موعد أول مباراة لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025/2026 والقناة الناقلة    مسؤول فى حزب القوات: حزب الله يجر لبنان إلى مواجهة خطيرة    الحل في القاهرة.. قادة الفصائل الفلسطينية يشيدون بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسى فى دعم ومساندة غزة    الداخلية تضبط المتهم بسرقة هواتف المواطنين بأسلوب الخطف والتهديد بالسلاح بالمطرية    محافظ الجيزة يكلف بمضاعفة جهود النظافة عقب انكسار الموجة الحارة    نجوى فؤاد تحسم الجدل حول زواجها من عم أنغام ( فيديو)    بعد «الإحلال والتجديد».. افتتاح مسجد العبور بالمنيا    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 فلكيًا في مصر (تفاصيل)    متحدث باكستاني: عدد قتلى الفيضانات المفاجئة في شمال غرب باكستان ارتفع إلى 157 شخصا    المتحدث العسكري ينشر فيديو عن جهود القوات المسلحة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة (تفاصيل)    الرئاسة في أسبوع، السيسي يوجه بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام.. حماية تراث الإذاعة والتلفزيون.. ورسائل حاسمة بشأن أزمة سد النهضة وحرب غزة    الاتحاد السكندري يعاقب المتخاذلين ويطوي صفحة فيوتشر استعدادًا ل «الدراويش» في الدوري    فليك: جارسيا حارس مميز وهذا موقفي تجاه شتيجن    تشالهانوجلو يعود إلى اهتمامات النصر السعودي    رئيس جامعة بنها: التعليم بداية الطريق وتقديم كافة أنواع الدعم للخريجين    ب6 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    المنيا.. مصرع طفلة إثر صعق كهربائي داخل منزل جدتها بسمالوط    «يا رايح للنبي».. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    فنانو مصر عن تصريحات «إسرائيل الكبرى»: «نصطف منذ اليوم جنودًا مدافعين عن شرف الوطن»    عمرو يوسف: تسعدني منافسة «درويش» مع أفلام الصيف.. وأتمنى أن تظل سائدة على السينما (فيديو)    رانيا فريد شوقي في مئوية هدى سلطان: رحيل ابنتها أثر عليها.. ولحقت بها بعد وفاتها بشهرين    وفاء النيل.. من قرابين الفراعنة إلى مواكب المماليك واحتفالات الخديوية حتى السد العالي    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة».. إمام المسجد الحرام: تأخير الصلاة عند شدة الحر مشروع    خطيب الجامع الأزهر: الإسلام يدعو للوحدة ويحذر من الفرقة والتشتت    «السلام عليكم دار قوم مؤمنين».. عالم بالأزهر: الدعاء عند قبور الصالحين مشروع    بحث تطوير المنظومة الطبية ورفع كفاءة المستشفيات بالمنيا    نائب وزير الصحة: مهلة 45 يومًا لمعالجة السلبيات بالمنشآت الطبية في المنيا    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    خدمات علاجية مجانية ل 1458 مواطنا في قافلة طبية مجانية بدمياط    الصفقة الخامسة.. ميلان يضم مدافع يونج بويز السويسري    متى تنتهي موجة الحر في مصر؟.. الأرصاد الجوية تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    محافظ الدقهلية يتفقد عمل المخابز في المنصورة وشربين    عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج    ترامب يؤيد دخول الصحفيين إلى قطاع غزة    الأزهر يرد ببيان شديد اللهجة على وهم "إسرائيل الكبرى": تفضح أطماعًا ونوايا متطرفة    محافظ أسيوط يتفقد محطة مياه البورة بعد أعمال الإحلال    قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة    117 مليون مشاهدة وتوب 7 على "يوتيوب"..نجاح كبير ل "ملكة جمال الكون"    البورصة: ارتفاع محدود ل 4 مؤشرات و 371.2 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول    مديرية الزراعة بسوهاج تتلقى طلبات المباني على الأرض الزراعية بدائرة المحافظة    تراجع معدل البطالة في مصر إلى 6.1% خلال الربع الثاني من 2025    السيسي يوافق على ربط موازنة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2025-2026    الزمالك يمنح محمد السيد مهلة أخيرة لحسم ملف تجديد تعاقده    «الطفولة والأمومة» يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    الكشف على 3 آلاف مواطن ضمن بقافلة النقيب في الدقهلية    نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الطبية بمحافظة المنيا ويحدد مهلة 45 يوما لمعالجة السلبيا    الإدارية العليا: إستقبلنا 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ    ضبط مخزن كتب دراسية بدون ترخيص في القاهرة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد فاركو    ياسر ريان: لا بد من احتواء غضب الشناوي ويجب على ريبييرو أن لا يخسر اللاعب    قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا    ضربات أمنية نوعية تسقط بؤرًا إجرامية كبرى.. مصرع عنصرين شديدي الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة ب110 ملايين جنيه    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبيل المغربي .. إرهابي عتيد أم ضحية عهود سابقة؟ (فيديو)
نشر في محيط يوم 25 - 11 - 2013

"قال عنه وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا لو أعترف نبيل المغربي على السبب وراء شرائه السلاح من سانبو، وعن شقيق زوجته حسين عباس لما اغتيل السادات".
