المعاناة بدأت قبل رئاسة الوزراء.. رحلة شريف إسماعيل مع المرض

اختاره الرئيس عبد الفتاح السيسي ليخلف المهندس إبراهيم محلب، الذي قدم استقالة حكومته سبتمبر 2015، رغم أن اسمه لم يكن مطروحا بقوة في حينها، حيث كان وزيرًا للبترول.
المهندس شريف إسماعيل وصل إلى قمة الحكومة بعد نجاحاته في ملف دفع ديون شركات البترول الأجنبية العاملة في مصر، وإعادة ضخ الاستثمارات في القطاع الذي ظل في حالة حرجة منذ ثورة 25 يناير 2011.. ومع علو نجمه، بدأت تخرج أخبار مرضه.
ففي يونيو 2015، أصدر «محلب»، قرارًا بأن يتولى المهندس هاني سيد محمد ضاحي، وزير النقل، إضافةً إلى عمله، القيام بأعمال «إسماعيل»، الذي سافر في رحلة استشفاء.
وقالت مصادر بمجلس الوزراء، حينها، في تصريحاتِ صحفية إن «إسماعيل» غادر إلى الخارج للعلاج، لفترة قد تطول وغير محددة، ما استدعى إسناد مهام الوزارة إلى وزير النقل.
وبعدما أوكلت له مهمة تشكيل الوزارة، وترددت العديد من الأنباء حول مرضه، وأن ذلك سيحُول دون إكماله مهمته، تلك الأنباء التي كثيرا ما كانت تنفيها مصادر رسمية.
الحديث عن مرض «إسماعيل»، زاد مرة أخرى بعد سفره في أغسطس الماضي إلى ألمانيا، لإجراء فحوصات طبية.
تغيّر طرأ على هيئته
وفي أغسطس الماضي، أدى ظهور رئيس الوزراء حليق الرأس، والوهن باديا عليه إلى ترديد الشائعات حول خطورة مرضه، الذي قد لا يمكنه من الاستمراره في عمله، ما دفع مجلس الوزراء إلى إصدار بيان رسمي لنفي ذلك.
وقال البيان: «في ضوء ما يتم تداوله من شائعات حول مرض المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، تواصل المركز مع رئاسة مجلس الوزراء، ونفت تلك الأنباء، مؤكدة أن رئيس الوزراء، يمارس عمله بكامل طاقته وبشكل طبيعى كالمعتاد».
مصادر بالحكومة عقّبت على الأمر شارحة أن رئيس الوزراء ظهر حليقًا لأنه كان يؤدي مناسك الحج، نافية نيته الاستقالة، وقالت: «هذا الأمر عار تمامًا من الصحة.. رئيس الوزراء يمارس مهام عمله حتى آخر لحظة».
الإعلام يتحدث
ومن جانبه؛ عقب الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه «كل يوم»، على بيان مجلس الوزراء، قائلًا إنه لا ينفي مرض «إسماعيل»، المصاب بأمراض مزمنة، مضيفًا أن «إصابته بالمرض مثله مثل باقي الناس لا يعيبه فى شيء، ولا يؤثر على تأديته لمهام عمله».
وأوضح أن هناك احتمالية أن يتم تغيير «إسماعيل» في الفترة المقبلة، وهناك مرشح آخر قادم، يعمل في جهاز حساس بالدولة.
وبالمثل كان رأي الإعلامية لميس الحديدي، فى برنامجها «هنا العاصمة»، التي أكدت أن مرض إسماعيل لا ينتقص منه، متابعةً: «المرض مش عيب بس إحنا لازم يكون عندنا شفافية، وصحة رؤساء الحكومة والمسئولين ليست شأنًا شخصيًا».
إسماعيل يرد
وفي 20 أكتوبر الماضي، تحدث «إسماعيل» عن مرضه، خلال حوار تليفزيوني له، مع الإعلامي أحمد موسى، قائلًا: «أؤدي دوري على الوجه الأكمل، وأتواجد في مكتبي وأؤدي عملي، وأنا بطمن الناس، أنا بخير، وكل شيء بإيد ربنا سبحانه وتعالى».
جراحة في ألمانيا
وأعلن مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، أنه من المقرر أن يتوجه المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، إلى ألمانيا للعلاج وإجراء عملية جراحية، على أن تستغرق فترة العلاج في حدود ثلاثة أسابيع.
وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صح النوم»، عبر فضائية «LTC»، أكد السفير أشرف سلطان، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن إسماعيل لا يعاني من مرض عضال، قائلًا: «سيادته لا يُعاني من ورم، هي عملية في الجهاز الهضمي، لكن مش ورم ولا حاجة، دي عملية عادية».
فيما قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، يسافر فجر غد إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية تستغرق ثلاثة أسابيع، بعدما أجّل سفره أكثر من مرة لارتباطه ببرنامج عمل.
أكد بكري، في تدوينات عبر حسابه ب«تويتر»، اليوم الأربعاء، أن «حالة رئيس الوزراء الصحية حاليًا استدعت سفره، وصمم رئيس الحكومة على حضور اجتماع مجلس الوزراء اليوم وعقد 5 اجتماعات جانبية، ولم يغادر مكتبه إلا بعد أن ودع كافة المعاونين والموظفين السابعة والنصف مساء اليوم».
وشدّد على أن «إسماعيل نموذج للإنسان المحترم المخلص في عمله، والمتفاني في أدائه حتي اللحظة الأخيرة، كان يتألم في صمت، لكنه كان ينكر دومًا أنه مريض، اختلف أو اتفق، لكنك أمام رجل تولي المهمة في واحدة من أصعب، والفترات التاريخية ولم يكّل أو يمّل، من كل قلبي تروح وترجع بالسلامة».
من هو شريف إسماعيل
المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، متزوج ولديه بنت وولد، ويبلغ من العمر 62 عامًا، وتخرج في كلية الهندسة قسم الميكانيك جامعة عين شمس عام 1978، وعمل مهندسًا في البحث والاستكشاف بشركة موبيل منذ عام تخرجه حتى عام 1979 وكان يعمل منذ عام 1979 حتى عام 2000 مهندسًا بشركة «إنبي»، حتى وصل إلى منصب مدير عام الشؤون الفنية وعضو مجلس إدارة.
تولى شريف إسماعيل منصب وكيل وزارة لمتابعة عمليات البترول وشؤون الغاز من عام 2000 حتى 2005، ثم عُين رئيسًا للشركة القابضة للغازات «أيجاس» حتى عام 2007، بعدها ترأس شركة جنوب الوادي القابضة للبترول من عام 2007 حتى 2013.
في 16 يوليو من العام 2013 قرر حازم الببلاوي رئيس الوزراء الأسبق، تعيين شريف إسماعيل وزيرًا للبترول والثروة المعدنية، خلفًا لشريف هدار، وظّل في منصبه مع حكومة «الببلاوي» وحكومتي «محلب» الأولى والثانية، ثم تولى مسؤولية تشكيل ثالث حكومة بعد الثورة.