم التنفيذ، الآن يخبرك القاضي في وجهك، أنه لا يقيم للعدالة وزنا!".
وتابع: "الفاسدون أيام مبارك كانوا يعملون من وراء ستار، الآن يعينون وزراء، ويخبرون الناس عيانًا أن فسادهم "زحف مقدس"، ولن يستطيع أحد إيقافه!".
موضحًا أن الإعلاميين أيام مبارك كانوا يجتهدون في صياغة تأييدهم بحيل بلاغية والتفافية، الآن يخبرونك صراحة، نحن معه وإن قتل، لو حاولتم خلعه سنشعلها حربا أهلية!".
وختم بالقول: "المعارضون أيام مبارك كان يقبض عليهم، ضرب، سحل، كهربا، تعذيب، ثم يخرجون غالبا، على أرجلهم، الآن يخطف الطالب من الجامعة، يقتل، يلقى بجثته في الصحراء، هكذا، دون مواربة، صدق السيسي، لا والله ما هو بحكم عسكر، إنما عصابات!".
أنا بخير
يذكر أن شريف اسماعيل الشهير ب"الصايع الضايع"، اختاره السفيه السيسي ليخلف المهندس إبراهيم محلب، المتهم هو الآخر في قضايا نهب وفساد، والذي قدم استقالة حكومة الانقلاب سبتمبر 2015، رغم أن اسمه لم يكن مطروحًا بقوة في حينها، حيث كان وزيرًا للبترول.
ووصل "إسماعيل" إلى قمة حكومة الانقلاب بعد نجاحاته في تسهيل نهب العسكر من قطاع البترول، وإعادة النهب في القطاع الذي ظل بلا نهب منذ ثورة 25 يناير 2011.
ومع علو نجمه لدى العسكر، بدأت تخرج أخبار مرضه، ففي يونيو 2015، أصدر «محلب» قرارًا بأن يتولى المهندس هاني سيد محمد ضاحي، وزير النقل في حكومة الانقلاب، إضافةً إلى عمله، القيام بأعمال «إسماعيل»، الذي سافر في رحلة استشفاء.
الحديث عن مرض «إسماعيل»، زاد مرة أخرى بعد سفره في أغسطس الماضي إلى ألمانيا، لإجراء فحوصات طبية، وفي أغسطس الماضي، أدى ظهور رئيس وزراء الانقلاب حليق الرأس، والوهن باديًا عليه إلى كشف خطورة مرضه، الذي قد لا يمكنه من الاستمرار في خدمة العسكر.
من جانبه قال الإعلامي المؤيد للانقلاب عمرو أديب، خلال برنامجه "كل يوم"، إن هناك احتمالية أن يتم تغيير «إسماعيل» في الفترة المقبلة، وهناك مرشح آخر قادم، يعمل في جهاز عسكري حساس.
وتحدث "إسماعيل" عن مرضه، خلال حوار تليفزيوني له، مع الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى، قائلًا: "أؤدي دوري على الوجه الأكمل، وأتواجد في مكتبي وأؤدي عملي، وأنا بطمن الناس، أنا بخير، وكل شيء بإيد ربنا سبحانه وتعالى".
تسهيل النهب
وأكد مصدر في حكومة الانقلاب أن السفيه السيسي أبلغ عددًا من المقربين منه مطلع يونيو الماضي بأن مهمة حكومة شريف إسماعيل - المصاب بالسرطان- تقارب على الانتهاء.
كما أوضح السيسي للمقربين منه بحسب المصدر الذي تحدث لصحيفة “العربي الجديد” اللندنية، أن “الفترة المقبلة تتطلب رئيس وزراء أكثر حزمًا ويمكنه إدارة بعض الملفات الفنية بنفسه”.
ووفقاً للمصدر، يعتقد السفيه السيسي، أن شريف إسماعيل الذي أقعده مرض السرطان لا يصلح لتسهيل نهب العسكر من ملفات الإسكان والإنشاءات الجديدة والتنسيق مع الجيش، وهي الملفات التي يسرق منها السيسي بشكل مباشر المليارات من الشعب، منذ حكومة إبراهيم محلب في خريف 2015.