حسن ابو باشا مذكرات في الأمن والسياسة
حالة نبيل محمد عبد المجيد المغربي، حالة فريدة في السجون المصرية، ربما لا يعرف الكثيرين أنه أقدم سجين بالمعنى التاريخي في السجون المصرية، وربما لا يعرف الكثيرين أيضاً أنه صاحب أكبر جملة أحكام في التاريخ السياسي المعاصر، فقد قبض عليه قبل عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، واعتقل بتاريخ 25 سبتمبر 1981، في قرارات التحفظ الشهيرة .
وكان من المعتقلين المتحفظ عليهم في ذلك الوقت، تم وضعه في سجن استقبال طرة، "مصمم حينها" لاستقبال هذه النوعية من القوى السياسية التي يتم التحفظ عليها آنذاك..
بدايات المغربي
كان المغربي ضابطا احتياطيا سابق بالمخابرات الحربية المصرية، شارك في حرب أكتوبر 1973، اعتقل سنة 1979، بسبب نشاطه الإسلامي وصعوده المنبر للخطابة ضد الرئيس السادات.
حينا كان الواقع يفرض نفسه.. فالقوى السياسية سواء الإسلامية أو القومية أو اليسارية معبئة ضد السادات، بسب الصلح مع إسرائيل و"كاب ديفد" عام 1977م، برز المغربي بين كل هذه التيارات كداعية يعارض السادات ويصعد المنبر في مسجد بأحد ضواحي عين شمس، وهو مسجد الأنوار المحمدية، وذلك قبل اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
من هذا المسجد تعرف على قيادات كثيرة وعناصر مختلفة من التيارات الإسلامية، والتي كان لها دورا فيما بعد، وخاصة بعد عملية اغتيال الرئيس الراحل السادات.
عائلة المغربي والنكبات
ولكن العلامة الفارقة والتي جرت عليه الويلات والمصاعب فيما بعد أنه كان متزوجا من السيدة عزيزة عباس، شقيقة حسين عباس الذي نفذ عملية اغتيال الرئيس الرحل أنور السادات في 6/ أكتوبر عام 1981، أو القناص الذي أمطر السادات في العرض العسكري عدة رصاصات منهم الرصاصة التي اخترقت الرقبة فأودت بحياته على الفور.
تزوج قبلها بسيدة لم تدم معه طويلا؛ إلا انه أنجب منها طفلا.. انقطعت الاتصالات بينهما تماما، أخذه أخواله وفصلوه تماما عن والده، ومنعوه من أي اتصال به، بعد سجنه في القضية الشهيرة "قضية السادات".
أنجب المغربي من السيدة الثانية عزيزة عباس الشقيقة الصغري لحسين عباس الذي حكم عليه بالإعدام في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات ثلاثة من الأبناء وهم محمد وعمار وأسماء علي الترتيب .
لم يكن المغربي يتخيل انه شقيق زوجته حسين عباس سوف يشارك في العرض العسكري ويلبي طلب خالد الإسلابولي بالحضور هو وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل رحيل في يوم 6 أكتوبر يوم العرض وخاصة وأن المغربي يعرف أن عباس يعاني من أمراض كثيرة، ويعالج عند بعض الأطباء ويشرف هو بنفس علي هذا العلاج.
