كذبت شعبة الأدوات المنزلية والكهربائية وشعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة تصريحات وزير التجارة والصناعة في حكومة الانقلاب، حول حجم الواردات والصادرات، واتهمته بتضليل وخداع المسئولين، موضحة أن تراجع الواردات نتيجة إلى ارتفاع الأسعار وندرة البضائع، كما أن ارتفاع الصادرات نتيجة لزيادة سعر الصرف وليس لزيادة البضائع المصدرة للخارج. كما حذرت شعبة المستوردين من ارتفاع الأسعار في حالة تخفيض العملة المحلية وفق ما لمح إليه محافظ البنك المركزي مؤخرًا .
يأتي ذلك في الوقت الذي زعم طارق قابيل وزير التجارة والصناعة في حكومة الانقلاب أن الصادرات المصرية غير البترولية شهدت طفرة ملحوظة خلال مايو الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2015 حيث سجلت 9ر1 مليار دولار مقابل 7ر1 مليار دولار بزيادة نسبتها 7% ليصل إجمالي الصادرات حتى نهاية مايو إلى 4ر8 مليار دولار بزيادة نسبتها 3% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وشهدت الواردات المصرية من الخارج انخفاضًا كبيرًا حيث سجلت قيمة الواردات خلال مايو 9ر1 مليار دولار ليصل إجمالي الواردات حتي نهاية إبريل الماضي إلى 18 مليار دولار مقابل 5ر22 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي 2015 بانخفاض نسبته 19%.
وقال أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، في تصريحات صحفية، إن المجموعة الاقتصادية الحالية تتسبب في كوارث الاقتصاد المصري، متهما وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل بتضليل المسئولين والقيادة السياسية حول زيادة الصادرات وخفض الواردات.
وأضاف شيحة، أن وزير الصناعة والتجارة، تسبب في ركود الاسواق التجارية، ولا يعمل إلا لصالح فئة قليلة جدا من المحتكرين.
وحول نية البنك المركزي لتخفيض قيمة الجنيه قال إن "تلميحات محافظ البنك المركزي طارق عامر بخفض الجنيه المصري لن ترفع الصادارت المصرية، نتيجة لان أكثر من 50% من هذه الصادرات يتم استيراد مستلزمات الانتاج لها من الخارج، فضلا عن أن مصر تستورد أكثر من 60% من اجتيجاتها بالدولار، وبالتالي إن تأثر الخفض سيرفع الاسعار ومعدلات التضخم ولن يفيد الاقتصاد.
وأوضح أن خفض الجنيه سيؤدي الي ارتفاع قيمة الواردات الخارجية التي يتم دفعها بالدولار.
وأضاف شيحة أن قرار تخفيض العملة المزمع تطبيقه سيؤدي الي كارثة اقتصادية وسيرفع الاسعار بنفس قيمة خفض الجنيه المزمعة، وسيؤدي خلال الفترة المقبلة الي ارتفاع الدولار بالسوق السوداء نتيجة الي تكالب المستوردين والصناع الي جمع الدولار من السوق بأي سعر، لتأكد الجميع من ارتفاع سعره مستقبلا.
وأشار إلي هذه التصريحات أصابت السوق بالذهول، ومن المتوقع ان يشهد سعر الصرف خلال الايام المقبلة قفزات جنونية قد يكسر فيها الدولار بالسوق الموازي ال12 و13 جنيها، نتيجة لزيادة الطلب عليه بعد عيد الفطر، قائلا خفض الجنيه قد يفيد مثلا الصادرات الغذائية مثل المانجو والبطاطس علي سبيل المثل لكن في المقابل مصر مستورد للزيوت بنسبة 95% ومستورد للشاي بنسبة 100% واكبر مستورد للقمح في العالم، وكل ذلك سيرفع فاتورة الواردات، ويأتي بأثار سلبية علي الاقتصاد.
ولفت النظر الي انه لا توجد في مصر صناعة ولا تصدير حتي يتم دعمه علي حساب كل فئات الشعب المصري، فضلا عن ان هذا القرار في حالة تطبيقه سيرفع اسعار السلع المستورة، لافتا إلي أن التخفيض الأخير للجنيه المصري الذي قام به طارق عامر ورفع الدولار إلي 8.88 جنيها، لم يؤد الي ارتفاع حصيلة الصادرات.
وقال فتحي الطحاوي نائب رئيس شعبة الأدوات المزلية والكهربائية، إن وزير التجارة والصناعة أغفل جانب كبير من الحقيقة في عرضه لتقرير الصادرات والواردات، وأوضح أن سبب زيادة في الصادرات ترجع إلي زيادة قيمة الصادرات وليس معدل الصادرات نتيجة تغير اسعار الصرف، وبالتالي زيادة التكلفة الإجمالية وزيادة سعر البيع، وليس كما يحاول الوزير أن يقنعنا بان معدل التصدير ارتفع.
أما عن انخفاض الواردات بنسبة 4.2 مليار دولار من يناير إلي يونيه عن نفس المدة من العام الماضي قال الطحاوي، أنه ينقصه عدة حقائق مثل ارتفاع الأسعار نتيجة لقلة الواردات وندرة البضائع، مما يعتبر حمل علي المستهلك محدود الدخل ، كما أنه أدى إلي التأثير علي معدلات العمالة التي تعمل في مجال التجارة والاستيراد والتي شهدت تسريحا لعدد كبير من العمالة ، فضلا عن أن ذلك خلق سوق احتكارية لمجموعة من المحتكرين الكبار، الذين استغلوا الظرف ورفعوا الأسعار 40-60٪ وتلك الزيادات لا ينكرها أي شخص .
وأضاف أن وزارة الصناعة والتجارة تخالف تعليمات الريس السيسي حول دعم الصناعة الوطنية وترشيد الواردات ، حيث لا تقوم الحكومة بتوفير أراض صناعية مرفقة بأسعار مخفضة للمستثمرين الشباب المصريين، كما لا تقوم أيضا بتوفير دعم مالي من البنوك بدون تعقيدات تصل لسنوات ويستحيل تنفيذها .