ما زال قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، يصر على ظهوره في دور الخادم المطيع لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومن ورائه الكيان الصهيوني، لتنفيذ الأجندة الجديدة التي وضعتها إدارة ترمب في استرضاء تل أبيب، حتى أن السيسي شن هجوما حادا على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لنيل استحسان ترمب الذي يختلف مع سياسة ترمب في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط، والحرب على التيارات الإسلامية. وقال السيسي -خلال برنامج "سبيشيال ريبورت" الذي أذيع على قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، مساء أمس الأربعاء، مع الصحفي بريت بير- إن سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلقت فراغًا تتحمل منطقة الشرق الأوسط تبعاته، في الوقت الذي جامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أنه شخصية فريدة يكن لها كل تقدير. وأضاف قائد الانقلاب "تابعت كل تصريحات ترامب.. إنه شخص رائع وكذلك إدارته وأنا أتكلم الآن بثقة كاملة أنه حقق نجاحًا غير مسبوق لتحقيق مصالح أمريكا والشعب الأمريكي بأسلوب مباشر وواضح، مشيرًا إلى أنه شخص يمتلك أفكارًا مختلفة"، متابعا: "هناك اهتمام كبير من قبل الرئيس ترامب للتعاون في جهود مكافحة الإرهاب الذي أبدي كامل استعدادي للتعاون معه في محاربته". وردًا على سؤال حول المساعدات العسكرية التي تحصل عليها مصر من أمريكا وإمكانية تخفيضها قال السيسي: "كل ما يمكن قوله إن الرئيس ترامب وعد بتقديم دعم كبير لمصر وأنا أثق في وعوده". واعتبر قائد الانقلاب أن هناك فوارق بين فهم إدارتي أوباما وترامب لطبيعة المنطقة، مشيرًا إلى أن تلك الفوارق تكمن في فهم كل منهم لطبيعة محاربة الإرهاب والتشدد، الذي يتحدث عنهم السيسي دائما لتبرير انتهاكاته في حق الشعب المصري، وتكميم الأفواه، وقتل المعارضين لانقلابه في السجون وتعذيبهم بالمعتقلات، زاعما أن كل من يعارض النظام هو "شيطان" يجب محاربته. ونفى السيسي أن يكون ديكتاتورا، وقال إن الاختلاف أمر طبيعي ولا يوجد اتفاق كامل بين البشر، مشيرًا إلى أن فترته الرئاسية لم يتبق عليها سوى عام وشهرين، في الوقت الذي يأمر فيه السيسي المصريين بألا يتلفتوا لكلام أي أحد سواه، وأن يأخذوا التلعيمات منه فقط، زاعما في حوارات سابقة أنه طبيب فيلسوف، وأن كل من يعارضه هو من اهل الشر. وتابع قائد الانقلاب الذي وصفته وسائل إعلام أمريكية مثل "واشنطن بوست" بأنه "سلطوي": "لا يوجد ديكتاتور يحكم 4 سنوات أو حتى 10 سنوات. الديكتاتور يبقى في الحكم 40 أو 30 عامًا ضد إرادة شعبه؛ ولا تنطبق هذه الحالة علي"، في إشارة لحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، رغم أنه من نفس المدرسة "مدرسة الجنرالات" التي لا تترك الحكم سوى بثورات الشعوب ضدها. وأضاف: "إذا أرد الناس سيمنحوني فرصة ثانية لمدة 4 سنوات أخرى، لكن لا توجد فترة ثالثة، والمصريون لن يقبلوا رئيسًا رغمًا عن إرادتهم". وفي رده على صحفي "فوكس نيوز" حول الانتهاكات التي تحدث ضد المعتقلين، ومن ضمنهم الأمريكية من أصول مصرية آية حجازي، زعم السيسي أنها اعتقلت بسبب استخدام الأطفال في الاحتاجاجات، منذ مايو 2014. وحول انتقاد حقوق الإنسن في مصر، قال السيسي إنه التقى بعدد من نواب الكونجرس وتناقش معهم في قضايا كان بينها احترام المواطنين، مضيفًا: "أريد التأكيد على أننا نحترم مواطنينا ونعتني بهم"، في الوقت الذي يقبع فيه عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون المصرية، فضلا عن قتل المئات بالتعذيب، باسم قانون السيسي. وزعم السيسي أن ما يشغله المصريين البسطاء، وما يبقيه مستيقظًا خلال الليل هو المواطن المصري البسيط، مشيرًا إلى أن مصر بها عدد سكان كبير، وظروف اقتصادية صعبة، في الوقت الذي رفع فيه السيسي الدعم عن الغلابة، وجعل أكثر من 50 مليون مواطن مصري يعيشون تحت خط الفقر. وعلى المستوى الخارجي، أكد السيسي دعم دول الخليج لانقلابه، في الوقت الذي طالب بقتل الثورة الليبية، ودعم جرائم بشار الأسد، قائلا: "التواجد الروسي في سوريا دفاعًا عن مصالحها، وأن الفراغ الذي صنعته إدارة أوباما جعل روسيا تمتلك موطئ قدم كبير في المنطقة". وفي الشأن الليبي قال قائد الانقلاب: "لو ساعدنا الجيش الوطني الليبي (مليشيات خليفة حفتر) لن يكون هناك مجموعات مسلحة ولن يصبح الشعب الليبي أسيرًا للمتشددين"، مشيرًا إلى أن الوضع في ليبيا يمثل مصدر قلق لمصر.