ولأن سلطات الأمن لم تقتنع بأن من غير الطبيعي أنه لا يعرف من شقيق زوجته أنهم سوف ينفذون عملية الاغتيال هو وعناصر تنظيم الجهاد، ولأنه كان تحت سيطرتهم في تلك الفترة مما أوقعهم في حرج شديد مع قياداتهم،لأنهم لم يستطيعوا استجوابه ومعرفة عملية الاغتيال منه.
المغربي والسادات
واضح أن اسم المغربي تردد كثيرا قبل اغتال السادات، لا سيما وأن المخابرات رصدت له تحرك لترتيب اغتيال السادات، نسب حينها ظلما لعبود الزمر في استراحة المنصورة؛ إلا أن هذا الترتيب كان من قبل المغربي نفسه على حد وصف موسي صبري في كتابة السادات حقيقة وأسطورة.
غير أن المغربي نفي ذلك، وأكد أنهم كان لديهم نية في القيام بمظاهرة سلمية أمام الاستراحة لرفض سياسيات السادات تجاه المعارضة والعلماء وبدايات الاعتقالات السياسية حينها.
لقد تم أدرج اسم المغربي في قائمة المتهمين باغتيال الرئيس أنور السادات سنة 1981 رقم 11، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.
كان هذا أول حكم صدر على المغربي، وكما سوف نري في شهادته وشهادة زوجته وابنهما عمار ، كيف كان يتلقي تعذيباً شرسا ومنظم مقصوداً فهم يعتبرونه ليس فقط مشارك في الاغتيال بل منفذ رئيسي وعلم ولم يبلغ.
بعدد سنوات السجن.. يعد المغربي أقدم سجين سياسي، فقد وطأت قدماه أرضية السجون قبل عبود الزمر ب 15 يوماً، حيث تم اعتقاله بتاريخ 25 سبتمبر 1981 في حين أن عبود الزمر دخل السجن، بتاريخ 14 أكتوبر 1981 وخرج منه بتاريخ 12 مارس. 2011
الهروب الصغير
لم يطق الرجل السجن، وسرعان ما خطط للهروب منه بعد صدور الأحكام في القضية الشهيرة التي عرفت بقضية تنظيم الجهاد، وحاول الهروب هو وزميل له يدعي محمود إسماعيل عام 1986، لكن المحاولة فشلت، وتم القبض عليهم وسقطا في غرفة المطبخ بسجن استقبال طرة ، وعادا إلى السجن مرة أخرى، ليضيق عليه أكثر وينقل إلى سجن ليمان طرة عنبر الموت "عنبر يطلق على عنبر كوكو واوه أو، عنبر الموت"، ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، وحكمت المحكمة عليه بالسجن ثلاثة سنوات تضاف إلى حكمه.
الهروب الكبير
قليلا من يعرف أن هذه الضغوط أورثت المغربي حالة من عدم الاستقرار النفسي والفكري، ويروي احد زملاء السجن القريبين منه انه دخل في عزلة اختيارية وبعد عن أصدقائه ورفاقه بصورة جعلتهم ينفرون منه، حتى اتخذ الرائد عصام القمري، وخميس مسلم، ومحمد الإسواني قرار بالهروب بعد ضغوط السجون في الفترة من 1983إلى 1988، وخاصة بعد صدور الأحكام في قضية التعذيب الكبرى أبان حكم وزارة زكي بدر، وبراءة جميع الضباط من تعذيب عام 1981.
تم عرض الأمر على المغربي ووافق؛ إلا إن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن القمري شعر بحالة عدم استقرار المغربي نفسيا، فرفض الاستمرار في إبلاغه بتطور العملية، وأخفي عليه العملية غير أن العملية تمت بدونه في أواخر عام 1988.
وهذا ما يفسره انهياره التام عندما سمع بصوت الانفجارات خارج سجن ليمان طرة وصراخه الشديد " افتح أسواني.. افتح يا أسواني الباب.. أنا معاكم خميس.. أنا هنا تعالى بسرعة".
