كالعادة.. خرجت المسرحية مفضوحة، وكأن المخرج لا يتعلم من أخطائه، حيث تضمنت مسرحية "المؤامرة الكبرى"- التي نفذتها حماس و"الإخوان" لصيد النائب العام السابق هشام بركات- العديد من اللقطات المضحكة، رغم أنها من النوع "التراجيدي العنيف"، الذي يقابله الجمهور عادة بالبكاء من فرط التأثر؛ لأنها تضمنت تعذيبًا بشعًا تعرض له عدد من الشباب المختفين قسريا منذ فترة في مراكز الاحتجاز التي تديرها داخلية الانقلاب، ثم خروجهم باعترافات، معروف تماما كيفية الحصول عليها، إلا أن المسرحية كان ينقصها الإتقان في الإخراج، والذي ربما كان السبب فيه زيادة الفترة التي قضتها وزارة الداخلية في البحث عن ضحايا لتلفيق التهمة لهم وإغلاق القضية؛ لوقف التساؤلات التي كانت تثور بين الحين والآخر عن السبب في تأخر القبض على قاتلي النائب العام القتيل. وربما كانت نقطة الضعف الأبرز في المسرحية الأمنية التي كتبت فصولها في "عواصم جهنم"، التي تشهد عمليات تعذيب لا تتوقف للمئات من أبناء الشعب المصري الرافضين للانقلاب، حيث نسي "الضباط" أنه سبق أن تم تسويق أخبار منذ فترة بأن المخطط والمنفذ لعملية الاغتيال ضابط سابق بالصاعقة، هو هشام علي عشماوي، ونشر الإعلامي الانقلابي أحمد موسى صورة شخصية وفيديو من داخل منزل "المتهم"، مؤكدا أن معلومات مؤكدة لديه تشير إلى أنه المخطط والمنفذ للعملية، داعيا كل المصريين إلى الإبلاغ الفوري عن أي شبيه للضابط السابق. شاهد فيديو أحمد موسى : والمعروف أن أحمد موسى لا يتحدث في مثل هذه الأمور إلا وفقا لمعلومات من أجهزة أمنية متعددة تختصه بها بشكل معتاد. كما تضمنت المسرحية اتهامًا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها أدخلت "نصف طن متفجرات" وسيارة مفخخة من غزة، وتم الوصول بها إلى وسط القاهرة، إضافة إلى اتصالهم بمجموعة من "الطلاب" لفترة طويلة للتخطيط لتنفيذ "العملية الإجرامية الخطيرة"، ثم انسحابهم دون القبض على أي منهم، رغم أنها المرة الأولى التي ينفذون فيها مثل هذه العملية، "أي أنهم هواة في عالم الإرهاب".