هرب الثلاثة في عملية أسطورية نادرا ما تتكرر في السجون المصرية نظرا لبراعة "القمري والاسواني ومسلم" في المناورة ومكثوا 23يوما في الخارج، قتل علي إثرها الرائد "القمري" و"خميس"، "مسلم" في مساكن إيديل بأحد ضواحي القاهرة وعاد الأسواني مصابا.
المغربي والمراجعات الفكرية
شارك المغربي عام 2008في مراجعات الجهاد ويعتبر من أوائل من وقع عليها بعد بيان من القيادي الإسلامي المتواجد في ألمانيا أسامة صديق أيوب من بني سويف وأقرتها مجموعات جهادية كثيرة من عين شمس وإمبابة وشبرا و كرداسة.
غير انه بعدها بأشهر قليلة نقلته امن الدولة إلى سجن أبي زعبل حيث تم ضبط تليفون محمول، وتم اعتقال نجليه محمد وعمار، وزوجته عزيزة عباس، ومعاملتهم معاملة سيئة للغاية في السجون، وتم نسيان التوقيع على مبادرة وقف العنف وتخليه عن فكرة التنظيمات، وكان مثار سخرية من قيادات الجهاد المتشددة عليه في كل الأماكن بالكلمة التالية "عملتلهم مراجعه فرجعوك تاني لينا".
منذ سنوات مضت، ودّعت رموز الجماعة الإسلامية الحياة خلف القضبان، عن طريق ما يعرف ب"المراجعات الفكرية"، لحق بركب الحرية الشيخان عبود وطارق الزمر خاصة بعد ثورة يناير 25، ولكن ظل خلفهما في المعتقلات والسجون عدد ليس بالقليل، حتى تم الإفراج عن السجين "نبيل المغربي" منذ عدة أشهر.
الإفراج الصحي في عهد المجلس العسكري
جاءت ثورة يناير فبدأت وسائل الأعلام تنادي بالإفراج عنه بكل قوة حتى أنني أتذكر أن كثيرا من الصحفيين الكبار والحقوقيون نادوا بالإفراج عنه لمعاير الحقوقية والإنسانية لبلوغه سن السبعين، ورجليه منتفختان، ويعاني من أمراض السكر والضغط والقلب واضطراب في إنزيمات الدم وخلل في وظائف الكبد، هذا فضلا عن الجانب النفسي والعصبي الذي يعاني منه من سوء المعاملة وضيق المساحة.
تدخلت شخصيات كبيرة، ولا أريد أن أقول أمنية.. حتى صدر قرار السيد عادل السعيد رئيس المكتب الفني للنائب العام بعد توصية المجلس العسكري بالعفو عن المغربي.
بتاريخ الاثنين 6/6/2011، صدر قرار بالإفراج الصحي عن السجين نبيل عبد المجيد المغربي، والمحكوم عليه بالسجن جملة أحكام مؤبد في قضية تنظيم الجهاد، وقضية الهروب عام 1986بثلاث سنوات، و مؤبد في قضية طلائع الفتح الجزء الخامس قضية 5/ 1995ولم يفرج عنه في عهد الرئيس مرسي ليس كما قال وزير الداخلية مؤخرا في 13 نوفمبر 2013 .
رحلة الطواف على سجون مصر ومعتقلاتها في ذاكرة "المغربي" ليست قاصرة عند حدود الأماكن المخصصة للتعذيب، وانتزاع كرامة الرجال، قبل أن تنزع عنهم الملابس، ولكنها تتضمن أيضا ملامح عتاة السجانين، وأوامر قادتهم الذين تفوقوا على نظرائهم، في كل من سجن أبو غريب، ومعتقل جوانتانامو.
مقتل ابنه الأكبر محمد والآثار النفسية
كانت المفاجأة الأخرى من نكبات عائلة المغربي في تاريخ 16/8/2013يوم التجمعات الاحتجاجية برمسيس عند إصابة نجله الأكبر محمد المغربي بطلق ناري في الظهر فارق الحياة على أثرها فورا .
محمد المغربي متزوج ولديه طفلين "عمار" عامين ونصف، و"عبد الرحمن" 4 سنوات، كان موجوداً في ميدان رمسيس حينها، وقص تفاصيل مقتل أخيه عمار المغربي.
فيقول: أصيب أحد المتظاهرين في قدمه فهرول إليه محمد ليحاول إنقاذه لكنه أصيب على الفور بطلق ناري في ظهره.
وعلى الفور انطلق شقيقه عمار إليه حيث كان يرافقه وقال له مالك قال: «أنا حاسس حاجه في صدري خنقاني قال له عمار لا تخف هنروح نشوف في إيه، فرد محمد : خلاص خلاص... و نطق الشهادة قائلاً : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله».
يستكمل عمار بعدها ذهبنا به إلى مستشفي الدمرداش وبعد وصولنا المستشفي بعشر دقائق قالوا لنا أنه مات.
تلقى الأب نبأ الوفاة بعدها بساعات، ولم يتمالك نفسه من البكاء فلم يمكث معه كثيرا حتى قتل.. وهنا يزداد العبء النفسي على الرجل من جديد ماذا بعد هذا الحادث الأليم، وأيضا أضيف بعداً أخر.. هل الأجهزة تعاملت مع القبض على "المغربي" كإجراء احترازي خوفاً من انتقام الرجل؟ أم المعلومات التي قدمتها حقيقية، هنا يكمن السؤال!.
حوار قديم مع المغربي
يقول المغربي عن سنوات سجنه: لن أدعي العلم بالشيء، وأقول أنني كنت أعرف أن الجماعات الإسلامية على مختلف أسمائها، كانت تمثل هاجسا لنظام السادات وحسني مبارك، لذلك كان التعنت في منع الزيارة أو الترحيل من سجن إلى سجن، والتعرض على لعمليات تعذيب ممهنجة هو أسلوب إدارات السجون المفضل في التعامل مع أعضاء هذه الجماعات وأنا منهم.
قال "المغربي"، إنه في مطلع عام 1994 تم نقله إلى معتقل الوادي الجديد، وحبس في دورة مياه غير مستخدمة لمدة 4 أشهر، أقسم لي "المغربي"، أن الحشرات نفسها كانت تتوقف عند الباب، وكان يُلقَى له الطعام كما يلقى للدواب، وعندما نصحه أحد السجناء بأن يضرب عن الطعام حتى يتم عرضه على طبيب السجن الذي أوصى إدارة السجن نقله لمكان جديد التهوية، وقتها اعتبر مأمور السجن هذه التوصية تدخلا في عمله، فما كان منه إلا أن أمر بجمع السجناء، وأقسم أن يكسر على قدمي "المغربي" "4 خرزانات" ليجعل منه "عبرة لمن يعتبر".
أخذ المغربي يصرخ ويصرخ حتى "بح الصوت"، وتشنجت الأعصاب، وأخذ ينحصر الصون إلى أنين، وصمت... وخشي نائب المأمور أن يموت المغربي فنقله مسرعاً إلى سجن آخر ليخفي الجريمة، حيث دأبت وزارة الداخلية على تغير القيادات الأمنية في السجون كل فترة.
كثير من الشخصيات التي عرفها وزاملها "المغربي" في السجون لقيت مصرعها، سواء كان هذا بسبب عمليات التعذيب، أو عن طريق الأمراض التي داهمتهم، فقد لقي 9 من زملائه مصرعهم في سجن "أبو زعبل" سنة 1998 منهم محمد سليم كحك و محمد سعد عثمان، وكان نصيب 14 آخرين العجز عن الحركة منهم محمد الأسواني والحسيني سليمان مدبولي، وأحمد عباس.
توقف "المغربي" عن الكلام بضع دقائق بعد أن حكا هذه الواقعة، ليلتقط أنفاس لاهثة بسبب أمراض تكالبت عليه وأوهنت منه العظم، فبعد الإفراج عنه أكتشف الأطباء انه مصاب بسرطان الجلد في وجهه حيث كان هناك مكان لا يلتئم فيه الجرح نتيجة لعدم التعرض لشمس سنوات طويلة .
ولتخفيف وطأة الحديث سألته عن دراسته، فقال لي، إنه تخرج عام 1973 في كلية الألسن قسم إسباني، وإلى جانب إجادته للغة الأسبانية فإنه يجيد 3 لغات أخرى .
وعن أبنائه قال إنه تزوج عقب تخرجه وقبل أن يدخل السجن أنجب 4 أبناء لم يراهم إلا بعدما بلغ عمر أكبرهم 12 عاما، وكان "المغربي" يتمنى أن يحضر زفاف حفيده الأكبر، ولم تتيح له وزارة الداخلية تحقيق هذه الأمنية فكتب إليهم يطلب منهم أن يموت في منزله.
تعددت الأحكام على المغربي فبعد حكم المؤبد عام 1981حكم عليه ثانية بالسجن ثلاث سنوات إضافية بعد هروب مجموعة من المساجين رغم عدم مشاركته في الفرار.
وحكم عليه للمرة الثالثة بالسجن خمس وعشرين سنة أخرى بتهمة التخطيط ضد نظام الحكم، والمثير في قضية نبيل المغربي أنه عوقب في قضايا تمت وهو داخل السجن.
عان نبيل مغربي الذي يبلغ من العمر حاليا 70 سنة، وبعد قضائه لأكثر من ثلاثين سنة خلف القضبان، من أمراض الشيخوخة المرتبطة أساسا بالظروف الصعبة التي عاشها طيلة حياته السجنية، حيث سوء التغذية والافتقار إلى العناية الطبية بالإضافة إلى حالة الاكتظاظ التي تعرفها السجون المصرية.
لا اعرف مدى صحة المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام قبل 4 أسابيع، حيث تم رصد ضباط الأمن الوطني تحركات ل"المغربي" بين 3 شقق في القاهرة والجيزة والقليوبية، وبمراقبته تبين أنه يلتقي عناصر تنتمي لجماعات إسلامية، وحصلت الأجهزة الأمنية على إذن من النيابة بمراقبته وباقي الأعضاء الذين يجتمعون معه، ودلت تحريات أجهزة الأمن إلى أن "المغربي" كان حلقة الوصل بين 3 مجموعات هي المسئولة عن تنفيذ مذبحة الضباط في كرداسة، وكنيسة الوراق، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية.
وألقت أجهزة الأمن القبض على "المغرب"، وعدد من أعضاء التنظيم، وخلال استجواب المتهم أدلى ببعض المعلومات عن أشخاص كان يتقابل معهم بعد تضييق الخناق عليه، لكنه أكد أن هؤلاء الأشخاص أصدقاء له، ولم يتورطوا في عمليات إرهابية، وأكد "المغربي" لأجهزة الأمن انه ترك منهج العنف، ووقع على "المراجعات الفقهية" للجماعات الإسلامية، ولا يعرف شيئاً عن الهجمات التي تعرضت لها كنيسة العذراء بالوراق، أو محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ونفى تواصله مع أعضاء في تنظيم القاعدة، فيما اعترف بأنه ينتمي إلى تنظيم الجهاد الإسلامي.
إن حياة المغربي، وشهادته التي روها لنا عبر هذه السنوات التي قضاها في المعتقلات والسجون وأقبية امن الدولة هو وأسرته بالكامل، ما هي إلا قصة من حياة "المغربي في السجون المصرية".
والسؤال الذي يدور في الأذهان .. كيف لرجل مسن يبلغ من العمر أكثر من سبعين عاما، أن يتحرك مثل هذا التحرك الدقيق ويكلف ويأمر وينهي في عمليات نوعية إرهابية بهذا العمق ككنيسة الوراق، ومحاولة اغتيال السيد وزير الداخلية، لا سيما وأنه يعاني من حالة إضراب ووسواس قهري مزمن، فهو "يتوضى ويعيد الوضوء في نفس الوقت أكثر من ثلاث أو أربع مرات".
كثير من قيادات الجهاد التي عاشرته تعرف عنه ذلك بل وكان على علاقة تضاد مع أشدهم تطرفا ورفضا لمراجعات الفكرية مثل احمد سلامة مبروك ابو الفرج الذي القي في وجهه ماء ساخن ولولا حركته السريعة كان من الممكن أن يحرق وجه.
ما نقلته ليس دفاعا أو تأيدا أو هجوما على المغربي بل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.. أرجو أن يعرف صناع القرار أين يضعون أقدامهم فالحقيقة وحدها تقيم مصر العدل، وبغيرها سوف تنهار مصر، وندخل في اتهامات مباشرة في تلفيق التهم كما كنا في السابق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.